authentication required

محمد موافي | 30-10-2011 00:41

... الفرق الوحيد بين أية نشرة أخبار مصرية ونشرة أخبار من دولة (سين أو صاد) هو أن المذيع في الثانية يعطش الجيم وفي الأولى ينطق الجيم القاهرية الفصحى السليمة.و نشرة الأخبار هي العمود الفقري وبيت القصيد ومنتهى الطلب في أية قناة إخبارية,والموضوع يعنيك بالدرجة الأولى,ومصر لا زالت تفتقد نشرة أخبار مهنية محترفة تعرف من تخاطب,والمسألة ليست متعلقة بضعف خبرات أو محدودية إمكانيات.بل كل ذلك موجود ورائع . و لله الحمد والمنة.وقبل أن أتحدث عن لماذا تأخرت نشرات أخبارنا,سأنبئك لماذا نجحت برامج التوك شو في جذب المشاهدين ومعهم سوق الإعلانات.

التوك شو نجح لأنه احتل وحل محل نشرة الأخبار الحقيقية,فالتوك شو اهتم بالتفاصيل الكبيرة والصغيرة والقصص المهمة وغير المهمة في حياة المصريين,فوجد الناس قصصهم و موضوعات سمرهم في المقاهي والمكاتب على الشاشة.ونفس القضية انتبهت إليها كل القنوات العربية ما عدا الجزيرة والعربية والبي بي سي نظرا لطبيعة وهدف كل من تلك الثلاثة.

يعني أية فضائية إخبارية وغير إخبارية عربية اهتمت بأخبار بلد انطلاقها وأخبار جمهورها المستهدف,فبدأت (السعودة) تدب في نشرات أخبار وبرامج أية فضائية سعودية,وكذلك (التكويت) في كل قناة كويتية وقس على ذلك بقية القنوات والدول.أما في مصر فبقيت نشرات الأخبار لها أجندة وعناوين تكاد تكون ثابتة ولم تتغير على مدى ثلاثين عاما أو يزيد,فكانت أخبار الرئيس المخلوع من مقابلات وزيارات وافتتاحات وتلقي مكالمات هي الخبر الرئيس. حتى لو كانت القصة متعلقة بتهنئة الرئيس لرئيس ساحل العاج على العيد الوطني لبلاده.و قل لي بالله عليك ماذا يهمني أو يهمك أو يهم والدتي الطيبة و والدتك المحترمة أو أي مصري من هذا الخبر والتقرير العبقري؟

وكان الخبر الثاني دائما وأبدا ولم يتغير ولم يتزحزح ولم يترنح ولم يتأفف واضعوه هو خبر القضية الفلسطينية وبالطبع من وجهة نظر فتح أو منظمة التحرير,ومعه لقاء عبر القمر الصناعي مع أحد رعاة القضية الفلسطينية والمتحدثين باسمها.وقل لي بالله عليك هل لا زالت القضية الفلسطينية هي محور اهتمام متلقي الأخبار,ولو كنت مهتما بأخبار فلسطين وإسرائيل هل ستشاهد قناة مصرية رسمية كانت أو مستقلة؟أم كنت ستضغط بأصبع كسول لتستقر على الجزيرة .

الخبر الثالث - وكأننا في نشرة أخبار عالمية عربية لا تهتم كثيرا بمصر- هو أخبار العراق وأفغانستان أو متابعة قرارات الأمم المتحدة و سياسات الولايات المتحدة من وجهة نظر وردية خالصة .ولصيانة الترتيب والتنسيق يتم متابعة بقية أخبار العالم بلا استثناء بل بمجرد الجرى وراء ما ترسله رويترز وأخواتها.

طيب فاصل قصير و نعود بأخبار مجلس الوزراء وفي كثير من الأحيان بشكل رسمي محض ولو الخبر مائة كلمة فمنها عشرون كلمة متكررة باسم المتحدث باسم مجلس الوزراء مجدي راضي أو أحمد السمان,ثم عشرون كلمة أخرى متكررة باسم أحمد نظيف أو عصام شرف.وقل لي ولو كذبا كلاما يهمني .قد كاد يقتلني بك التمثال.

حتى أخبار الاقتصاد فتحدثنا عن قرارات مجموعة أميركا اللاتينية ولا تقول لنا ما أخبار الخبز والسلع والعقارات وكل ما يهم ربة البيت وعائل الأسرة المصرية.ثم طامة أخبار الرياضة فتقتصر على ما يمكن بثه من لقطات وصور بعد أن سيطرت الجزيرة وقبلها الإيه أر تي على كل مباريات الدنيا.والختام المتأنق دائما مع أخبار الطقس والتي اقتصرت على تفاصيل الحال في القاهرة و أسوان وشرم الشيخ بعد حلها محل الإسكندرية ثم أربع دقائق بدرجات الحرارة في زنجبار ومانيلا وطوكيو.

خلاصة الرغي السابق أن نشرة أخبار مصرية ومصرية بالدرجة الأولى هي الحل للخروج من أزمات الإعلام المتتالية.

المصدر: المصريون
abdosanad

الاختيار قطعة من العقل

  • Currently 15/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
5 تصويتات / 55 مشاهدة
نشرت فى 31 أكتوبر 2011 بواسطة abdosanad

ساحة النقاش

عبدالستار عبدالعزيزسند

abdosanad
موقع اسلامي منوع »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

309,582