فى حواره الشامل للمصريون.. د.عبد المنعم سعيد: الإخوان المسلمون الأجدر على تحمل المسئولية.. والحكمة تقتضى الاعتراف بانتصار الإسلاميين ..والكتاتنى الأفضل لرئاسة مجلس الشعب

حوار - محمد حنفى ومؤمن النزاوى   |  08-01-2012 13:34

الحديث مع الدكتور عبد المنعم سعيد يختلف عن الحديث مع غيره فالرجل ظل لسنوات طويلة مقربًا من دوائر صنع القرار فى النظام السابق كما أنه صاحب رؤية سياسية واضحة ضمَّها فى العديد من مقالاته ودراساته.

كل ذلك أهله لأن يكون رئيسًا لمجلس إدارة أكبر مؤسسة صحفية فى مصر وهى "الأهرام" وعضوًا بلجنة سياسات الحزب الوطنى المنحل كما أن الشائعات طالته بأنه كان مرشحًا لمنصب وزارى قبل الثورة قبل أن ينفيه.

كما أن حب الحقيقة يملى علينا أن نعترف أنه كثيرًا ما كتب رؤاه الإصلاحية التى عارض بها سياسات الحزب الوطنى المنحل.

كان لابد من الاستماع إلى سعيد والثورة المصرية تتم عامها الأول والشعب المصرى يستعد لبدء مرحلة جديدة من حياتهم السياسية بعد الانتخابات البرلمانية .

لهذا التقته "المصريون" فى هذا الحوار الشامل الذى أكد فيه أنه غير نادم على انتمائه للحزب الوطنى، مشيرًا إلى أنه لم يكن مروجًا للنظام السابق بل كانت له رؤاه الإصلاحية، وسجله خير دليل على ذلك.

وأضاف أن الإسلاميين حسموا70% من مقاعد البرلمان المقبل بجدارة واستحقاق دون مبالغة، لافتًا إلى أن حزب الحرية والعدالة التابع للإخوان المسلمين هو الحزب الوحيد القادر على قيادة مصر فى المرحلة المقبلة.

كما أكد أن الدكتور سعد الكتاتنى هو الأفضل لتولى رئاسة مجلس الشعب القادم، كما انتقد المجلس الاستشارى ووصفه بالابتزاز السياسى، مشيرًا إلى أنه كان على المجلس العسكرى استشارة القوى الإسلامية الحاصلة على الأغلبية.

واستبعد فى حواره حدوث ثورة أخرى فى يوم 25 يناير المقبل لأن الإخوان والسلفيين لن يشاركوا فيها، مشيرًا إلى أن 23 يناير يوم انعقاد أولى جلسات مجلس الشعب القادم سيكون بداية الشرعية الدستورية وإنهاءً للشرعية الثورية.

إلى غير ذلك من الآراء المهمة فى حوارنا معه

- فى البداية ما تخيلك للمشهد السياسى بعد انتهاء الانتخابات البرلمانية بكل مما فيها من إيجابيات وسلبيات؟

- بالتأكيد المشهد الانتخابى أكثر من رائع، حيث صوت ملايين المصريين فى الانتخابات لأول مرة فى إقبال غير مسبوق مارس فيه المصريون الديمقراطية وكان بمثابة عرس للمصريين جميعًا، وأحب أن أؤكد أن الحكمة تقتضى الاعتراف بانتصار الإسلاميين.



- هل كنت تتوقع حصول الإسلاميين على الأغلبية المطلقة فى البرلمان وهذا ما أكدته نتائج المرحلة الثالثة من الانتخابات.

- فى الحقيقة الإسلاميين حصلوا على 70% من عدد المقاعد وأجزم أنهم حسموها لصالحهم و30% أصبحت للقوى السياسية الأخرى وهذا يعد نقلة كبيرة فى تاريخ الحياة السياسية المصرية، وهذا يدلل على أن هناك عناصر جديدة دخلت اللعبة السياسية، جزء منها كانت نتائجه متوقعة والآخر فاق كل التوقعات.

فالإخوان المسلمين كانت كل التوقعات تشير إلى حصولهم على عدد كبير من المقاعد، إذ أنهم استطاعوا فى ظل قوة النظام السابق الحصول على 88مقعدًا، وهم أكثر التيارات السياسية تنظيمًا وقوة فى الشارع وهم من سيقودون البلاد فى المرحلة المقبلة، وأعتقد أن شرائح من الناخبين انضمت للإخوان وأعطتهم أصواتهم لأسباب تتعلق برغبة الشعب المصرى فى الاستقرار الذى يحتاج إلى قوة منظمة تقود البلاد، وذلك ظهر واضحًا حيث شارك الإخوان فى المليونيات التى تحقق مصالح الوطن، ولم ينزلوا مليونيات عديدة خوفًا من زيادة العنف والفوضى وحرصًا على استقرار مصر، وبالتالى حصلوا على ثقة الشارع لأنهم أثبتوا أن القضية ليست فى التظاهر ولا الدعوة إلى المليونيات، ولكن القضية هى مصلحة الوطن كما أنهم رفضوا أن تسلم الثورة إلى الألتراس وأطفال الشوارع، وبالتالى ظل الإخوان الأقدر على تحمل المسئولية والمحافظة على البلاد، وبالتالى نالوا ثقة الشارع.



- تقصد أن عدم مشاركة الإخوان فى بعض المليونيات التى أعقبتها أحداث عنف ساهم فى زيادة قوتهم فى الشارع ؟؟

- بالتأكيد فنحن نستطيع أن نقول إن الإخوان المسلمين أعطوا درسًا لباقى القوى السياسية الأخرى فى كيفية التظاهر وأوقاته، فقد دعوا إلى المليونيات فى الوقت المناسب، وهذا أمر نال إعجاب الشعب المصرى، فالقدرة القيادية والتنظيمية، فاقت كل ما توقعناه منهم، ولكن هذا لايغفل أنهم قوة منظمة منذ سنوات ولهم خبرة بالسياسة.



- تحدثت عن أن حصول الإخوان على هذا العدد الكبير من المقاعد شىء متوقع، فما تحليلك لحصول التحالف الإسلامى بقيادة حزب النور السلفى على هذه النسبة الكبيرة من المقاعد؟؟

- فى تصورى أن حزب النور السلفى والتحالف الإسلامى حقق مفاجأة من العيار الثقيل، ولم يكن أى محلل سياسى يتوقع ذلك على الإطلاق، صحيح أن لهم تواجدًا فى الشبكة الاجتماعية للمجتمع المصرى، ولكن المفاجأة كانت فى قدرتهم كقوة سياسية عمرها لا يتجاوز العام تحتوى على تنوع فى الأفكار، حيث يضم التحالف أحزاب الجماعة الإسلامية والأصالة، وبالتالى فهم المفاجأة الحقيقية للانتخابات.

- هل تشعر بالقلق والخوف من صعود الإسلاميين إلى البرلمان؟؟

- فى تصورى أن المشهد السياسى به اختلال فى التوازن حيث إن ثلثى المقاعد ذهبت للإسلاميين، والثلث الباقى ذهب للقوى السياسية الأخرى، وهذا يدعو إلى القلق لو أردنا نظامًا ديمقراطيًا حقيقيًا، يجب ألا تحصل مجموعة أو كتلة سياسية على أغلبية مطلقة بحيث تعدت الـ70%، فالخوف أن يأخذ الإسلاميين الغرور والانبهار بما حققوه من انتصارات أو أن يعملوا على إرضاء من انتخبهم على حساب الآخرين، ومن هنا يأتى الخوف، وأيضًا الضغوط فهناك من انتخبوهم من أجل الوصول إلى بر الأمان ووجدوا فيهم قيادة قادرة على ذلك وهؤلاء سيظلون يضغطون من أجل العبور الآمن إلى المستقبل.



- ولكن القوى الإسلامية أطلقت تصريحات تؤكد ترحيبها بالتعاون مع جميع القوى السياسية.. فما رأيك؟؟

- كل تصريحات الإخوان المسلمين جيدة، أنا -على المستوى الشخصى- سعيد بها، وأتمنى ألا تكون تصريحات فقط لمجرد الدعاية الانتخابية، وهى دليل على إحساسهم بالمسئولية تجاه الوطن، والتيارات الإسلامية الأخرى تؤكد أنها ستعمل على إصلاح المشاكل الاقتصادية وتوفير حياة كريمة لكل مواطن وهذا شىء جيد، واعتبر ذلك رسالة تطمين قوية سواء للداخل أو للخارج، وأحب أن أشير إلى أن الإخوان ليسوا كيانًا واحدًا فهناك تيارات متعددة بداخلهم، فأنا أعرفهم جيدًا، وذلك مثل شأن القوى السياسية الأخرى، وللأمانة كنت من ضمن الـ50 شخصية الذين إطلعوا على برنامج الإخوان المسلمين حتى عام 2007 والذى وضعه تيار محافظ ووجهت له انتقادات شديدة، فعاتبنى الدكتور مهدى عاكف، المرشد العام السابق للإخوان المسلمين، لأنى نشرت الانتقادات فى وسائل الإعلام حيث إن البرنامج وصلنى برسالة عبر الإنترنت لأنى كنت فى الولايات المتحدة وقتها، وعندما عدت إلى القاهرة فوجئت بأن المرشد العام للإخوان أرسل لى البرنامج فى مكتبى بالأهرام، ولكن البرنامج الجديد معقول وجيد واستفادوا من الانتقادات التى وجهت للبرنامج السابق.



- ما تحليلك للمشهد السياسى المصرى بعد انتهاء الانتخابات البرلمانية وتطلع المصريين إلى بداية مرحلة جديدة؟

- هناك واقع سياسى جديد لم تشهده مصر عبر تاريخها، وعلينا التركيز على الايجابيات، حيث إن مؤسسات الدولة تبنى من جديد، وهناك مؤسسات لم تستطع الثورة أن تسقطها وهى الجيش والقضاء والبيروقراطية وهذه المؤسسات حافظت على استمرارية الدولة، ولكن هناك عطبًا تمثل فى سقوط المؤسسات التشريعية وكذلك المؤسسة الأمنية، و الواقع الجديد بدأت تظهر ملامحه حيث إن الثورة بدأت بشباب متحمس له صلة بالتكنولوجيا والفيس بوك وأحزاب وقوى معارضة كان فى المقدمة منها جماعة الإخوان المسلمين، إلى جانب أصحاب المطالب الفئوية وبالتالى استطاعوا إسقاط النظام، وظهرت جماعات أخرى على الساحة السياسية مثل حزب النور وحزب الجماعة الإسلامية والجماعات الصوفية.

ولاشك أن أكثر هذه القوى تنظيمًا وجاهزية هم الإخوان المسلمون وهم قادرون على تحمل المسئولية فى المرحلة المقبلة.



- هل تعتبر أن سقوط المؤسسة التشريعية والأمنية تسبب فيما يحدث من سلبيات كبيرة فى إدارة المرحلة الانتقالية؟؟

- بالتأكيد فالدولة كانت معطوبة وغير متجانسة وتضم العديد من الأفكار والشرائح كل له رأيه الخاص، وتسبب ذلك فى الخلافات والجدل الدائر حول الدستور أولاً أم الانتخابات أولاً، والخلاف حول تبكير الانتخابات الرئاسية أم الانتظار لحين الموعد المحدد وهذا يفسر عدد التظاهرات المليونية التى حدثت منذ رحيل مبارك فى 11 فبراير، وأرى أن الانتخابات البرلمانية ستساهم فى إقامة عمود الدولة،لأنها ستأتى ببرلمان منتخب انتخابًا حقيقيًا من الشعب وبه أغلبية والمفارقة أنها ذات الأغلبية فى الاستفتاء على التعديلات الدستورية.



- ولكن أين حزب الوفد واليسار والكتلة من الانتخابات وما أسباب فشلهم فيها؟؟

- أكرر تأكيدى أن الحزب الوحيد الجاهز الآن هو الحرية والعدالة التابع للإخوان المسلمين نتيجة للضغوط الكثيرة عليه, والتى جعلته أكثر تنظيمًا وجاهزية، أما الوفد فهو حزب عانى كثيرًا من الانقسامات الشديدة فى الفترة الأخيرة، فقد فشل فى تحديث نفسه وتقوقع على تاريخه، والعجيب أن الإخوان الذين كان البعض يتخوف منهم استطاعوا تحديث أنفسهم وإنشاء حزب سياسى عصرى، كما أن لديهم كوادر محترفين بالعمل السياسى ومتفرغين لذلك عكس الحال فى الأحزاب الأخرى، وأذكر أن الدكتور عصام العريان، القيادى بالإخوان، كان يأتى لزيارتى كل شهر مرة أو مرتين فى مكتبى بالأهرام من أجل مناقشة القضايا السياسية المختلفة، وهذا شىء غير موجود فى الوفد أو غيره من القوى السياسية.

ومع ذلك فأنا أرى أن الوفد سيبقى رغم نقاط الضعف المذكورة، لأنه مثل الأحزاب الأخرى ستتعلم من وجودها فى المعارضة وتفيد مصر كثيرًا كما ستفيد من يتولى قيادة مصر فى المرحلة المقبلة، أما الكتلة فرغم أنها كيان غير متجانس فى الأفكار إلا أنه حقق نتائج معقولة، والمصريين الأحرار يمثل وضعية خاصة للأقباط مع أن غالبية أعضائه مسلمون وهذا شىء طبيعى حيث لايستطيع أى حزب أن ينجح إلا وهو يضمن أغلبية المسلمين، ونجاح الكتلة أدى إلى إخفاق الوفد الذى اعتمد على العائلات وذهبت أصوات الأقباط إلى الكتلة بدلاً من الوفد.

ولكنى أؤكد أن العبرة ليست بالعدد ولكن بقوة النواب ومدى فاعليتهم وتأثيرهم، فالمعارضة القوية خير مساند للدولة فى أداء وظائفها، فالرئيس الراحل أنور السادات أيام انتفاضة "كامب ديفيد" حل البرلمان بسبب خمسة من أعضائه المنتمين للمعارضة وفى مقدمتهم ممتاز نصّار.

- فى ظل حالة الصعود للقوى الإسلامية وتزايد احتمال تشكيلهم للحكومة إلى أى سيناريو تتجه مصر هل إلى النموذج التركى أم الإيرانى أم الأفغانى؟؟

- أنا أتصور أننا أقرب إلى النموذج التركى، فالإخوان الحاصلون على الأغلبية كل تصريحاتهم قريبة من النموذج التركى وتونس والمغرب تسير فى الاتجاه نفسه.

ولكن أرى ضرورة تعديل النموذج التركى والاستفادة من أخطائه والتى تتمثل فى كم الاستدانة الكبي، حيث إن التجربة التركية قامت على قدر كبير من الاستدانة فوصل إلى 300 مليار دولار، أما مصر قبل الثورة فقد وصل إلى 32 مليار دولار أى عشر تركيا، وبالتالى فمصر أفضل من تركيا فالغنى التركى قائم على الاستدانة.

كما أن نظام العدالة الاجتماعية فى مصر أفضل من تركيا بكثير واستبعد تطبيق النموذج الإيرانى أو الأفغانى فى مصر .

- إذا ما تم دعوتك للانضمام إلى حزب الحرية والعدالة، ماذا سيكون ردك هل ستقبل الدعوة وتنضم؟؟

- أنا لى أفكارى وأيدولوجيتى التى تختلف تمامًا عن أفكار الحزب ولكنى مستعد لتقديم النصح والمشورة، متى طلبوا منى ذلك، وهم يعلمون ذلك.

- كثر الحديث عن رئيس مجلس الشعب القادم بعد فتحى سرور، وترشيح البعض عصام العريان أو المستشار الخضيرى، فما رأيك؟؟

- فى رأيى سعد الكتاتنى هو الأنسب لتولى ذلك المنصب فى هذا التوقيت الحرج من تاريخ البلاد لما لديه من خبرة وتمرس فى هذا الشأن، حيث إنه كان قائدًا لكتلة الإخوان المسلمين فى برلمان 2005 وكان يتفاوض مع فتحى سرور، رئيس مجلس الشعب السابق، أما عصام العريان فهو وجه إعلامى جيد والخضيرى لايمتلك خبرات لتولى ذلك المنصب، ولكن هذا لا يمنع تمتعه بالاحترام والقبول على نطاق واسع.

- هناك كلام عن ثورة جديدة فى 25 يناير المقبل ولذا اقترح البعض أن يعمل المجلس العسكرى على تسلم السلطة ويجرى الانتخابات الرئاسية مبكرًا.

- أرى أن فئات عديدة من الشعب بدأت تنقلب على الثوار ويرون أنهم تسببوا فى تعطيل العمل وازدياد معدلات البطالة وارتفاع الأسعار، كما أن كثيرًا من نجوم الثورة للأسف الشديد أصبحوا كوادر إعلامية ولم يبقى سوى"6 إبريل" وبعض الائتلافات الشبابية، والثوار الحاليون اختبأوا وراء الألتراس وأطفال الشوارع وهؤلاء لن يستطيعوا عمل ثورة، والمظاهرات المليونية لا تكتمل إلا بمشاركة الإسلاميين، وأستطيع أن أقول إن هذه الحركات تسببت فى التوتر والاحتقان السائد على الساحة السياسية، وكل يدعى أنه يمثل الثورة.

وما سيحدث يوم 25 يناير لن يتعدى كونه حركة احتجاجية ولا يمكن أن تتحول إلى ثورة على الإطلاق ولا ننسى أن التيار الإسلامى متفق مع المجلس العسكرى على تسلم السلطة فى 30 يونيه المقبل، وبالتالى فلا ثورة بدون إخوان وسلفيين

وفى تقديرى لن تتعدى هذه الاحتجاجات الـ30 ألفًا، وبالتالى فليس من حقهم فرض رأيهم على الأغلبية.

- ولكن ألا ترى أن دعوة المشير لمجلس الشعب إلى الانعقاد يوم 23 يناير شعور منهم بالخوف؟؟

- لا أتصور ذلك على الإطلاق، وتفسير ذلك فى تقديرى أن المشير يريد توصيل رسالة أننا الآن لدينا مجلس شعب منتخب، وعندما يجتمع المشير بالمجلس فهذا معناه انتهاء ما يسمى بالشرعية الثورية، وإعلان اكتمال الشرعية الدستورية وهى شهادة إنجاز تحسب للمجلس العسكرى، وأؤكد أنا أن ذلك دليل على رغبتهم فى تسلم السلطة بشكل سلمى.

- كيف تنظرون إلى حالة الجدل المثارة حول إجراء الانتخابات الرئاسية قبل إعداد الدستور، ففريق يرى التعجيل بالانتخابات الرئاسية وآخر يقترح الالتزام بالجدول الزمنى المعروف والبدء بإعداد الدستور؟؟

- ليس كل شخص يطرح فكرة جديدة ينبغى أن تثير و تشكل انقسامًا فى الوسط السياسى، وأرى أن هناك برنامجًا وجدولًا زمنيًا وافق عليه الشعب ويجب الالتزام به، وأدعو كل القوى السياسية بالحوار من الآن حول الدستور الأمثل، وطبيعة النظام السياسى وشكل الدولة، وأعتقد أن الدكتور وحيد عبد المجيد استطاع إقناع الإخوان بالنظام المختلط بين الرئاسى والبرلمانى.

- ولكن هناك تخوفًا من تدخل المجلس العسكرى فى الدستور الجديد ولذلك يطالب البعض بإجراء انتخابات الرئاسة قبل الدستور؟؟

- لا أعتقد أن المؤسسة العسكرية تريد التدخل فى وضع الدستور الجديد، وما يهم الجيش هو وضعه فقط، ولا يجب أن نروج للشائعات لخطورة ذلك على استقرار الوطن، وعند وضع الدستور يجب إسناد خصوصية الجيش فى لجنة الأمن القومى، وأن تبتعد عن الشو الإعلامى كى تعمل فى هدوء لمناقشة وضعية القوات المسلحة فنحن نحتاج لجيش قوى لمواجهة التحديات وحماية الحدود، وبالتالى يجب أن يكون له وضعية خاصة وتكون مسئولة أمام جهة ما، وبالتالى فنحن نحتاج إلى مجلس للدفاع الوطنى، فيما عدا ذلك فالجيش لا يهمه شكل الدولة أو النظام السياسى، وأطالب بتكريم القوات المسلحة والمجلس العسكرى واهدائهم قلادة النيل أو نجمة سيناء أخرى ونشكرهم على ما قاموا به من أجل حماية الوطن واستقراره، وهنا يبرز دور الإخوان المسلمين فى الصورة باعتبارهم الأغلبية وسيتحدد حينها هل هى قيادة للإخوان فقط أم قيادة لمصر، والأمر سيتوقف على الدستور الذى سيضعونه، هل سيكون قابلًا للاستمرارية وهم بعيدون عن الحكم، حتى لو امتلك أى تيار الأغلبية من بعدهم أم لا!! نجاحهم فى هذه النقطة ستدخل الإخوان إلى التاريخ وستسجل أسماؤهم بحروف من نور فى ذاكرة الوطن.

- ولكن فى تصورك ما النظام السياسى الأفضل لمصر فى الوقت الحالى هل هو الرئاسى أم البرلمانى أم الخليط ؟؟

- أرى أن النظام الرئاسى هو الأنسب لمصر والأكثر كفاءة فى إدارة الدولة ونقلها إلى الأمام وتطويرها، وهو أكثر فاعلية من النظام البرلمانى الذى توزع فيه المسئوليات.

- تشكيل المجلس الاستشارى وطبيعة عمله أثارت جدلًا كبيرًا خاصة وقد أتت قبل فترة وجيزة من انتخاب مجلس الشعب المنتخب كيف تقيم المجلس وتقيم أداءه؟

- المجلس الاستشارى بمثابة عمل سياسى باليومية جاء نتيجة لضغط الشارع، وأنا غير متحمس له على الإطلاق لأنه يستخدم للابتزاز السياسى، وشابه بعض الانقسامات خاصة بعد تصريحات عضو المجلس العسكرى، مختار المُلا، حول الدستور القادم مما تسبب فى انسحاب الإخوان المسلمين منه، وهذا يدل على أن المجلس استخدم للمناورات السياسية وعمل بطولات زائفة.

والمجلس العسكرى من حقه استشارة أى قوى ودون حصرها على أعضاء معينين، وكان على المجلس العسكرى استشارة الإخوان المسلمين باعتبارهم القوى الحاصلة على الأغلبية فى الانتخابات البرلمانية، ودعنى أتساءل لماذا يشكل المجلس العسكرى مجلسًا استشاريًا ولديه قوى إسلامية حاصلة على أغلبية فى البرلمان وهم طرف سياسى أراه أفضل من الاستشارى من وجهة نظرى، فالحكمة كانت تقتضى على المجلس العسكرى استشارة الذين حصلوا على الأغلبية.

- تردد فى الوسط السياسى أن هناك صفقة بين الإخوان المسلمين والمجلس العسكرى فما تعليقك؟؟

- لاأعتقد على الإطلاق، ففى علوم السياسة ما يسمى بالصراع السياسى، والمجلس العسكرى وجد نفسه فجأة مسئولًا عن بلد كبير أسقطت مؤسساته التشريعية ويحتاج إلى قوى سياسية منظمة متمثلة فى الإخوان المسلمين، وقوى أخرى غير واضحة المعالم وكل فئة منهما لها رأى خاص بها، وكلما أتى بمجموعة ممن يدعون إلى المظاهرات المليونية للتحاور معها نجد المجموعات الأخرى تنفى أن تكون هذه المجموعة التى تم التحاور معها ممثلة لها، وبالتالى فكان من الطبيعى أن يلجأ المجلس العسكرى إلى الإخوان المسلمين باعتبارهم القوى المنظمة الوحيدة على الساحة السياسية، وأحب أن أوضح نقطة مهمة فى هذه المسألة أن الجيش هو أحد مؤسسات الدولة والتغيير يأتى من رحم الدولة، ومن هنا جاءت فكرة لجنة التعديلات الدستورية بقيادة الدكتور يحيى الجمل، بسبب ضغط ثورة 25 يناير قبل تنحى مبارك عن الحكم، وجاءت اللجنة التالية بعد رحيل مبارك وتولى المجلس العسكرى إدارة شئون البلاد، بقيادة المستشار طارق البشرى وصبحى صالح وقالت ما قاله الرئيس السابق حسنى مبارك بضرورة تعديل المواد 67، 77 ، 88 من الدستور، وللأسف الشديد كانت هذه الأمور تناقش فى الحزب الوطنى، ولكن النظام لم يستجب لذلك، إلى أن جاءت القوة الثورية وأجبرته على تشكيل لجنة لإقرار هذه التعديلات والمجلس العسكرى أكمل الطريق، وأرى أن المجلس لو اختار المستشار طارق البشرى فقط ولم يختر صبحى صالح لكانت مسألة التعديلات الدستورية مرت هادئة ولم يقم جدل حولها الذى تابعناه جميعًا.

- تقصد أن المجلس العسكرى أخطأ باختيار صبحى صالح فى لجنة التعديلات الدستورية؟؟

- المسألة ليست صواب أم خطأ، ولكن من وجهة نظرى أن المجلس كان يريد إرسال رسالة للإخوان المسلمين بأنهم القوى المنظمة الوحيدة التى تستطيع قيادة البلاد، ولكن هذا لم يمنع الإخوان من انتقاد المجلس العسكرى واصفين قراراته بالبطيئة، ونظموا مظاهرة مليونية ضد وثيقة السلمى، لإجبار العسكرى على عدم تفعيلها، وهذا ما تم فعله.

- دعنا نتحدث عن انتخابات الرئاسة، بعض السياسيين يقولون إن الرئيس المنتظر لم يأت بعد، وهل من الممكن أن نجد مرشحًا إسلاميًا واحدًا يمثل القوى الإسلامية فى انتخابات الرئاسة المقبلة؟؟

- باعتبارى محللا سياسيًا، فى رأيى أن الحديث عن أن الرئيس القادم لم يترشح بعد كلام للاستهلاك الإعلامى، وعمومًا نتحدث بناءً على المطروح على الساحة السياسية الآن، فى رأيى أنا أرفض تصنيف المرشحين للرئاسة بإسلاميين وليبراليين ويساريين، وما يمنع أن يكون لدينا العديد من المرشحين سواء الإسلاميين أو الليبراليين والشعب يختار، الأفضل أن يحدث مثل ما حدث فى الانتخابات البرلمانية حيث يطرح الجميع تصوراته ورؤاه على الشعب، الذى يجب أن يأخذ فرصة لاختيار رئيسه الأفضل دون فرض عليه أحد.

وفى تصورى أن اتساع مساحة الاختيار هى الأفضل بالنسبة للوطن بأكمله.

- فى رأيك من المرشح الأفضل منهم حتى الآن؟

- كنت أرى أن المستشار هشام البسطويسى هو الأفضل وكتبت هذا فى مقالاتى وأشرت إلى أن عمرو موسى ينتمى إلى الجيل الجديد، وأنه آن الأوان أن نضخ دمًا جديدًا، ولكن ومع مرور الوقت وجدت فيه عدم مرونة سياسية، وانعزل عن الأحداث بالبقاء فى الكويت.

ورئيس مصر القادم يجب أن تكون أعصابه هادئة ومن حديد ولديه مرونة سياسية، وفى تصورى أن عمرو موسى هو الذى قدم فكرة وهى تطبيق اللامركزية فى مصر وهذا شىء مهم لنقل مصر، كما أنه شخصية دولية تلقى قبولاً عالمياً، وعمرو موسى الأكثر تنظيمًا، ونحن نحتاج إلى رئيس يجلس لفترة واحدة.

- ولكن أين الدكتور محمد البرادعى، وخاصة أنه يعد من مفجرى ثورة 25 يناير؟؟

- من وجهة نظرى البرادعى شخصية ممتازة ولديه خبرة دولية، وهو الوحيد الذى قال إن هناك ثورة آتية وتغييرًا قادمًا لا محالة، ولكنه لا يتمتع بقبول شعبى، لأن الشعب لديه شكوك لكل شخصية عملت بالخارج لفترة طويلة.

- وما رأيك فى المرشحين الإسلاميين عبد المنعم أبو الفتوح وسليم العوا وحازم صلاح أبو إسماعيل؟؟

- شوف .. أنا لا أنظر للمرشح من ميوله ولكن أنظر إلى برنامجه وما سيقدمه للبلد لانقاذه، وفى رأيى أن الشيخ حازم أبو إسماعيل هو أكثر المرشحين الإسلاميين تفعيلا ووضوحًا فى البرنامج، كما أن لديه مشروعًا لزراعة الصحراء الغربية يكفى مصر لمدة 200 سنة، وقد عرض ذلك على خبراء، وإذا صدق فعلا وكانت لديه الخطة وتحققت فعلا سيصبح أحسن رئيس فى تاريخ مصر على الإطلاق.

ونحن نريد تفاصيل أكثر وهذا غير موجود فى باقى المرشحين الإسلاميين، وهو الوحيد الذى لديه أفكار ويمكن مناقشتها أما الباقى فأفكارهم تقليدية.

- اللواء عمر سليمان، نائب رئيس الجمهورية السابق، مازال موقفه مجهولاً من الترشح ولكن الفريق أحمد شفيق اتخذ قراره بالترشح فما رأيكم؟

- دعنى أتحدث عمن أعلن عن ترشحه فى الانتخابات الرئاسية المقبلة وهو أحمد شفيق، وحسب معلوماتى هناك مواطنون ضغطوا عليه ودفعوه للترشح، وأنا أرى أنه سيواجه مشاكل، أولها لكونه عسكريًا والشعب المصرى يريد التغيير، كما أنه كان واضحًا أنه قابل للاستدراج أثناء توليه رئاسة وزراء مصر أيام الثورة، وكان لديه تخبط فى الإدارة فلم يستطع التفرقة بين إدارته للطيران وإدارته للبلاد، ومن هنا فشل فى المعمعة وكان السبب الرئيسى أنه قابل للاستدراج، ولكن فى الوقت ذاته يجب أن نعترف أن له تأييدًا كبيرًا.

- دعنا نتحدث عن شخصية الدكتور عبد المنعم سعيد، البعض وصفك أنك كاتب السلطة، هكذا وصفك الغزالى حرب؟؟

- ردّ غاضبًا، أنا لى سجل سياسى معروف سواء كان مقروءًا أو مرئيًا، ودعنا من أسامة الغزالى حرب أو غيره، ،فأنا لو كنت كاتب السلطة كما قلت لما كتبت وطالبت بالإفراج عن الدكتور عصام العريان والمهندس خيرت الشاطر، القيادى بالإخوان المسلمين، وطالبت أيضًا عبر مقالاتى بالإفراج عن أيمن نور.

كما أنه لا يوجد مطلب واحد من مطالب الثورة لم أكن قد طالبت به سواء فى مقالاتى أو مع قيادات النظام السابق وأمام الرئيس السابق حسنى مبارك شخصيًا.

وأود أن أشير إلى أن أسامة الغزالى حرب وأنا كنا نمثل التيار الإصلاحى داخل الحزب الوطنى ، وأنا لم أشارك فى المجلس القومى لحقوق الإنسان أو أى مجلس للشو الإعلامى ، فلى آرائى وأفكارى مسجلة سواء مرئيا أو فى الصحف .

- قلت إنك كنت فى صلب نظام الحكم السابق فلماذا لم توصل لهم أن الشارع فى حالة احتقان وأن هناك رفضًا لمشروع التوريث وضد الحكومة ، فهل كنت تخشى غضب النظام السابق ؟؟

- قلت رأيى بوضوح عندما سألت فى إحدى الزيارات مع جمال مبارك إلى الولايات المتحدة الأمريكية عن التوريث وهل أن جمال يصلح لحكم مصر فقلت : لن يكون هناك توريث فمصر دولة مؤسسات وهى ليست سوريا كما أن جمال لا يصلح بسبب صلته الاجتماعية بالرئيس مبارك ، وللعلم هذا الكلام كان أمام جمال مبارك نفسه .

- وماذا كان رد فعل جمال مبارك على كلامك ؟؟

- سكت ولم يعترض ، ولعلمك فقد سألت كل من اللواء عمر سليمان وصفوت الشريف وفتحى سرور هذا السؤال وكانت الإجابات كلها واحدة ، إن جمال لن يكون رئيسًا لمصر ، ثم إن رأيى قلته فى أماكن عديدة أنه لا توريث فى مصر لأنها دولة مؤسسات وليس مثل سوريا هذه العبارات قالها مبارك بعد ذلك نقلا عنى عند إجابته عن سؤال التوريث .

- ما عدد المرات التى قابلت فيها الرئيس السابق حسنى مبارك ؟؟

- لم يحدث على الإطلاق أن التقيته منفرداً وكنت دائما أقابله مع وجود العديد من الزملاء الصحفيين أو مع قيادات الحزب الوطنى السابق ، وقلت له فى إحدى المرات ، عندما أصطحب الصحفيين فى إحدى زياراته إلى الخارج وكنت من ضمن هؤلاء أنه حان الوقت لتحديد المستقبل ، إلى جانب أن هناك استياء عارمًا لدى الشعب من الحكومة ولابد من تغييرها لأنها خرجت عن الخطوات الإصلاحية التى أتت من أجلها .

- وماذا كانت إجابته عليك ؟؟

- سكت قليلا ثم قال يا دكتور سعيد أخلص انتخابات الرئاسة الأول وبعدين أفكر .

- هذا يؤكد أن الرئيس السابق كان يعتزم ترشيح نفسه لفترة ثانية وليس جمال طبقًا لكلامك ؟

- بالتأكيد وأنا قلت ذلك .

- هل تكلمت مع قيادات الحزب الوطنى عن الانتخابات المزورة ؟؟

- طبعا وقلت فى وجود مبارك شخصيًا وجمال أن هذه كارثة كبرى وخطر كبير على البلد ولم يسمعنى أحد ، وطالبت بتعديل المواد 67، 77 ، 88 وتجاهلنى النظام السابق واضطر إلى تنفيذ مطالبى بعد الضغط الثورى فى 25 يناير .

- ما علاقتك بصفوت الشريف ، حيث أكد البعض على قوة علاقتكما بعد توليك رئاسة مجلس إدارة الأهرام ؟؟

- أحب أن أؤكد أننى توليت مجلس إدارة الأهرام بأوامر من مؤسسة الرئاسة ومن مبارك شخصيًا وليس من صفوت الشريف كما يدعى البعض لأن علاقتى به كانت متوترة منذ البداية ، وجاء ذلك بسبب تدهور الأوضاع فى الصحف القومية وزيادة مديونيتها ، واختيارى من مؤسسة الرئاسة جعل العلاقة أكثر توترًا مع صفوت الشريف ، كما كانت لى بعض المواقف ضده .

- ما هذه المواقف ؟؟

- قلت فى وجوده وأمام مبارك وجمال وكمال الشاذلى رحمه الله ، إنه لا يجوز على الإطلاق أن يكون أمينًا عامًا للحزب الوطنى هو رئيس لجنة شئون الأحزاب أى الخصم والحكم فى ذات الوقت، هذا غير منطقى، فكلمنى الشاذلى على الهاتف وقال لى (أنت زعلت صفوت ليه ) فكان ردى أننى عبرت عن رأيى فقال رئيس الشورى هو بطبيعة القانون رئيس لجنة الأحزاب ووجود صفوت صدفة، وأزعم أننى كنت من الشخصيات التى شاركت فى الضغط على النظام من أجل التعديلات الدستورية، حيث إنها لم تكن كافية حتى ذلك الوقت .

- هل شعرت بالغضب بعد قرار إقالتك من رئاسة مجلس إدارة الأهرام، بعد الثورة بسبب انتمائك للحزب الوطنى .

- بالتأكيد أنا حزنت بسبب إقالتى من مجلس إدارة الأهرام، وكنت أتمنى أن أكمل خطتى الإصلاحية للنهوض بالأهرام

والمفاجأة أنهم لم يغيروا شيئا فاتوا بلبيب السباعى، الذى كان عضوًا بلجنة السياسات بالحزب الوطنى (يعنى شالوا عضو وحطوا عضو آخر ) لا تغيير.

وأحب أن اؤكد أننا كنا فى مرحلة تاريخية والشعب كله كان فى لحظة من اللحظات فى عبائة النظام السابق، ولا يمكن عزل ملايين الأعضاء كذلك لا يمكن حذف هذه المرحلة من التاريخ .

- هل ندمت على انتمائك للحزب الوطنى بعد قيام الثورة وانضمامك إلى نادى ما يسمى بالفلول ؟؟

- انضممت للحزب الوطنى فى عام 2003 بناء على مكالمة من جمال مبارك، وقال لى نريد أن نطبق رؤيتك الإصلاحية التى تنادى بها فلما لا تنضم إلى الحزب وتعرضها ونتناقش حولها، فى هذه الفترة انضم غيرى مثل الغزالى حرب.

ولكنى بعد فترة من انضمامى للحزب فى 2005 شعرت بأن رؤيتى الإصلاحية لا قيمة لها ولا يستجاب لها، وكانت القوانين التى نناقشها فى لجنة السياسات يتم تحريفها وتخرج فى صورة قوانين مشوهة فى مجلس الشعب.

كما فضل أصدقائى ومنهم الغزالى حرب، الخروج من الحزب الوطنى وتكوين أحزاب جديدة، ولكنهم وجدوا تجربتهم فاشلة، حيث استهل حزب الجبهة حياته السياسية بالمشاكل بين الغزالى ويحيى الجمل والسلمى.

ولكنى غير نادم على الإطلاق لأننى أعتقد أننى قمت بالواجب الذى كان يجب أن أقوم به وأديت دورى ولم أكن ديكورا للنظام السابق أو من مروجيه ومقالاتى وآرائى خير دليل على ذلك ولا أقبل المزايدة من أحد.

- هل كنت تتوقع سقوط النظام السابق فى 18 يومًا وما أسباب سقوطه؟؟

- لم أكن أتوقع على الإطلاق، وكنت أتوقع أن تكون هناك احتجاجات مثل 18و 19 يناير 1977 أيام السادات أو مثل أزمة الأمن المركزى 1986، إنما ثورة لم أكن أتخيل ذلك، وأتصور أن هناك العديد من الأسباب منها أن النظام السابق لم يكن قادرا على إدارة مصر وفقد السيطرة، كما أن المؤسسة الأمنية تم تقويضها وأصبحت مثل الجيش المصرى بعد 67، ومن ناحية أخرى ارتفاع نسبة الشباب فى مكونات المجتمع المصرى، إضافة إلى ارتفاع معدلات البطالة، كما أن الثورة الإعلامية والتكنولوجية لعبت دورًا لا ينكر فى نزع الشرعية عن النظام السابق، وأؤكد أن تزوير الانتخابات هو القشة التى قصمت ظهر البعير ولا تنس عودة البرادعى ودعواته المتكررة لتغيير النظام، كما أن قصر الرئاسة كان ضعيفا جدا ودون المستوى وظلت قراراته متأخرة وساهمت فى رفع سقف المطالب .

- وما تفسيرك لقرارات الرئيس السابق المتأخرة والتى لعبت دورا لا ينكر فى اندلاع الثورة وفى نجاحها ؟

- اعتقد أنه بعد عام 2007 ضعف أداء مبارك بشكل عام نتيجة مرضه وكانت لديه دوائر عديدة لصنع القرار منها جمال وسوزان وزكريا عزمى من ناحية، وعمر سليمان من ناحية أخرى، وصفوت الشريف وفتحى سرور من ناحية أخرى، إلى جانب أن كبر السن قلل من كفاءته ولم يعد قادرا على إدارة الأمور والفصل بين هذه الدوائر المتعددة ولم يستشر المقربين منه مثل عمر سليمان والمشير طنطاوى الذى كانت تجمعه بهما علاقة قوية، وأظن أن الجيش اتخذ موقفا إيجابيا بقيادة طنطاوى، بالحفاظ على مصر وإنقاذها، أما صفوت الشريف وفتحى سرور فكانا يريدان الحفاظ على النظام ولم يعترضا على تغيير الاشخاص، فيما كان يريد جمال وزكريا وسوزان بقاء مبارك وفى النهاية سقط النظام، وبالتالى فإن الجيش دخل اللعبة السياسية بعد توليه أمن البلاد بعد 25 يناير وانهيار الداخلية .

- ما شعورك وأنت تشاهد مبارك فى قفص الاتهام وهو على السرير؟؟

- بالتأكيد تأثرت بشدة وهو يتعرض لمحاكمة قضائية ستقول كلمتها وهذا شعور إنسانى والأهم أن محكمة التاريخ ستصدر حكمها العادل عليه بعد فترة من الزمن .

- هل ترى أن المجلس العسكرى فشل فى إدارة المرحلة الانتقالية؟؟

- بالتأكيد لا لم يفشل بل ظلم لأننا أمام مجلس غير مدرب سياسيا ولا شأن له بذلك وفجأة أصبحت مسئولية البلد فى رقبته، وعلى الرغم من الأخطاء التى ارتكبها، إلا أنه حافظ على أمن مصر وأنقذها من السقوط، ما نفعه هو تردد فى وضع جدول زمنى لنقل السلطة لعدم خبرته السياسية ولكن فى النهاية هو حام الثورة ولا يستطيع أحد التشكيك فى ذلك ولابد من تكريمه.

- أخيرًا هل أنت متفائل بمستقبل مصر رغم كل هذه السلبيات والمشاكل التى تمر بها ؟؟

- نعم بالتأكيد أنا متفائل، فالانتخابات البرلمانية هى بداية الطريق نحو الديمقراطية والتحول الديمقراطى وغير متخوف من الأخطاء التى حدثت، لأننا بمرور الوقت سنتعلم ونكون أكثر نضجاً.



    تعليقات حول الموضوع

فل كبير قوي

الحاج | 09-01-2012 11:47

 هذا الشخص لا نحب ان يظهر مرة اخري علي صفحات المصريون المحترمة فهو اكبر فلول المخلوع واكبر معادي لكل ما هو اسلامي ونحن لا يهمنا اراؤه ولا نحب ان نسمعها فهو من النخبة التي لفظها الشعب المصري واقول له اغرب عن وجهنا





نعم هو من المتحوليين وهذا هو رابط مقاله بصيد سمكة القرش بعد التزييف الشهير فى 2010

م/خالد العلى | 09-01-2012 11:44

 http://www.ahram.org.eg/373/2010/12/06/4/51807.aspx





عفا ألله عما سبق

السياسي الساذج | 09-01-2012 09:57

 كثيرين أنضموا للحزب الوثني في تلك الظروف وهذا لايجب ان يمنعنا من الاستفادة من خبراتهم لبناء مصر ومن عفا وأصلح فأجره على الله وباب التوبة مفتوح دائما فاتقوا الله في مصر





 شكر الله سعيك مع السلامة

أبو زاهي الجزائري | 09-01-2012 09:54

 شكر الله سعسسك ومع السلامة انتهى الدرس ولن يكون لك ولمن رضع ثدي النظام البائد كلمة مؤثرة ومنصبا حساسا





عبد المنعم سعيد ...؟؟ !..ما هذا يا مصريون

كريم | 09-01-2012 09:48

 منافق و وصولي ...مصنف من ضمن 30 شخصية عربية يرضي عنها الكنيست الاسرائيلي في المنطقة العربية و يعتمد عليهم في تمرير سياساته.. اذن هو مثلهم.. يهودي متلون ..اليوم يغازل الاخوان بعدما علم انهم اصبحوا في السلطه ...و بالامس جريدته لا تنفك عن الهجوم الحقير عليهم ووصفهم بالمحظوره في كل مناسبه و تسفيههم والحط من شأنهم هو ورئيس تحريره الافاق اسامه سرايا....أربأ بجريدة المصريون ان تنخدع فيه وان ينفذ اليها بمكره و دهائه لتمرير افكاره الخبيثة او للدفاع عنه و تلميع خطاياه.





خبرة سياسية وعقلانية وفكر متحضر

سمير عبد الفتاح إبراهيم | 09-01-2012 08:52

 لأول أمره أقرأ للرجل ولكن في إختصار شديد خسارة من لديه هذه الخبرة والحنكة السياسية والعرفة والشفافية والجرأة والمصداقية ألا يكون أحد الشخصيات التي التي تساهم في مصر الجديدة





الان وقد عصيت قبل

موسى | 09-01-2012 08:26

 الان يادكتور عبد المنعم سعيد وقد عصيت قبل وقلت فى الاخوان اكثر مما قاله الفقهاء الاربعة فى كل المنكرات الا تخجل من نفسك هل ما زلت تعتقد ان الشعب غبى وينسى مثل اعتقاد سيدك المخلوع استحى واختفى عن الناس وتب الى الله عسى ان يعفو عن نفاقك وكذبك





سقطة أعلامية

medhat | 09-01-2012 08:05

 هذا الانسان ولا اقول هذا الرجل كان من أشد الأعداء لكل ما هو إسلامى وكان كلامه قبل الثورة يثير الغثيان مثله مثل مجدي الدقاق وغيرهم الكثير فلما تستضيفه جريدتكم الموقرة ؟ ( الشعب يريد تطهير الجريدة من أمثال هولاء الضيوف الغير مرحب بهم في جريدتنا التي نفخر بها )





مشروع قانون مؤقت لمدة خمس سنوات

أبو العبادلة | 09-01-2012 07:05

 اقترح مشروع قانون يناقشه أعضاء مجلس الشعب المنتخبين تكون مدته أربع أو خمس سنوات يتم فيه إقالة - أو معاش مبكر المهم أن يعتزل جميع موظفي الدولة العمل العام (من رتبة مدير عام فما فوق) لتخاذلهم عن الوقوف في وجه الفساد أو تربحهم منه





ارحل رحمك الله انت ومن معك من النظام السابق

الجمل | 09-01-2012 05:05

 غفر الله لى ارحل ايها الصحفى الدكتورعبد المنعم سعيد ..... لا نريد ان نراك ثانيا غفر الله لك ....اعتزل العمل والتوبة لله





هل من تفسير للعبارة أدناه ؟!!!!

محب الكنانة | 08-01-2012 22:18

 " .. لو أردنا نظامًا ديمقراطيًا حقيقيًا، يجب ألا تحصل مجموعة أو كتلة سياسية على أغلبية مطلقة بحيث تعدت الـ70%، ..."





Look who is talking?

نورنورنور | 08-01-2012 22:17

 اذا اتت الجقيقة منك ايها الكذوب تشككنا بها قبل قبولها انت صاحب اغراض غير شريفة ولم تحاسب على فسادك وافسادك





اِحـذرووووووووووه

مهندس : طــــــارق | 08-01-2012 22:05

 من عملاء أمريكا فى مصر ولن ازيد





سقطة اعلامية

حسين المصري | 08-01-2012 21:59

 اعتبر استضافة الجريدة لهذا الرجل سقطه اعلامية لم نتعودها من الجريدة المحترمة المصريون





يرجى قراءة مقالات عبد ا لمنعم منذ تعيينه في الاهرام وحتى خلعه

محمد رضا | 08-01-2012 21:14

 ياريت من قرأ هذا المقال يرجع الى فعلا الى كتابات عبد المنعم سعيد في الاهرام منذ تعيينه في الاهرام وحتى خلعه بعد خلع سيده اني اشك في كل ماقاله اني كيون حرف واحد قاله صحيحا ونا لدي نسخ من الاخارم الذي كان يقول في عن الاخوان المحظورة بقت المحظورة هي القوة المنظمة وهي التي ستصلح مصر هذا اكبر منافق وربنا سيحاسبه على كذبه هذا





TO DR SA3EED

DR DESSOUKY | 08-01-2012 20:58

 YOU SAID والمصريين الأحرار يمثل وضعية خاصة للأقباط مع أن غالبية أعضائه مسلمون وهذا شىء طبيعى حيث لايستطيع أى حزب أن ينجح إلا وهو يضمن أغلبية المسلمين، ونجاح الكتلة أدى إلى إخفاق الوفد الذى اعتمد على العائلات وذهبت أصوات الأقباط إلى الكتلة بدلاً من الوفد THIS IS SOUND LIKE OXY MORAN...WHAT DO YOU MEAN A PARTY WITH MUSLEM MAJORITY REPRESENTS THE COPTIC'S INTEREST





اسجل اعتراضى ايضا على اجراء هذا الحوار مع اكبر منظرى الحزب المنحل

قناوى | 08-01-2012 20:49

 ان كان هذا الرجل له رؤية سياسية فلا نريدها فقد شبعنا تنظير منه ومن امثاله وكانت المحصلة تجريف الشخصية المصرية وانهيار فى كل مناحى حياتنا . وان كان الهدف تلميعه واعادة تقديمة فى ثوب جديد فلا مجال لهذا لان الشعب المصرى لا ينسى . مغفل من يعتقد ان الشعب المصرى مغفل!!!.





 المتحولون 2

أحمد محمود المملكه المتحده | 08-01-2012 19:22

 أتفق مع أبو مصعب في الرأي والاعتراض !!!!!!!!





الله يرحم مقالات "صيد سمكة القرش"

محمد حسن | 08-01-2012 19:07

 منذ عام واحد بالتمام و الكمال كتب سعيد مقال "صيد سمكة القرش" الذي اثني فيه على احمد عز و كيف ادار الانتخابات باقتدار و "معلمة" و كيف استطاع "صيد سمكة القرش" التي هي الاخوان المسلمين بتكتيكاته الانتخابية المبهرة(بانزال 3 حزب وطني في نفس الدائرة!!) و هزمهم شر هزيمة فسبحان مغير الاحوال واضح انك تغازل الاخوان طمعا او خوفا من شئ ما و رحم الله القائل " اذ لم تكن لي و الزمان شرم برم فلا خير فيك و الزمان ترللي"





المتحولون

ابو مصعب | 08-01-2012 16:35

 انا اعجب كل العجب لاؤلئك الذين يتحولون بطريقة فجة وواضحة وبمنتهى التبجح كانهم يراهنون على غباءنا اونسياننا ان هذا الرجل كان من اكبر منظرى الحزب الواطى ومن اكبر الداعمين لمشروع التوريث انا اسجل اعتراضى على ان تقوم المصريون اجراء حوارا مع اكبر فلول الصحافة الذى كان لا همله وجلاوزته الا الهجوم على الاسلاميين ولا انسى لهذا الرجل وهو يدافع عن السيد القمنى ويتهم منتقديه بالظلاميين لقد حان وقت اختفاء هذه الكائنات اللبلابية

abdosanad

الاختيار قطعة من العقل

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 383 مشاهدة
نشرت فى 10 يناير 2012 بواسطة abdosanad

ساحة النقاش

عبدالستار عبدالعزيزسند

abdosanad
موقع اسلامي منوع »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

301,574