ملخص الخطبة

1- الأمثال في القرآن للعظة والعبرة. 2- قصة القرية في المذكورة في سورة (يس). 3- تعلق قلوب الكفار ببعض شبه الشيطان. 4- ذكر بعض ما جرى بين أنبياء القرية والملأ المكذبين لهم. 5- قصة المؤمن الناصح لأهل القرية. 6- شفقة الداعية على قومه. 7- الصبر على طول طريق الدعوة وكثرة المعوقات فيه.

الخطبة الأولى

 

أما بعد: فيا أيها المؤمنون اتقوا الله حق التقوى.

عباد الله إن الله جل جلاله ضرب الأمثال في القرآن وجعل في القرآن من كل شيء مثلاً، ضرب المثل لعبوديته الحقّة وعبودية الآلهة الباطلة وضرب مثلاً لرسله، وضرب مثلاً للحق والباطل، وضرب مثلاً لما جعل الله جل وعلا عليه الأمم السابقة، ضرب الأمثال لتكون عظة وعبرة، ولكن الأمثال إنما يعقلها من تفكر وعلم وتلك الأمثال نضربها للناس وما يعقلها إلا العالمون [العنكبوت:43]. وتلك الأمثال نضربها للناس لعلهم يتفكرون [الحشر:21]. فالله جل جلاله نوَّع الأمثال لنتفكر ولنتعظ ولنعتبر.ومن أعظم الأمثال التي ضربها الله جل وعلا في هذا القرآن ، جعلها مثلاً لنتدبرها ولنعي ما فيها، أمثال قصص الأنبياء والمرسلين لقد كان في قصصهم عبرة لأولي الألباب ما كان حديثًا يفترى [يوسف:111].

وإن من تلكم القصص، وتلكم الأمثال قصة تلك القرية التي بعث الله جل وعلا إليها رسلاً، قال سبحانه: واضرب لهم مثلاً أصحاب القرية إذ جاءها المرسلونإذ أرسلنا إليهم اثنين فكذبوهما فعززنا بثالث فقالوا إنا إليكم مرسلونقالوا ما أنتم إلا بشر مثلنا وما أنزل الرحمن من شيء إن أنتم إلا تكذبون قالوا ربنا يعلم إنا إليكم لمرسلون وما علينا إلا البلاغ المبين [يس:13ـ17].

لقد جاء الله جل وعلا تلك القرية برسل هم أكرم الخلق عليه، برسل هم كريمون عليه، مقدمون عنده جل وعلا بما حباهم به وربك يخلق ما يشاء ويختار [القصص:68]. لقد أرسل الله رسوليه إلى تلك القرية لتعظم الحجة عليهم، وليكونوا على بينة من عظم هذا الأمر الذي جاءت به الرسل، أرسل الله إليهم اثنين فكذب هذين الاثنين أهلُ القرية أشد تكذيب، فعزز الله جل وعلا أولئك برسولٍ ثالث، وقال الرسل جميعًا: إنا إليكم مرسلون أكدوا تلك الرسالة وأنهم ليسوا بكاذبين وأنهم أهل صدق، وإنما وظيفتهم أن يبلغوا رسالات الله، وأنهم إن لم يؤخذ بما قالوا فإنما يخشون الله، الذين يخشون الله حق خشيته، أولئك هم الرسل الذين بعثهم الله جل وعلا، بعثهم الله لإنقاذ الناس، أرسل الله جل وعلا هؤلاء الثلاثة فقالوا لأصحاب القرية إنا إليكم مرسلون وماذا كان جواب أصحاب القرية؟ قالوا: ما أنتم إلا بشر مثلنا وما أنزل الرحمن من شيء [يس:15]. لقد منعهم من التصديق أن أولئك الرسل كانوا بشرًا، أرادوا أن يكونوا ملائكة، ولو كانوا ملائكة فكيف سيفهمون عنهم، وكيف يعقلون كلامهم ولو جعلناه ملكًا لجعلناه رجلاً وللبسنا عليهم ما يلبسون [الأنعام:9].

إن أولئك رفضوا الحق بشبهة في ظاهرها قد يعتذر بعضهم إلى بعض بها، ولكنها في الحقيقة ليست بشيء، وهكذا دائمًا أصحاب الشبهات يوقع الشيطان في قلوبهم الشبه، فيقنعهم أنها شبهة حق وأنهم لو أتاهم الحق واضحًا لقبلوا ذلك، مع أن البينات كانت كافية وكانت باقية وكانت واضحة جلية فإن أولئك المرسلين جاءوا من عند الله بالآيات والبراهين الدالة على صدقهم، المؤيدة لدعواهم الرسالة، وكفى بذلك حجة لمن سلم قلبه لكنهم أرادوا أن يكون الرسل من الملائكة وتلك شبهة ألقاها الشيطان في قلوبهم، إن الناس يحتاجون إلى رسل من البشر يعلمونهم بلسانهم ويقتدي الناس بهم حتى يكون الدين متمثلا أمامهم في بشر يمشون به ويروحون به ويجيئون قالوا ما أنتم إلا بشر مثلنا وما أنزل الرحمن من شيء كذبوا بإنزال الله جل وعلا الكتب عليهم قالوا ما أنزل الرحمن من شيء إن أنتم إلا تكذبون حصروا أولئك في الكذب، وكأن الكذب لم يتعداهم، وكأن الكذب متمثل فيهم لا يعدوهم إن أنتم إلا تكذبون فكان جواب أهل الحق الثابت الذين يدلون بالحق ويعلمونه، بكلمة واضحة قال الرسل: ربنا يعلم إنا إليكم لمرسلون وكفى بشهادة الله شهادة، فهل يكون الرسول الذي أرسله الله وأيده بالمعجزات كاذبًا؟ إن الذي يدعي الرسالة لا يلبث أن يعاقب، إن من ادعى رسالات الله في التاريخ لابد أن تحيق به العقوبة سريعًا، وأما من يقول: إني مرسل من عند الله ومؤيد من عند الله بالحجج والآيات والبراهين ثم الله يؤيده على خصمه وينصره ويقوي حجته فإن ذلك دليل على صدق رسالته، وإن ذلك دليل على أن الله جل جلاله بعثه مرسلاً إلى الناس ربنا يعلم إنا إليكم لمرسلون وما علينا إلا البلاغ المبين إن الرجل تكون عنده الحجة فيلقي بها في الناس طيبًا لفظها, طيبًا معناها.

وأما من صد عن الحق ولم يقبل الحق الذي جاءت به الرسل ووجد حرجًا في نفسه من كلام الرسل، ومن كلام من اصطفاهم الله جل جلاله إن أولئك البلاء في أنفسهم وليس البلاء في الحق، البلاء في شهواتهم وشبهاتهم، وليس البلاء فيما أنزل الله وفيما بلغته الرسل من عند الله، ورسل الله صادقون مصدقون لا ينطقون عن الهوى قالت الرسل: وما علينا إلا البلاغ المبين فماذا كان جواب أولئك الذين كذبوا الرسل؟ قالوا إنا تطيرنا بكم، تطيروا بهم قالوا: إن سبب ما جاءنا من الشر وسبب ما جاءنا من البلاء إنما هو من جهتكم إنما هو من أسبابكم، أما نحن فإننا مستحقون لكل فضل من الله ولكل رحمة من الله، ولكن سبب بلائنا أنتم أيها الرسل لأنكم خالفتم ما عهدنا عليه الآباء وما عهدنا عليه من سبقنا في عباداتهم للآلهة المختلفة وفي اتباعهم لكبرائهم إنا تطيرنا بكم لئن لم تنتهوا لنرجمنكم وليمسنكم منا عذاب أليم.

يعني إن لم تتركوا ذلك فلنرجمنكم ولنقتلنكم أيضًا ليمسنكم منا عذاب أليم، فكان جواب الرسل، جواب المطمئن إلى الله الذي أنس بما عند الله المصدق بوعد الله قالت الرسل: طائركم معكم سبب شقائكم وسبب التطير وسبب ما سيحيق بكم من البلاء إنما هو معكم، ملازمكم، وهو ما صدر عنكم من عمل الشر وما صدر عنكم من سوء وما صدر عنكم من تكذيب الرسل وعدم الإيمان بكتب الله وبما أنزل الله على رسوله قالت الرسل: أئن ذكرتم بل أنتم قوم مسرفون [يس:19]. يعني أتقتلوننا لأجل التذكير بالله وبسنة الله وبالصدع بما أنزل الله في كتابه، أتقتلوننا لذلك؟ بل أنتم قوم مسرفون، فسبب ذلك الإسراف، إسرافكم في الأمر وإسرافكم في أنفسكم ومجاوزتكم للحد الذي أذن الله به، وهكذا كل من خالف الرسل من الذين اتبعوا شهواتهم، واتبعوا شبهاتهم، إن أولئك دائمًا حجتهم من جنس تلك الحجة يظنون أن البلاء من جهة المذكرين، أن سبب ما يصيب الناس إنما هو من جهة الذين ذكروهم بما أنزل الله في كتابه، وهذه حجة قديمة جديدة أتواصوا به بل هم قوم طاغون [الذاريات:53].

ثم بين الله جل جلاله وظيفة رجل من المؤمنين آمن بما جاءت به الرسل. بعثه واعظًا لقومه مذكرًا لهم قال سبحانه: وجاء من أقصى المدينة رجل يسعى قال يا قوم اتبعوا المرسلين [يس:20]. وجاء من أقصى المدينة، وهي تلك القرية رجل يسعى قال المفسرون في قوله: من أقصى المدينة ما يشعر بأنه ليس من أغنياء الناس بل من فقرائهم، وليس من أهل الجاه، بل هو ممن يرفض قوله الأكثرون لأنه جاء من أقصى المدينة وعادة الناس في الأزمنة الأُوَل أن الأشراف والكبراء يسكنون وسط المدن وأن من هم دونهم يسكنون الأطراف والأقصى من المدينة.

وجاء من أقصى المدينة رجل يسعى قال يا قوم اتبعوا المرسلين لقد كان حريصًا أن يتبع أولئك الناس المرسلين، فيتبعونهم فيما جاءوا به من الحق وينصرونهم ولا يخذلونهم؛ لأن في ذلك أسباب السعادة لهم في الدنيا والأخرى.

قال يا قوم اتبعوا المرسلين ثم علل ذلك بقوله: اتبعوا من لا يسألكم أجرًا وهم مهتدون [يس:21]. إن من أدلة صدقهم أنهم مهتدون على صراط الله، وأنهم مجدوا الله جل جلاله وأنهم دعوا إلى إفراد الله جل وعلا بالعبادة، دعوا إلى ذلك وكانوا على بصيرة في ذلك الأمر، وهم لم يسألوا الناس أجرًا ولم يتكلفوا قال: اتبعوا من لا يسألكم أجرًا وهم مهتدون. يعني اتبعوا من لا يطلب منكم مالاً، والحال أنه من المهتدين، لأن من الناس من لا يسأل الناس أجرًا في دعوته، ولكنه على ضلالة، على مخالفة للرسل، والناس قد يظنون أن كل زاهدٍ أو أن كل من لا يسأل الناس أجرًا أو أن كل مدافع عن حقوق الناس أنه على هداية.

وهذه الآية فيها التنبيه على أنه لابد أن يكون مع الأول على هداية، والهداية هي الهداية إلى طريق الرسل الذي بينه الله جل وعلا في كتابه اتبعوا من لا يسألكم أجرًا وهم مهتدون، والقضية ليست أنهم لم يسألوا الناس أجرًا فحسب، بل القضية الكبرى أنهم على هداية من الله، أن حالهم الهداية، أنهم اهتدوا بهداية الله، وأخذوا ما أنزل الله، ولم يفرقوا بين أمر الله، لم يفرقوا بين كلام الله، بل كانوا على وفق ما يحب الله ويرضى، ابتعدوا عن المشتبهات وأخذوا بالحق فكانوا على الهداية، وقبلوا ما أمرهم الله به، فكانت تلك الهداية للمرسلين.

وكذلك تكون تلك الهداية لكل من اتبع الرسل قال الله جل وعلا مخبرًا عن قيل ذلك الرجل الصالح: ومالي لا أعبد الذي فطرني وإليه ترجعون [يس:22]. يقول: لماذا لا أعبد الله الذي فطرني؟ لماذا لا أعبد الواحد الأحد، وأعلق قلبي به وأدلُّ الناس عليه وأجعلهم مطمئنين إلى الله، عابدين له وحده دون ما سواه خالعين للأنداد وهذه هي دعوة الرسل من أولهم إلى آخرهم، إن دعوتهم ودعوة أتباعهم إلى التوحيد الخالص ومالي لا أعبد الذي فطرني وإليه ترجعون قال جل وعلا لنبيه: قل هذه سبيلي أدعو إلى الله على بصيرة أنا ومن اتبعني وسبحان الله وما أنا من المشركين [يوسف:108]. قال ذلك الرجل الصالح: أأتخذ من دونه آلهة إن يردن الرحمن بضر لا تغنِ عني شفاعتهم شيئًا ولا ينقذون إني إذاً لفي ضلال مبين.

إذا كانت دعوة الرسل ودعوة ذلك الرجل الصالح فيما دعا به قومه، في توحيد الله وردّ الناس إلى التعلق بالله، لأنها مهمة المصلحين، لأنها مهمة الذين يريدون أن يعلقوا قلوب الناس بالله جل جلاله، فإذا صلحت القلوب وصلح الناس أنزل الله جل وعلا البركات على الأرض وأذن بما يأذن به من سننه الكونية، قال جل وعلا مخبرًا عن قوله: إني إذًا لفي ضلال مبين يعني إن كنت على تلك الحال من الشرك فإني على ضلال مبين، نعم كانت تلك أقواله، وكانت تلك دعوته، فما كان منهم إلا أن قتلوه، ما كان منهم إلا أن توجهوا إليه بالتهديد لما قال لهم: إني إذًا لفي ضلال مبين توجه إليهم بكلمة الحق وقال: إني آمنت بربكم.

إما أن يكون توجه إلى المرسلين وإما أن يكون توجه إلى الناس إني آمنت بربكم فاسمعون فلما قال ذلك بادروا إليه وقتلوه فتلقته الملائكة بقولهم: قيل ادخل الجنة لأنه دعا إلى ما دعا إليه المرسلون واتبع سيرتهم وجاهد في ذلك، ولو كان في ذلك بذل نفسه، تلقته الملائكة ألا تخف ولا تحزن وادخل الجنة، فنظر لما دخل الجنة ورأى النعيم، تذكر قومه ورحم قومه فقال: يا ليت قومي يعلمون بما غفر لي ربي وجعلني من المكرمين أدركته الرحمة، أدركته رحمة الخلق، وهكذا الداعية الصالح الناجح يأمر الناس بما أمر الله به، وهو رحيم بهم يرحم العاصي إذا عصى، ويرحم الضال أن ضل، ويرحم الناس أن لا يكونوا من أهل الجنة، وبوده لو بذل نفسه ودخل الجنة جميعًا جنة الله جل جلاله، قال الإمام أحمد: وددت أن جسدي قرض بالمقاريض وأن الخلق أطاعوا الله جل جلاله، لأنه يحب المؤمنين ويحب أهل الإسلام ويحب أن يكون خلق الله جميعًا من أهل الجنة، لكن ذلك لا يمكن أن يكون، لأن الله ذرأ لجهنم نصيبًا وذرأ للجنة نصيبًا وكل سيأتيه نصيبه.

أسأل الله جل وعلا أن يجعلنا من أهل الجنة.

لما دخل الجنة وقتل ثم صار بقومه ما صار من تكذيب الرسل قال جل جلاله: وما أنزلنا على قومه من بعده من جند من السماء وما كنا منزلين إن كانت إلا صيحة واحدة فإذا هم خامدون ليس الأمر بعسير على رب العالمين، لا يحتاج إلى جنود مجندة، إنما هي صيحة من السماء فأخذتهم صاعقة أتتهم، فأخذتهم فكانوا أمواتًا فإذا هم خامدون يا حسرة على العباد.

أيها المؤمنون: إن في قصص القرآن لعبرة، وإن الدعوة الصالحة الناجحة لابد أن يكون فيها ومعها ولها التدبر الأعظم في سنن الله، وفي قصص القرآن، وفي دعوة الأنبياء والمرسلين، لأن من أخذ بدعوتهم، من أخذ بدعوة المصطفى صلى الله عليه وسلم، من أخذ بسنته فإنه على نجاح في دعوته، ولو لبثت دعوته ما لبث نوح في قومه فلبث فيهم ألف سنة إلا خمسين عامًا [العنكبوت:14]. المهم أن يكون الطريق صوابًا، وليس المهم أن يكون الطريق قصيرًا لأن مع الصواب رضى الله جل جلاله، أسأل الله بأسمائه الحسنى وصفاته العلى أن يجعلنا من أتباع نبيه المصطفى صلى الله عليه وسلم، ومن الذين يحشرون تحت لوائه، ومن الذين يردون حوضه فيسقون منه سقية، ويشربون شربة لا يظمأون بعدها أبدًا.

أسأل الله أن يجعلنا من المنيبين إليه, الخاشعين، الذين إذا ذكر الله وجلت قلوبهم، وإذا تليت عليهم آياته زادتهم إيمانًا وعلى ربهم يتوكلون، واسمعوا قول الله جل وعلا بعد أعوذ بالله من الشيطان الرجيم: فإن مع العسر يسرًا إن مع العسر يسرًا فإذا فرغت فانصب وإلى ربك فارغب.

بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم، ونفعني وإياكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم، أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم ولسائر المؤمنين من كل ذنب فاستغفروه حقًا وتوبوا إليه صدقًا إنه هو الغفور الرحيم.

 

الخطبة الثانية

 

الحمد لله حق حمده، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبد الله ورسوله وصفيه وخليله، نشهد أنه بلغ الرسالة وأدى الأمانة وتركنا على البيضاء ليلها كنهارها لا يزيغ عنها بعده صلى الله عليه وسلم إلا هالك.

هذا وإن أحسن الحديث كتاب الله، وخير الهدي هدي محمد بن عبد الله، وشر الأمور محدثاتها وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار، وعليكم بالجماعة، عليكم بالجماعة فإنما يأكل الذئب من الغنم القاصية، عليكم بالجماعة فإن يد الله مع الجماعة، وعليكم بلزوم تقوى الله؛ فإن بالتقوى فخاركم ورفعتكم عند لقائكم لربكم، فاتقوا الله حق التقوى بتعظيمكم أمره وإجلالكم له بالسر والعلن، فإن في ذلكم الفوز العاجل والآجل، فاتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون.

هذا واعلموا رحمني الله وإياكم أن الله جل جلاله أمرنا جميعًا بأمر جليل بدأ فيه بنفسه وثنى بملائكته، ومصلحته عائدة لنا، فقال جل وعلا قولاً كريمًا: إن الله وملائكته يصلون على النبي يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليمًا [الأحزاب:56]. وقال عليه الصلاة والسلام: ((من صلى علي واحدة صلى الله عليه بها عشرًا))[1] يعني من قال: اللهم صل على محمد وسلم تسليمًا كثيراً مرة واحدة، أثنى الله عليه بها في الملأ الأعلى عشر مرار.

اللهم صل وسلم وبارك على عبدك ورسولك محمد، صاحب الوجه الأنور والجبين الأزهر، وارض اللهم عن الأربعة الخلفاء، الأئمة الحنفاء، الذين قضوا بالحق وبه كانوا يعدلون وعنا معهم بعفوك ورحمتك يا أرحم الراحمين.

 

 

المصدر: المنبر صالح بن عبد العزيز ال الشيخ
abdosanad

الاختيار قطعة من العقل

  • Currently 4/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
1 تصويتات / 122 مشاهدة
نشرت فى 6 نوفمبر 2011 بواسطة abdosanad

ساحة النقاش

عبدالستار عبدالعزيزسند

abdosanad
موقع اسلامي منوع »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

309,532