أول الشِّعر وآخر الشِّعر تجاربي كلها، حماقاتي وشهواتي كلها، اندفاعاتي وانفعالاتي جميعها، حصيلة مخاض دام بضع سنوات بين كرٍّ وفرٍّ نـَمَـتْ فيها أصابعي ووَلـَـدَتْ ورُزقـَتْ بسبعين فجيعة...كنتُ أنام خلالها على الورق...
أتعَـطـَّـرُ على الورق..
و أستـَحِمُّ على الورق..
وأشرب قهوة الصباح والمساء على الورق..
يا قــارئ هــذه الكلمات ويا قـــارئــــة هــذه الرُّتـــُوشات إنْ كنتُ قد امتلكتُ رؤًى عن المرأة .. وعن الحُب.. وعن الشِّعر فتلك خصوصِيَّاتي أرتـِّبها كما أشاء.. وأركبها كما أشاء.. في غرف الذاكرة.
أول الشِّعر وآخر الشِّعر أوراق نُور ونار، وثائق العشق الأولى، وثائق استشهادي وعزائي واحتلامي.. وثائق حُبٍّ وحَــرْب، تنكمش فيــها كل كلماتي وتتسع.. تأخذ شكل التـَّوتر حينـًا وشكل التـَّحرر حينـًا، ولون الذُّهُـول.. وعِطر الثـَّـناء والهِجاء.. وصَخَبَ الخُيول...
هذه الرزنامة التي أضعها أمامكم ليست مُساومات وليست رهانات ، وقد تشعرون بنساءٍ تحترقنَ ولاءاتٍ تحترقنَ، ، وقد تتـَّهمونني بالمَجَانة في شِعـري أو بالكـُفر في فِكري اعلموا أني لا أكتبُ مِدفعًا ولا أرسم بكتاباتي جهنـَّم، الأمر بما فيها أنني أخاطر بنفسي وبكلماتي لأجرِّب لذة السُّـقـُوط مِنْ قِمَّة القصيدة
والآن اسمحوا لي أن أرحل عنكم قليلا ًلأترك على راحاتكم وَجَعًا من نوع خاص، فلقد تعبتُ مِنْ ظنوني وجنوني وأهازيجي وهواجسي.. أتركوني أغفو قليلا على هامش الذاكرة، لأترك لكم كل الذاكرة واعذروني إنْ تكلـَّـمْتُ بجفاء، ولا تلوموني فإنَّ ثـرثـرتي كبـريـاء..
عبدالله بوبكر.