إياك أن تقول أنا إنسان طيب لست بحاجة إلى التوبة فإن رسول الله محمداً عليه الصلاة والسلام كان يتوب في اليوم مئة مرة
إذا أذنبت وجب عليك أن تتوب لا تؤخر، فإن أكثر أهل النار المسوفون
الندم هو أول دلائل التوبة بالشعور الذي يكوي الإنسان من داخله يغسل نفسه بدموعه
كل الأصدقاء يوم القيامة أعداء بعضهم لبعض إلا المتقين
الرجال والنساء تعرضوا لجرائم الجيش الأمريكي، وقد قالت إحدى النساء العراقيات لأهلها وقبيلتها اغسلوا عاركم اضربونا بالرصاص واقذفونا بالصواريخ لتغسلوا عاركم
الشعوب العربية والإسلامية تتحرق للجهاد، والله كلما ذهبت إلى بلد يقولون نريد أن نقاتل لتحرير الأقصى
الحمد لله، الحمد لله حمداً كثيراً طيباً مباركاً فيه، كما يحب ربنا ويرضى، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، خصنا بخير كتاب أنزل، وأكرمنا بخير نبي أرسل، وأتم علينا النعمة بأعظم دين شرع، دين الإسلام، (اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا)، (ومن يبتغ غير الإسلام دينا فلن يقبل منه وهو في الآخرة من الخاسرين)، وأشهد أن سيدنا وإمامنا وأسوتنا وحبيبنا ومعلمنا وقائد دربنا محمداً عبد الله ورسوله أرسله ربه بالهدى ودين الحق بشيراً ونذيراً وداعياً إلى الله بإذنه وسراجاً منيراً، ومبشراً للمؤمنين بأن لهم من الله فضلاً كبيراً، ففتح الله برسالته أعيناً عمياً وآذاناً صمّاً وقلوباً غلفا، وأخرج به الناس من الظلمات إلى النور بإذن ربهم إلى صراط العزيز الحميد، اللهم صلِّ وسلم وبارك على هذا الرسول الكريم، وعلى آله وصحابته، وأحينا اللهم على سنته وأمتنا على ملته واحشرنا في زمرته مع الذين أنعمت عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا ، أما بعد،،،، فيا أيها الأخوة المسلمون... لازلنا نتحدث عن تزكية الأنفس، ولازال حديثنا موصولاً عن محطة التوبة من محطات الطريق إلى الله عز وجل، قلنا إن الطريق إلى الله مراحل، مرحلة تتبعها مرحلة، لابد أن يجتازها الإنسان، وذكرنا أول مرحلة أو أول محطة في هذا الطريق وهي محطة العلم، العلم الذي يعرف الإنسان الهدى من الضلال، ويعرفه الحلال من الحرام، ويعرفه الصواب من الخطأ، فيمضي في طريقه على بصيرة ويمشي على بينة، حتى لا تلتبس عليه المسالك ولا يضله شيطان من الجن أو شيطان من الإنس، والمحطة الثانية التي تحدثنا عنها في الخطبة الماضية هي محطة التوبة، التوبة إلى الله عز وجل، وليست إلى أحد سواه، توبوا إلى الله، ليس مطلوباً منك أن تتوب إلى شيخ أو كاهن، إنما مطلوب منك أن تتوب إلى الله أن ترجع إلى الله بعد شرودك، أن تضع يدك في يد الله، أن تصالح الله عز وجل، أن تستغفر من ذنبك، أن تقول: رب اغفر لي وارحمني وتب عليّ.
وجوب فوري للتوبة والتسوف جند من جنود إبليس يقول ابن عطاء الله في حكمه: ربما كتب الله لك الطاعة وما كتب لك القبول، وربما قدر عليك المعصية فكانت سبباً في الوصول، معصية أورثت ذلاً وانكساراً خيراً من طاعة أورثت عجباً واستكباراً. هذه نظرة الصالحين إلى أنفسهم، انظر إلى نفسك فتجد الكثير من المعاصي إن كنت مرهف الحسّ يقظ العقل، أما إن كنت بليد الحسد أو مغروراً أو معجباً فتظن أنك مبرأ من كل عين، التوبة واجبة على الجميع، (توبوا إلى الله جميعاً أيها المؤمنون)، وهي واجبة على الفور، إذا أذنبت وجب عليك أن تتوب لا تؤخر ولا تسوف فقد قيل: أكثر أهل النار المسوفون الذين يقولون سوف أتوب، إذا كان في العشرين يقول حينما أبلغ الثلاثين وأهل الثلاثين يقول في الأربعين والأربعين يقول في الخمسين وهكذا كل إنسان يقول سوف، وقد قال السلف رضي الله عنهم: "سوف" جند من جنود إبليس، كلمة "سوف" التأخير والتسويف هذه من جنود إبليس، إياك و"سوف" أسرع بالتوبة من الذنب قبل أن يتفاقم وقبل أن يستفحل وقبل أن يضاف إليه ذنب آخر. النبي صلى الله عليه وسلم يقول: "إن العبد إذا أذنب الذنب نكث في قلبة نكثة - نقطة سوداء
يقول الإمام ابن القيّم: إذا تاب من ذنب وكان قد أجل التوبة منه فعليه أن يتوب مرتين مرة عن الذنب ومرة عن التأخير فإن تأخير التوبة من الذنب ذنب آخر، التوبة واجبة على الفور، وواجبة على الناس جميعاً، كل يتوب على حسب حاله، هذا يتوب من النفاق وذاك يتوب من الكبائر وذاك يتوب من الصغائر وهذا يتوب من الشبهات وآخر يتوب من الغفلات، مجرد الغفلة عن الله، غفلات القلوب يعتبرونها موجبة للتوبة، توبة العوام من الذنوب وتوبة الخواص من الغفلات، (ولا تطع من أغفلنا قلبه عن ذكرنا واتبع هواه وكان أمره فرطا) أمرنا الله بالتوبة جميعاً وأمرنا الله بالتوبة النصوح، فقال (يا أيها الذين آمنوا توبوا إلى الله توبة نصوحا عسى ربكم أن يكفر عنكم سيئاتكم ويدخلكم جنات تجري من تحتها الأنهار). ما التوبة النصوح؟ النصح في اللغة العربية: الخلوص، قالوا نصح العسل أي خلا من الغش والشوائب الغريبة، فأصبح صافياً، فالتوبة النصوح هي التوبة الخالصة، التوبة الصادقة، التوبة التي يطابق فيها اللسان القلب، ويطابق فيها القول العمل، التوبة النصوح تحدث عنها علماء السلوك وشرحوها شرحاً وافياً وهي كما قال الإمام الغزالي وغيره: دواء مركب من عدة عناصر، عنصر معرفي وعنصر وجداني وعنصر عملي، العنصر المعرفي الإدراكي الذي يتعلق بعقل الإنسان أن الإنسان لكي يتوب لابد أن ينظر في نفسه ويتأمل في حاله ويعرف ما له وما عليه، يعرف نفسه فيعرف ربه ويعرف حق ربه عليه وما يطالبه به من واجبات وما ينهاه عنه من محرمات وما موقفه أمام الواجب عليه وأمام المحظور عليه، هل أدى الواجب كما ينبغي هل ترك المنهيات كما ينبغي؟ لابد أن ينظر الإنسان في نفسه نظرة أولي الألباب، لا نظرة الغافلين ولا الجاهلين ولا السطحيين ومن نظر إلى ذلك ونظر إلى نعم الله عليه تغمره من رأسه إلى قدمه وتحيطه من كل جوانبه (وإن تعدوا نعمة الله لا تحصوها) وهو يقابل هذه النعم بالمعصية، خيري إليكم نازل وشركم إلي صاعد، خير الله إليه نازل باستمرار وشره إلى الله صاعد، يتحبب الله إلى الناس بنعمه وهو الغني عنهم فيتبغضون إليه بالمعاصي وهم أفقر شيء إليه، لابد للإنسان أن ينظر في أمره وأمر ربه معه، وماذا قدم من طاعات وماذا قصر فيه من واجبات وماذا وقع فيه من معاصي، هذا ما ينبغي للمؤمن، هذا الجانب المعرفي، المعرفة في الإسلام قبل العمل، الله تعالى يقول (وليعلم الذين أوتوا العلم أنه الحق من ربك فيؤمنوا به فتخبت له قلوبهم)، ليعلموا فيؤمنوا فتخبت القلوب، العلم هو دليل الإيمان يدفع إلى الإيمان والإيمان يدفع إلى إخبات القلوب وخشوعها ورقتها لله عز وجل، فالعلم هو السابق، ولذلك لابد للإنسان أن يتعلم وأن يتفقه في دينه، حتى يعرف مقام الله عز وجل وما يقتضيه هذا المقام من عظيم الحقوق ويعلم تقصيره في جنب الله عز وجل، هذا العنصر المعرفي هو الأساس، إذا غاب هذا العنصر لم تحدث توبة ولم يحدث شيء لأنه يعيش في بلادة ويعيش في ظلمة ولا يحس بأي شيء مما يجب عليه وكل ما يذكره هو نفسه أنانيته شهواته أما حقوق الله عليه وحقوق الناس عليه فهي في غيبة عنه. العنصر الأول في التوبة هو العنصر المعرفي، هذا العنصر يدفع إلى عنصر آخر عنصر نفسي عنصر وجداني هذا العنصر النفسي يتكون من أمرين: أمر انفعالي وهو ما يسميه العلماء الندم، الندم على ما فرّط منه من معصية سواء كانت هذه المعصية ترك مأمور أو فعل محظور، المعاصي تنقسم إلى ترك المأمور: ترك الصلاة ترك الزكاة ترك بر الوالدين صلة الأرحام الإحسان إلى الجيران إتقان العمل، أو كانت فعل محظور من المحظورات وكثير من الناس يظن المحظورات هي الزنا وشرب الخمر وينسون كثيراً من المعاصي التي يقع فيها الناس باستمرار، قد تكون هذه المعصية احتقار الآخرين، النبي عليه الصلاة والسلام يقول "بحسب امرئ من الشر أن يحقر أخاه المسلم"، قد تكون هذه المعصية استكبار على الناس، النبي عليه الصلاة والسلام يقول "لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال ذرة من كبر"، قد تكون هذه المعصية ظلم الضعفاء من الناس، أن تظلم الضعيف وأن تقهره وأن تدع اليتيم وتقهر اليتيم أو تترك الحض على طعام المسكين، (أرأيت الذي يكذب بالدين - الكافر الذي يكذب بالدين والقيامة والجزاء - فذلك الذي يدع اليتيم ولا يحض على طعام المسكين) الذي يدفع اليتيم بقهر ولا يحافظ على شعوره وعلى نفسيته لأنه حساس باعتباره يتيماً ولا يحض على طعام المسكين، لا يحرض الناس على رعاية حاجات المسكين وضروراته والإطعام في أولها هذا إنسان قاس، القسوة إذن على خلق الله من أعظم الذنوب، قد يكون ذنبه أنه يمشي في ركاب الظالمين ويروج لهم، قد يكون أنه يروج الباطل في الناس الخلاعة والفجور، ما أكثر الذنوب التي يقع فيها الناس، لذلك لابد للإنسان إذا وقعت منه معصية من هذه المعاصي، أن يشعر بالندم، الندم حسرة في القلب حزن في القلب نار تلذع القلب لذعا بل لربما تكويه كياً، على حسب رهافة الشعور عند الناس، هناك من يلذعه الندم وهناك من يكويه الندم على ما فرط منه في جنب الله أو في حقوق الناس، هذا العنصر هو أهم العناصر في التوبة، حتى أن النبي صلى الله عليه وسلم قال "الندم توبة" أي هو أعظم أركان التوبة كما قال "الحج عرفة" أي هو أعظم أركان الحج، الندم هذه الحسرة هذه النار التي تعمل عملها في قلوب من صحا من نومه أو من سكرته وأحس بذنبه وبحق ربه، هذا عنصر مهم في التوبة. نفسية التائبين في القرآن الكريم ذكر الله لنا في القرآن نفسية بعض التائبين، الثلاثة من الصحابة الذين خلفوا في غزوة العسرة
سيدنا آدم وسيدتنا حواء حينما أكلا من الشجرة شعرا بأنهما أخطئا وأذنبا فأحسا بهذا الندم فناجيا ربهما بقولهما (ربنا ظلمنا أنفسنا وإن لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين) هذا الندم هو الذي دفع إلى هذا الاستغفار. سيدنا نوح عليه السلام شيخ المرسلين حينما قال لربه (رب إن ابني من أهلي وإن وعدك الحق وأنت أحكم الحاكمين، قال يا نوح إنه ليس من أهلك إنه عمل غير صالح فلا تسألني ما ليس لك به علم إني أعظك أن تكون من الجاهلين) هذا الرد الإلهي الحاسم جعل نوحاً ينتفض أمام مقام الله عز وجل ويقول في حالة من الندم واليقظة (رب إني أعوذ بك أن أسألك ما ليس لي به علم وإلاّ تغفر لي وترحمني أكن من الخاسرين).
موسى عليه السلام حينما وكز الرجل القبطي فقضى عليه قتله قتل خطأ فرجع إلى الله وندم على ما فعل (قال هذا من عمل الشيطان إنه عدو مضل مبين، رب إني ظلمت نفسي فاغفر لي فغفر له إنه هو الغفور الرحيم) رب إني ظلمت نفسي فاغفر لي هذا من عمل الشيطان، هذا الندم، سيدنا يونس ذو النون يعني صاحب الحوت حينما التقمه الحوت بعد أن حدث ما حدث مع قومه شعر بالندم فقال منادياً ربه في الظلمات، ظلمة البحر وظلمة الليل وظلمة بطن الحوت ماذا قال؟ قال بعد شعوره بالندم (لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين)، هذه الكلمات الثلاث التي تتضمن التوحيد (لا إله إلا الله) والتنزيه من كل نقص (سبحانك) والاعتراف (إني كنت من الظالمين) هذا هو الندم، الندم هو العنصر المهم في التوبة، من لم يشعر بهذا الندم يكويه فليس بتائب مهما قال إني تبت، أول مظاهر التوبة ودلائل التوبة هو هذا الشعور الذي يكوي الإنسان من داخله يحترق من داخله يغسل نفسه بدموعه هذا هو الندم العنصر النفسي الثاني للتوبة (العزم على عدم العود للمعصية) هناك عنصر نفسي آخر، الندم يتعلق بالماضي والعنصر الآخر يتعلق بالمستقبل أن يعزم على أن لا يعود إلى المعصية التي تاب منها أبداً ساعة التوبة يكون مصمماً أن لا يرجع إلى هذه المعصية، طلقها بالثلاث، لا وصل بينها وبينه أبداً، لابد من هذا التصميم، يقول العلماء كما لا يعود اللبن إلى الضرع إذا خرج منه، لا يعود إلى المعصية هكذا تكون نيته، وإن حدث بعد ذلك أنه ضعف وزلت قدمه وعاد إلى المعصية لا يضر بالتوبة، المهم ساعة التوبة أن يكون عنده هذا العزم المصمم على أن يغير حياته وأن يبدأ صفحة جديدة مع الله وينتهي من الصفحات السوداء القديمة هذه، هذا العزم المصمم حين يتوب إلى الله يندم على ما فات ويعزم على إصلاح ما هو آت، يعزم على أن يرمم البناء الذي تهدم أن يعيد هذا الإيمان إلى أصله، الإيمان يخدش بالمعاصي خصوصاً بالكبائر، والحديث الشريف "لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن، ولا يشرب الخمر حين يشربها وهو مؤمن ولا يسرق السارق حين يسرق وهو مؤمن" عندما يفعل هذا ينزع الإيمان منه، فإما أن يعود الإيمان مرة أخرى بالتوبة وإما أن يظل الإيمان الحقيقي أو الإيمان الكامل أو الإيمان الصادق ناقصاً مخدوشاً، لابد للإنسان أن يعزم هذا العزم الصادق، حتى يجدد إيمانه ويرمم إيمانه ويعود كما كان من قبل، هناك عنصر معرفي وعنصر نفسي بشطريه الندم على الماضي والعزم على إصلاح المستقبل وهناك عنصر عملي. العنصر العملي للتوبة (الاقلاع عن المعصية) العنصر العملي أن يقلع بالفعل عن المعصية، هذا معنى التوبة، وإلا ما معنى أن يتوب وهو مقيم على ما كان عليه، التوبة أن يقلع عن المعصية بالفعل، أن يتركها، يتركها من قلبه، ويتركها من جوارحه، ويتركها من حياته، هذا أمر لابد منه، الأمر العملي، الله تعالى يقول في وصف عباد الرحمن (والذين لا يدعون مع الله إلها آخر ولا يقتلون النفس التي حرم الله إلا بالحق ولا يزنون ومن يفعل ذلك يلق أثاما، يضاعف له العذاب يوم القيامة ويخلد فيه مهانا إلا من تاب وآمن وعمل عملاً صالحاً فأولئك يبدل الله سيئاتهم حسنات وكان الله غفوراً رحيما)، إلا من تاب وآمن، لأنه كما قلنا المعاصي تخدش الإيمان فيعيد الإيمان، وعمل عملا صالحا، لابد من عمل صالح، هذا هو شأن التوبة النصوح التوبة الصادقة أن تدفع الإنسان إلى عمل صالح، بعد عمل السيئات يعمل الصالحات، فأولئك يبدل الله سيئاتهم حسنات وكان الله غفورا رحيما، ويقول تعالى (وإني لغفار لمن تاب وآمن وعمل صالحاً ثم اهتدى) هكذا لمن تاب وآمن وعمل صالحا ثم اهتدى، بلغ الهداية الكاملة، هذه التوبة درجات يرتقي فيها الإنسان حتى يصبح من الأئمة (وجعلناهم أئمة يهدون بأمرنا) هناك أئمة يدعون إلى النار وهناك أئمة يهدون بأمر الله، العمل، العمل هو العنصر الثالث بعد العنصر المعرفي والإدراكي والعنصر النفسي والوجداني والإرادي وهذا العنصر العملي وهو أصل يترتب عليه فروع، أصله هو ترك المعصية، وهناك فروع لهذا الأصل، من هذه الفروع ما قاله النبي صلى الله عليه وسلم لأبي ذر ومعاذ بن جبل قال لهم "اتق الله حيثما كنت وأتبع السيئة الحسنة تمحها" إذا كنت تعمل السيئات من قبل فأتبع السيئات حسنات تمحها تزيل أثرها، كما قال الله عز وجل (وأقم الصلاة طرفي النهار وزلفى من الليل إن الحسنات يذهبن السيئات ذلك ذكرى للذاكرين) قال العلماء إن الله جعل للمسلم أنهارا يغتسل فيها من معاصيه وذنوبه هناك نهر التوبة، ونهر الاستغفار ونهر الحسنات، الحسنات الوضوء حسنة والصلاة حسنة والصيام حسنة والصدقة حسنة وبر الوالدين حسنة وصلة الأرحام حسنة والإحسان إلى الناس حسنة، ما أكثر الحسنات، الحسنات كثيرة جداً ولكن الناس لا يستفيدون منها، أتبع السيئة الحسنة تمحها وحاول أن تكون الحسنة من جنس السيئة، إذا كانت سيئتك هي الغيبة اغتبت فلانا فحاول أن تكون حسنتك أن تمدحه أمام من اغتبته هذه حسنة من جنس السيئة، إذا كانت سيئتك قطع الرحم فاجعل حسنتك أن تصل الأرحام وأن تدعو الناس إلى صلة الأرحام، إذا كانت سيئتك أنك تشيع الخلاعة أو المعصية في الناس مثل القصاصين والممثلين والمطربين وهؤلاء الذين يزعمون أنهم أهل الفن وهم يعيثون في الأرض فساداً بترويج المعاصي وتجريء الناس على الشهوات المحرمة إذا كانت سيئتك من هذا النوع فحاول أن تكون حسنتك مضادة لها. قلت للتائبات من الفنانات المصريات حاولوا أن تعملوا ضد ما كنتم تعملون، كنتن قبل ذلك تنشرن الرذيلة الآن عليكن أن تنشرن الفضيلة، كونّ جمعيات لنشر الفضيلة، اعملن في الاتجاه المضاد للاتجاه السابق وهكذا، إذا كان عمل الإنسان أن يكتب كتباً تدعو إلى الضلالة فعليه أن يكتب كتباً تدعو إلى الهداية وإلى الحق، حاول أن تعمل حسنة مضادة للسيئة التي كنت تعملها وبهذا تمحو السيئة القديمة وأتبع السيئة الحسنة تمحها، ومن المهم أيضاً في هذا الجانب العملي أن يغير الإنسان البيئة التي كان يعيش فيها، إنه يريد أن يحيا حياة جديدة فلابد أن تتخلص من حياتك القديمة بشخوصها وأصحابها، كل ما يذكرك بالقديم ابتعد عنه، ولذلك جاء في الحديث الصحيح الرجل الذي قتل مئة نفس وسأل عن أعلم أهل الأرض وقال له الرجل حينما سأله هل تجوز لي التوبة قال ومن يحول بينك وبين التوبة؟ ثم قال له عليك أن تهجر القرية التي كنت فيها وتذهب إلى قرية كذا فأهلها صالحون ولا ترجع إلى قريتك فإنها قرية سوء، طلب منه أن يغير البيئة وقد قال بعض علماء السلوك: التوبة ندم بالجنان وعزم على ترك العصيان واستغفار باللسان وإقلاع عن المعصية بالأبدان وهجر سيء الخلان، اهجر خلان السوء الذين يقودونك إلى النار، الذين مثلهم النبي صلى الله عليه وسلم بنافخ الكير، الحداد إذا لم يحرقك بناره أصابك دخانه، احذر من خلان السوء (ويوم يعض الظالم على يديه يقول ياليتني اتخذت مع الرسول سبيلا، يا ويلتا ليتني لم أتخذ فلانا خليلا، لقد أضلني عن الذكر بعد إذ جاءني وكان الشيطان للإنسان خذولا)، احذر أصدقاء السوء، الله تعالى يقول (الأخلاء يومئذ بعضهم لبعض عدو إلا المتقين) كل الخلان والأصدقاء يوم القيامة أعداء بعضهم لبعض كل واحد يقول أنت الذي أضللتني أنت الذي أغريتني أنت الذي حرضتني على كذا إلا المتقين، الأصدقاء كلهم يكفر بعضهم ببعض ويلعن بعضهم بعضا يوم القيامة إلا المتقين، أهل التقوى الذين تحابوا في الله عز وجل وتجالسوا في الله عز وجل وتعاونوا على البر والتقوى فهؤلاء يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله.
احذر من خلان السوء، هذه كلها من الجوانب العملية للتوبة، وبهذه العناصر كلها تتم التوبة الحق، العنصر المعرفي والعنصر الوجداني النفسي والعنصر العملي، بهذا تكتمل توبة الإنسان ويقبل على الله عز وجل راغباً في متوبته محباً لطاعته، هذا شأن الناس المؤمنين، أنهم يقبلون على الله عز وجل ويشعرون بلذة الطاعة وبحلاوة الرجوع إلى الله التائب يشعر كأنه قد كسب غنما عظيماً، أعظم مما يحصل عليه الناس من كنوز الدنيا وشهوات الدنيا أعظم من هذا كله أن تشعر أنك اقتربت من الله خطوة وكلما اقتربت من الله اقترب الله منك، "من تقرب إليّ شبراً تقربت إليه ذراعاً ومن تقرب إلي ذراعا تقربت إليه باعا، ومن أتاني يمشي أتيته هرولة"، أقبل على الله يقبل الله عليك، فيا أيها المؤمنون توبوا إلى الله عز وجل لا تؤخروا التوبة فإنك لا تدري هل تعيش غداً أو لا تعيش لا تدري إذا أصبح عليك الصباح هل يأتي عليك المساء أو لا يأتي، لا تدري حينما تلبس ثوبك أتنزعه بيدك أم تنزعه عنك يد غاسلك بعد موتك لا تدري،
تزود من التقوى فإنك لا تدري إذا جن عليك ليل هل تعيش إلى الفجر فكم من سليم مات من غير علة وكم من سقيم عاش حينا من الدهـر وكم من فتى يمسي ويصبح لاهيا وقد نسجت أكفانه وهو لا يــدري
توبوا إلى الله جميعاً أيها المؤمنون لعلكم تفلحون واستغفروا يغفر الله لكم وادعوا ربكم يستجب لكم. ذكرى إعلان الدولة الصهيونيةالحمد لله، غافر الذنب وقابل التوب شديد العقاب ذي الطول لا إله إلا هو إليه المصير، واشهد
فيا أيها الأخوة المسلمون... في الغد الخامس عشر من شهر أيار أو مايو حدث بالنسبة للمسلمين أخطر حادث في القرن الماضي القرن العشرين، هذا الحدث هو إعلان قيام الدولة الصهيونية التي سموها إسرائيل، أعلن عن قيام هذه الدولة في غفلة من العرب وغفلة من المسلمين، ظل اليهود يعملون ويخططون، منذ عقود من السنين، والأمة عن هذا غافلة لا تدري ما يبين لها، لا تدري المكائد التي يكيد لها بها أعداؤها، ومن رعى غنما في أرض مسبعة ونام عنها تولى رعيها الأسد نمنا واستيقظ الآخرون وغفلنا وتنبه الآخرون، منذ سنة 1897 في أواخر القرن التاسع عشر اجتمع اليهود برئاسة هيرتز في مدينة بازل في سويسرا في مؤتمرهم التاريخي وأعلنوا في هذا المؤتمر عن قيام دولة إسرائيل أو دولة اليهود أنها ستقوم بعد خمسين سنة ولم يقولوا هذا مجرد كلام ولكنهم قالوا وفعلوا، خططوا ونفذوا، كان لهم رجال يشعرون بأن عليهم مهمة تاريخية عليهم أن ينجزوها، ولم يكن عندنا رجال يشعرون بهذا الشعور بل كان عندنا رجال يفكرون تفكيراً آخر في هدم الخلافة الإسلامية وهدم هذه المظلة التاريخية وتحطيم هذه القلعة التي أظلت المسلمين تحت ظلالها عدة قرون، عمل اليهود وبعد خمسين سنة أو واحد وخمسين سنة قامت دولتهم، دولتهم التي سموها اسماً تاريخياً دينياً اسم إسرائيل، إسرائيل هو يعقوب عليه السلام، وهم بنو إسرائيل، لم يسموها اسماً حديثاً: اتحاد الجمهوريات الاشتراكية.. ولكن سموها إسرائيل، هم قد اجتمعوا على أحلام توراتية وتعاليم دينية وتلمودية، وجمعوا اليهود من المشرق والمغرب والشمال والجنوب تحت هذا العنوان الديني، جمعوهم في أرض الميعاد وكان أخوتنا في فلسطين يقاومون هذا الغزو الجديد، قاوموه سنوات وسنوات ولكن كان هناك الانتداب البريطاني، الذي فرض على فلسطين منذ سنة 1917 ودخل القائد الإنجليزي اللنبي الشهير وقال كلمته التاريخية: اليوم انتهت الحروب الصليبية، كما قال زميله الفرنسي حينما دخل دمشق ووقف أمام قبر صلاح الدين وقال بشماته: ها قد عدنا يا صلاح الدين، اليوم انتهت الحروب الصليبية، هكذا قال اللنبي، وفي الحقيقة في هذا اليوم لم تنته الحروب الصليبية بل بدأت حرب صليبية جديدة، لا زال أوارها يعمل ويشتعل من ذلك اليوم وإلى اليوم، الحرب الصليبية الجديدة، دخل الانتداب الفرنسي وكان غطاء مهما لإقامة الوطن القومي الذي وعد به وزير خارجية بريطانيا بلفور الشهير وعد به اليهود، إنشاء وطن قومي لهم في فلسطين، كأن فلسطين وطن بغير شعب حتى تستقبل شعباً بغير وطن وهنا قالوا إن من لا يملك وعد من لا يستحق، المهم أيها الأخوة ظل أخوتنا في فلسطين يقاومون وفي سنة 1936 أقاموا إضراباً وعصياناً مدنيا وعطلوا الحياة كلها وكاد المشروع الصهيوني يخفق ويفشل لولا أن بريطانيا دخلت وضغطت على الزعماء العرب ليتدخلوا ويضغطوا على أبناء فلسطين أن يفكوا الإضراب ووعدوهم أنهم سيحلون مشكلتهم، وفك الإضراب ولم تحل المشكلة ولم تزل المشكلة قائمة إلى اليوم، لم تحل المشكلة بل تعقدت وتضاعف اثمها وخطرها حتى قامت دولة الكيان الصهيوني، رأينا أيها الأخوة مدن فلسطين وهي تسقط مدينة مدينة، كنا طلاباً ونبكي هذه المدن، سلام عليك يا حيفا، سلام عليك يا يافا، سلام عليك يا عكا، هذه المدن وهذه البلاد تسقط ولا نملك في ذلك الوقت إلا أن نسير المظاهرات وننشد القصائد ونخطب الخطب النارية ونبعث بالمتطوعين، ذهب المتطوعون إلى فلسطين من أبناء الإسلام من مصر وسوريا وبلاد شتى، ولو تركت الدول العربية الأمر للمتطوعين وأمدوهم بالسلاح وبالخبرات وبعض الضباط لكان الأمر غير ما نرى، ولكن للأسف دخلت الجيوش العربية السبعة، وبعضها قاتل وأبلى بعض البلاء الحسن، وبعضها كان قواده من الإنجليز وبعضها .. المهم أن الدولة التي رفضها الفلسطينيين ورفضها العرب في أول الأمر قامت، قامت بمساعدة الإنجليز ثلاثين عاماً، كانوا يحرمون على الفلسطيني أن يملك أدنى سلاح، واليهود وعصاباتهم يجمعون السلاح ويحشدون السلاح من كل مكان، ويقيمون المستوطنات، مستوطنة بعد مستوطنة، بعد أن كان اليهود أقل من القليل، خمسة في المئة ثم صاروا عشرة في المئة ثم صاروا كذا تكاثروا وتكاثروا، وقامت هذه الدولة دولة إسرائيل، كنا في ذلك الوقت نحن العرب نسميها إسرائيل المزعومة، كنت تقرأ في الصحف كلمة إسرائيل وبعدها (المزعومة) بين قوسين، وتسمع في الإذاعات (إسرائيل المزعومة) ظللنا على ذلك عدة سنوات، ثم خجلنا من أنفسنا وحذفنا هذه الكلمة، كانت هذه المزعومة تضرب هذه الجبهة وتركل هذه الجبهة وتصفع هذه الجبهة ولا نملك نحن إلا الشجب والاستنكار والشكوى إلى مجلس الأمن مئات الشكاوى إلى مجلس الأمن، تشكو من لا يشكيك ولا يسمع شكواك، ولذلك استحيينا وخجلنا من أنفسنا فحذفنا كلمة (المزعومة) بعد أن أوشكنا أن نكون نحن المزعومين، وفي وقت من الأوقات كان يمكن حتى بعد قيام إسرائيل أن ينتصر العرب عليها ولكن أيضاً بضغوط بريطانية وأمريكية، بريطانيا هي التي خططت لقيام هذا الكيان وأمريكا هي التي اعترفت به بعد دقائق في اللحظة الأولى اعترفت أمريكا واعترفت بريطانيا واعترفت دول الغرب وقالت روسيا خلقت إسرائيل لتبقى، الكل اعترف بهذا الكيان، ومع هذا كان يمكن الانتصار عليه في أول الأمر قبل أن تتمكن ولكن فرض الغرب أن يقبل العرب الهدنة التي عرفت بهدنة رودس وكانت فرصة لتلتقط إسرائيل أنفساها وتعيد حساباتها وتجمع أسلحتها وترتب قوتها من جديد، وكان هذا آخر فرصة للعرب في ذلك الوقت، قامت إسرائيل منذ ذلك اليوم وكان العرب جميعاً يقولون إن إسرائيل كيان غاصب أخذ أرضاً لا تحل له وشرد شعباً من دياره وشتته في الآفاق وإن إسرائيل قامت على باطل وظلم واغتصاب فلا بقاء لها في المنطقة ولابد لهذا الكيان المغتصب أن يزول ويعود الذين جاءوا من بلاد شتى إلى بلادهم، كانت هذه فلسفة العرب وسياسة العرب إلى ما سمي نكسة 1967 حزيران يونيو 67 فتغيرت فلسفة العرب، وتغيرت سياسة العرب وأصبحت الأهداف تنحصر في هذا الهدف (إزالة آثار العدوان)، أي عدوان؟ عدوان 5 يونيو 67، أما عدوان سنة 48 العدوان الذي اغتصب أرض فلسطين وأقام فيها الدولة الظالمة الباغية الطاغية الدخيلة فسكت عنه كأن العدوان الجديد أضفى الشرعية على العدوان القديم، هذا ما حدث، لا نتكلم عن العدوانات القديمة وإنما على الأخير في ذلك الوقت عدوان67 على العرب أن يزيلوا آثار العدوان أما إسرائيل فقد أصبحت كياناً مشروعاً في نظر العرب وقادة العرب في ذلك الوقت ولا حول ولا قوة إلا بالله. وليت الأمر وقف عند هذا الحد، إن الذي يتنازل لا يقف عند حد، إنه يتنازل اليوم عن شبر ثم
تحية للشعبين الفلسطيني والعراقي إننا نحيي إخوتنا في فلسطين، نحيي هذه البطولة الفارعة الرائعة التي نراها كل يوم بأعيننا تقدم
إذا الشعب يوماً أراد الحياة فلابد أن يستجيب القدر ولابد لليــل أن ينجلـي ولابد للقيد أن ينكـسر
لقد باء بوش بالخسران المبين، باء بالخسران حينما لم يستجب الشعب العراقي لما أراد بل قاومه بما يستطيع من أسلحة يقدر عليها، يعلن رفض الاحتلال، وباء بالخسران مرة أخرى حينما ارتكب جنوده ما ارتكبوا من فظائع مروعة من شناعات يندى لها جبين الإنسان، بوش الذي جاء ينشر الحضارة والحرية للشعب العراقي جاء بهؤلاء الوحوش الذين ارتكبوا هذه الموبقات التي يستحي ويخجل الإنسان من مجرد النظر إليها، أين الحضارة يا بوش، أين التحرير الذي جئت به لشعب العراق؟ جئت بالدمار والخراب لهذا الشعب وجئت بالخزي والنكال لشعبك الذي فعل هذه الأفعال، يقولون إنها أحداث فردية، هذا ما ظهر في الصحف وما ظهر في الإعلام وما خفي أعظم، هذه الأشياء التي ظهرت، وليس كل من أخذ صورة بعث بها إلى الصحف وليست كل الحوادث أخذت لها صور، فإذا كان هذا الذي أخذ فماذا حدث؟
الذي حدث شيء فظيع، ولم يحدث للرجال فقط، ولكن حدث للرجال والنساء، ولكن المرأة العربية المسلمة يهون عليها أن تدفن في التراب ولا تتكلم بهذا الكلام وقد قالت إحدى النساء لأهلها وقبيلتها اغسلوا عاركم اضربونا بالرصاص واقذفونا بالصواريخ لتغسلوا عاركم، هكذا قالت المرأة لأهلها. خزي بوش أمام العار الذي صنعه في العراق إن بوش يجب أن ينكس رأسه وراميسفيلد الذي ذهب إلى العراق ليهنئ جنوده يجب أن ينكس رأسه يجب أن يشعر بالخزي أمام هذا العار الذي صنعوه، جنود الحضارة، جنود المدنية، جنود التحرير، يفعلون هذا، إن الإسلام يأمر بالأسرى خيراً، النبي عليه الصلاة والسلام في غزوة بدر وقد أسر سبعين منهم قال" استوصوا بالأسرى خيرا" فكان الآسرون يخصون الأسرى بأفضل الطعام، يأخذون هم لأنفسهم الطعام الأدنى ويعطونهم الطعام الأفضل عملاً بوصية رسول الله صلى الله عليه وسلم، القرآن يقول (يا أيها النبي قل لمن في أيديكم من الأسرى إن يعلم الله في قلوبكم خيرا يؤتكم خيرا مما أخذ منكم ويغفر لكم) يعني أمره أن يتلطف في الكلام معهم ويعدهم بالخير ويبشرهم إن أحسنوا نياتهم، هكذا كان الإسلام، لم يرتكب المسلمون في فتوحاتهم التي شرقت وغربت أي موبقة من هذه الموبقات، كلا والله، لم يعتدوا على امرأة قط، كانت النساء حينما تدخل الجيوش الإسلامية في المدن الكبرى يقفن في الشرفات يتفرجن على هؤلاء الفاتحين الذين لم يقف أمامهم أحد، ما فكر فاتح مسلم أن يعتدي على امرأة وما كتب التاريخ ولا سجل التاريخ أي حادثة من هذه الحوادث، هذه هي الحضارة، هذه هي الإنسانية، ولكننا نقول إن هذا نذير بأن هذا الاحتلال لن يدوم، إن هذا نذير بأنه زائل إن شاء الله، لأن الظلم والبغي والطغيان إذا تفاقم وتعاظم فإن سنة الله أن يأخذه أخذ عزيز مقتدر وقد قال صلى الله عليه وسلم "إن الله ليملي للظالم حتى إذا أخذه لم يفلته" ثم تلا قوله تعالى (وكذلك أخذ ربك إذا أخذ القرى وهي ظالمة إن أخذه أ�
|
ساحة النقاش