الفتنة نائمة لعن الله من أيقظها  

 بعد مبايعة طلحة والزبير ( كُرْها ـ أو بعد اشتراطهما القود من قتلة عثمان ) قام الناس فبايعوا عليا . وتخلّف عن بيعته جمع كبير من أكابر الصحابة  بالمدينة { كسعد بن أبى وقاص. سعيد بن زيد بن نفيل. عبد الله بن عمر. أسامة بن زيد. المغيرة بن شعبة. عبد الله بن سلام. قدامة بن مظعون. أبى سعيد الخدرى. كعب بن مالك. النعمان بن بشير. حسان بن ثابت. وغيرهم } . ومنهم من اعتزل الفتنة كلها كعبد اللـــه بن عمر وأسامه بن زيد وغيرهما فلم ينضم إلى جيش علىّ ولا إلى جيش أم المؤمنين وطلحة والزبير ولا إلى جيش معاوية وعمروبن العاص لكنهم ندموا بعد ذلك لأنهم أدركوا أن الحق كان فى جانب الإمام علىّ ! فقد تحولت الخلافة إلى وراثة وملك ( على بد معاوية ).  رأى الإمام أن بيعته قد تمت بالأغلبية فقام وخطب الناس ودعاهم إلى الخير وحذرهم الشر. فبدأ بتغييرعمال الأمصار(فهم دعاة الفُرْقة وسبب الشتات والاختلاف)                                                                    لكن بعضهم قام بعمله فى إمارته وبعضهم رُدَّ عن إمارته ولم يصل إليها وهذا أول الشر ـ أما معاوية بن أبى سفيان ـ الذى كان على الشام أيام عثمان ـ فقد رفض البيعة لأنه يرى نفسه ولى دم عثمان وأن الشام يريد القود من على نفسه . ويرى أن البيعة لم تنعقد لتخلف كثير من أكابر الصحابة عنها . فأرسل إلى على كتابا لم يكتب فيه شيئا ، ليعلم الناس أنه يرفض بيعة على ( وكان العنوان ـ من معاوية . إلى على بن أبى طالب ){ فتذكر الإمام قول رسول الله(ص) يوم الحديبية 6هـ:اكتب يا على ستُسام مثلها فتقبل } فقال على لرسول معاوية : ما وراءك فقال : آمن أنا ؟ فقال على : نعم . فردَّ رسول معاوية: تركت قوما لا يرضون إلا بالقود( القصاص) . قال : وممن قال : منك . وتركت ستين ألف شيخٍ يبكون تحت قميص عثمان منصوبا على منبر دمشق ـ فقال علىّ: اللهم إنى أبرأُ إليك من دم عثمان ( قد نجا والله قتلة عثمان ،إلاأن يشاء الله )                                              أصبحت الأمة مختلفة المقاصد ـ ( فى خلاف سياسى أطل برأسه من جعبة أم الخبائث ) وجهتها كلها الحق وهو ضالتها ـ معاوية يرى أن البيعة لم تنعقد ـ والإمام على يرى انعقادها ـ وطلحة والزبير يرفضانها لأنهما اشترطا إقامة الحدِّ على قتلة عثمان ـ والإمام يقول : لا قدرة لى على شىءٍ مما تريدون حتى يهدأ الناس وتُنْظر الأُمور وتؤخذَ الحقوق ـ وعائشة أم المؤمنين( رضى الله عنها) منادية فى الناس بدم عثمان والقود من الغوغاء والعبيد الذين اجتمعوا عليه . وتبعها كثير من الناس. لأن معظم الناس ذهبت عقولهم ـ ولم يبق من خصال العرب الكريمة إلا أشدها (( ثورة العقول لأخذ الثأر ))                            قصد طلحة والزبير وأم المؤمنين( عائشة ) البصرة .  وفى الطريق ليلا سمعت أم المؤمنين ـ كلابا تنبح على الموكب ـ فقالت : أى ماء هذا قالوا : ماء الحَوْءَب قُرْبَ البصرة على طريق مكة فى بنى عامر. فقالت: ما أظننى إلا راجعة ـ  ما أظننى إلا راجعة {{ فقد قال رسول الله ( ص ) لنسائه وهو فى مرض الموت : أيتكن تنبحها كلاب الحوْءب . وإياكِ إياكِ  أن تكونى أنتِ يا حُمَيْراء}} لكن طلحة والزبير حاولا إقناعها بأن رؤية المسلمين لها قد تصلح ذات البين ــ والغالب أنها أكملت رحلتها إلى البصرة{ راغمة لا راغبة } فقد خرج الأمر من يدها.                                                                     استقروا بالبصرة بعد سجال وقتال وكلام كثير(عند محاولتهم القصاص من قتلة عثمان ) وقد أزهقت أرواح كثيرة .   كل هذا والإمام على مازال فى المدينة يعبئ جيشه ويعد العدة .... وهذا من حصاد السياسة أم الخبائث!!!       فماذا بعد .. فى الفصل التالى  نواصل الحديث بإذن الله .                  عبد القدوس عبد السلام موبايل  01092255676

                                                              

      

المصدر: كتاب حُماة الإسلام ( مصطفى بك نجيب) الفتنة الكبرى (د/ طه حسين) البداية والنهاية ( لابن كثير )إضافات عبد القدوس عبد السلام العبد
abdo77499

مدير مرحلة تعليمية بالمعاش بدرجة مدير عام

  • Currently 45/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
15 تصويتات / 235 مشاهدة
نشرت فى 22 ديسمبر 2010 بواسطة abdo77499

ساحة النقاش

Abd Elkodous Abd Elsalam

abdo77499
»

فهرس موضوعات المقالات

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

75,301