authentication required

وا إسلاماه بين الصليب والتتار( المغول ){ الفصل التاسع } كيْفَ اخْتُطِفَ محمــودُ وحهــادُ؟؟

قُتِلَ جلالُ الدين وهو لا يعْلمُ كيْف اخْتُطِفَ محمــودُ وجهــادُ؟؟،وكان محمود مُولعاً(مُحِباً)بالقنص والصيْدِ مثل خاله، لِطول صُحْبتهِ لِخالِه حين كان يخرج للصيْد فى بلاد الهند.وبعد أنْ فرغ جلالُ الدين من الإغارة على بلادِ الملك الأشرفِ، قصَد بلاده مُسْرعا للقاءِ جنكيزخان، لكنه رأى غَزالا فانْطلقَ خَلفَه ووقفَ الجيشُ ينتظر عودته.ـ.وكان جماعة من الأكرادِ من أهل(خلاط) قد ساءَهم ما فعله جلال الدين بأهلِهم وأطفالِهم وأمْوالِهم. فتعاهدوا على اغْتِياله ولو كلَّفَهم ذلك أرْواحهم!.فتتبَّعُوه وساروا وراءَ عسْكره يتربَّصون الفُرْصَة لذلك..فلما يئسوا من الظفَر به، عقدوا العزم على اختطافِ ولدَيْه!.وكانوا قد لحظوها يسيران فى مُقدِّمَةِ الجيش تارة وفى مؤخرته تارة ومعهما الشيخ سلامة وسيرون السائس..وأبْصَرَ محمود أرْنبا بَرِّيًا ينطلق من بين الحشائش فانْطلق بِجَواده فى طلبه وانطلقت جهاد وراءه ومعها الحارسان. حتى غابوا جميعا فى مُنْعَطَفِ الجبل، وكان ذلك مألوفا عند الجيش! ولم يعْلم الجيْشُ أن سَبْعة من شُطَّار (لصوص) الأكْراد المَوْتورين(الطالبين للثأر والانتقام) كانوا يسيرون وراءَه غيْر بعيدٍ منه!!! مُتوارين(مُختفين) خلْفَ الأشْجار والتلال قد لمَحوا محمــوداً يُطاردُ الأرْنبً وخلفه جهــادُ والحارسان، فداروا من خلْفِ الجبل وطلعوا عليه من ثنِيَّتِهِ فجْأة فأحاطوا بهم، وتلقفَ أحدُهُم محمــوداً فأنزله عن جَوادِهِ وكمَّ فاه(أغلق فمه) وقبض الثانى على جهــاد وصنع بها ما صنع رفيقه بمحمــود!.وهدَّدَ الآخرون سلامة و سيرون بقتلهما وقتل الأميرين معهما إذا صاح أحدُهما بكلمة أو حاول الفرار. فاسْتسْلما خوْفا على حياة الأميرين. وطمعا فى أن يلحق بهم جماعة من الجيش إذا استبطئوا عودتهم..لكن الأكْرادَ الأشْقِياءَ جعلوا هَمَّهُم الفرارَ بِهِم من ذلك المكان بأسْرع ما يمكنهم!!!. فأرْدَفَ اثنان منهم الصبيين وسَبَقاهُم إلى ثنِيَّةِ الجبل(تجْويف أو مُنْحَنَى أو مَغارَة).وتبعهما الآخرون يَسُوقون الحارسين بِسُيوفِهِم. حتى إذا بلغوا الّسَّفْحَ الآخرَ من الجبل حاول سيرون الْهَرَبَ. فما أمْهَلهُ أحَدُهُم أن طعنه بِرُمْحِهِ فى كبِدِهِ ثم أخذوه فرموا به فى منْحَدَر ضَيِّق عن يمين الجبل وأخذ بعَنان جواده!!!ومَضوا فى مُنْعطفات الجبال. وسلكوا الأوْدِية الضيِّقة، حتى صعدوا بهم الجبلَ الذى لاذَ(لجَأ) به جلالُ الدين بعد ذلك.ـ.جبل الأكْرادِ.ـ.حين طارَدَهُ التتارُ فلقِىَ حتْفَهُ(قُتِلَ)) على يدِ اللص الكُرْدِىِّ المَوْتور(طالِب الثأر)!!! وكان يسْكُنُ هذا الجبلَ قوْمٌ من الأكْرادِ الشُّطار(اللصوص)الذين يقطعون الطريقَ على القوافل فينهبونها وعلى المُسافرين فيقتلونهم ويخطفون أطفالَهم ونِساءَهم فيبيعونهم إلى النخَّاسين(تُجَّار الرقيق)!!الذين يرْتادون الجبلَ لهذا الغرض الخبيث!فيَحْمِلُهُم هؤلاء النََخَّاسون إلى أسْواق الرَّقيق بالعراق والشام ومصر!!

لم يُقِمْ محمـــودُ وجهـــــادُ بِجَبَل الشُّطار(اللصوص)إلا بضْعة أيام حتى تمَّ بيعُهما لأحدِ النخَّاسين، بعْد تغْيير اسميهما العربيين باسمين أعجميين.وقد بيعا بمائة دينار. أما الشيخ سلامة فقد رفض النخاسُ أن يشتريه لشيخوخته وضعْفه.فسلَّم سلامة أمرَه لله.ـ.و توَسَّل إلى النخاس كى ينفرد بالطفلين. ونصَحَ الأميرين المتمردين: بطاعة تاجر الرقيق تجنُّبا للعقاب. ونصَحَهما بما ينفعُهما ويُعينُهُما على تحَمُّل الكرْبِ والبلاء الذى حلَّ بهما. فيقول: أنتما من أوْلادِ المُلوك فجديرٌ بكُما أنْ تصْبرا صبْرَ المُلوك!! واعْلما أنَّ التاجر يعرف قدْركما وسيطلب فيكما ثمنا كبيرا، لا يقدرُ عليه إلا الأغنياءُ والأمراءُ ومن فوْقهم من المُلوك والخُلفاءِ!.حتى تعيشا فى قصورهم عيشة صالحة. حتى تنقضِى هذه المِحْنة بإذن الله.وطمأنهما أنه سيكتُبُ إلى السلطان جلال الدين فيبعث فى طلبهما من أطراف الأرض!! وشدَّدّ عليهما ألا يخْبِرا أحَدا أنهما من أوْلادِ جلال الدين.وأن يكتما هذه الحقيقة. وعلى كل منهما أن يتعوَّدَ على اسمه الجديد(( قُطُـز و جلنـار)) وذكَّر محمـــود بنبوءة المُنَجِّم الذى بشَّر بأنَّ محمود سيكون مَلِكا عظيما على بلادعظيمة. ويهْزمُ التتار!! فقال محمــود(قُطُز):هيهـــات أنْ يكون المملوك ملكــا!! فقال سلامة::: اذْكُرْ قِصَّةَ يوسف الصِّدِّق عليه السلام!!!كيْف بيع بدراهم معدودة لعزيز مصر!!! فما لبث إن صار ملكــــا على مصر!!! وإنَّ نفسى تُحدِّثنى أنك كيوسف! على أنَّ يوسف كان من بيت النبوَّةِ. وأنت من بيت المُلْك!!! وكانت جهاد(جُلنار) تُصْغِى بِكُلِّ جوارحها وقد كفكفت دُموعها واطمأنت إلى صِدْق القوْل!.فقالت فى براءة: إنك ستكون معنا ولن تُفارقنا!!.فقال سلامة: يسمع الله منك يا أميرتى الصغيرة.ـ.إنى سأبقى هُنا لأن التاجر لن يشتريَنِى لشيخوختى. ولعل بقائى هُنا أنفعُ لنا لأكون قريباً من السلطان حين أُكاتبُه.وعاد فأكَّدَ عليهما بإخفاء حقيقتهما. وطاعة التاجر،ثم ضمهما إلى صدْره وهو يقول::: أستوْدِعُكُما الله حافظ الودائع!!. فطفقا يبكيان ويقبلان رأسَهُ ثم عادوا إلى تاجر الرقيق.فأوْصاه سلامة بهما خيْرا كى يجْنِى من ورائهما ربْحا وفيرا إنْ أحْسَنَ إليْهما!!!!

انطلق تاجر الرقيق بهما فالتفتا إلى سلامة وغامت عيونهما بالدمع، وجعلا يُلَوِّحان لسلامة بأيْديهما حتى اختفيا وبقى سلامة فى جبل اللصوص. فلم يُطِقْ سلامة صبْرا على حاله وبعده عن الأميرين. وتذكَّر أنهما قد يفترقان فيُباعُ كلٌ منهما فى ناحية فتفتت كَبِدُهُ غَما وكَمَدا فأصابته الحُمَى وبات يهْذِى!! وفى الصباح وجدوه جُثَّة هامدة.فكفَّنوهُ فى ثيابه وأهالوا عليه الترابَ!!!! مات سلامة وهو لا يعلم أنَّ جلال الدين سيلقى حتْفه فى ذلك الجبل بعد بضعة أيام وسيُدْفنُ على مرْمَى حَجَر من قبره!!!! فسبحان من له الدوام.ـ. فماذا بعد؟؟؟؟؟ نكمل إن شاء الله

عبد القدوس عبد السلام العبد   موبايل    0192255676

المصدر: كتاب وا إسلاماه للأستاذ ( على أحمد باكثير )
abdo77499

مدير مرحلة تعليمية بالمعاش بدرجة مدير عام

  • Currently 30/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
10 تصويتات / 291 مشاهدة
نشرت فى 23 فبراير 2011 بواسطة abdo77499

ساحة النقاش

Abd Elkodous Abd Elsalam

abdo77499
»

فهرس موضوعات المقالات

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

75,038