authentication required

 

الكاتب: NABAA

تاريخ النشر: الثلاثاء، 05/06/2007

دخل جوهر داودييف التاريخ كبطل للمحاولة الاستقلالية لشعب الشيشان سنة 1991، وهو إحدى الحلقات المتميزة في سلسلة كفاح الشعب الشيشانى، الذي أصبح علمًا على الحرية وإرادة المقاومة والصلابة والصمود، ولعل ملحمة كفاح شعب الشيشان العنيد من أجل الحرية والاستقلال هي أروع الملاحم في التاريخ الإنساني قاطبة0

ولد جوهر داودييف عام 1944، وعاني مثل شعبه في ذلك الوقت من التشريد الذي فرضه ستالين على الشعب الشيشانى، ثم عاد إلى بلاده عام 1957، وفي عام 1966 تخرج طيارًا إلى أن أصبح لواء في سلاح الطيران، ثم استقال من منصبه سنة 1991، وعاد إلى بلاد الشيشان، حيث تم انتخابه كأول رئيس لجمهورية الشيشان في 26 أكتوبر 1991، فأعلن استقلال الشيشان عن روسيا في الأول من نوفمبر 1991، إلا أن روسيا أرسلت قواتها في 9 نوفمبر للقضاء على استقلال الشيشان فقاوم الشعب الشيشاني ذلك التدخل ببسالة شديدة فاضطرت روسيا لسحب قواتها، ثم عادت روسيا فأرسلت جيشًا كبيرًا إلى الشيشان عام 1994 لإعادة احتلالها والقضاء على استقلالها، واستمرت المعارك حوالي 20 شهرًا أظهر فيها الشعب الشيشاني بطولة نادرة نجح بعدها في أجبار الروس على الانسحاب مرة أخرى عام 1996، وفي أثناء تلك المعارك التي امتدت من 1994 إلى 1996 م، استشهد الجنرال جوهر داودييف، الذي كان يقود بنفسه تلك المقاومة، ولكن المقاومة استمرت من بعده أيضًا .

وفي الحقيقة فإن شعب الشيشان الذي يبلغ عدد سكانه حوالي 1.5 مليون نسمة يعد نموذجًا فذا في المقاومة والصلابة وعدم الاستسلام مهما كانت الظروف، ويصف المؤرخ الروسي "سو لجنستين" صلابة أهل الشيشان قائلاً " لك أن تكسر ظهورهم ولكن أحدا لا يستطيع النيل من روحهم المعنوية العالية، لقد ظلت نفوسهم نمرًا مقيدًا بالسلاسل، لأنهم كانوا من الشيشان الذين لا يرهبون الموت ".

ومقاومة الشعب الشيشاني للاحتلال الروسي ملحمة متصلة لم تنقطع قط، يتعرضون للمذابح والأبادة والتهجير الجماعي ولكنهم يظلون متمسكين بخيار المقاومة المسلحة والهوية الإسلامية، ومنذ أن وطأت أقدام الغزاة الروس أرض الشيشان فإن المقاومة لم تنقطع أبدًا تخبوا أحيانًا ولكنها تعود وتتأجج، وهناك العديد من رموز المقاومة الشيشانية الذين أصبحوا رموزًا عالية للحرية والفداء منهم الإمام منصور الذي فجر المقاومة ضد الاحتلال الروسي منذ عام 1785، ومنهم الإمام غازي محمد الذي فجر المقاومة في بدية القرن التاسع عشر ثم الإمام شامل الذي يعد أهم الرموز في هذا الصدد، وكان أحد علماء الدين المتخصصين في الفقه والشريعة، كما كان ينتمي إلى المذهب الشافعى. ولد الإمام شامل عام 1787 م وأنضم للجهاد عام 1830 وخاض الكثير من المعارك وأنتصر على الروس في العديد منها خاصة عام 1843، 1844 م، ويكفي أن نعرف أن الروس حشدوا لقتاله حوالي 400 ألف جندي واستطاعوا أخيرًا أن يأسروه عام 1856 م حيث لبس في السجن 5 سنوات ثم أفرج عنه 1861 م، حيث ذ هب إلى الحج ومات في المدينة المنـورة.

وبعد الشيخ شامل استمرت المقاومة على يد كل من " تاشو حجي " والشيخ " مادالي " و " بشير الكوميكي " و " نجم الدين غوتسو " طوال الفترة القيصرية، ثم خلال الحكم الشيوعي لروسيا الذي بدأ عام 1917، وقام الديكتاتور الشيوعي " جوزيف ستالين " بعملية " تهجير قسري " لشعب الشيشان إلى سيبريا عام 1944 حيث مات ربع مليون شيشاني في تلك العملية بسبب البرد والتعذيب في معسكرات النفى، أي أن الشعب الشيشاني تمسك بهويته وروحه العالية ونجح عدد كبير منهم في لعودة إلى بلادهم الشيشان على مدي سنوات طويلة بدءًا من عام 1957 وحتى عام 1991 حيث تم إعلان جمهورية الشيشان برئاسـة الجنرال جوهر داودييف0

 

المصدر: الفتح
abdosanad

الاختيار قطعة من العقل

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 141 مشاهدة
نشرت فى 3 ديسمبر 2011 بواسطة abdosanad

ساحة النقاش

عبدالستار عبدالعزيزسند

abdosanad
موقع اسلامي منوع »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

308,542