وا إسلاماه بين الصليب والتتار(المغول) { الفصل الأول } نبوءة المنجِّم

قال السلطان جلال الدين للأمير ممدود(ابن عمِّه وزوج أُخْته جهان خاتون): غفر الله لأبى ( خوارزم شاه ) لِمَ تحرَّشَ بهذه القبائل التترية المتوحشة،فأجاب الأمير ممدود: إن عمِّى(خوارزم شاه) أخطأهُ التوفيق بهذا التحرُّشِ ـ رغم انه أراد أن يجمع بين توسيع مُلْكِهِ ونشْر دِينِه ـ فقال السلطان جلال الدين: لكن عمَّكَ فقدَ الجُزْءَ الأعظمَ من مملكته و أغرق الإسلام بطوفان التتار المشركين!!!ومات شريداً وحيداً فى جزيرةٍ نائيةٍ.!! قال الأمير ممدود: إن هؤلاء التتار لرُسُلُ الدمار والخرابِ وطلائع الفسادِ.. يأتون على الأخضرِ واليابس ـ يقتلون الرجال ويذبحون الأطفال ويبقُرُون بُطُونَ الحَوَامِلِ ويهتكون الأعراضَ ـ ثم بكى الرجلان بكاءً شديداً ـ فقد تذكَّرا وقوع ( ترْكان خاتون ) أم الملك خوارزم شاه ونِسْوَةٍ من أهْلِهِ فى قبْضَةِ التتار وقائدهم( جنكيز خان ) الذى دانت له(خضعت) خُراسان كُلُّها!! فدخلوا ـ الرى.وهمدان.وبرنجان.وقزوين.وسمرقند التى جعلها قاعدة انطلاقه ـ ثم قال الأمير ممدود: لعلَّ الله ينْصُرُ بك الإسلامَ. بعد أن تخاذل خليفة المسلمين فى بغداد ومُلوك وأُمراء مصر والشام عن نجدة أبيك خوارزم شاه .. وأخشى أن يذوقوا من وبال ما ذقنا. قال السلطان جلال الدين: إن ملوك وأمراءَ مصرَ والشامِ مشغولون بردِّ غاراتِ الصليبيين الذين لا يقلون خطراً على بلاد الإسلام فى الوحشيَّةِ والهمجية ـ ويزيدون بالتعصُّبِ الدِّينىِّ الذميم ـ فيغزون صميمَ بلاد الإسلام وليس أطرافه. قال الأمير ممدود: لقد كان هذا فى عهدِ صلاح الدين الأيوبى وأستاذهِ نور الدين محمود.أما من جاء بعدهم(فى مصر والشام)فمشغولون بقتال بعضهم بعضاً!! بالكيدِ فيستنجد أحدُهم بالصليبيين على مُنافِسِهِ!!! ـ وعسى الله أن يجعل من أبيك ومنك فى شرْقِ بلاد الإسلام مثل نور الدين محمود وصلاح الدين فى غرْبِها ـ وإن جنكيز خان لن يتوَجَّهَ إلى الغرْبِ حتى يفْرغَ من الشرْقِ.. ولن يمس العراق والشام ومصر حتى يقضىَ على ممالك خوارزم شاه كُلِّها ..

أشارَ الأمبر ممدود على السلطان جلال الدين أن يتجهَّزَ لحربِ التتار خارجَ حُدودِهِ  لِما فى ذلك من السلامةِ.قال جلالُ الدين:نعم وحسْبِى أنك ستكون يدى اليُمْنَى حين أنهضُ بأمر القتال . قال ممدود: سأكون أطْوَعَ لك من خاتمٍ فى اصبعك يا بن عمِّى ويا موْلاى...[فإن مع العسر يسرا إن مع العسر يسرا. فإذا فرغت فانصب وإلى ربك فارغب] قال السلطان جلال الدين:اللهم إنى أرغب إليك فوفقنى لما تحبه وترضاه .. وتذكَّرَ أخته ( جهان خاتون )زوجة ممدود فسأله عن حالها، فأجاب الأمير ممدود: هى فى رعاية الله ورعايتك وما منعها من المجىء إليك إلا ثقل الحَمْلِ ـ قال السلطان: لطف الله بها وبزوجتى(عائشة خاتون) فإنهما فى شهرهما التاسع فبلِّغْها تحيَّتى... وانصرف الأمير إلى قصره .

اجتهد السلطان فى تجهيز جيشه،وتقوية القلاع وبناءِ الحُصون على طول خط المسير بمُعاونة الأمير ممدود، ثم استشار السلطان جلال الدين مُنجِّمَهُ الخاص كعادة مُلوك زمانه. فقال المُنَجِّمُ:(إنَّك ستهزمُ التتارَ ويهزمونك)!!وسيولد فى أهل بيتك غُلامٌ يكون مَلِكاً عظيماً على بلادٍ عظيمةٍ!! ويهزم التتار هزيمة ساحقةً!! فقال السلطان جلال الدين: يهزموننى وأهزمهم؟ .. قال المُنَجِّم:: لا ياموْلاى.( بلْ تهزمُهم ويهزمونكوهذا ليس ذنبى لكن الكتاب الذى بين يدى يقول ذلك!!! فقال السلطانُ::: ومتى يولدُ هذا الغُلامُ؟ قال المُنَجِّمُ:: يولد خلال هذا الأسبوع!! فأطرق السلطان(أطال التفكير) فقال ممدود فى نفسه::: إنَّ المُنَجِّمَ لم يقُلْ للسلطان يولد لك!!! وإنما قال:: يولد فى أهل بيتك وقد يكون الغُلام من إحْدى المرأتين{جهان زوجتى أو عائشة زوجة السلطان} فإن كانت جهان فإن ذلك قدْ يوغِرُ صدرَ السلطان على الغلام وربما أمر بقتله ولو سراً !! خشية انتقال المُلْكِ إليه وانقطاعه عن ذُرِّيَةِ السلطان... لكن الأمير ممدود استعاذ بالله من نزغات الشيطان.وأخذ يصْرفُ السلطانَ عن تصديق المنجم ، ويروى شأن الخليفة العباسى المعتصم مع المنجم فى حرب عمُّورية ببلاد الروم حين نصحه المنجم ألا يحارب فى الشتاء وأن ينتظر موسم العنب والتين ، لكن المعتصم خالف كلام المنجم فانتصر وجعل ليل عمورية صُبحاً من اللهبِ !!! حين هبَّ لنجدةِ امرأة مسلمةٍ صاحت:::::: وا مُعْتصماه.وعندها قال أبو تمام مادحاً الخليفة العباسى ( المعتصم )

السَّيف أصْـدَقُ أنْبــاءً من الكُـتُبِ . فى حَدِّهِ الحـدُّ بين الجِـدِّ واللعب

بِيْضُ الصَّفائح لا سـود الصَّحائفِ فى . مُتونِهِن جَلاءُ الشَّـــكِّ والرِّيَب

والعلم فى شُهُـبِ الأرْمـاحِ لامعـة . بين الخميسن لا فى السَّبْعة الشُّهُبِ

الصفائح . حَدُّ السيف ـ سود الصحائف . سُطور الأوراق ـ المتن.الكتابة . الخميسين . الجيشين

.فماذا بعد.نكملُ إن شاء الله. عبد القدوس عبد السلام العبد .. موبايل 01092255676 ويتم تعديل رقم الموبايل إلى 0109 فى جميع الفصول

 

المصدر: كتاب وا إسلااماه للأستاذ ( على أحمد باكثير ). إضافات عبد القدوس عبد السلام
abdo77499

مدير مرحلة تعليمية بالمعاش بدرجة مدير عام

  • Currently 31/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
11 تصويتات / 476 مشاهدة
نشرت فى 16 فبراير 2011 بواسطة abdo77499

ساحة النقاش

Abd Elkodous Abd Elsalam

abdo77499
»

فهرس موضوعات المقالات

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

75,031