من نوادر المخطوطات :
(الروضة الفردوسية والحضيرة القدسية فيما تعيين من دُفِنَ بأشرف البقاع وسفح البقيع من المدينة المشرفة وما حولها من السابقين الأولين والشهداء الصالحين) .
مجلة العرب (ج 11 / 12 س25) الجماديان سنة : 1411هـ 1991م - كانون - 1 و2 (ديسمبر- يناير) :
حمد الجاسر :


أتحفني أخي الأستاذ الدكتور عبد اللَّه عُسيلان بالإطلاع على مخطوطة من كتاب « الروضة الفردوسية والحضيرة القدسية فيها تعيين من دُفِنَ بأشرف البقاع ؛ وسفح البقيع من المدينة المشرفة وما حولها ؛ من السابقين الأولين ؛ والشهداء الصالحين » .

ويُعد هذا الكتاب من نوادر المخطوطات لأمور :
1 ـ محاولة مؤلفه ذكر من عُرِف من الصحابة ومن بعدهم من السلف الصالح الذين دفنوا في المدينة الظاهرة .
2 ـ الكتاب بخط مؤلفه كما سيأتي في وصف المخطوطة .
3 ـ من مصادر تاريخ المدينة المشرفة التي رجع إليها مؤرخها نور الدين علي ابن أحمد السمهودي (ت:911هـ) في كتابه « وفاء الوفاء بأخبار دار المصطفى » .

المـؤلف :
ومؤلف هذا الكتاب هو: الشيخ شمس الدين محمد بن أحمد بن أمين الآقشهري ؛ نسبة إلى بلدة (آق شِهْر ) التي لا تزال معروفة يمر بها المتجه بطريق البر من الشام إلى اسطنبول ؛ قبل الوصول إلى أنقرة ؛ قال تقي الدين محمد بن أحمد الحسني الفاسي المكي (ت:832هـ) في العقد الثمين (1/286) : محمد بن أحمد بن أمين بن معاذ بن سعاد الآقشهري ؛ يلقب بالجلال ؛ ويكنى أبا عبد اللَّه ؛ وأبا طيبة ؛ روى عن الأستاذين أبي جعفر بن الزبير الغرناطي (1) ؛ وناصر الدين أبي علي المسدالي (2) ؛ وجماعة من أهل المغرب سماعا ؛ وإجازة عن جماعة من أهل المشرق ؛ منهم : العز الفاروقي .

وسمع الكثير بالحرمين على الصفي والرضي ؛ ومن جماعة كثيرين عاش منهم بعده غير واحد ؛ وخَرَّج لبعضهم ؛ وله عناية كبيرة بهذا الشأن ؛ إلا أنه لم يكن فيه نجيباً ؛ لأن له تعاليق مشتملة على أوهام فاحشة ؛ وله مجاميع كثيرة ؛ وإلمام بالأدب ؛ وحظٌّ وافرٌ من الخير ؛ وقد حدثنا عنه غير واحد من شيوخنا ؛ وجاور سنين كثيرة بمكة والمدينة ؛ وبها مات في سنة تسع وثلاثين وسبع مئة ؛ وهو في أثناء عشر الثمانين ؛ لأنه ولد سنة أربع وستين وست مئة ؛ كذا وجدت مولده بخط الذهبي ؛ وترجمه : بنزيل مكة .

وترجمة الحافظ ابن حَجَرٍ في « الدرر الكامنة » (3/309) فقال : منسوب إلى (أقشهر) بقونية ؛ ولد بها سنة 665هـ ؛ ورحل إلى مصر ؛ ثم إلى المغرب ؛ فسمع من أبي جعفر بن الزبير ؛ بالأندلس ؛ ومحمد بن محمد بن عيسى بن منتصر (3) ؛ بفاس ؛ وغيرهما وجمع رحلته إلى المشرق والمغرب في عدة أسفار ؛ وجمع كتاباً فيه أسماء من دفن بالبقيع سماه « الروضة » قال القطب الحلبي : تناولته منه ؛ وحدث عنه أبو الفضل النويري قاضي مكة ؛ وجاور بالمدينة ؛ ثم اتخذها موطناً إلى أن مات سنة 731هـ انتهى .

وعلى هذا التاريخ عول الأستاذ الزركلي في « الأعلام » مع إشارته إلى الاختلاف في تاريخ وفاته بين (31 أو 37 أو39) ولكن القول الأول يرده ما جاء في آخر مخطوطة كتابه ؛ وهي بخط المؤلف نفسه من سماع الكتاب في مجالس آخرها (يوم الخميس الموفي 20 شعبان المعظم من عام ثلاثة وثلاثين وسبع مئة) وفي بعض مخطوطات « الدرر الكامنة » أن وفاته سنة 739هـ وهذا يتفق مع ما ذكره الفاسي ؛ مؤرخ مكة ؛ وصاحب « كشف الظنون » (1/928) ؛ وأشار هذا في « الكشف » إلى أنه أطال المكث في بلاد الأندلس ؛ ويظهر هذا من كثرة روايته عن علماء أندلسيين في كتابه « الروضة » كما أن صورة كتابته تأثرت بالخط المغربي .
 
مصعب الجهني
مشاهدة ملفه الشخصي
البحث عن كافة المشاركات المكتوبة بواسطة مصعب الجهني

مصعب الجهني وفقه الله  
 رد: من نوادر المخطوطات : - الروضة الفردوسية والحضيرة القدسية ؛ بقلم: حمد الجاسر


موضوع الكتاب :
وقد أوضح المؤلف غايته من تأليف هذا الكتاب فقال في مقدمته ما ملخصه : (أما بعد: فلما استقر بي القرار بالمدينة المشرفة ؛ واختلط دمي بحب ساكني أهل طيبة من السلف الأخيار ؛ عيبة رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم المسمينَ بالأنصار ؛ وأهل بيته من الأولاد والبنات وذوي الأرحام الطيبين الطاهرين ؛ فرأيت أن أجمع أسماءهم في ديوان... وأذكر من نسبهم ومناقبهم وطرفاً من طرف رسومهم ليعتبر....؛ واسميته : « الروضة الفرودسية والْحَضِيرة القدسية فيما تعيين من دفن بأشرف البقاع ؛ وسفح البقيع من المدينة المشرفة وما حولها من السابقين الأولين ؛ والشهداء والصالحين » وأجعله على حروف المعجم المغربية مرتباً على الطبقات في خمسة أبواب .

الباب الأول : في حكم الزيارة وكيفيتها ؛ وفيه فصول : الفصل الأول : في كيفية زيارة قبر رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم وقبر صاحبيه ؛ وقبر سيدة نساء أهل الجنة البتول ؛ وذكر قبر ابن عم أبيها أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ـ كرم اللَّه وجهه ؛ والفصل الثاني : في كيفية الصلاة والسلام عليه وعليهم ؛ الفصل الثالث : في زيارة أهل بيته وأولاده وأقربائه بالبقيع ؛ وبجبل أحد مع الشهداء .
الباب الثاني : في ذكر خلاصة الوجود وأشرف الموجود ـ يعني الرسول عليه الصلاة والسلام ـ وذكر آبائه وجداته ؛ وأبنائه وبنائه ؛ وأزواجه ومواليه ؛ وأقربائه مع الخلفاء الراشدين .
الباب الثالث : في ذكر الوقائع التي كانت سبباً لوفاة الفضلاء بالمدينة المشرفة : كقصة أُحُدٍ ؛ وقصة الأَحزاب ؛ وأخبار وقعة الحَرةِ .
الباب الرابع : في ذلك الصحابة المشهورين المذكورين .
الباب الخامس : في ذكر من عُرِفَتْ وفاتُه بالمدينة المشرفة غير الصحابة من أهل العلم والدين .

ثم شرع في سرد محتويات الباب الأول ؛ وهو يروي الأخبار التي يسوقها على طريقة المحدثين ؛ فيورد سنده ابتداء من شيخه حتى يصل إلى نص الحديث النبوي ؛ ومع أنه أوضح في مقدمة الكتاب محتوياته بما ساقه من تعريف أبوابه ؛ إلا أنه ألحق في آخره تفصيلاً وافياً لما تضمنه الكتاب قائلاً بعد الحمد للة والصلاة على سيدنا محمد : (أما بعد: فإني لما تصفحت صفحات هذه الصحيفة ؛ الموسومة بـ « الروضة » علمت أنه يطول على متأملها حصر محصولها علماً في البرهة ؛ فَجَردتُ أسماء المرسومين بها في جريدة تغني الناظر فيها بالسرعة ؛ لأن تكون جالية لاستيفاء النظر في إظهار تلك الحضيرة والروضة ؛ فابتدأ على ما فيها من الترتيب في التراجم والتبويب ؛ وقربت البعيد وبينت بالتقريب ) ؛ ثم سرد الأبواب وما فيها من فصول ؛ وساق جمع الأسماء الواردة فيها مرتبة على حروف المعجم حسب الترتيب المغربي .

ويُعدُ هذا الكتاب من أحفل ما رأيت في موضوعه ؛ على أَن مما يُلْحظ على مؤلفه ما أوضحه مؤرخ مكة الفاسي حين أشار إلى منزلته في الحديث من حيث الرواية عن محدثي عصره فقال: (إلا أنه لم يكن فيه نجيباً) ويتجلَّى هذا فيما ورد في هذا الكتاب من عبارات لا يرتضيها محققو العلماء من المحدثين أثناء السلام على المصطفى عليه الصلاة والسلام مما وقع في عبارة كثيرة من أهل ذلك العصر ؛ واللَّه يتغمده برحمته الواسعة .
وَمَنْ ذَا لَّذِي تُرْضَى سَجَايَاهُ كُلُّهَا ..... كَفَى الْمَرْءَ نُبْلاً أَنْ تُعَدَّ مَعَايِبُهْ
 
مصعب الجهني
مشاهدة ملفه الشخصي
البحث عن كافة المشاركات المكتوبة بواسطة مصعب الجهني

مصعب الجهني وفقه الله

 رد: من نوادر المخطوطات : - الروضة الفردوسية والحضيرة القدسية ؛ بقلم: حمد الجاسر


وصف النسخة :
أصل المخطوطة في إحدى المكتبات الألمانية كما فهمت من الدكتور عبد اللَّه عسيلان ؛ وهي كما ذكرت مخطوطة المؤلف ؛ ويظهر أنه هي النسخة التي اقتناها السمهودي مؤرخ المدينة ونقل عنها ؛ فقد جاء في هامش الورقة الـ (6ب) ما نصه : ( بلغ قراءة في الأولى على بقية.... الجمال عبد اللَّه ابن عبد الرحمن بن محمد بن صالح ؛ كتبه علي بن الحسن المسهودي ) ويؤيد هذا ما جاء في كتاب « وفاء الوفاء » ص451 ؛ تحقيق الشيخ محيي الدين عبد الحميد ونصه : ( ورأيت بخط الأقشهري ؛ لعله مما يلي دوره ؛ وفي ص 577 لكن قال الأقشهري ومن خطه نقلت : أخبرنا الإمام العالم رضي الدين أبو أحمد إبراهيم بن محمد ؛ وساق خبراً قال في آخر : هذا ما نقلته من خط الأقشهري بحروفه . انتهى .

ولم أُعنَ بتتبع النصوص التي نقلها السمهودي عن كتاب الأقشهري للمطابقة بينها وبين ما ورد في هذا الكتاب ؛ ويحسن هذا لمن يحاول دراسة الكتابين دراسة وافية ؛ لا سيما وكتاب السمهودي وفاء الوفاء على جلالة قدرة مشحون بالأخطاء ؛ وجدير بإعادة تحقيقه ؛ بتتبع مصادره التي لا يزال أكثرها معروفاً كـ « أخبار المدينة » لابن شبة ـ على نقصه ـ وغيره من المؤلفات التي نشر بعضها ؛ ومما يوضح صحة نسبة المخطوطة هذه إلى مؤلفها ما جاء في آخرها : (الحمد للَّه قرأت جميع هذه الروضة الفردوسية والحضيرة القدسية من تأليف بمكة المشرفة [تجاه] الكعبة المشرفة ؛ من أولها إلى آخرها ؛ بمحضر جماعة يسمعون ؛ منهم: الشيخ الصالح الحبيب ظهير الدين... بن أحمد بن عطية المخزومي القدسي ؛ ومحمد بن عمر الزيلعي ؛ بفوات ؛ وأحمد بن عبد اللَّه بن إبراهيم المرشي ؛ بِفَواتٍ ؛ ومحمد بن صبيح المكي ؛ ويحيى بن علي بن يحيى الشيبي العبد الدَّاري بن رئيس السدنة بالبيت الحرام ؛ زاده اللَّه شرفاً ؛ وعز الدين يوسف بن عبد الرحمن السهمي القدسي من ذرية عمرو بن العاص رضي اللَّه عنه المكي ؛ وعلاء الدين محمد بن أبي بكر بن إسماعيل الكناني العسقلاني ؛ وعمر بن محمد.... الهمداني اليمني ؛، والفقيه رزق برن حسن اليمني ثم المكي ؛ بعضاً منه ؛ وأحمد بن محمد... المكي ؛ وغيرهم جماعة لم يواظبوا ؛ وذلك في جالس شتاً ؛ آخرها يوم الخميس الموفي عشرين من شعبان المعظم من عام ثلاثة وثلاثين وسبع مئة ؛ وأجزت لهم جميع ما تجوز لي روايته عني على شرطها ؛ رَاسِمُهُ : محمد ابن أحمد بن أمين الآقشهري لطف اللَّه به وعفا عنه) .

أما تاريخ الجمع والتأليف : فقد أوضحه المؤلف ص252 بقوله : ( انتهى والحمد اللَّه جمعاً وتأليفاً ضحوة يوم الثلاثاء الحادي عشر من شهر ذي قعدة من عام تسعة عشر وسبع مئة وذلك بالمدنية المشرفة على ساكنها أفضل الصلاة والسلام ) ؛ ويتضح تاريخ النسخ في نهاية الفهرس الذي وضعه المؤلف في آخر الكتاب وتقدمت الإشارة إليه فهناك : ( انتهى الملخص يوم الأحد السابع والعشرين من شهر اللَّه الحرام رجب الأصيب من سنة إحدى وعشرين وسبع مئة بالمدينة المشرفة ) .

وتقع المخطوطة في (258 ورقة = 528 من الصفحات) في الصفحة الأولى اسم الكتاب وفوقه : (اللَّه حسبي من كتب أبي بكر بن رستم بن أحمد بن محمود الشرواني بخط مؤلفه رحمه اللَّه) وتحت اسم الكتاب : ( تشرف باستصحابه العبد الفقير عفتي عفا اللَّه عنه) وفي أسفل الصفحة: ( استصحبه العبد الفقير ..... 1159) ولم يتضح الاسم ؛ والصفحة الثانية بيضاء ؛ ويبتدئ الكتاب من الصفحة الثالثة ؛ وفي الصفحة ثلاثة وعشرون سطراً ؛ وفي بعضها إضافات في الهامش قد تكون من أصل الكتاب ؛ أو من إضافات السمهودي ؛ وبعض الصفحات لم تظهر في التصوير؛ والخط مقروءٌ وإن لم يكن متقناً .
المصدر: ملتقي اهل الحدبث
abdosanad

الاختيار قطعة من العقل

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 173 مشاهدة
نشرت فى 2 نوفمبر 2011 بواسطة abdosanad

ساحة النقاش

عبدالستار عبدالعزيزسند

abdosanad
موقع اسلامي منوع »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

305,735