سمير العركى | 10-10-2011 00:27

ما حدث أمس فى حق القوات المسلحة والمجتمع المصرى لا يمكن أن يمر مرور الكرام أو نعالجه بهتافات ساذجة من عينة " مسلم ومسيحى إيد واحدة " فالواقع أن المسلم والمسيحى لم يعودا يداً واحدة منذ اعتلاء البابا شنودة لكرسى البابوية قبل حوالى أربعين سنة وتأسيسه للتيار القبطى المتطرف الذى نما وترعرع فى أحضان مبارك ونظامه المنبطح لذا لم يكن من المستغرب أن يصرح البابا شنودة أنه بكى يوم رحيل مبارك فقد كان بمثابة الكنز الاستراتيجى للتيار القبطى المتطرف فى ظل تحالف شيطانى من أجل تمرير مسلسل التوريث والذى جعل سلطة الدولة تتهاوى أمام حاكم كاتدرائية العباسية فهو من بيده الأمر والنهى وكان يكفيه أن يلوح " مجرد التلويح " بالاعتكاف فى دير وادى النطرون لتخر أمامه جباه الجبابرة والفراعنة .

لذا تحولت الكنيسة المصرية زمن مبارك من قيادة روحية ووعظية إلى سلطة احتجاز وتحقيق والتعدى على حريات المواطنين وإخفائهم ربما عن الحياة كلها كما حدث فى أزمة وفاء قسطنطين ، كما أنها تعلم أن المسيرة الديمقراطية حال رسو سفينتها على شاطئها النهائى فإن ذلك يعنى العودة الفعلية لسلطة الدولة المصرية على جميع رعاياها ومؤسساتها لذا كان من مصلحتها محاربة الثورة منذ بدايتها والعمل على الإجهاض المنظم لها كلما اقترب الاستحقاق الانتخابى فى ظل تحالف مع رجال الأعمال الطائفيين المعروفين .

من هذه الزاوية أستطيع فهم الأحداث الإرهابية التى شهدتها مصر أمس فالتنظيم الكنسى المتطرف يسعى سعياً حثيثاً إلى عرقلة الاستحقاق الانتخابى وفق منظومة متكاملة يعمل فيها تعمل على إجهاض الثورة المصرية وإن لم يستطع فعلى الأقل يكرس أوضاعاً طائفية على أرض الواقع يصعب تغييرها حال وصول أى حكومة منتخبة .

أيضا يمكننا فهم الأحداث الطائفية أمس فى ضوء التحالف بين الكنيسة المصرية وفلول الحزب الوطنى وهو التحالف الذى بات من الصعب إنكاره ، كما يبدو أن الحركات الاحتجاجية التى حاولت الاعتداء على الجيش المصرى طيلة الأشهر الماضية وجره إلى صدام مروع مع الشعب المصرى يؤدى إلى تفتيته لصالح أجندات خارجية غير خفية قد وجدت بغيتها مؤخراً فى التحالف مع التيار الكنسى المتطرف بعد أن أعيتها الحيل فى الحصول على حليف يوفر لها المدد البشرى بعد فشل التحالف مع الألتراس الكروى والذى لم يستطع تحقيق المطلوب منه .

أيا ما كان الأمر فنحن أمام مرحلة بالغة الصعوبة من مسيرة مصر قد تجر البلاد بأكملها إلى موجة عنف طائفية بالغة السوء وهو ما يفرض على المجلس العسكرى أن يتخذ إجراءات بالغة الصرامة تجاه الاعتداء السافر عليه والذى أوقع العديد من القتلى بين أبنائه وأصاب آخرين بحالة من الصدمة النفسية والعصبية وهم يرون زملاءهم يسقطون قتلى بجوارهم ولا يستطيعون الرد أو حماية أنفسهم فلابد من اجتزاز رؤوس الفتنة الطائفية من الداعين إلى هذه الهجمة الطائفية ولابد من الوصول إلى السلاح المستخدم فى الاعتداء ومعرفة الأبعاد الحقيقية لتوفره الواضح فى يد أقباط مصر والذى بدا واضحاً عقب الثورة واستخدم مرات كثيرة فى إمبابة والمنيا واليوم يتم الاعتداء به على الجيش .

هذا ليس وقت الطبطبة الذى ينادى به الملوثون بالمال الطائفى والذين سرعان ما انتشروا على الفضائيات يلتمسون العذر للشباب القبطى الغاضب !!! فهؤلاء يجب أن يحاسبوا كشركاء أصليين فى هذه الجرائم الطائفية ..

سيدى المشير .. ليس الوقت وقت إصدار قانون العبادة بسرعة لتهدئة الخواطر كما ينادى المنبطحون بل هو وقت إعلاء قيمة الدولة المصرية وهيبتها قبل أن تسقط فى مستنقع العنف الطائفى وساعتها لن تعود أبداً .. فأنفذ القانون ولا تخش فى الله لومة لائم .

[email protected]

 

المصدر: المصريون
abdosanad

الاختيار قطعة من العقل

  • Currently 15/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
5 تصويتات / 66 مشاهدة
نشرت فى 17 أكتوبر 2011 بواسطة abdosanad

ساحة النقاش

عبدالستار عبدالعزيزسند

abdosanad
موقع اسلامي منوع »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

315,469