4
حسام فتحى
06
مايو
2012
07:18 PM


اتقوا الله فى مصر.. وانظروا بقلوبكم وبصائركم قبل عيونكم لما يجرى حولكم.

هل تلك هى «مصر» التى حلمتم بها عندما خرجتم يوم 25 يناير إلى ميدان التحرير واضعين رءوسكم على أكفكم لا تعلمون إن كنتم ستعودون إلى أهليكم أم ستستقر أجسادكم فى أقبية مبانى «أمن الدولة»؟

هل تلك هى «مصر» التى داعبت أحلامنا مخططات مستقبلها الزاهر، وما يجب أن يسعد به أبناؤنا بعد كل ما حرمتنا منه الأنظمة التى «كتمت» أنفاسنا قرابة 60 عامًا؟

هل ترضون أن يزهق المصرى روح المصرى؟ هل توافقون أن يهرق دم المصرى بيد المصرى؟ هل تسعدون والعالم كله يتابع «البلطجية» المسلحين بالأسلحة النارية والشوم والسنج والمطاوى، يعتدون على المعتصمين، وجنود جيش مصر، دونما تفرقة، والهدف تفجير الأوضاع وإدخال البلد فى نفق مظلم، ثم «إحراقه» بعد إغلاق مدخله ومخرجه!

ألم نتعلم شيئاً على الإطلاق من التجارب المريرة الدامية فى استاد بورسعيد، ومحمد محمود، وحريق المجمع العلمى، وأحداث «ماسبيرو»؟.. وقبل ذلك اغتيال الشهداء فى ميدان التحرير وإطلاق الرصاص على رءوسهم ببنادق القناصة،.. أم عن بعد أمتار كما حدث مع الشهيد الشيخ عماد عفت، أمين دار الإفتاء المصرية؟.. هل نسيتم؟

نفس السيناريو الشيطانى: تجمع يضم معتصمين أو ثواراً أو مشجعين، لا يمكن السيطرة على اندساس عناصر إجرامية بينهم، ثم مناوشات مع الجيش أو الأمن، يليها تصعيد استفزازى تجرى خلاله اعتداءات «مجرمة» على يد «محترفين» شياطين، يعلمون كيف ينفذون جرائمهم، وحتى الآن لم نعرف من المحرض، ولم يقدم «مجرم» منهم للعدالة، ولم تعلن الأجهزة المعنية عن نتائج تحقيقاتها فى اغتيال الثوار فى ميدان التحرير، أو قتل المتظاهرين فى محمد محمود، أو إطلاق الرصاص على الشهيد عماد عفت، أو مجزرة مشجعى النادى الأهلى فى استاد بورسعيد، أو المتسببين فى قتل المصريين أمام «ماسبيرو»،.. ولن يختلف الأمر أبداً فى مصيبة «العباسية».

هل يخيّب «المجلس العسكرى» ظنى هذه المرة؟.. أتمنى.

هل يقدم قتلة طالب الطب الشهيد، وكذلك قتلة جندى الصاعقة الشهيد، وبقية الشهداء إلى محاكمة عادلة تنتهى بالقصاص العادل، فتستريح أرواح الشهداء ويعرف المصريون حقيقة قاتليهم؟

نعم.. لا يجوز «اقتحام» وزارة الدفاع، ولا يصح المساس بأى مؤسسة عسكرية أو مدنية.

نعم.. لا يجب «التحريض» على اقتحام منشأة عسكرية، فما بالك بوزارة الدفاع؟..

نعم.. لابد من محاسبة المحرضين والمنفذين، ومعرفة دوافعهم و«مدفوعاتهم» وما «دفع إليهم»!!

.. ولكن.. وبالرغم من كل ما حدث، تبقى حرية «الاعتصام» المنظم وحق «الضغط» الشعبى على «الحاكم» أياً كان عسكرياً أو غير عسكرى، مكفولين للمصريين، وعلى الحاكم أن يكفل لهم هذا الحق، ويؤمنهم على أرواحهم، ويحميهم حتى ينهوا اعتصامهم، طالما، لم يعتدوا على منشأة، ولم يلقوا «طوبة» نحو جندى أو ضابط مصرى، هو قبل كل شىء مواطن مصرى، أخى وأخوك، وابنى وابنك، يضع روحه بين يدى الله مدافعاً عن تراب مصر وشرفها وعرضها.

ومن هذا المنطلق.. نكرر رفض وقوف «المجلس العسكرى الحاكم» ووزارة الداخلية، موقف المتفرج أمام الاعتداء على المعتصمين وتركهم «للبلطجية» دون أن يكلفوا أنفسهم مشقة الدفاع عنهم.

كما أكرر رفضى لأى سفك لدماء مصرى على يد مصرى أياً كان، وأتحفظ على أى «تجمع» غير منظم فى المكان والتوقيت الخاطئين.

وحفظ الله مصر وشعبها من كل سوء.

abdosanad

الاختيار قطعة من العقل

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 87 مشاهدة
نشرت فى 7 مايو 2012 بواسطة abdosanad

ساحة النقاش

عبدالستار عبدالعزيزسند

abdosanad
موقع اسلامي منوع »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

315,437