فتاوى و أحكام     الكذب مجانب للإيمان

موقع القرضاوي
 آخر تحديث:10:42 (مكة) الأحد 03 شعبان 1432هـ -2011/07/03م
 الأحد, 03 يوليوز 2011 18:42  موقع القرضاوي


 



-السؤال: أعجب لمسلم يؤدي جميع فرائض الإسلام، ومع ذلك لا يتورع عن الكذب، فهل يعتبر هذا من الصالحين؟

- جواب العلامة الدكتور يوسف القرضاوي :

الحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، ومن اتبعه إلى يوم الدين، وبعد:
 الكذب خلق سيئ ليس من أخلاق الصالحين ولا المؤمنين ، وإنما هو من أخلاق المنافقين ، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم : ( آية المنافق ثلاث ، إذا حدَّث كذب ، وإذا وعد أخلف ، وإذا أؤتمن خان ) (رواه الشيخان) .وفي رواية أخرى ( أربع من كن فيه كان منافقًا خالصًا ، ومن كانت فيه واحدة منهن ، ففيه خصلة من النفاق حتى يدعها : إذا حدث كذب ، وإذا أؤتمن خان ، وإذا عاهد غدر ، وإذا خاصم فجر ) (رواه الشيخان وأبو داود والترمذي والنسائي من حديث عبدالله بن عمرو رضي الله عنهما).

فالكذب ليس من خصال المؤمنين ، وإنما هو من خصال المنافقين ، الذين يكذبون دائمًا ، ويؤكدون كذبهم بالحلف ، حتى في يوم القيامة يكذبون أمام الله ويحلفون له كما كانوا يحلفون للمسلمين في الدنيا ، ويحسبون أنهم على شيء ، ألا إنهم هم الكاذبون . وقد جاء في القرآن الكريم : ( إنما يفتري الكذب الذين لا يؤمنون بآيات الله وأولئك هم الكاذبون ) النحل :105 وقد سئل النبي صلى الله عليه وسلم : ( أيكون المؤمن جبانًا ؟ قال: نعم . قيل : أيكون بخيلاً ؟ قال : نعم . قيل أيكون كذابًا ؟ قال:لا) (رواه مالك مرسلا عن صفوان بن سليم .). من الناس من يكونون ضعفاء النفوس ، يتصفون بالجبن وشدة الفزع . ومن الناس من يكونون بخلاء ، يتصفون بالشح وقبض اليد . هاتان الصفتان قد تكونان في الجبلة والطبع .

ولكن الكذب لا يكون إلا مكتسبًا . وهذا هو الذي يحاسب عليه الإسلام ويشدد فيه أبلغ ما يكون التشديد . وقد قال صلى الله عليه وسلم : ( عليكم بالصدق ، فإن الصدق يهدي إلى البر ، وإن البر يهدي إلى الجنة ، ولا يزال الرجل يصدق ، ويتحرى الصدق حتى يكتب عند الله صدّيقًا . وإياكم والكذب ، فإن الكذب يهدي إلى الفجور ، وإن الفجور يهدي إلى النار ، ولا يزال الرجل يكذب ويتحرى الكذب ، حتى يكتب عند الله كذابًا) ( متفق عليه من حديث ابن مسعود .)

فالصدق عادة تكتسب بالتحري ، وبالمجاهدة وبالرياضة وبالتعود . وعلى المسلم أن يعود أبناءه منذ نعومة أظافرهم على الصدق ، وينهاهم عن الكذب . حتى أن النبي صلى الله عليه وسلم سمع أحد الآباء يقول لابنه مرة : سأعطيك كذا وكذا . فقال له : هل تنوي أن تعطيه ؟ قال : لا . قال : إما أن تعطيه وإما أن تصدقه . فإن الله نهى عن الكذب . قال : يا رسول الله ، أهذا من الكذب؟ قال : ( نعم . إن كل شيء يكتب . الكذبة تكتب كذبة ، والكذيبة تكتب كذيبة ) (رواه أحمد وابن أبي الدنيا عن حديث الزهري عن أبي هريرة ولم يسمع منه).

والكذب يتفاوت قطعًا ، فكلما كان ضرره أشد كان النهي عنه أعظم والإثم فيه أكبر . هناك كذب يعتبر من الصغائر ، وكذب يعتبر من الكبائر . يقول النبي صلى الله عليه وسلم : ( ثلاثة لا ينظر الله إليهم يوم القيامة ولا يزكيهم ، ولهم عذاب أليم: شيخ زان ، وملك كذاب ، وعائل مستكبر ) (رواه مسلم .).

هؤلاء المذكورون في الحديث يرتكبون المعصية دون حاجة إليها ، فالملك أو الرئيس الكذاب ، الذي يدجل على الناس - والمفروض فيه أن يكون قدوة حسنة إثمه عظيم . والذي يزني بعد أن تجاوز طيش الشباب إلى حكمة الشيخوخة .. والعائل المستكبر .. فقير .. لا حيلة له .. ومع ذلك يتكبر أن يسمع الموعظة ، أو النصيحة ، أو غير ذلك مما فيه إرشاد له وتوجيه إلى الخير.

هؤلاء الثلاثة لا ينظر الله إليهم يوم القيامة ، ولا يزكيهم ، ولهم عذاب أليم .

غير ذلك مما فيه إرشاد له وتوجيه إلى الخير. هؤلاء الثلاثة لا ينظر الله إليهم يوم القيامة ، ولا يزكيهم ، ولهم عذاب أليم .

abdosanad

الاختيار قطعة من العقل

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 30 مشاهدة
نشرت فى 16 يناير 2012 بواسطة abdosanad

ساحة النقاش

عبدالستار عبدالعزيزسند

abdosanad
موقع اسلامي منوع »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

306,336