ملخص الخطبة

1- استهزاء قريش وثقيف بالنبي ودعوته. 2- الجلاس وعمير بن سعد ومثال آخر في الاستهزاء. 3- حرب أعداء الإسلام ودعايتهم السيئة ضد الصحوة وشبابها. 4- قصة المستهزئين بالرسول وأصحابه في تبوك. 5- نماذج من تتبع المنافقين لعورات المؤمنين. 6- شائعة مرجفة تسري في المجتمع.


الخطبة الأولى

 

أيها المؤمنون:

خطبتنا هذا اليوم بعنوان: مدرسة الاستهزاء، وهي مدرسة قديمة، أنشأها الأفاكون المارقون لمحاربة الصالحين، عبر حقب التاريخ.

وقد عاش مرارتها وبأسها وقسوتها رسولنا عليه الصلاة والسلام، لقد شوّه الأفاكون مسيرته، وتكلموا في عرضه، وأرادوا النيل من مبادئه، وإحراق جهاده ودعوته.

فكان عليه الصلاة والسلام، يقوم في الليل مجروحاً، متأثراً، شاكياً إلى الله تعالى.

يخرج النبي عليه الصلاة والسلام إلى الطائف ماشياً على قدميه، يدعوهم إلى الله تعالى وإلى الإسلام، فلم يجيبوه، فينصرف حزيناً، فيأتي ظلّ شجرة، فيجلس، ثم يقول: ((اللهم إني أشكو إليك ضعف قوتي، وقلة حيلتي، وهواني على الناس، يا أرحم الراحمين، أنت أرحم الراحمين، إلى من تكلني ؟ إلى عدو يتجهمني، أم إلى قريب ملّكته أمري؟ إن لم يكن بك علي غضب فلا أبالي، غير أن عافيتك أوسع لي. أعوذ بوجهك الذي أشرقت له الظلمات، وصلُح عليه أمر الدنيا والآخرة؛ أن ينزل بي غضبك، أو يحلّ بي سخطك، لك العُتبى[1] حتى ترضى ولا قوة إلا بالله))[2].

آذوه عليه الصلاة والسلام، وأبكوه وطردوه، وأخرجوه من أرضه، وجرّدوه من كل شيء، وهو يدافع عن دينه، ويذب عن مبادئه، حتى إذا تعب أو كلّ، أتى الوحي من السماء يدمغ أنوف المارقين، ويفضح قلوب المستهزئين.

جلس عليه الصلاة والسلام مع أصحابه في المسجد، يعلمهم، ويربيهم، ويزكيهم، وانطلق شاب صغير مُلئ حكمة وإيماناً، اسمه عمير بن سعد، ودخل على عمه، وهو شيخ كبير في الستين من عمره، ولكن النفاق في قلبه كالجبال، يصلي مع الناس في المسجد، ويصوم ويعتمر، ولكنه مكذب بالرسالة والرسول.

فقال عمير بن سعد: يا عماه، سمعت الرسول عليه الصلاة والسلام، يخبرنا عن الساعة حتى كأني أراها رأي العين، فقال الجُلاس بن سويد وهو عمه: يا عمير، والله إن كان محمد صادقاً، فنحن شر من الحمير، فانتقع وجه عمير بن سعد، واهتز جسمه، وانتفض كيانه، وقال: يا عم، والله إنك كنت من أحب الناس إلى قلبي، والله لقد أصبحت الآن أبغضهم إلى قلبي جميعاً.

يا عم، أنا بين اثنتين؛ إما أن أخون الله ورسوله، فلا أخبر الرسول عليه الصلاة والسلام بما قلت، وإما أن أخبر الرسول عليه الصلاة والسلام وليكن ما يكون.

ولكن ما معنى كلمة الجُلاس هذه؟ معناها: الكفر بلا إله إلا الله، وعدم تصديق الرسول والاعتراض عليه.

قال الجُلاس بن سويد: أنت طفلٌ غرٌ لا يصدقك الناس، فقل ما شئت، فذهب عمير، وجلس أمام الرسول، عليه الصلاة والسلام، وقال: يا رسول الله، الجُلاس بن سويد، خان الله ورسوله، وهو عمي، وقد تبرأت إلى الله ثم إليك منه. قال الرسول، عليه الصلاة والسلام: وماذا قال؟ قال عمير: قال: لو كان محمد صادقاً، لنحن شر من الحمير!!.

فجمع الرسول عليه الصلاة والسلام الصحابة، واستشارهم في هذا الأمر، فقالوا: يا رسول الله، هذا طفل صغير لا تصدقه، فهو لا يعي ما يقول، والجُلاس بن سويد يصلي معنا، وهو شيخ كبير، وعاقل، فسكت عليه الصلاة والسلام، ولم يصدق هذا الغلام.

وسالت دموع هذا الغلام، وانتفض جسمه، والتفت إلى السماء، حيث القدرة، حيث علم الغيب، توجه إلى الذي يعلم السرّ وأخفى ثم قال: اللهم إن كنت صادقاً فصدقني، وإن كنت - يا رب - كاذباً فكذبني، فوالله ما غادر مجلسه، ولا قام من المسجد، إلا وجبريل ينزل بتصديقه من فوق سبع سماوات، يحلفون بالله ما قالوا ولقد قالوا كلمة الكفر وكفروا بعد إسلامهم وهمّوا بما لم ينالوا [التوبة:74].

واستدعى الرسول الجلاس فسأله عن الكلمة، فحلف بالله ما قالها، فقال عليه الصلاة والسلام يقول الله: يحلفون بالله ما قالوا ولقد قالوا كلمة الكفر وكفروا بعد إسلامهم. أما أنت يا جُلاس، فقد كفرت بالله، فاستأنف توبتك، فإن الله تعالى يقول: فإن يتوبوا يكُ خيراً لهم [التوبة:74]. واستدعى الرسول عليه الصلاة والسلام عمير بن سعد وقال له: ((مرحباً بالذي صدقه ربه من فوق سبع سموات))[3].

ماذا يُستفاد من هذه القصة؟ ومن هذا السرد؟ يُستفاد أن هناك معسكراً يسير مع الصالحين، ويصلي مع الصالحين، ويصوم مع الصالحين، وهو في الحقيقة مكذب بالله ورسوله.

وظيفة هذا المعسكر الولوغ في أعراض الصالحين من العلماء والدعاة، كما تلغ الكلاب في الماء.

وكذلك جعلنا لكل نبي عدواً من المجرمين وكفى بربك هادياً ونصيراً [الفرقان:31].

يقول المتنبي:

كم تطلبون لنـا عيبـاً فيعجزكم ويكـره الله ما تأتون والكرم

ما أبعد العيب والنقصان عن ملأٍ هم الثريا وذان الشيب والهرم

إن المستقيمين على أمر الله، والطائعين والخائفين من الله - تعالى -، من شباب الصحوة المباركة، ومن دعاتها، ومن علماء الأمة، صالحيها، ومن الذين يحملون سنته، عليه الصلاة والسلام، كل هؤلاء يواجهون بحرب دعائية مفتعلة، لا هوادة فيها، فهم يوصفون بالتطرف والتزمت تارة، وبقلة العقل والتشدد، والتنفير تارة، وتكليف الناس بما لا يطيقون تارة أخرى، وغير ذلك من عبارات الذم والتنقص والاستهزاء.

كبرت كلمة تخرجُ من أفواههم إن يقولون إلا كذباً [الكهف:5].

إن أتباع محمد عليه الصلاة والسلام لم يسرقوا أموال الناس ولا أراضيهم بالغصب والقوة.

إن أتباع محمد عليه الصلاة والسلام لم يضايقوا الناس في أرزاقهم.

إن أتباع محمد عليه الصلاة والسلام لم يعطلوا مصالح الناس، ولم يستهينوا بالفقراء والمساكين، ولم يقفوا حجر عثرة في طريق المستضعفين.

إنهم هم الذين يبينون الظلم، ويكشفون أوراقه، ويقولون للظالم: اتق الله يا ظالم، ويقفون مع الفقراء والمستضعفين والمستذلين، حتى يأخذوا حقوقهم.

ومع هذا كله، فإن صنفاً من الناس لا يعجبه هذا، فيأخذ في إلحاق الوشايات بحملة الشريعة، وأساتذة الجيل، من القضاة، وأهل التمييز، والعلماء، والقائمين على دواوين المظالم، وكتاب العدل، ونجوم الدعوة، وحملة السنة، وأساتذة الجامعات، والمربين وأهل الفضل.

تريد هذه الطائفة من البشر، أن تسقط عدالة هؤلاء جميعاً لأنهم - صراحة - يحملون دين الرسول، عليه الصلاة والسلام، ويحمونه من كيد الكائدين، وتحريف المبطلين، ويبلغونه غضاً طرياً للأمة.

فحذار - أيها الناس - من هؤلاء، حذار من الإنصات إليهم، أو الحضور معهم، أو مخالطتهم.

والحمد لله، فإن أوراقهم مكشوفة، فما رأيناهم إلا لاغين، لاهين، عابثين، مسرفين.

أسرفوا في الأموال وضيّعوها، ولعبوا في الأوقات وبدّدوها، وخاضوا في الأعراض وهتكوها، وكلما نصحت أحداً منهم، وصفك بالرجعية والغلظة والتزمّت!!.

حملة الشريعة يقومون الثلث الأخير من الليل، ويحفظون كتاب الله، ويعلمون الناس سنة النبي عليه الصلاة والسلام.

أما هؤلاء فتجدهم يسهرون على اللعب المحرمة، وعلى الأفلام الهابطة، وعلى الأغنية الخليعة.

يأكلون أموال الناس بالباطل، ويتفكهون الخوض في أعراض المسلمين.

فدخلهم حرام، وكلامهم حرام، وصمتهم حرام، وليلهم حرام، ونهارهم حرام، ولا يحرص أحدهم على تعلم آية من القرآن، أو سنة من سنن سيد الأنام، عليه الصلاة والسلام، فهم في وادٍ والسنة في وادٍ آخر.

قام نفر في عهده، عليه الصلاة والسلام، واتهموا الرسول عليه الصلاة والسلام، وأصحابه بأنهم جبناء لا يثبتون عند اللقاء، وأنهم يأكلون كثيراً، قالوا ذلك وهم قافلون من غزوة تبوك، فاستدعاهم عليه الصلاة والسلام، وسألهم، وأعاد عليهم كلمتهم، فقالوا: معذرة يا رسول الله، إنما كنا نخوض ونلعب، فأنزل الله - عز وجل - فيهم قرآناً يتلى إلى قيام الساعة: ولئن سألتهم ليقولن إنما كنا نخوض ونلعب قل أبالله وآياته ورسوله كنتم تستهزئون لا تعتذروا قد كفرتم بعد إيمانكم [التوبة:65-66].

لقد خرج هؤلاء النفر من الملة، بسبب كلمة قالوها في حق محمد وأصحابه.

ولست أدري، ماذا يعجب هؤلاء. وماذا يريدون لهذه الأمة؟ هل يريدون أن تتحول الأمة إلى أمة لاهية؟ لا تحمل رسالة، ولا تعرف هدفاً لها في الحياة!!.

ماذا يريدون صراحة؟

وما هو الحل الذي يرضيهم؟!

إن تمسك الشباب بالسنة بغّضوهم إلى المجتمع، وحذروا منهم، ورموهم بالتهم والشائعات.

وشبابنا، وشباب العالم الإسلامي، الذي تمسك بالسنة، ورأى فيها مصدر عزته وكرامته، تاجٌ على جبين هذه الأمة، لا تطرف، لا عنف، لا تشدد، لا غلو، لا تفريط.

أهؤلاء الشباب أفضل أم أولئك الذين خرجوا عن معالم الإسلام، فتراهم يملأون الشوارع، ويتسكعون في الطرقات، ويسافرون إلى المدن التي تعرف بالفساد، لينفقوا فيها أموال الأمة؟

أشباب الصحوة أفضل أم أولئك الذين إذا حضروا ما أقاموا الصلاة، وإذا قرؤوا ففي غير المصحف، وإن شهدوا فبغير الحق، وإن استمعوا فإلى الحرام، وإن ذهبوا فإلى غير المساجد، وإن غضبوا فلغير الله؟

فأي الفريقين أحسن، وأسعد، وأقوم، وأنفع؟ أفنجعل المسلمين كالمجرمين مالكم كيف تحكمون [القلم:35-36].

لقد وجدنا الملتزمين أكثر الناس دفاعاً عن المبادئ، وعن البلاد الإسلامية، فتراهم هناك في فلسطين، وفي أفغانستان، وقد اختلطت دماؤهم بدماء الشعب الأفغاني المسلم، فهل هذا جزاؤهم؟ وهل هذه جريمتهم؟!.

لشتّان ما بين اليزيدين في الندا يزيد بن عمرو والأغرّ بن حاتم

فهمّ الفتى الأزدي إتلاف مـاله وهمّ الفتى القيسي جمع الدراهم

ولا يحسب التمتام أنـي هجوته ولكنني فضلت أهـل المكـارم

قال تعالى: الذين يلمزون المطوّعين من المؤمنين في الصدقات والذين لا يجدون إلا جُهدهم فيسخرون منهم سَخِر الله منهم ولهم عذاب أليم [التوبة:79].

ويقول أيضاً: وإذا لقوا الذين آمنوا قالوا آمنا وإذا خلوا إلى شياطينهم قالوا إنا معكم إنما نحن مستهزئون الله يستهزئ بهم ويمدهم في طغيانهم يعمهون أولئك الذين اشتروا الضلالة بالهدى فما ربحت تجارتهم وما كانوا مهتدين [البقرة:14-16].

أيها المسلمون:

قال عليه الصلاة والسلام: ((يا معشر من آمن بلسانه، ولم يدخل الإيمان قلبه، لا تغتابوا المسلمين، ولا تتبعوا عوراتهم؛ فإنه من تتبع عورة أخيه المسلم، تتبع الله عورته، ومن تتبع الله عورته، يفضحه ولو في جوف بيته))[4].

أقول ما تسمعون، وأستغفر الله العظيم لي ولكم، ولسائر المسلمين، فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.

 


[1] العتبى: الرضى.

[2] قال الهيثمي في مجمع الزوائد (3/38) رواه الطبراني وفيه ابن إسحاق وهو مدلس ثقة ، وبقية رجاله ثقات.

[3] ذكره السيوطي في الدر المنثور 3/463 ، 464) ، وعزاه لابن أبي حاتم ، وعبد الرزاق ، وابن المنذر.

[4] أخرجه أبو داود (4/270) ، رقم (4880) ، والترمذي (4/331) رقم (2032) ، وقال : حسن غريب ، وأخرجه أحمد (4/421 ، 424) ، وصححه الألباني كما في صحيح الجامع رقم (7984 ، 7985).

 


الخطبة الثانية

 

الحمد لله رب العالمين، ولي الصالحين، ولا عدوان إلا على الظالمين، والصلاة والسلام على إمام المتقين، وقدوة الناس أجمعين، وعلى آله وصحبه والتابعين.

أما بعد:

أيها الناس:

إن عادة ضعاف النفوس أنه يتلقون الشائعات، ثم يفشونها في الناس، وينشرونها في المجالس، ولا يعرضون هذه الشائعات على ميزان الكتاب والسنة.

وقبل أيام انتشرت شائعة، أن مولوداً ولد، فلما وضعته أمه على الأرض تكلّم، وأخبر أنه في هذا الشهر سوف تقع حوادث ووقائع وكائنات، وأخذ يحذر الناس من هذا الشهر، ثم ما لبث أن مات.

فماذا كان ردّ الفعل بعد سريان تلك الشائعة؟

رأينا أناساً من الذين نقص حظهم من العلم الشرعي، والفقه في الدين، خائفين وجلين من هذه الشائعة؛ فمنهم من جدّد توبته مع الله، تصديقاً لهذه الشائعة، ومنهم من أعلن أنه سوف يترك المعاصي، ومنهم من سهرت عينه فلم ينم خوفاً مما سوف يحدث من الوقائع والكوارث.

وهذه عجائب - والله - بعضها أدهى من بعض، قال تعالى: وما منع الناس أن يؤمنوا إذ جاءهم الهدى ويستغفروا ربهم إلا أن تأتيهم سنة الأولين أو يأتيهم العذاب قُبلاً [الكهف:55].

وفي هذه القصة أمور:

أولاً: لا يعلم الغيب إلا الله - تبارك وتعالى - قل لا يعلم من في السموات والأرض الغيب إلا الله وما يشعرون أيان يبعثون [النمل:65]. وعنده مفاتح الغيب لا يعلمها إلا هو [الأنعام:59].

فلا يعلم متى تقوم الساعة إلا الله وحده، ولا يعلم بوقوع الكوارث ولا نزول العذاب إلا الله - تبارك وتعالى - وحده.

فليس لأحد أن يدعي أنه يعلم شيئاً من الغيب، إلا من أطلعه الله على ذلك من أنبيائه ورسله، عليهم الصلاة والسلام.

ثانياً: ينبغي على أهل الإسلام، إذا حدث نقل هذه الشائعات، أن يعودوا إلى أهل العلم والدعوة، فيسألوهم عن هذه الأمور حتى لا يقعوا في ما حذر منه الشرع.

وقد قال تعالى عن المرجفين والمروجين للإشاعات، وأهل الإثارة: وإذا جاءهم أمرٌ من الأمن أو الخوف أذاعوا به ولو ردّوه إلى الرسول وإلى أولي الأمر منهم لعلمه الذين يستنبطونه منهم [النساء:83].

فالواجب على المسلم أن يعود إلى أهل العلم فيما أُشكل عليه، يسألهم مباشرة عن هذه الواقعة أو الشائعة.

ثالثا: عجباً لهذه الأمة، لا تتوب إلا إذا سمعت بشائعة، ولا تعود إلى الله إلا إذا هددت ببركان أو زلزال!!.

كم أصابتنا من كوارث، وكم لدغتنا من عقارب، ومع ذلك فنحن في مكاننا لم نتعداه أولا يرون أنهم يفتنون في كل عامٍ مرةً أو مرتين ثم لا يتوبون ولا هم يذكرون [التوبة:126].

تجد الناس في الرخاء لاهين، لاعبين، يضحكون على أنفسهم، فإذا اشتدت بهم الخطوب، وظهرت الكوارث والمحن، أعلنوا عهداً جديداً مع الله، ثم يعودون مرة أخرى بعد انتهاء المحنة إلى ما كانوا عليه من الغفلة والمعصية!!.

فها هم الآن قد صدقوا تلك الشائعة التي أذاعها مروّج كذاب، على لسان طفل رضيع، لم يتكلم، ولم ينطق، فأعلنوا أنهم سوف يحضرون الصلاة مع الجماعة، وسوف يحافظون على قراءة القرآن والذكر، وسوف ينتهون عن الكبائر والصغائر، حتى إذا بردت الشائعة وظهر كذبها، رُدّوا لما كانوا، وعادوا إلى حالهم الأول.

أيها الناس:

إن الواجب علينا جميعاً أن نتوب إلى الله - عز وجل - توبة نصوحاً، وأن نستعد للقائه - سبحانه وتعالى - وأن نعبد الله - عز وجل - في السراء والضراء، وأن نكثر دائماً من ذكر الموت، لأنه يمكن أن تكون وفاة الواحد منا قبل ذلك الوقت الذي حددته تلك الشائعة.

فتجهزوا عباد الله للقاء ربكم، وتهيئوا ليوم العرض على خالقكم، ولا تغرنكم الحياة الدنيا، ولا يغرنكم بالله الغرور.

وبادروا بالتوبة النصوح قبل احتضارٍ وانتزاع الروح

لا تحتقر شـيئاً من المآثم وإنمـا الأعمـال بالخواتـم

ومـن لقـاء الله قـد أحبّا كان لـه اللـه أشـدّ حبـاً

وعكسه الكاره فاللـه اسأل رحمتـه فضـلاً ولا تتّكـل

فالتوبة التوبة أيها الناس، والعودة العودة إلى الله، تصديقاً بالوحي، والتزاماً بالأمر، ومحبة لله - تبارك وتعالى - تفقهوا في الدين، واسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون.

جعلني الله وإياكم ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه.

عباد الله:

صلوا وسلموا على من أمركم الله بالصلاة والسلام عليه، حيث قال: إن الله وملائكته يصلون على النبي يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليماً [الأحزاب:56].

ويقول عليه الصلاة والسلام: ((من صلى علي صلاة، صلى الله عليه بها عشراً))[1].


[1] أخرجه مسلم (1/288) رقم (384).

المصدر: عائض القرني
abdosanad

الاختيار قطعة من العقل

  • Currently 15/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
5 تصويتات / 85 مشاهدة
نشرت فى 13 أكتوبر 2011 بواسطة abdosanad

ساحة النقاش

عبدالستار عبدالعزيزسند

abdosanad
موقع اسلامي منوع »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

308,457