authentication required

    قُطوفٌُُُُُُُُُُُ من هامش السيرة { الفصل السادس عشر } الحاضِنةُ (بركة ـ أُم أَيمن)

ورثَ اليتيمُ عن أبيهِ الفقيد(عبد الله) الأمَةَ الحبشيَّة( بَرََكَة).مع خَمْسَةِِ جِمَالٍ أوَارِك( تَرْعَى وتأكُلُ من شَجَرِ الأرَاك) وقَطِيْعٍ من الغَنَم.ـ.وشَهِدتْ الأمَةُ الحبشيَّةُ مَوْلِدَ اليتيم مَعَ مَنْ شهِدْنَ مِنَ النساء.ـ.وَرَأتْ العَجائبَ التى رافقتْ موْلِدَهُ..فابْتهَجَ قَلْبُها الحَزِينُ(الذى أحْزَنَهُ الرِّقُ).ثم لا تكادُ تَرَى هذا الوَليْدَ حتَّى يُلْقِى اللهُ حُبَّهُ فى قَلْبِها.وحتى يَعْطِفَها اللهُ عليْهِ.فيكونَ لها قُرَّةَ عيْن، وحتى يُصْبِحَ وجْهُهُ المُضِىْء ابتسامةً فى حَياتِها المُظْلِمَةِ. فَتُؤثِرُهُ من المَحَبَّةِ والبِرِّ والحنانِ والرَّفْقِ من الكُنُوزِ التى تحْتَويها قُلوبُ النَّساءِ ـ حتَّى إذا حضرت المُرْضِعَةُ  وانتزعَتَْ اليتيمَ من أحْضانها ومن أحْضانِ أُمِّهِ (آمِنة).لِيَعِيشَ فى البادِية ( مُدَّةَ ) الرََّضاع فارَقتْ الأمُّ الحاضِنة(بَرَكَة) صَفِيَّها الوليدَ اليتيمَ زمَنا.كما فارقتهُ أُمُّهُ آمِنَةُ.ـ.كان اليتيمُ لا يزورُ أمَّه ولا حاضِنَته إلا لِماما (قليلا). ثم يعودُ الصَّبِىُّ الناشئ من البادِيةِ إلى مكة. فيُقيم إقامة مِلؤها الرحْمَةُ والعطْفُ بين هذه القُلوبِ الكريمةِ التى تُحِبُّهُ وتحنو عليْهِ.ـ.قلبِ أُمِّهِ آمنة ـ وقلبِ حاضِنَتِهِ بَرَكَة ـ وقلْبِ جَدِّهِ الشيْخِ الوقور.ـ.ثم ترْحَلُ أُمُّ الطِّفْل اليتيم به لِتُزِيرَهُ أخْوَالهُ من بنى النجار( يقومُ بِزيارةِ أخْواله)فترْحلُ الحاضنةُ معها. وينْعَمُ الطفل بحنان هذين القلبين الكريمين،فيرى الأرْضَ التى قُدِّرَ له أن يُقيمَ فيها حَيَّا ومَيِّتا ـ وقدْ سَبََقهُ أبوهُ إلى زيارتها فَدُفِنَ فيها ـ ورأى الطفلُ قبرَ أبيهِ ولعِبَ مع أطفال شاءَ اللهُ أن يكونوا لهُ أنْصارا ِحينَ يَجِدُّ الجِدُّ ويبْلُغُ الكِتابُ أجَلَهُ، وحِينَ يتِمُّ فى الأرْضِ ما قُدِّرَ لها فى السماءِ .!!!!.

ثم يعودُ الصغيرُ من زيارة الأرْضِ المَوْعودًةِ بينَ أُ مَيّْهِ الكريمتين لكنَّ قضاءَ اللهِ يجِبُ أنْ ينْفُذَ وحِكْمَةُ اللهِ يجِبُ أنْ تَبْلُغَ فلا يكادُ الطفْلُ يبْعُدُ عن يثرِبَ حتى تَمْرَضَ أُمُّهُ كما مَرِضَ أبوهُ (قبْلَ أنْ يَصِلَ اليتيمُ إلى الدُّنيا). ولا يكادُ الطفْلُ يصِلُ إلى الأبْواءِ (قرْيَةٌ بين مكة والمدينة)حتى ينْزِعَ الموْتُ منه أُمَهُ كما نزَعَ مِنْهُ أباهُ.ـ.وكذلك أُدِيَتْ الأمانَةُ إلى الأرْضِ.ـ.وذهَبَ عبْدُ الله وذهبَتْ آمِنة بعْدَ أنْ أدَّيا الأمانة.ـ.وأصْبَحَ الطفلُ يتيمَ الأبَوَيْنِ.ـ.وخَلُصَ الطفل لِحاضِنَتِهِ كما خَلُصتْ له وعادتْ بهِ إلى جَدِّهِ وأعْمامِهِ وحيدا فريدا ليْسَ لهُ من يرْعاهُ إلا قلبُها العظيمُ الكريمُ ـ فأصْبحيتْ له أُما وَرَعَتْهُ صَبِيَّا وشابا ـ فإذا تزوَّجَ بأُمنا خَدِيْجة ـ أعْتَقَ أمَّهُ الحاضِنة وردَّ لها حقَّها الكاملَ فى حياةٍ حُرَّةٍ كريمةٍ ـ فتَزَوَّجَتْ بزوْجٍ من يثْرب كان مُقيما بمكة. ثم رَحَلتْ مع زوْجِها إلى يثْرِب حتى إذا ماتَ زوْجُها عادتْ إلى ابنها الأول (مُحَمَّد) ـ ومعها ابنها الثانى.أيمن.(إنها أُمَّ أيْمَن) فعاشت فى كَنَفِ(رعايةِ)ابنها (محمد) ومعها ابنها أيْمن بن عُبَيْد ـ فلما أتم الله نِعْمَتَهُ على اليتيم واخْتاره رسولا للعالمين آمنت به. ولم ينْسَ أُمَّهُ ( أُم أيْمن ) وكان يقول عنها:: إنها بقِيَّةُ أهل بيتى ـ ثم يقول لأصْحابه من سَرَّهُ أن يتزَوَّجَ امرأةً من أهلِ الجنَّة فليتزوَّجْ أم أيمن ـ فتزوجها مولاهُ زيد بن حارثة . .. .

ثم تهاجرُ إلى يثربَ صائمةً فى صُحبةِ صديقين يُحبهُما المؤمنون الجوع والظمأ ـ وفى الطريق توشِكُ أُم أيمن على الموتِ فى الصحراء من شدة الحَر والظمأ والتعَبِ .ـ. فإذا رشاءٌ أبيض( حَبْل ) ينْزل إليها من السماءِ وقد عُلقَتْ فيه دلوٌ مُلِئتْ ماءً فشربتْ شرْبةً لا تظمأ بعدها أبدا ـ لقد سقاها اللهُ ماء الخُلودِ .ـ.

وتبلغُ أم أيمن المدينة فيلقاها ابنها رسولُ اللهِ(ص) بِحَفاوَةٍ وعطفٍ وتلقاهُ بِحُبٍ سمْحٍ وعطْفٍ باسِم.ـ. وفى الحربِ تطوفُ فى أُحُد تسقى الجرْحى . كما شهِدتْ خيْبر مع ابنها وحضرتْ يوم حُنَيْن حيْثُ اسْتشهِدَ ابنها أيْمن . فتُقَدِمُ دمَه وروحه إلى الله ورسوله.فيَرْزُقها الله ابنها أسامة الذى أحبه الرسولُ(ص) واختاره قائدا لجيش من جيوش المسلمين وهو مازال شابا ناشئا..

ثم تُفْتَحُ أبْواب السماءِ وتُقِبِلُ الملائكة أفْواجا لتحْمِلَ إلى النَبى روحَ الله ورحْمَتِهِ وتُبَشِرُهُ بِجِوار الله ، فتصْعدُ نفسه الكريمة مع الصِّديقين والشُهداء والصالين وأصفياء الله وأنبيائه.. فتبكى ام أيمن لانقطاع الوحى من السماء.... وتشهد أم أيمن خلافة أبى بكر وعمر فتبكى موت عمر لضعف الإسلام.... وتستقبْل أمُ أيمن خلافة عثمان. ثم يسْعَى إليهاالمَلَكُ ويقْبِضُ نفْسَها الكريمة حيْثُ تسْعَدُ بِجِوار ابنها الكريم( الرسول النبى اليتيم)......فماذا بعد نُكْمِلُ إنْ شاءَ الله .

عبد القدوس عبد السلام العبد   موبايل   01092255676

 

المصدر: كتاب على هامش السيرة ( د / طه حسين )
abdo77499

مدير مرحلة تعليمية بالمعاش بدرجة مدير عام

  • Currently 30/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
10 تصويتات / 179 مشاهدة
نشرت فى 12 يناير 2011 بواسطة abdo77499

ساحة النقاش

Abd Elkodous Abd Elsalam

abdo77499
»

فهرس موضوعات المقالات

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

75,021