.. كل 6 أكتوبر والمحروسة في خير وأمان.. وكل ذكرى انتصار وشعبنا الصابر، الشهم، المتماسك، المتعاضد.. يتحدى كل الصعاب، و«يعبر» كل الازمات، كما عبرنا قناة السويس في يوم العبور العظيم.. ويتغلب على معوقات وعراقيل التقدم والنهضة، كما تغلب جنودنا البواسل على أقوى مانع صناعي في العالم، خط «بارليف» غير المأسوف عليه، وأجروا الدمع في عيون جباري اليهود جولدا مائير وموشي ديان.
.. ما أحوجنا اليوم لاستلهام «روح اكتوبر»، تلك الروح العظيمة التي استحضرها شعب مصر، فسرت في كل طوائفه وفئاته، وحولته الى مارد مغوار، يضع رأسه على كفه في سبيل استعادة حق سليب من عدو جائر ظالم مغتصب.
روح اكتوبر التي مزجت دماء محمد وعلي ومينا وجورج لتروي رمال سيناء، وتنبت فيها شجر العزة والكرامة والنصر.
.. من ذا الذي يشكك للحظة في ان الشعب الذي اطاح بأسطورة جيش «العدوان» الاسرائيلي الذي لا يقهر، و«مرمغ» كرامة قادته في الوحل بعد ان شاهد العالم جنرالاته في الاسر، وجنوده مطاطئ الرؤوس من مذلة الهزيمة، وجيش مصر العظيم يسوق شراذمهم امامه مكبلي الايدي، معفرة وجوههم بتراب الخزي، متوجة رؤوسهم بأكاليل «العار»؟.
.. من ذا الذي يزعم ان هذا الشعب العظيم غير قادر على لملمة شتاته، ولعق جراحه، بعد ثورة سلمية أبهر بها العالم، والتمكن من العدو نحو مستقبل مشرق تصنعه سواعد ابنائه الشباب، وأيادي بناته ليفسحوا لبلدهم مكانا عاليا مرموقا بين امم الارض التي سبقتهم، لا لعيب في شعب عظيم، بل لخلل في نفوس رؤساء، وخيانة تأصلت في حشايا ولاة أمور على مدى سنوات طويلة، وسيطرة عصابات يتزعمها «غيلان» ازدادوا تغولا بولوغهم في ثروات البلاد، و«شفطهم» لأرزاق العباد، ونشرهم الفساد في كل شبر من أرض الكنانة، واغتيالهم للشرفاء المخلصين الذين حاولوا الوقوف امام قطار طموحهم في ابتلاع.. الوطن؟!.
.. نعم نحن اليوم في أَمسّ الحاجة لاستهلام روح اكتوبر.. وبثها في «روح 25 يناير»، لتعطيها قبلة الحياة، ونفحة الاستمرار، ودفعة الامل لمواصلة تحقيق حلم انتظره المصريون قرابة 60 عاما لـ«إقامة حياة ديموقراطية سليمة»، والقضاء على الفساد، وانهاء سيطرة رأس المال على الحكم، والقضاء على الاستعمار واعوانه.
هل تذكرون..؟ ألم تك تلك بعض المبادئ التي قامت من اجلها حركة الضباط الاحرار في يوليو 1952، وتحولت لثورة بعد ان التف الشعب حولها وقلد الجيش ادارة اموره؟.
ففي يوليو 1952 قام الضباط الاحرار بتحركهم والتف شعب مصر حولهم،.. واليوم قام شعب مصر بثورة 25 يناير، وآزره جيش مصر العظيم، وحما ظهره، فنجحت الثورة، وننتظر ان يكتمل النجاح بعد ان يسلم الجيش للشعب ادارة امور نفسه في انتخابات نتمنى ان تكون الاكثر نزاهة في تاريخنا الحديث.. وننجح بها في تحقيق العبور الجديد،.. وكل ذكرى نصر ومصر طيبة.
وحما الله مصر وشعبها من كل سوء.
حسام فتحي
twitter@hossamfathy66
سلام سلاح ساعة الكفاح وسلاح سلام
صباح وفات على جسرنا ساعة تمام
أكتوبر المفرود شراع فوق الحطام
قاد للبلاد طريق وزاد في الاحترام
مطلوب نثور على عجزنا ننسى الكلام
نستلهم الأحلام تقيد حكمة ونور
ويفور يناير من جديد بعبور نظام
مختار عيسى (يوميات يناير)
ساحة النقاش