نجلاء محفوظ | 15-11-2011 00:06

نعرف جميعا أن تصرفاتنا تأتي كنتيجة لما نشعر به..

ويشعر البعض بالنقص -عافانا الرحمن وكتب لهم النجاة- لذا نجد من "يتمكن منه"الإحساس بالنقص يتنكر لهويته ويبحث عن هوية أخرى "يتمسح"بها ليعوض بها عن شعوره بأنه أقل من الأخرين وعدم قبوله لنفسه..

وكثرت الدراسات عن لجوء من خضعوا للإحتلال للتشبه بالمحتل حتى بعد الاستقلال بعد أن أصبح الخضوع له جزءا من مكونات شخصياتهم ولشعورهم بالضآلة أمام المحتل عوضا عن "الغضب "الممتزج بالكرامة والساعي لسحق المحتل ومحو آثاره وهو الشعور الطبيعي لكل من يحترم نفسه ويعتز بهويته..

و الهوية هي ما يميز إنسان عن غيره وأمة"عن سواها ونرفض تقسيم الهوية على الأوطان فالهوية الإسلامية هي الأوسع والتي تضمنا جميعا لأحضانها وبها نتقارب عقائديا وثقافيا واجتماعيا ولغويا و"تتنامى"قوانا وتتعاظم طاقاتنا لذا يسعى أعداء الخارج والداخل لتهميش الهوية الإسلامية وينضم إليهم من يشعرون بالنقص بوعي أو دون إرادة..

لذا نجد المبالغات والصراخ الحاد والتربص اللعين عند أي فتوى غير موفقة ويتغافلون أن الفتاوى الفاشلة تنسب لأصحابها وليس للإسلام وليست مبررا للنيل من الهوية الإسلامية بأي حال من الأحوال..

وفي كل دين يوجد أناس لا يحسنون الفتوى فلماذا نقسو على ديننا ونلصق به حماقات بعض المنتسبين إليه ونكون أداة بيد أعداء الإسلام..

ويردد الذين حرموا أنفسهم من "شرف"الهوية الإسلامية:النقاب قمع للمرأة ويحرمها من الحياة بينما يعتز اخوتنا المسيحيين بمن "تتخلى"عن الدنيا كلها وتعتزل الحياة وتعيش في الدير كراهبة وتترك اسمها الدنيوي ولا يسمح لها بزيارة أهلها إلا مرة سنويا..

ويصرخ كارهو الهوية الإسلامية:خروج السلفيين للمطالبة بوفاء وكاميليا واخواتهن إساءة ولم يهمسوا عن خطيئة من احتجزوهم..

ونتوقف مع أقوال زمرة من المأزومين شخصيا ومن المنسحقين أمام الغرب ومن معدومي الثقة بالنفس ومن مرضى الروح والعقل والقلب الذين يخضعون للإحتلال ويقدسونه ويبجلون أفكاره ليوهم كل منهم نفسه بأنه "يختار" بملء إرادته أن يكون نسخة منه ويتناسى أنه يتحول إلى مسخ مشوه..

فرأينا وجوههم الكئيبة وهى تحتج على الدعاء على اليهود ولم نسمع أصواتهم يوما تدين مذابح البوسنة وجرائم الإستئصال الديني والعرقي،ولم نسمع أصواتهم تدين اليهودية لمذابح الصهيونية المستمرة منذ 63 عاما وخرسوا عند مطالبة إسرائيل بيهودية الدولة ونسمع ضجيج هجومهم على حماس والجهاد!!..

وهم المنزعجون دوما من الحجاب وبناء المساجد وصوت الأذان ومن قراءة القرآن وخطبة الجمعة ومن قول السلام عليكم حتى وصل ببعضهم للإدعاء بأننا نقول السلام عليكم بدلا من كلمة الو في الهاتف لنعوض إحساسنا بالنقص لأننا لم نخترعه !!

وتناسوا أن المسلمين قدموا للإنسانية اختراعات هائلة ولم يحرص المسيحيون والأجانب عامة على أن يقولوا بسم الله قبل استخدامها..

ورأينا غضبهم البالغ لحرص بعض الموظفين على الصلاة أثناء العمل، وتعمدهم ربط ذلك بالتكاسل وبتعطيل مصالح البشر وهم الذين يقولون أن المصريين يعملون بضعة دقائق يوميا!!

ولنتذكر ما فعله عمرو خالد حيث خذل نفسه وأساء إليها باستماته لدوره البارز في إيقاف المقاطعة للبضائع الدانمركية عند توهم رسامهم البغيض بأنه سيقترب من النيل من رسولنا الحبيب صلوات الله وسلامه عليه، والحقيقة أنه أساء لنفسه فسينال العقاب في الدنيا العقاب في الدنيا والأخرة معا.

ذهب عمرو ومعه الحبيب الجفري الذي سمعته بنفسي يتصل بالفضائية المصرية قبل الجمعة الأخيرة التي أكرمنا الرحمن يتنحي مبارك..

بذل الجفري مجهودا إنتحاريا لإيقاف الثورة وتطاول بسوء أدب واضح على الشيخ القرضاوي لوقوفه جانب الثورة..

ولنتذكر أيضا الموقف المائع لعمرو خالد من الثورة في بدايتها ورفضه إبداء أية ملاحظات ضد نظام مبارك وإشادته بصناع الحياة!!واعلانه أنه لن يقول رأيه في التعديلات الدستورية ثم انضمامه "لقائمة" ساويرس التي طالبت المصريين برفض التعديلات..

ذهب عمرو خالد مع الجفري وطارق سويدان للدانمارك "ليشرحوا" لهم عظمة الرسول صلوات الله وسلامه عليه وأكد أن المقاطعة مثل نفير السيارة وظيفته التنبية ويجب إيقافها!!

وتكررت الرسوم البغيضة فمن أمن العقوبة ساء أدبه..

وسأله صحفي عن رأيه في الانتقادات التي توجه إليه؟ فرد عمرو خالد قائلا: القافلة تسير والكلاب تعوي..

وتساءلت عن سماحته مع الرسوم المسيئة ودفاعه عن الغرب "لجهلهم" بالإسلام وتطاوله على المنتقدين له وهو بشر عادي..

وأثناء المقاطعة قلت لواحد ممن استجابوا لإيقافها: هل إذا شتم تاجر والدك، هل ستقبل الشراء منه؟، أم ستقاطعه؟!

فكان الرد بالمقاطعة بالطبع..

يقف عمرو خالد على رأس المنادين بتصحيح صورة الإسلام وهو كلام يدل على جهل مركب أحدهما بشموخ الإسلام والثاني بأن معظم ساسة الغرب يعادون الإسلام من منطلقين، أحدهما صليبي متعصب والثاني استعماري يسعى للسيطرة على اقتصادنا وعلى مقدراتنا من خلال إضعاف الهوية الإسلامية لأنها "المفتاح" الوحيد لاسترداد نهضتنا بعد طول رقود وركود أيضا..

ونقول لكل من يكذبون علينا بضرورة تصحيح صورة الإسلام: اختفوا من حياتنا وتفرغوا لإصلاح أنفسكم..

وهذا لا ينفي ضرورة الاهتمام بتصحيح سلوكيات المسلمين في الداخل والخارج لنسعد "بعزة" الإسلام وليكن كل منا "سفيرا" رائعا لدينه ولنشجع اخوتنا من المسلمين لينضموا إلينا، واخوتنا في الوطن وفي الإنسانية ليصححوا "أفكارهم" المغلوطة عن الإسلام وليس لتصحيح صورة ديننا.

ولأن كل إناء ينضح بما فيه لذا كثر حديث رافضو الهوية الإسلامية بعد أي حادث عابر، صحيح أو ملفق، ويتناسون أنهم ينقلون إلينا ما يرونه في المرايا الخاصة بهم، ولسنا مضطرون إلى إمتهان أنفسنا برؤيتهم أو بالإنصات إليهم مجددا ولندخر طاقاتنا بتنفس الإعتزاز بهويتنا الإسلامية فمعها-فقط- نحيا بعزة وشموخ ونموت بإطمئنان وحسن بالرحمن.

 

 

المصدر: المصريون
abdosanad

الاختيار قطعة من العقل

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 53 مشاهدة
نشرت فى 15 نوفمبر 2011 بواسطة abdosanad

ساحة النقاش

عبدالستار عبدالعزيزسند

abdosanad
موقع اسلامي منوع »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

313,988