مصر في مكمن الخطر

يبدو ان الذين يقولون ان الثورة المصرية قد نجحت فهم موهومين ومتغيبين عن وعيهم السياسي . لان انطلاق الثورة في يناير 2011 قد انجز الجزء الهام للغاية من هدفها ولكنه الجزء الاصغر

ولأن تحديات قديمة ظهرت واخري جديدة . فلم يتعرض احد لتلك التحديات من اجل الانطلاق الرزين والهادئ والسريع  والنشط احيانا 0

جائت  الثورة الليبية لتضيف علي مصر اعباء سياسية وأمنية معقدة استغلتها بعد الاطراف لصالحها مستقبلا وضدنا علي الامد الطويل

حصل الغرب بزعامة الامريكيين وبتدخل قطري كوسيط تارة وتارة اخري بوصفه يعمل لصالح الغير علي تعهدات وتطمينات من الفئة المحتملة لقيادة الامة المصرية وكانت هذه التعهدات والتطمينات بدون مقابل مستغلين قلة خبرة هؤلاء الفئة المتعطشة للسطو علي السلطة ورغبتهم في الوصول للحكم بأدني الاثمان

تعهدات وتطمينات لاسرائيل غايه في الاهمية وكان الاجدر بمن اعطي هذه التعهدات والتطمينات المجانية ان يبحثوا في الحصول علي اثمان استراتيجية أهمها تعهدات مقابلة لتعديل اطار اتفاقية السلام خاصة فيما يخص قطاع جنوب سيناء والمزعزع امنيا بما يهدد الامن القومي من كافة نواحيه . كما ان عملية الربط البري مع السعودية لن يكلل بالنجاح لعدم امكانية نفيذ هذا المشروع الحيوي الهام الذي يدعم مبادئ الدفاع  العربي المشترك خاصة مع السعودية ومن ثم دول الخليج

هذا المشروع العظيم له اهداف استراتيجية غاية في الاهمية لأنه يسهل حركة السياح والمعتمرين والحجاج والتجارة البينية مع السعودية ويزيد من الاستثمارات السياحية بجنوب سيناء ويدعم الحركة السياحية بوجه عام

لن  يقوم هذا المشروع ولن يتم تأمين قطاعات جنوب سيناء الا بتعديل اتفاقية السلام بما يسمح بتواجد أمني مناسب في جنوب سيناء لان منطقة خليج العقبة بطول الخليج حتي عمق 33 كم منزوعة السلاح حسبما نصت علية اتفاقية كامب ديفيد بالخريطة رقم 4 بالملحق

اقامة مشروعات خدمية ولوجستية وسياحية واستثماريات أخري وتأمين الجسر المقترح هي من عوامل فشل المشروع بالمرة وكان لمصر ان تحصل علي تعهدات من الوسطاء الاصليين وغير الاصليين مقابل تطمينات وتعهدات قدمت لاسرائيل لكن الذين يتطلعون لسلطة هم في سنة أولي سياسة أو تغاضوا عن هذا الامر حتي يلاقوا دعما غربيا مناسبا يوصلهم لاهدافهم زات البعد الضيق  وقد يكونون بلا خبرة سياسية مطلوبة ولعدم تنسيقهم مع الجهات الامنية المصرية لوجود نفور بينهم

تلك هي المصيبة الكبري

اما المصيبة الاكبر

تدافع عناصر اللعبة في ليبيا الي الحصول علي مكاسب وجني الارباح وأهم هذه المكاسب مضايقة مصر استراتيجيا من الامريكان بوجود اقدام ثابتة في ليبيا تتيح لهم التوغل تجاه دار فور وهو قطاع يغلبه التمرد في السودان وهو ليس له طرق دعم عن طريق البحري الا عن طريق ليبيا وبالتحديد الوادي الذي يقع جوب جبال العوينات المصرية

بوصول الامريكان الي دار فور وتوفير وسائل دعم للمتمردين هناك سيؤدي الي وصول امدادات الي قبائل الزينجا عند النيل الازرق مما يشكل مصادر تهديد للسودان من ناحية ولمصر من ناحية ثانية ويمثل عنصر خنق لمصر

أمريكا تريد تواجد كبير في مناطق القبائل الافريقية والامازيغية والطوارق في دول شمال الصحراء لكي تؤثر علي الوضع هناك لملاحقة ما يسمونه بعناصر القاعدة هناك

أما الطرف الثاني وهو فرنسا فان الطموح الامريكي سيؤثر علي اهدافها الاساسية بضمان التواجد في دول الاحتلال الفرنسي سابقا سواء كان في دول المغرب او دول شمال الصحراء الكبري والمهدد من قبل امريكا وبالتالي قد يتفق الطرفان علي تقسيم المكاسب وتتبقي قطر الحالمة بقيادة العرب بعد الجرح الذي اصاب الاسد المصري

القطريون يحلمون بهواجس  خطيرة ومنها وجود كبير ورئيسي بمصر عن طريق التواجد في ليبيا المهم الفأر يريد ان يكون أسدا

بالمال والسلاح والافعال الشيطانية والهلوسة السياسية يتحرك القطريون في كافة الاتجاهات بأي ثمن كان ليكون زعامة جديدة في المنطقة علي حساب اي دولة أو شعب أو مبدأ كان وسوف تضيع احلامهم وسط اقدام الامريكانوالفرنسيين

لا ننس ان المصريين قد سلموا تطمينات وتعهدات للغرب منها عدم تطوير العلاقات المصرية الايرانية اطلاقا وقد رضيت الزعامة المصرية بهذا الامر مرغمة مع ان فكرها الاصلي كان علي خلاف من ذلك وبهذا اصبحت اسرائيل هي الكاسبة الاكبر من الثورة المصرية وكانت جماعة الاخوان في مصر هي من عناصر الفائدة لان اسرائيل كانت محاطة بمربع التخوفات . انتقص منها الاخوان وجزء من التخوفات تجاه التحالف المصري الايراني الذي كان محتملا وضاع

أما حماس والتي زغردت للثورة فان التطمينات والتعهدات قد تؤدي الي الاصابة بالاحباط  ولن تجني ارباح مستقبلية كبيرة من الثورة المصرية

ومن هنا نؤكد ان مصر اصبحت مهددة من كافة النواحي والخناق الامني والسياسي هو المنظر  ويجب التصالح السريع بين السلطة والجيش والجهات الامنية الاخري لصالح مصر ودراسة الامر بنواحيه المختلة وبعمق بالغ والعمل علي افشاله او افشال جزء منه لكي لا نبكي علي ما فقدناه في وقت يجب ان نجني مكاسب الثورة التي اري فيها انها فشلت استراتيجيا وسياسيا

محمد عبد السيد

باحث

مراسل صحفي

تليفون 01112421651

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 41 مشاهدة
نشرت فى 17 يوليو 2012 بواسطة abdelseed

ساحة النقاش

عدد زيارات الموقع

722