وا إسلاماه بين الصليب والتتار( المغول ){ الفصل الخامس عشر } نَفْىٌ وخُدْعَةٌ وجهادٌ

استمرَّ أنْصارُ الشيخ عز الدين ابن عبد السلام فى اغتيال الفِرنْج،كُلَّما جاءوا لشراءِ السلاح من أسْواق دِمشق.فأرْسل الملك الصالح عماد الدين اسماعيل مَنْ يُهَدِّدُ الشيْخ بالقتل.فكان ردُّهُ أن قال:(قولوا لمن بعثكم أتقتلون رجُلاً أنْ يقولَ ربِّىَ..)وخشِىَ الصالح إسماعيل عاقبة قتْله،فرأى أنْ يطْرُدَهُ من دمشق،ويكتفىَ بنفْيِه إلى مصر.وقبَضَ على ابن الزعيم وفرضَ عليْهِ غرامة كبيرة وصادَرَ بعضَ أمْلاكه، ثم عاد فأطْلقه لِقُوَّةِ شيعته وأنْصاره.ـ.وخرج الشيخُ ابن عبد السلام من دمشق فى يوْم مَشْهود، وشيَّعَهُ أهْلُها بالبُكاءِ والنَّحِيب!وسار الشيخ يقصد مصْــر فعرَّجَ على الكَرْكِ وأقامَ أياما عند صاحِبِها الملك(الناصر داوُد)حيْثُ أقنعه خلالها بتأييد الخطَّةِ التى يسْعَى إليْها..ولما وصَل مِصْــــَر أكْرَمَهُ الملك الصالح نجم الدين أيُّوب.وَوَلاَّهُ الخطابة فى جامع عمرو،وقضاءَ مصر والوجه القِبْلِى.ـ.فوجد الشيخ مجالا كبيرا للعمل من أجْل الجِهاد.وأخذ يَحُثُّ الصالح أيُّوبَ على التعْجيل بقتال الصالح إسماعيل وأحْلافِهِ الصليبيين.ـ.ولما علم الصالِحُ إسْماعيل باتِّفاق الناصر داود صاحب الكَرْكِ مع الصالح أيوب صاحب مصـــر ندم على أن نفى الشيخ من بلاده.بعد أن ظن أنه قد استراح منه ومن أنصاره!!!وما علِم أنَّ جذوة الثوْرةِ باقية تحت الرماد تنتظرُ رِيْحـــًا تكشِفُ عنها فإذا هى حمـــراءُ مُلْتَهِبَة!!!أمَّا الشيْخُ ابن الزعيم فقد حزن لنفى الشيخ ابن عبد السلام،ولولا تشابك مصالحه وارتباطه بعشيرته للحق به فى مصر.وكان عزاؤه أنْ نجح الشيخ ابن عبد السلام فى ضم صاحب الكرْك الناصر داود إلى حِلْفِ الصالح أيوب. وأنَّ بقاءه فى دمشق يضمن استمرار جذوة الثوْرة.!. ولم يكن قطز بأقل حُزْنا! وكان شديد الأسف على الأيام السعيدة التى كان يتردد فيها على الشيخ ويقوم بالوساطة بينه وبين أنصاره متنكرا فى زى الحلاق.ـ.ينهل من علم الشيخ ونور بصيرته.ـ.ويفوز بدعوتين عظيمتين لتحقيق رؤياه وجمع شمله بحبيبته جهاد(جلنار)!! وقد حفظ الدعوتين وأخذ يدعو بهما فى صلاته. وكان يوقن بأن الله قد استجابهما من الشيخ!! وكان يشعُرُ بأنهما انطلقتا من فم الشيخ الصالح فاخْترقتا حُجُبَ السموات السبْع وتردَّدَ صداهما فى جنبات العرش! فأضْحَى قطزُ شديدَ الثقة، قوىَّ الرجاءِ فيما يدَّخِرُهُ له الله فى غدِهِ من شرفِ المُلْكِ وسَعادةِ الحُبِّ وهزْم التتار!! وكان قد تعلَّم من الشيخ ابن عبد السلام أنَّ النعْمة لا تدومُ إلاَّ بالشكْر، فكان هذا حالُهُ دائما، فليشكر نِعْمَة اللهِ التى يتقلَّبُ فيها لِيَزيْدَهُ النعْمة التى ينتظرها ويرْجوها. وأساسُ الشُّكْر التَّقْوَى، ومِلاكُ التَّقْوَى الجِهادُ فى سبيل الله. جهادُ النًّفْس وجهادُ العدوِّ.ـ.!!!

ودخل قطز على سَيِّدِهِ ابن الزعيم، يستأذِنُهُ أن يخرُجَ فى سبيل الله، ليقاتل مع جيْش مِصْرَ! فاهتزَّ ابن الزعيم طرَبًا وقال:(مرْحَى يا قطُز.مرْحَى ياسليل خوارزم شاه.هذا والله دَمُ الجِهادِ يثور فى عُروقِكَ..ولكنى أرى أن نقومَ بما هو أنْفعُ للمسلمين،وأنْكى(أغْيَظ) على العدو.ـ.فأنت رَجُلٌ واحد، وقد علَّمَنا رسولنا الحبيب(ص) أنَّ الحرْبَ خُدْعة!!! فأصْغِ لِمَا أقولُ واتبع ما أرشِدُك إليْه.ـ.!!!.ـ.اخْرُجْ فى غِمار جيش الصالح إسماعيل،كأنك واحدٌ منهم، حتى إذا تصافَّ الفريقان، فصِحْ بأعلى صَوْتك فى الفريق الذى أنت فيه:[ بأن جيش الملك الصالح نجم الدين أيوب إنما يقاتل الصليبيين الكفارَ..وأن جيش الصالح إسماعيل إنما خرج لقتال المسلمين. ثم أهِبْ(شجِّعْ) بالمسلمين من جيش الصالح إسماعيل أن ينْحازوا لإخوانهم المصريين ليقاتلوا جميعا أعداءهم الكفارَ.ـ.وتقدَّمْ فانْضَمَّ أنت وجماعتك الذين سأبْعَثهم معك من إخواننا المخلصين فسينْحازُ الباقون معكم.وتدور الدائرة على هذا الملك الخائن وأحْلافِهِ الفِرنْج إن شاء الله!!! ولكن حَذَارِ أن يتسرَّبَ هذا السِّرُ فإن للصالح إسماعيل عُيوناً وجواسيسَ فى كلِّ مكان. واعْلَمْ أن عدُوَّكَ لا يفْشِى سِرَّكَ .ـ.وإنما يُفْشيهِ الصَّديقُ!!!.ـ.ففهم قطز مُرادَ سيِّدِهِ تماماً!!! وتكاملت جيوشُ الملك الصالح عماد الدين إسماعيل... ووردت إليه عساكرُ حِمْص وحَلَب.ـ.وجاءته كُتُبُ(رسائل) الفِرنْج بتأهُبهم للمسِير لِنَجْدَتِهِ.ـ.فخرج بعساكره من دمشق وسار حتى نزل بنهر العَوْجاء.ـ.فبلغه أنَّ الناصرَ داود حَليْفَ مصــــر قد سَبَقهُ إلى البلقاء ليقطعَ عليه الطريْقَ. حتى يأتيه جيش مصــــر الذى كان فى طريقه إلى الشام.ـ.فسار إليهِ الصالح إسماعيل وحمل عليه بعساكره..فلم يثبت لهم جيش الناصر داود لِقِلةِ عددهم . وانهزم جيش الناصر داود إلى الكرك، وغنم وأسر من الناصر داود، فقوىَ ساعِدُهُ واشتدت شوْكته ـ  وكان قطز وجماعته مُنْدسين فى غِمار جيش الصالح إسماعيل لا يعْلم بأمْرهم أحد، ولم يصنعوا شيئاً ينتظرون الجيش المصـــــرىَّ!!!وخُروجَ الفرنج للقائه .ـ. وسار الملك الصالح عماد الدين إسماعيل .ـ. حتى وصل{ تل العجول} حيث توافدت عليه جيوش الفِرنج من مختلف بلاد الساحل، فانضموا إليه مُتَرَبِّصِين قدوم جيش مصــــر لِيُناجِزوه القِتالَ . وأقبلت طلائعُ الجيش المصـــــــرى .... فكيف تسيرُ الأُمور ؟؟؟؟؟

نكمل إن شاء الله..عبد القدوس عبد السلام العبد.موبايل  0192255676

المصدر: كتاب وا إسلاماه للأستاذ ( على أحمد باكثير )
abdo77499

مدير مرحلة تعليمية بالمعاش بدرجة مدير عام

  • Currently 30/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
10 تصويتات / 240 مشاهدة
نشرت فى 1 مارس 2011 بواسطة abdo77499

ساحة النقاش

Abd Elkodous Abd Elsalam

abdo77499
»

فهرس موضوعات المقالات

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

75,292