بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
- رسالة معايدة من شيخ فلسطيني -
للشاعر الأديب
د . عبد الرحمن صالح العشماوي
دعــنــي فــإنّــكَ غــافــلٌ مـتـشـاغِـلُ * * * والسَّرج فوق حصـان عزمـك مائـل
أنـــــا لا أراك لأن دمــعـــي كُــلَّــمــا * * * حـاولــتُ أن أرنـــو إلـيـكـم هــاطــلُ
عـنـدي جـراحـي والأنـيـن ودمعـتـي * * * وتـسـلـط الـبـاغـي، وظــلــمٌ هــائــلُ
فـي غـزة الأبطـال خـطـوي مـسـرع * * * أمـــلاً، وخَـطْــوُ مـواجـعـي متـثـاقـلُ
دعــنــي فـعــيــدك لـعــبــة نــاريـــة * * * فيـهـا عـلـى فــرح الصـغـار دلائـــل
أمَّــا أنــا فـسـمَـاءُ أرضـــي حيـنَـمَـا * * * يـبــدو الــهــلالُ، قــذائــفٌ وقـنـابــل
الـعـيــد جــــاء مـكـبَّــلاً بـحـصـارنـا * * * تغلـي عليـه مـن الخُـطُـوب iiمـراجـلُ
فـرحــي بـعـيـدي سُــنَّــةٌ مـحـمــودةٌ * * * وأنــا لِـمَــا أمَـــرَ المُهـيـمـنِ فـاعــلُ
مــــا زالَ يُـفـرحُـنـا قــــدوم هــلالِــهِ * * * فـرحــاً بــــهِ، لــمَّــا يُــطــلُّ نُـقـابــلُ
ونـظـلُّ فــي ألــم الحـصـار وجــورهِ * * * من أجـلِ بشـرى المسلميـن نناضـلُ
فـــرحٌ وحـــزنٌ يـصـنَـعـانِ حـكـايــة * * * للعـيـدِ، لـيـس لِـمَــا حـوتــهُ مـثـائـلُ
فـي أرضـنـا المحتـلـة العـيـد الْتَـقـى * * * بـصـمـود شـعــبٍ أثْـخَـنَـتْـهُ قَــلاقِــلُ
شعـبٌ يرابـطُ فـي الثغـور ولـمْ يـزلْ * * * يَـلْـقَــى الــعّـــدوَّ بـهــمَّــةٍ ويـقــاتــلُ
تتكـالـبُ الدُّنـيـا عـلـيـهِ ولـــم يـــزلْ * * * طـــوداً ينـاطـحـه الـشـقـيُّ الـجـاهـلُ
يـا مـن يسائلنـي عــن العـيـد الــذي * * * يـأتـي إلــى الأقـصـى وفـيـه نــوازلُ
عجـبـاً، أتسألـنـي وفـــي شاشـاتـكـم * * * عَــرْضٌ بـأنـواعِ المصـائـبِ حـافِــلُ
عــن غــزَّة الأبـطـال فــي نَشراتِـكُـم * * * صــورٌ يضـيـقُ بـمـا حـوتـهُ النَّـاقِـلُ
وعنِ الخليلِ ومسجد الأقصى، وعن * * * أرضٍ تُــقَّــاوِمَ لـصّــهُــا وتـنــاضِــلُ
دعـنـي وحـالــي لا تسـلـنـي، ربَّـمــا * * * بـعـثَ الـجـراحَ الساكـنـاتِ الـسـائـلُ
أنـا لــنْ أُجيـبـكَ، كــمْ ســؤالٍ دونــهُ * * * وخْـــزٌ مـــنَ الألـــم الـمُـبـرِّح قـاتِــلُ
عـــذراً إذا مـــا قـلــتُ إنَّ سـعـادتـي * * * بالعـيـدِ يَرْصُـدُهـا الأســى ويُـخَـاتِـلُ
بيـنـي وبـيـن سعـادتـي بالعـيد فــي * * * أكـنــافِ مسـجـدنـا تَـحُــولُ حـوائــلُ
زفَّــتــه قـنـبـلـة إلـــــيَّ، تـصـبَّـحــتْ * * * بلهـيـبـهـا داري وابــنــي الــراحـــلُ
فــبــأِّي إحــســاسٍ يـقـابــل عــيـــدَه * * * شيـخٌ علـى دَرْبِ الجـراح يُـواصِـلُ؟
عيـديَّـتـي فـــكُّ الـحـصـار ونُـصْــرةٌ * * * تأسـو الجـراح، فهـل لديـكَ بدائـلُ؟!
* * * * *
الشاعر الأديب
د .عبد الرحمن صالح العشماوي
ساحة النقاش