الرئيسية مقالات اليوم


2 محمد موافى 17 إبريل 2012 10:44 PM

 

علاقتى بالفقه لا تتعدى كيف أقيم شعائر دينى, ولو كنت فقيها, لأزحت التراب من فوق كتب الزكاة, ولصرخت فيكم: إن هناك بابا عظيما فى الكتاب والسنة وكل المذاهب, اسمه زكاة الغارمين, وتعلمون جميعًا أن بمصر, استطاع حيتان أن ينهبوا ويحصلوا على قروض المليارات, وبعدها يتعثرون فى السداد عامدين خادعين ومخادعين, ثم لا تكاد تجد واحدًا منهم محبوسا, بينما يمكن لسائق تاكسي, أوربة منزل التعرض للحبس غير الرحيم بسبب كمبيالة ببضع مئات من الجنيهات أقساطا متأخرة من ثمن ثلاجة, بل لى صديق دراسة من أيام إعدادى فوجئت أنه قد تعرض للحبس بسبب تعثره عن سداد سبعمائة جنيه أقساطًا عن بوتاجاز.

   ونشرت "المصريون" أمس الأول قصة السيدة (أم أحمد) المطلقة، والتى تعول أربع بنات وولداً، وجميعهم فى المراحل التعليمية المختلفة، ولا عائل لها غير الله, ولسان حال زوجها السابق أو مطلقها (إيش ياخد الريح من البلاط)، وليس لديها أى مصدر دخل، وعندما جاء وقت زواج ابنتها الكبيرة تداينت بمبلغ 10 آلاف جنيه فى زواجها، لكى تجهزها بأبسط المتطلبات، مما وضعها بين خيارين كلاهما صعب، إما الدفع وإما الحبس، وبالتالى تشريد بناتها, وتناشد أم أحمد- حسب المصريون- أصحاب القلوب الرحيمة للتدخل من أجل إنقاذها من الديون وتجهيز ابنتها الثانية أو عمل مشروع يضمن لها حياة كريمة هى وبناتها بعد أن ضاقت عليها الدنيا.

 

   وسبحان الله خالق تلك الدنيا, التى إن تولت فالويل لمن عنه تخلت, وإن قست, قست معها كل القلوب.. وقد حكى لى أحد الأصدقاء قصة مماثلة عن تاجر أدوات منزلية, له أقساط على ربة منزل بسبب جهاز ابنتها, ولما تأخرت فى السداد ساومها على نفسها, ثم على ابنتها العروس, ولولا تدخل أحد الرجال المحترمين, لكانت الفضيحة فضائح.

هذه وتلك قصتان وما أكثرهما, وهما تتكرران كل يوم, أمام ضغط الحياة وضيق ذات اليد, والقانون فوق العباد, وقد أهلك من كان قبلنا أنهم لو سرق فيهم الضعيف ذبحوه بكمبيالاته, ولو سرق الحيتان المليارات, أفسحوا لهم طريقا للمطار.

ولا أعلم لماذا هدأت حملة "زكاة الغارمين"، التى رعاها الدكتور على جمعة, بعد أن نجحت بمبادرة من أحد البنوك فى إطلاق سراح 19 مسجوناً كدفعة أولى على ذمة مبالغ مالية بسيطة لا تتجاوز العشرة آلاف جنيه, وقد استند فضيلة المفتى فى تعريفه لكلمة الغارمين, إلى الإمام أبى حنيفة بأن الغارم: هو من عليه دين يسجن عليه, وأورد الإمام القرطبى: أنهم الذين "ركبهم الدين ولا وفاء عندهم به ولا خلاف فيه فإن لم يكن لهم مال وعليهم دين فهم فقراء وغارمون", كما أن سهم الغارمين من مصارف الزكاة المنصوص عليها فى الآية الستين من سورة التوبة، والتى تقول: "إنما الصدقات للفقراء والمساكين والعاملين عليها والمؤلفة قلوبهم وفى الرقاب والغارمين وفى سبيل الله وابن السبيل فريضة من الله والله عليم حكيم" صدق الله العظيم, فمتى نصدق نحن مع الله.

[email protected]

 

abdosanad

الاختيار قطعة من العقل

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 86 مشاهدة
نشرت فى 17 إبريل 2012 بواسطة abdosanad

ساحة النقاش

عبدالستار عبدالعزيزسند

abdosanad
موقع اسلامي منوع »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

306,229