الكتاب: العالم الإسلامي والمكائد الدولية خلال القرن الرابع عشر الهجري
المؤلف: فتحي يكن



عودة لمواضيع الكتاب


الفصل الأول:لمحة عن العالم الإسلامي- (مقدراته وثرواته وسكانه).

 

تقول الإحصاءات المتوفرة حتى عام 1400 هـ إن العدد الإجمالي لسكان العالم الإسلامي يتراوح ما بين (800) إلى (850) مليون نسمة.. بخلاف الأقليات المتفرقة غير ذات الحجم والتي تعيش في دول غير إسلامية أو خارج العالم الإسلامي..

وتقول الإحصاءات أن نحو (550) مليون نسمة أو ما يزيد عن ثلثي سكان العالم الإسلامي يعيشون في قارة آسيا وأن عدد الدول الإسلامية المستقلة في قارة آسيا حتى الآن هي 21 دولة.. بخلاف الجمهوريات الإسلامية الداخلية في اتحاد الجمهوريات السوفياتية..

ويعيش ما بين (250 إلى 300) مليون نسمة من سكان العالم الإسلامي في أفريقيا في 27 دولة مستقلة ويمثل المسلمون نحو 60% من سكان أفريقيا كلها..

فإذا أضفنا إلى سكان العالم الإسلامي, المسلمين المقيمين متفريقين كأقليات في قارات أوروبا والأمريكتين والمناطق الأخرى وهي أعداد لا يتوفر الإحصاء الدقيق لها حتى الآن.. فإنه يمكن أن تصل القوى البشرية الإسلامية في العالم لنحو ألف مليون مسلم.

وهذه القوى تمثل نحو خمس سكان الكرة الأرضية بأكملها ومساحة اليابس التي يسيطرون عليها تبلغ ربع الكرة الأرضية وهذا يبين مدى الإمكانات الكامنة في حوزة هذه القوى الإسلامية وخطورة وضرورة استغلالها والإستفادة بها..

يملك العالم الإسلامي إمكانات ضخمة من عناصر القوى الإقتصادية وهي الثروات الزراعية والحيوانية والمعدنية وخامات الصناعة.. بالإضافة إلى الأيدي العاملة..

ولاتساع وتنوع المناطق التي يشملها العالم الإسلامي فإن الأراضي الزراعية به عظيمة الامتداد والخصوبة وفي عدة مناطق مناخية مختلفة مما يجعل المحاصيل متنوعة ووفيرة.. ولكن حتى الآن لا زال مردود الزراعة في العالم الإسلامي منخفضا بالقياس إلى ما يتوفر فيه من إمكانيات لعدم الوصول إلى العناية الكافية والاستخدام الآلي الحديث.. ولذلك نجد أن مردود الكيلومتر المربع من الأرض الزراعية في سوريا مثلا (70) طناً.. بينما مثيله في الدانمرك يصل مردوده إلى (300) طن وفي فرنسا (200) طن.

وهذا يوضح أن الإمكانات المتوفرة غير مستغلة الإستغلال الكامل.. كما يملك العالم الإسلامي نحو 375 مليون رأس من الأبقار والأغنام والماشية..

ولكن الإمكانات متوفرة, ورغم عدم الإستغلال الكامل فالعالم الإسلامي ينتج حاليا

15% من الإنتاج العالمي للقمح والأرز و 10% من إنتاج السكر و 99% من إنتاج التمر.. كما يتفوق في إنتاج الكاكو فينتنج منه 48% ونخيل الزيت 80% وجوز الهند 35% والزيتون 30% والقطن 43% والجوت 75% والمطاط 80% .. وهو انتاج ضخم قياسا إلى وسائل الإنتاج المتخلفة. ويحتل العالم الإسلامي بذلك المرتبة الأولى في العالم في إنتاج القطن والكاكو والمطاط والتمر والمركز الثاني في إنتاج القمح والزيتون.. والمركز الثالث في إنتاج قصب السكر وعدد من الغلات الأخرى.

أما من حيث الثروات المعدنية فنصيب العالم الإسلامي منها وفير جدا.. ويحتل المرتبة الأولى بلا منازع في عدد منها مثل النفط 60% والقصدير 56% والكروم 40% والمنجنيز والفوسفات 25% وبوكسيت الألومنيوم 23% وهذا من حيث النسبة إلى الإنتاج الإجمالي في العالم ولكن له المرتبة الأولى بين المجموعات المنتجة.. مع الأخذ بعين الإعتبار أن الثروات المعدنية لم تستغل بعد في العديد من الدول الإسلامية..

وهذه الثروات المعدنية تضع بين أيدي العالم الإسلامي إمكانية هائلة لاستخدامها في صناعات حديثة بدلا من (تصديرها خام) وهذا يتطلب إقامة قاعدة صناعية تكنولوجية وهي في الطريق الآن إلى أن تأخذ مكانها..

وتتضح أهمية هذه الإمكانات الهائلة والطاقات المتوفرة في العالم الإسلامي, خاصة من هذا الموقع الفريد الذي يحتله في قلب العالم, إذ يربط بين القارات القديمة الثلاث آسيا وأفريقيا وأوروبا بطرق المواصلات البحرية والجوية مع قارات العالم الجديد فيكاد لا يوجد خط بحري أو جوي في العالم إلا ويمر في العالم الإسلامي فهو ملتقى طرق العالم وتجارته وانتقالات مواد الطاقة كالبترول والمواد الخام التي هي عصب الصناعات الحديثة في الدول المتقدمة. وهذه الأهمية القصوى لهذا العالم من حيث الموقع والطرق ووفرة الخامات, هي التي جعلته مطمع الدول الكبرى ومجال صراعاتها وهدف سيطرتها.. والتي نأمل أن نكون قد وصلنا من القوة والوعي والإدراك ما يجعلنا نضع حدا لكل تلك المطامع..

 

abdosanad

الاختيار قطعة من العقل

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 46 مشاهدة
نشرت فى 23 مارس 2012 بواسطة abdosanad

ساحة النقاش

عبدالستار عبدالعزيزسند

abdosanad
موقع اسلامي منوع »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

305,085