مقدمة :
اضطرابات القلق واضطرابات نقص الانتباه وفرط النشاط (ADHD) قد يبدو انهم متلازمين . على الرغم من أن السمة المميزة مع اطفال فرط النشاط انهم يتصرفون بدون تفكير و في المقابل من يعاني من اضطراب القلق " يفكر كثيرا " ويبدو بعد ذلك أن وجود واحد من هذه الاضطرابات "حماية " من اضرار الآخر . للأسف هذا ليس صحيحاً ، في الواقع تشير الدراسات التي أجريت مؤخراً أن :
- تقريباً 25% من الأطفال الذين يعانون من ADHD لديهم اضطرابات القلق
- ايضاً 25% من الأطفال الذين يعانون من اضطرابات القلق مرشحين بالاصابة بــ ADHD
و من أجل فهم التعايش بين هذه الاضطرابات من المهم أن ندرك ونفرق بين الاعراض المختلفة .
اضطرابات نقص الانتباه وفرط النشاط
الأطفال الذين يعانون من ADHD جميع الأفراد في بعض الوقت لا يهدءون ولديهم اندفاعية وتشتت عالي ويعتقد أن ذلك يعود إلى عوامل نمائية ووراثية تؤثر على الوظيفة البيوكيميائية والتمثيل الغذائي . والدواء هو علاج فعال واحيانا أساسي ، مع اهمية استراتيجيات إدارة السلوك لأولئك الذين قد يعانون من مشاكل سلوكية. وهناك ثلاثة مظاهر رئيسية من ADHD :
- مندفع وفرط حركة - وهذا هو أقل نوع شائع ويتميز : بالأرق والتململ ، مندفع ومفرط الحركة دائما لا ينتظر دوره ، لديه مشكلة في ان يبقى جالساً ، يجب فجاءة بالصف ، يتصرف بسرعة قبل التفكير في عواقب أفعاله .
- مشتت وغير منظم - هذا الطفل يتميز : بفقد الأشياء ، وينسى واجباته المدرسية ، لديه أحلام يقظة قد تكون متهورة لكنها ليست نشطة مثل أنواع أخرى . الأعراض قد تكون خفيفة أو معتدلة أو شديدة . قد يكون قليلا عصبي ، وقد يكون في حركة مستمرة .
- مشتت وفرط حركة - وهو طفل مزيج من كل الأعراض هو النوع الأكثر شيوعاً .
من ضمن معايير تشخيص ADHD يجب على الأعراض والسلوكيات ان تكون :
* تضعف أداء الطفل وتؤثر عليه
* مستمرة لفترة طويلة من الوقت
* تؤثر على أداءه الأكاديمي أو الاجتماعي
اضطرابات القلق :
القلق هو ظاهرة طبيعية يعيشها الجميع ولكن الطفل أو المراهق مع اضطراب القلق يواجه الأعراض في كثير من الأحيان وحين اخر تسبب ضائقة أو تتداخل فى اداء الحياة .
ولتشخيص اضطراب القلق لابد أن ندرك أن القلق المفرط يمكن أن يؤدي إلى ضعف التركيز والأرق ، وهى نفس الأعراض التي تظهر على الأطفال الذين يعانون من ADHD. وبالإضافة إلى ذلك يمكن لهذه الاضطرابات ان تسبب للطفل تعب بشكل مفرط ، وتعكر المزاج ، توتر و مشاكل في النوم . واضطرابات القلق عند الأطفال هي أكثر شيوعا من أي اضطراب نفسي آخر. في العموم 5-15٪ من الأطفال يعانون من اضطرابات القلق.
ما يلي استعراض مختصر لأنواع اضطرابات القلق :
اضطراب قلق الانفصال (SAD) معظم الأطفال الرضع تمر في مرحلة طبيعية من قلق الانفصال وعادة يكون في عمر 18 شهرا ويقل بسرعة بعد ذلك. قلق الانفصال ليس سمة طبيعية في سن المدرسة أو الأطفال في سن المراهقة . الشباب مع SAD لديهم خوف شديد من أن يكون بعيدا عن المنزل أو من الناس الذين يهتمون به ، هؤلاء الأطفال بظهرون الاستغاثة عندما يفصلون أو حتى عندما يتوقعون الانفصال ، و قد يشعرون بالقلق من ان الوالدين قد يضيعون لو يلحق بهم أذى أو أنهم قد يفقدون أنفسهم أو يخطفون . ونتيجة لهذه المخاوف فإنهم قد يرفضون الذهاب إلى المدرسة ، اوالنوم وحدهم ، وأنهم يتمسكون " كالظل" بوالديهم في جميع أنحاء المنزل ، وغالبا ما يكون هناك كوابيس مع من يعانون من الانفصال .
اضطراب القلق العام (GAD) الأطفال الذين يعانون من هذا الاضطراب " القلق الكلاسيكي " . هؤلاء الأطفال يميلون إلى القلق لكثير من الاشياء في حياتهم قد يكون لديهم مخاوف مفرطة وغير واقعية عن الأحداث في المستقبل ، والمدرسة ، والصحة ، والسلامة في المنزل ، والكوارث الطبيعية مثل العواصف والأعاصير أو الزلازل ، قضايا الأسرة على عكس الأطفال الذين يعانون من القلق الاجتماعي ، ويمكن أن يقلقون حتى ولو كان ادائهم حسناً في المدرسة ، ولو فعلوا دائما بشكل جيد لديهم ميل مستمر لمطالبة الآباء والمعلمين للاطمئنان حول كيفية ادائهم في الواجبات المنزلية والامتحانات .
الرُهاب الاجتماعي هؤلاء الأطفال لديهم خجل وشعور بعدم الراحة في المواقف الاجتماعية بشكل مبالغ فيه . فهم يخشون من المواقف التى تحتاج الى تنفيذ وتخضع للتدقيق . ويمكن أن تشمل هذه المواقف الحديث في الصف المدرسي مثل الببدء أو الانضمام للحديث ، وايضاً تناول الطعام في الأماكن العامة وتكوين صداقات . والسبب وراء ذلك هو فعل أو قول شيئا يؤدي إلى شعورهم بالمهانة أو بالحرج و في كثير من الأحيان قلقهم يمتد إلى استباق الأحداث من حيث انها سوف تضرر بهم . والجوانب العاطفية من القلق قد تنتج أعراض جسدية مثل احمرار الوجه ، والهزات الجسدية ، والتعرق ، والشعور بالإغماء احيانا ، توتر العضلات وخفقان القلب . والأطفال الأصغر سنا قد لا تعترف بأن خوفهم مبالغ فيه . عندما تكون الأعراض شديدة فالأطفال الذين يعانون من الرهاب الاجتماعي يتجنبون المدرسة وجميع الأنشطة الاجتماعية. الصمم الاختياري mutism هو شكل من أشكال الرهاب الاجتماعي تظهر في الأطفال الصغار و يبقى خلال سنوات الدراسة . ويتميز هذا الاضطراب من قبل عدم القدرة على الكلام في كثير من المواقف الاجتماعية و في كثير من الأحيان هؤلاء الأطفال يتكلمون فقط أمام الآباء والأشقاء و قد يبدو سلوكهم للمعارضة والعند ولكن في الواقع الدافع وراء رفض الكلام هو القلق الشديد.
الوسواس القهري (OCD) ويتميز هذا الاضطراب بالأفكار او السلوكيات المتكررة المتدخلة وغير اللائقة ويطلق على الأفكار الهواجس , والوسواس هو سلوك قهري يشمل دوافع مثل غسل اليدين المفرط ؛ طقوس التنظيف ومخاوف مستمرة حول الأوساخ والجراثيم والتلوث ؛ والفحص المتكرر للتأكد من أن النوافذ أو الأبواب مغلقة وإغلاق الحنفيات ؛ الاكتناز (عدم القدرة على رمي أي شيء ) , والترتيب النموذجي للأشياء مثل الكتب أو الملابس . وتشمل الهواجس التفكير بإلحاق الأذى أو قتل أحد أفراد الأسرة ؛ الأفكار المتكررة حول أن هناك شيئا لم يتم القيام به بشكل صحيح خصوصا بالعادات والدين ؛ وضع أشياء معينة دائما في مكان معين ؛ الأفكار حول هراء الكلمات و الأصوات أو الصور أو الأرقام .
اضطراب ما بعد الصدمة (PTSD) هذا الاضطراب يأخذ أهمية متجددة حيث يتعرض الشخص إلى صدمة شديدة مثل الهجمات والكوارث ( صدمة مركز التجارة العالمي والبنتاغون للأمريكان ) ومأساة حقيقية أو سوء معاملة . وهنا يتطلب التشخيص أن الطفل يتعرض مباشرة لحالة صدمة شديدة تنطوي على وفاة احد المقربين أو إصابة خطيرة فعلية أو تهديد للحياة ، أو مشاهدة حدث مروع أو السماع به فيما يتعلق بأحد أفراد الأسرة. ومن خلال وجود أفكار متكررة دخيلة وصور وأحلام وذكريات الماضي في بعض الأحيان نلاحظ تجنب الأطفال للأنشطة والأفكار والأماكن أو الأشخاص التي ترتبط مع الصدمة وتظهر أعراض زيادة الاستثارة مثل صعوبة التركيز، اليقظة المفرطة وردود الفعل المفاجئة والمبالغ فيها وفي كثير من الأحيان تصاحب أعراض أخرى . وبما أن العديد من هذه الأعراض ليست غريبة بعد الصدمة إذا كانت فورية ، لذا من أجل التشخيص يجب أن يواجه الطفل هذه الأعراض لمدة شهر واحد على الأقل .
علاج اضطرابات القلق
قلق الانفصال ، والقلق العام ،و الرهاب الاجتماعي والوسواس القهري يتم استخدام اثنين من العلاجات : العلاج المعرفي السلوكي (CBT) والأدوية .
وأظهرت عدد من الدراسات أن الأدوية مفيدة في علاج الوسواس القهري وأظهرت دراسة أجريت في مواقع متعددة كان الدواء فعال في علاج SAD، GAD والخوف الاجتماعي المرضي . وقد تم تطوير علاجات محددة تشمل تقنيات المعرفة السلوكية جنبا إلى جنب مع إجراء تغييرات في البيئة .
وغالبا هناك اختلافات في علاج الأطفال الذين يعانون من ADHD وحده ، وأولئك الذين يعانون من فرط الحركة مع اضطرابات القلق ويتكهن البعض أن أعراض القلق قد تمنع السلوكيات مثل فرط النشاط والاندفاع التي هي في كثير من الأحيان السبب الرئيسي للإحالة للتقييم , الأطفال الذين يعانون من ADHD + القلق يكونون أقل عرضة لتطوير اضطرابات السلوك لكن قد يحملون الكثير من الصعوبات الاجتماعية و لا فرق في الأداء المدرسي .
العلاج من الاضطرابات معاً
وجود اضطراب القلق قد يؤثر على كيفية استجابة الأطفال للعلاج الدوائي وقد وجدت بعض الدراسات أن الأطفال الذين يعانون من اضطرابات مجتمعة لا تستجيب بشكل جيد للعلاج بالدواء. وفي بعض الحالات يبدو أن هناك زيادة في الآثار الجانبية مثل التشنجات اللاإرادية والحزن . و في دراسة واحدة أظهرت أن علاج بعض الأطفال بالمنشطات فاقم أعراض القلق , ومع ذلك وجدت دراسة أخرى تظهر انخفاضا في أعراض القلق
وهناك العديد من الاستراتيجيات الفعالة لإدارة الأعراض بالنسبة للقلق واضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه ويعيشوا حياة أكثر متعة من خلال العلاج النفسي والدوائي
من أجل تقييم أفضل لعلاج ADHD + اضطراب القلق لابد من وجود دراسات دقيقة تبحث اثر العلاج الدوائي وهنا يبرز أهمية العلاج المعرفي السلوكي في هذه الحالة لحين تتماشى ادوية القلق مع فرط الحركة وتشتت الانتباه
ساحة النقاش