هشام يوسف‮ | 17-10-2011 23:52

مازال يسيطر على الإعلام المصري، الخاص منه على وجه الدقة، الفلول، ومَنْ تعاونوا معه بشرعية أمنية، وفق النظرية الميكيافيلية: معارضين بشراسة أطراف النهار.. أخلاء، نظام المخلوع آناء الليل، في سهرات الصفوة حتى مطلع الفجر! يقودون على صفحات الجرائد الخاصة صباحًا، تيار الثورة المضادة وأمام كاميرات دكاكين التوك شو كل مساء، بنجاح متواصل، في خطاب دسوا فيه السم بالعسل، تماهوا خلاله مع دعاوى المرتزقة وعملاء المخابرات الأمريكية من أقباط المهجر..

 

والأكثر خطورة في خطاب المتأقبطين، الممولين من مقاولي الداخل، أنهم يلقون بكرات اللهب التي يتقاذفونها من قناة مشبوهة إلى أخرى ممولة في وجوه البسطاء والعامة وعينهم على الخارج..حيث تقبع بلاد العم سام! يدفعهم إلى ذلك دفعًا أصحاب الأجندات الخاصة، المنتفعون خارجيًا وداخليًا من خلف الكواليس.. والرابط الرئيس في هذه المكلمة الجدالية العقيمة، أن معظمنا يكاد لا يدري عن أية مصالح يدافع هؤلاء المرتزقة..؛ فهم يرغبون في أي شيء إلا مصلحة هذا الوطن واستقراره وسلامته.. ويرغبون في أي شيء سوى زيادته اعورارًا، واندحارًا..، بخطاب موجّه، ومكشوف، مستغرق في المزايدات الرخيصة التي لا تبني وطنًا بقدر ما تسهم في بعثرة أطلاله هنا وهناك..!

 

أول ما يصدمك ويصفعك في الوقت نفسه، من هذه الحالة المشبوهة المتمسحة في الوطنية أنها لا علاقة لها بالوطن إطلاقا، إلا تمزيقه ..؛ فالمتاجرون بقضية الأقباط في المريناب، وغيرها، من الإعلاميين لم يتواروا خجلاً مما أعلنه أسقف أسوان، الأنبا هيدرا، أسقف أسوان حول ما أثير حول كنيسة قرية المريناب, وتفنيد المزاعم المفتراة بأن المسلمين قد هدموها، وأنزلوا الصليب من فوقها، مؤكدًا أن هذا غير صحيح.. وأن الكنيسة المزعومة كانت عبارة عن بيت أو مضيفة، تعارف أهالي القرية على يؤدّي الإخوة الأقباط فيها صلاتهم وأعيادهم ويقيمون شعائرهم, كما أن قوات الأمن كانت توفر الحراسة..وأن الأنبا مكاريوس استغل اتصالاته بالأمن والإدارة الهندسية بإدفو واستطاع استخراج ترخيص بإحلال وتجديد هذا المكان, وبرغم وصفه علاقته بالمسلمين في القرية بــ(الطيبة جدا)؛ كما وصفهم بأنهم «متعاونون معه في البناء ووضع الخراسانات ويشجعونه»..؛ ما يعكس العلاقة الحميمة بين المسلمين والأقباط في هذه القرية الآمنة، بؤرة الأزمة، التي نشبت دون أي داع!

 

وحتى عندما تم الإعلان عن الصدمة الثانية بالنسبة لهم، وهي إصدار هيئة قضايا الدولة بأسوان، يوم السبت الماضي، التأكيد بأن مبنى الماريناب، المتنازع عليه منزل وليس كنسية ومعزّزًا ما أوضحه أسقف أسوان- بلعوا ألسنتهم، وبهتوا بهتانًا عظيمًا ..! بالرغم من ذلك - إلا أن سُعار المتأقبطين الجدد، الذراع المحرّضة على تنفيذ هذه الأعمال التخريبية، والمستفيدة في الوقت نفسه، من هذه الأزمة- لم تهدأ؛ ما يؤكّد حقيقة الواضحة: أن هناك حقيقة، مَنْ ينخر في بنيان الوطن، ويعبث بأمنه من الخارج..؛ لإشاعة الفتنة، والفوضى في البلاد،عبر استثمار مساحة الحرية والتسامح التي تفرضها أجواء الثورة، بالتشكيك المستمر في نوايا المجلس الأعلى للقوات المسلحة؛ والهجوم الشرس، المتواصل غير مبرر عليه.. ظاهريًا لحماية الأقباط والمتاجرة بقضاياهم، وباطنيًا الاسترزاق، والقبض حتمًا بالساعة، في عرض استربتيز إعلامي فاجر، لم يراع أمن الوطن، ولا سلامته.

 

ويبقى السؤال: متى تدق ساعة الحساب والحسم، والحقيقة؛ فلإجراء تحقيق موسّع للكشف عن أهداف المتأقبطين الجدد، رؤوس حربة الفتنة، عديمي الضمير، وخائني الأمانة، الذين تجاوزت آراءهم ومواقفهم حرية التعبير، إلى جريمة حرق الوطن بأكمله، عبر صبَّ المزيد من الزيت على حمم النار المشتعلة في أزمة ماسبيرو، وهم المعروفين للجميع، ببجاحة قلّ لها نظير في قنوات رجال المال المشبوه..؛ ونزع الأقنعة من علي وجوههم المستفزة؛ وفضح مخططاتهم التخريبية..؛ ليكونوا أمثولة لكل مَنْ تسوّل له نفسه العبث بأمن واستقرار مصرنا الغالية..!

 

 

همسة:

عندما يشتد الظلام؛ فاعلم أنه علامة على بزوغ الفجر..!

 

 

المصدر: المصريون
abdosanad

الاختيار قطعة من العقل

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 49 مشاهدة
نشرت فى 15 نوفمبر 2011 بواسطة abdosanad

ساحة النقاش

عبدالستار عبدالعزيزسند

abdosanad
موقع اسلامي منوع »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

314,057