محمد موافي | 07-10-2011 22:09

... "إنما نحن فتنة فلا تكفر"والإعلام ظاهرة صوتية . من الهواء وإلى الهواء تعود,والإعلام مصيبة مصر وبركان قلقها المستعر والمستمر.ومن الفتنة ينشأ وبالفتنة يستمر ويستمر. وإلى الفتنة يسوق البلاد والعباد.وإنما نحن معشر الإعلاميين فتنة فلا تكفر يا أيها الشعب المؤمن بحقه وحق هذا البلد في حياة كريمة و أرض مطمئنة.

و يسألني صديقي:ألم تشاهد ما قاله فلان أو فلانة مع فلان وفلانة في البرنامج الفلاني على الفضائية الفلانية؟فقلت له لما تمطى بقوله وأردف أعجازا وناء بمقتلي, ألا يا أيها الرغي الطويل ألا انجلي,بصمت وما الإنصات منك بأمثلِ,ولا قولهم له ضمير ونية ,ولا هو ينصب علىّ من علِ..ويتعجب -وحُق له التعجب-حينما أقسم أني لم ولا ولن وما قاربت فعل شهد يشهد فهو شهيد,وأنا في ذلك عنيد.

ومهنتي الإعلام وبه كفرت وسئمت,ولسان حالي دائما ما قاله عمي وعم شعراء العامية بيرم التونسي قبل عشرات السنين:"يا أهل المغنى دماغنا وجعنا..دقيقة سكوت لله..ده إحنا شبعنا كلام ماله معنى ..يا عين ويا ليل ويا آه"فالوجوه مكررة,حتى إن بعض الضيوف يظهرون كل يوم وأحيانا كل برنامج مع تغيير المحطة,ويعيدون ويزبدون ويزيدون ويزايدون ويلحنون قولا غير صادق,ويفتشون عن مثيرات القول ومشهيات الفتن,ومقبِلات عناوين الصحف.

الإعلام رسميُه ومستقله,تابعه ومعارضه,مستغله ومستغله-بفتح الغين وكسرها-ولا أكاد أستثني إلا قليلا مما ترك آل المهنة و حملته آدابها وأدبياتها وأبجدياتها,يشعلون النيران في أطراف ثوب مصر القشيب,ويذرون الرماد على طرحتها,وينفخون الدخان أمام عيونها,حتى تزداد الضبابية ضبابا.

فبعد خمسين عاما من عمر ماسبيرو.,لا تزال ظاهرتا أحمد سعيد في صوت العرب وفيصل القاسم في الجزيرة-مع احترامي وتقديري لهما-تسيطران وتهيمنان وتصبغان هواء مهنة من لا مهنة له,وشغل مَنْ كلُ الفراغ لديه.

العناوين الكاذبة والتصريحات الصاخبة,والقصص المتفجرة الفاجرة ومشاكل الضيوف وضيوف المشاكل هي البادي في المشهد والحادي الذي لا يرفق بقوارير مصر التي توشك أن تنكسر,وهي القائد والقاطرة التي تسوق عربات قطار وطن يسير فوق قضبان معوجة.ولولا أنه من غير اللائق الإشارة لزميل وزميلة ,ونقد رفقاء المهنة المسروقة لكتبت يا وطني عن الإعلام المساخر والمهازل والمواجع و لسودت خمسمائة صفحة من القطع الكبير بقطع قلم حاد.

و نفس ما سبق ينطبق على عشرات المطبوعات الصحفية التي أحرقت سجادة نقف عليها وأريكة نرتاح عليها وعيدان قمح نتغذي عليها,وبعد مرور الجناية وشهود عود الكبريت في أصابعهم راحوا يندبون القتيلة والحرائق, ويبكون ما قدمت أياديهم ,ألا تبت أياديهم.ولا يعترفون بذنبهم وجريمتهم.

أما المذنب الحقيقي فهو أنت و جموع الجماهير التي لا تزال سعيدة ومنتشية بمشاهدة الفضائح وقراءة السموم.فكلما شاهدت أنت وتابعت تنبه المعلنون في إحصاءاتهم فضحوا ببقية البلد وضخوا ما تبقى من أموال أهل البلد..حتى تعيش الحرة تأكل بثدييها.

من أجل هذا أنتظر بفارغ الصبر تجربة "المصريون"الورقية وربما الفضائية مع قارىء محترم كمعاليك ومشاهد واع كسعادتك,مع يقيني المر أن كل تجربة محترمة وبنية طيبة. قدرها الوقوف في وجه معاول الفلول ولدغات الذيول.فهل كلامي معقول؟

[email protected]

 

المصدر: المصريون
abdosanad

الاختيار قطعة من العقل

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 58 مشاهدة
نشرت فى 8 أكتوبر 2011 بواسطة abdosanad

ساحة النقاش

عبدالستار عبدالعزيزسند

abdosanad
موقع اسلامي منوع »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

314,155