مقدمة هو أنس بن مالك بن النضر الأنصاري الخزرجي النجاري من بني عدي بن النجار، خادم رسول الله  كان يتسمّى به ويفتخر بذلك، وقد وُلد رضي الله عنه قبل الهجرة بعشر سنوات، وكنيته أبو حمزة...
وأم أنس هي أم سليم بنت ملحان اختُلف في اسمها فقيل: سهلة، وقيل رميلة، وقيل رميثة، وقيل مليكة، ويقال الغميصاء أو الرميصاء، كانت تحت مالك بن النضر أبي أنس بن مالك في الجاهلية، فولدت له أنس بن مالك فلما جاء الله بالإسلام أسلمت مع قومها وعرضت الإسلام على زوجها فغضب عليها وخرج إلى الشام فهلك هناك، ثم خلف عليها بعده أبو طلحة الأنصاري خطبها مشركًا...
عن أنس بن مالك قال: خطب أبو طلحة أم سليم، فقالت: يا أبا طلحة ما مثلك يُرد ولكنك امرؤ كافر وأنا امرأة مسلمة لا يحل لي أن أتزوجك فإن تسلم فذلك مهري لا أسألك غيره، فأسلم فكان ذلك مهرها، قال ثابت: فما سمعت بامرأة كانت أكرم مهرا من أم سليم...
وروى عن أم سليم رضي الله عنها أنها قالت: لقد دعا لي رسول الله  حتى ما أريد زيادة، وعن جابر قال: قال رسول الله : " أريت أني دخلت الجنة فإذا أنا بالرميصاء امرأة أبي طلحة".


أثر الرسول  في تربيته: تربى أنس بن مالك على يد الرسول العظيم  تربية خاصة، فمنذ بلغ العاشرة من عمره أتت به أمه إلى الرسول ، ليخدمه ويتربى على يديه، وصح عنه أنه قال: قدم النبي  المدينة وأنا ابن عشر سنين وأن أمه أم سليم أتت به النبي  لما قدم فقالت له: هذا أنس غلامٌ يخدمك فقبله.
وروى البخاري بسنده عن أنس رضي الله عنه قال: خدمت النبي  عشر سنين فما قال لي أف ولا لم صنعت ولا ألّا صنعت.
وروى الترمذي بسنده عن أنس قال خدمت النبي  عشر سنين فما قال لي أف قط وما قال لشيء صنعته لِمَ صنعته ولا لشيء تركته لِمَ تركته وكان رسول الله  من أحسن الناس خلقا ولا مسست خزًا قطّ ولا حريرًا ولا شيئًا كان ألين من كفّ رسول الله  ولا شممت مسكًا قطّ ولا عطرًا كان أطيب من عرق رسول الله .
وكانت هذه الأخلاق العالية الكريمة من رسول الله  كفيلة بتنشئة أنس رضي الله عنه هذه التنشئة العظيمة في مدرسة النبوة، فلقد قضى رضي الله عنه أهم وأخطر فترات حياته وبداية اكتمال بنيانه التربوي والجسمي في بيت النبوة وبين يدي رسول الله .
وكما كان انس رضي الله عنه وأرضاه متأثرًا بأخلاق رسول الله ، كان كذلك متأثرًا بأقواله، وإذا نظرنا في الأحاديث التي رواها أنس بن مالك رضي الله عنه وأرضاه نجد أنها قد تناولت جميع الجوانب في حياة المسلم، عبادة ومعاملات وأخلاقًا ولا شك أن أنسًا رضي الله عنه وهو من يروي هذه الأحاديث كان من أكثرالناس تأثرًا بها...
وقد انعكس هذا التأثر العظيم برسول الله  على حياة أنس رضي الله عنها كلها حتى لقي الله عز وجل.
أهم ملامح شخصيته: كثرة علمه ودوام صحبتة للرسول :
عندما أتت به أمه إلى النبي  ليخدمه أخبرته  أنه كاتب وهذه الميزة العظيمة لم تكن متوفرة إلا في النفر القليل من أصحاب رسول الله  مما يدل على فطنة أنس رضي الله عنه وذكائه منذ الصغر فقد كان حينها لم يتجاوز العاشرة من عمره، وقد كان هذا الذكاء وهذه الفطنة من الأهمية بمكان حيث حفظ رضي الله عنه وفقِه وتعلّم من رسول الله  حتى قيل إنه في المرتبة الثالثة بعد ابن عمر وأبي هريرة رضي الله عنهم جميعًا في كثرة الأحاديث التي رواها وحفظها من رسول الله ، ومسنده ألفان ومائتان وستة وثمانون حديثًا، اتفق له البخاري ومسلم على مائة وثمانين حديثا، وانفرد البخاري بثمانين حديثا، ومسلم بتسعين.
بعض المواقف من حياته مع الرسول :
شهد أنس رضي الله غزوة بدر مع رسول الله  وكان يخدمه حيث كان عمره حينها اثني عشرعامًا...
قال أنس بن مالك: كان رسول الله صلوات الله وسلامه عليه من أحسن الناس خلق، وأرحبهم صدراً، وأوفرهم حنانًا فقد أرسلني يوماً لحاجة فخرجت، وقصدت صبياناً كانوا يلعبون في السوق لألعب معهم ولم أذهب إلى ما أمرني به، فلما صرت إليهم شعرت بإنسانٍ يقف خلفي، ويأخذ بثوبي، فالتفت فإذا رسول الله () يتبسم ويقول: يا أنيس أذهبت إلى حيث أمرتك؟ فارتبكت وقلت: نعم إني ذاهب الآن يا رسول الله، والله لقد خدمته عشر سنين، فما قال لشيءٍ صنعته:لم صنعته؟! ولا لشيءٍ تركته: لم تركته؟
وكثيراً ما كان يقول: لقد رأيت النبي عليه الصلاة والسلام يوم دخل علينا ، ورأيته يوم قُبض من، فلم أرَ يومين يشبهانهما، ففي يوم دخوله المدينة أضاء فيها كل شيء وفي اليوم الذي أوشك فيه أن يمضي إلى جوار ربه أظلم فيها كل شيء وكان آخر نظرة نظرتها إليه يوم الاثنين حين كشفت الستارة عن حجرته، فرأيت وجهه كأنه ورقة مصحف، وكان الناس يومئذٍ وقوفاً خلف أبي بكر ينظرون إليه، وقد كادوا أن يضطربو، فأشار إليهم أبو بكر أن اثبتوا.
ثم توفي الرسول عليه الصلاة والسلام فما نظرنا منظراً كان أعجب إلينا من وجهه - () - حين واريناه ترابه، وكان رضي الله عنه يقول: إني لأرجوا أن ألقى رسول الله () يوم القيامة فأقول له: يا رسول الله هذا خويدمك أُنَيْس.
وعن أنس بن مالك قال: أتاني معاذ بن جبل من عند رسول الله  فقال: من شهد أن لا إله إلا الله مخلصا بها قلبه دخل الجنة. فذهبت إلى رسول الله  فقلت: يا رسول الله حدثني معاذ أنك قلت: من شهد أن لا إله إلا الله مخلصا بها قلبه دخل الجنة. قال: "صدق معاذ، صدق معاذ، صدق معاذ".
بعض المواقف من حياته مع الصحابة:
مع أخيه البراء بن مالك
عن أنس بن مالك قال دخلت على البراء بن مالك وهو يتغنى بالشعر فقلت له يا أخي تتغنى بالشعر وقد أبدلك الله به ما هو خير منه؛ القرآن.
قال: أتخاف علي أن أموت على فراشي وقد تفردت بقتل مائة سوى من شاركت فيه إني لأرجو ألا يفعل الله ذلك بي.
مع ثابت بن قيس
قال أنس بن مالك لما انكشف الناس يوم اليمامة قلت لثابت بن قيس ابن شماس: ألا ترى يا عم ووجدته قد حسر عن فخذيه وهو يتحنط فقال: ما هكذا كنا نقاتل مع رسول الله  بئس ما عودتم أقرانكم وبئس ما عودتم أنفسكم اللهم إني أبرأ إليك مما يصنع هؤلاء ثم قاتل حتى قتل رضي الله عنه.
مع زيد بن مالك
عن أنس بن مالك قال: خرجت وأنا أريد المسجد فإذا بزيد بن مالك فوضع يده على منكبي يتكئ على فذهبت وأنا شاب أخطو خطا الشباب فقال لي زيد: قارب الخطى فإن رسول الله  قال: "من مشى إلى المسجد كان له بكل خطوة عشر حسنات".

بعض المواقف من حياته مع التابعين: روى أبو داود بسنده عن نافع أبي غالب قال: كنت في سكة المربد فمرت جنازة معها ناس كثير قالوا: جنازة عبد الله بن عمير فتبعتها فإذا أنا برجل عليه كساء رقيق على بريذينته وعلى رأسه خرقة تقيه من الشمس فقلت: من هذا الدهقان؟ قالوا: هذا أنس بن مالك فلما وضعت الجنازة قام أنس فصلى عليها وأنا خلفه لا يحول بيني وبينه شيء فقام عند رأسه فكبر أربع تكبيرات لم يطل ولم يسرع ثم ذهب يقعد فقالوا: يا أبا حمزة المرأة الأنصارية فقربوها وعليها نعش أخضر فقام عند عجيزتها فصلى عليها نحو صلاته على الرجل ثم جلس فقال العلاء بن زياد: يا أبا حمزة هكذا كان يفعل رسول الله  يصلي على الجنازة كصلاتك يكبر عليها أربعا ويقوم عند رأس الرجل وعجيزة المرأة قال: نعم قال: يا أبا حمزة غزوت مع رسول الله  قال: نعم غزوت معه حنينا فخرج المشركون فحملوا علينا حتى رأينا خيلنا وراء ظهورنا وفي القوم رجل يحمل علينا فيدقنا ويحطمنا فهزمهم الله وجعل يجاء بهم فيبايعونه على الإسلام فقال رجل من أصحاب النبي : إن علي نذرا إن جاء الله بالرجل الذي كان منذ اليوم يحطمنا لأضربن عنقه فسكت رسول الله  وجيء بالرجل فلما رأى رسول الله  قال: يا رسول الله تبت إلى الله فأمسك رسول الله  لا يبايعه ليفي الآخر بنذره قال: فجعل الرجل يتصدى لرسول الله  ليأمره بقتله وجعل يهاب رسول الله  أن يقتله فلما رأى رسول الله  أنه لا يصنع شيئا بايعه فقال الرجل: يا رسول الله نذري، فقال: "إني لم أمسك عنه منذ اليوم إلا لتوفي بنذرك" فقال: يا رسول الله ألا أومضت إلي فقال النبي : "إنه ليس لنبي أن يومض".
مع الزهري:
قال الزهري: دخلت على أنس بن مالك بدمشق وهو يبكي فقلت ما يبكيك فقال لا أعرف شيئا مما أدركت إلا هذه الصلاة وهذه الصلاة قد ضيعت
مع غيلان بن جرير:
قال غيلان بن جرير: قلت لأنس بن مالك يا أبا حمزة: أرأيت اسم الأنصار اسم سماكم الله به أم أنتم كنتم تسمون به من قبل قال: بل اسم سمانا به الله.
مع قهرمانه وهو القائم بأموره:
عن ثابت قال: كنت مع أنس فجاء قهرمانه فقال: يا أبا حمزة عطشت أرضنا قال فقام أنس فتوضأ وخرج إلى البرية وصلى ركعتين ثم دعا فرأيت السحاب تلتئم قال ثم مطرت حتى ملأت كل شيء فلما سكن المطر بعث أنس بعض أهله فقال انظر أين بلغت السماء فنظر فلم تعد أرضه إلا يسيرا وذلك في الصيف.
مع سيرين والد محمد:
عن أنس بن سيرين عن أبيه قال كاتبني أنس بن مالك على عشرين ألفا فكنت فيمن فتح تستر فاشتريت رثة فربحت فيها فأتيت أنس بن مالك بكتابته فأبى أن يقبلها مني.
مع ثابت البناني
عن ثابت البناني قال قلت لأنس بن مالك كم خدمت رسول الله  قال عشر سنين فلم يغير علي في شيء أسأت ولا أحسنت قلت فأخبرني بأعجب شيء رأيت منه في هذه العشر سنين ما هو قال لما تزوج رسول الله  زينب بنت جحش وكانت تحت مولاه زيد بن حارثة قالت أم سليم يا أنس إن رسول الله أصبح اليوم عروسا وما أرى عنده من غداء فهلم تلك العكة فناولتها فعملت له حيسا من عجوة في تور من فخار قدر ما يكفيه وصاحبته وقالت اذهب به إليه فدخلت عليه وذلك قبل أن تنزل آية الحجاب فقال ضعه فوضعته بينه وبين الجدار فقال لي ادع أبا بكر وعمر وعثمان وعليا وذكر ناسا من أصحابه سماهم فجعلت أعجب من كثرة من أمرني أن أدعوه وقلة الطعام إنما هو طعام يسير وكرهت أن أعصيه فدعوتهم فقال انظر من كان في المسجد فادعه فجعلت آتي الرجل وهو يصلي أو هو نائم فأقول أجب رسول الله فإنه أصبح اليوم عروسا حتى امتلأ البيت فقال لي هل بقي في المسجد أحد قلت لا قال فانظر من كان في الطريق فادعهم قال فدعوت حتى امتلأت الحجرة فقال هل بقي من أحد قلت لا يا رسول الله قال هلم التور فوضعته بين يديه فوضع أصابعه الثلاث فيه وغمزه وقال للناس كلوا بسم الله فجعلت أنظر إلى التمر يربو أو إلى السمن كأنه عيون تنبع حتى أكل كل من في البيت ومن في الحجرة وبقي في التور قدر ما جئت به فوضعته عند زوجته ثم خرجت إلى أمي لأعجبها مما رأيت فقالت لا تعجب لو شاء الله أن يأكل منه أهل المدينة كلهم لأكلوا فقلت لأنس كم تراهم بلغوا قال أحدا وسبعين رجلا وأنا أشك في اثنين وسبعين
مع مكحول:
قال مكحول: رأيت أنس بن مالك في مسجد دمشق فقلت رجل من أصحاب النبي  لا أسلم عليه ولا أسأله فسلمت عليه وسألته عن الوضوء من حمل الجنازة أو من شهود الجنازة فقال كنا في صلاة ورجعنا إلى صلاة فما بال الوضوء فيما بين ذلك.
بعض الأحاديث التي رواها عن النبي :
أنس بن مالك رضي الله عنه من أكثر الصحابة رواية عن رسول الله ، ذلك أنه لازَم الرسول الكريمَ  عشر سنوات، مرافقًا له وخادمًا ومتعلمًا منه...
وهذه بعض الأحاديث التي رواها عن رسول الله
روى البخاري بسنده عن شريك بن عبد الله بن أبي نمر أنه سمع أنس بن مالك يقول: بينما نحن جلوس مع النبي  في المسجد دخل رجل على جمل فأناخه في المسجد ثم عقله ثم قال لهم أيّكم محمد والنبي  متكئ بين ظهرانيهم فقلنا هذا الرجل الأبيض المتكئ فقال له الرجل: ابن عبد المطلب فقال له النبي : "قد أجبتك" فقال الرجل للنبي : إني سائلك فمشدد عليك في المسألة فلا تجد علي في نفسك فقال: "سل عما بدا" لك فقال: أسألك بربك ورب من قبلك آلله أرسلك إلى الناس كلهم فقال: "اللهم نعم" قال: أنشدك بالله آلله أمرك أن نصلي الصلوات الخمس في اليوم والليلة قال: "اللهم نعم" قال: أنشدك بالله آلله أمرك أن نصوم هذا الشهر من السنة قال: "اللهم نعم" قال: أنشدك بالله آلله أمرك أن تأخذ هذه الصدقة من أغنيائنا فتقسمها على فقرائنا فقال النبي : "اللهم نعم" فقال الرجل: آمنت بما جئت به وأنا رسول من ورائي من قومي وأنا ضمام بن ثعلبة أخو بني سعد بن بكر.
وفي البخاري بسنده أيضًا عن قتادة عن أنس بن مالك قال: كتب النبي  كتابا أو أراد أن يكتب فقيل له: إنهم لا يقرؤون كتابا إلا مختوما فاتخذ خاتما من فضة نقشه محمد رسول الله كأني أنظر إلى بياضه في يده فقلت لقتادة من قال: نقشه محمد رسول الله قال: أنس
عن قتادة قال حدثنا أنس بن مالك أن النبي  ومعاذ رديفه على الرحل قال يا معاذ بن جبل قال لبيك يا رسول الله وسعديك قال يا معاذ قال لبيك يا رسول الله وسعديك ثلاثا قال ما من أحد يشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله صدقا من قلبه إلا حرمه الله على النار قال يا رسول الله أفلا أخبر به الناس فيستبشروا قال إذا يتكلوا وأخبر بها معاذ عند موته تأثما.
وعن أنس بن مالك أنه قال: رأيت رسول الله  وحانت صلاة العصر فالتمس الناس الوضوء فلم يجدوه فأتي رسول الله  بوضوء فوضع رسول الله  في ذلك الإناء يده وأمر الناس أن يتوضؤوا منه قال فرأيت الماء ينبع من تحت أصابعه حتى توضؤوا من عند آخرهم.
أثره في الآخرين:
لأنس بن مالك رضي الله عنه الأثر الكبير في غيره من الناس، ذلك أنه كان رضي الله عنه يحمل الكثير من الكنوز من السنة النبوية العطرة، من خلال هذه الصحبة الطويلة لرسول الله .
ولم يكن رضي الله عنه ليحتفظ بهذا العلم لنفسه أو يكتمه عن غيره ممن لاقاهم بعد رسول الله ، وكان أن بارك الله له في عمره ببركة دعاء النبي  فاستفادت منه أجيال التابعين، ورووا عنه وحفظوا ما رواه هو عن رسول الله .
وقد روى عنه ما يزيد على مائتين وخمسة وثمانين من الصحابة والتابعين، وروى عن النبي  ما يزيد على 2200من الأحاديث، مما يدل على عظيم أثره، وعلو همته، في تبليغ العلم الذي حصّله من الرسول ...
وكان رضي الله عنه يُسأل فيجيب فعن سعيد بن يزيد الأزدي قال: سألت أنس بن مالك أكان النبي  يصلي في نعليه قال: نعم
وعن عاصم قال: سألت أنس بن مالك عن القنوت فقال: قد كان القنوت قلت: قبل الركوع أو بعده قال: قبله قال: فإن فلانا أخبرني عنك أنك قلت بعد الركوع فقال: كذب، إنما قنت رسول الله  بعد الركوع شهرًا أراه كان بعث قوما يقال لهم القرّاء زهاء سبعين رجلا إلى قوم من المشركين دون أولئك وكان بينهم وبين رسول الله  عهد فقنت رسول الله  شهرًا يدعو عليهم.
وعن قتادة قال: سألت أنس بن مالك قال: قلت: كيف كانت قراءة رسول الله  قال: كانت قراءة رسول الله  قال كانت مدا ثم قال بسم الله الرحمن الرحيم يمد بسم الله ويمد الرحمن ويمد الرحيم.
بعض كلماته: عن شريك بن عبد الله قال: سمعت أنس بن مالك يقول: ما صليت وراء إمام قطّ أخف صلاة ولا أتم من النبي  وإن كان ليسمع بكاء الصبي فيخفف مخافة أن تفتن أمه.
وقيل لأنس بن مالك: إن حب علي وعثمان رضي الله عنهما لا يجتمعان في قلب واحد،فقال أنس رضي الله عنه: كذبوا والله لقد اجتمع حبهما في قلوبنا.
وعن أنس بن مالك قال لم يكن رسول الله  سبابا ولا فحاشا ولا لعانا كان يقول لأحدنا عند المعاتبة ما له ترب جبينه
وعنه رضي الله عنه قال: كان رسول الله  أشجع الناس وأحسن الناس وأجود الناس قال فزع أهل المدينة ليلة فانطلق رسول الله  قبل الصوت فتلقاهم رسول الله  وقد سبقهم وهو يقول لن تراعوا وهو على فرس لأبي طلحة عري في عنقه السيف قال فجعل يقول للناس: "لن تراعوا"
لمحات من حياته:
قال ابن حجر في الإصابة:
عن أنس قال قالت أم سليم يا رسول الله أدع الله لأنس فقال: "اللهم أكثر ماله وولده وبارك له فيه" قال أنس: فلقد دفنت من صلبي سوى ولد ولدي مائة وخمسة وعشرين وإن أرضي لتثمر في السنة مرتين. وقال جعفر بن سليمان عن ثابت عن أنس جاءت بي أم سليم إلى النبي  وأنا غلام فقالت يا رسول الله أنس أدع الله له فقال النبي : "اللهم أكثر ماله وولده وأدخله الجنة" قال: قد رأيت اثنتين وأنا أرجو الثالثة...
كان أنس رضي الله عنه يخضب بالصفرة، وقيل: بالحناء وقيل: بالورس وكان يخلق ذراعيه بخلوق للمعة بياض، كانت به وكانت له ذؤابة فأراد أن يجزها فنهته أمه وقالت: كان النبي يمدها ويأخذ بها، وداعبه النبي  فقال له: "يا ذا الأذنين".
وكان نقش خاتمه رضي الله عنه صورة أسد رابض وكان يشد أسنانه بالذهب، وكان أحد الرماة المصيبين، ويأمر ولده أن يرموا بين يديه، وربما رمى معهم فيغلبهم بكثرة إصابته، وكان يلبس الخز ويتعمم به...
وقد بارك الله له في ماله وولده وعمره، ويقال إن أنس بن مالك قد رأى من صلبه من ولده وولدِ ولدِه نحوًا من مائة قبل موته وذلك أن رسولَ الله  دعا له فقال: " اللهم ارزقه مالًا وولدًا وبارك له "، قال أنس: فإني لمن أكثر الأنصار مالًا وولدًا ويقال إنه وُلد لأنس بن مالك ثمانون ولداً منهم ثمانية وسبعون ذكرًا والبنتان الواحدة تسمى حفصة والثانية تكنى أم عمرو، وكان له بستان يحمل الفاكهة في السنة مرتين وكان فيه ريحان يجيء منه ريح المسك.
عن أنس بن مالك قال: كنت مع النبي  خارجا من جبال مكة إذ أقبل شيخ متكىء على عكازة...
فقال النبي : مشية جني ونغمته!
قال: أجل.
قال: من أي الجن أنت؟
قال: أنا هامة بن الهيم بن لاقيس بن إبليس.
قال: لا أرى بينك وبينه إلا أبوين!
قال: أجل.
قال: كم أتى عليك؟
قال: أكلت عمر الدنيا إلا أقلها؛ كنت ليالي قتل قابيل هابيل ابن أعوام - وذكر أنه تاب على يد نوح عليه السلام وآمن معه وأنه لقي شعيبا عليه السلام وإبراهيم الخليل -  وعلى نبينا محمد أفضل الصلاة والسلام - ولقي عيسى عليه السلام فقال له عيسى: إن لقيت محمدا فأقرئه مني السلام وقد بلغت وآمنت بك.
فقال رسول الله : على عيسى السلام وعليك يا هامة، وعلمه رسو ل الله  عشر سور من القرآن.
فقال عمر بن الخطاب: فمات رسول الله  ولم ينعه لنا ولا أراه إلا حيا.
وفاته: عن صفوان بن هبيرة عن أبيه قال: قال لي ثابت البناني: قال لي أنس بن مالك: هذه شعرة من شعر رسول الله  فضعها تحت لساني قال فوضعتها تحت لسانه فدفن وهي تحت لسانه.
وكان عنده عصية لرسول الله  فلما مات أمر أن تدفن معه فدفنت معه بين جنبه وقميصه.
وقد اختلف في وقت وفاته رضي الله عنه، فقيل سنة إحدى وتسعين، وقيل أيضا سنة اثنتين وتسعين، وقيل سنة ثلاث وتسعين قاله خليفة ابن خياط وغيره، وقال خليفة مات أنس بن مالك سنة ثلاث وتسعين وهو ابن مائة سنة وثلاث سنين وقيل: كانت سنّه إذ مات مائة سنة وعشر سنين.
ويقال: إنه آخر من مات بالبصرة من أصحاب رسول الله  وما أعلم أحدا مات بعده ممن رأى رسول الله  إلا أبا الطفيل عامر بن وائلة، وكان موته بقصره بالطف ودفن هناك على فرسخين من البصرة وصلى عليه قطن بن مدرك الكلابي.
من مراجع البحث:
الإصابة..................................... ابن حجر
الاستيعاب.................................. ابن عبد البر
أسد الغابة.................................. ابن الأثير

 

 

المصدر: الاسلام للجميع
abdosanad

الاختيار قطعة من العقل

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 90 مشاهدة
نشرت فى 17 نوفمبر 2011 بواسطة abdosanad

ساحة النقاش

عبدالستار عبدالعزيزسند

abdosanad
موقع اسلامي منوع »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

325,714