تراجع الصحافة الأمريكية وتداعيات الأزمة المالية

أفادت الإحصاءات الرسمية بتراجع قُرّاء الصحف الامريكية، مع تدنِّ فاق 10% من متوسط التوزيع اليومي خلال سنة. فيما أعلنت صحيفة نيويورك تايمز انها تنوي الغاء وظائف 100 صحافي اي 8% من كادر التحرير لديها.

ومن جهة اخرى تستعد النيويورك تايمز خلال الأسابيع المقبلة لفرض رسوم على قراءة محتواها الإخباري من قبل المستخدمين على شبكة الإنترنت.

وسيصبح بإمكان المستخدم قراءة عدد قليل من الأخبار المجانية، قبل أن يطلب منه دفع رسوم للتسجيل في الموقع، بحسب مصدر مقرَّب من إدارة الصحيفة.

ورغم التقارير الإخبارية التي تناولت هذا الأمر، إلا أنه لم يتم الإعلان عنه رسميا حتى الآن بعد. إذ قالت دايان ماكنولتي، المتحدثة باسم الصحيفة، إن إعلانا رسميا سيصدر بهذا الشأن حينما يتم وضع استراتيجية ملائمة لهذه القرار.

وفي الوقت الذي يتجه فيه معظم قراء الصحف للصحافة الإلكترونية، تعاني المؤسسات الصحفية، وخصوصا الورقية منها، من انخفاض عدد المشتركين، وبالتالي انخفاض حجم العائدات المالية، مما أدى إلى إغلاق بعضها. بحسب سي ان ان.

ويلقي عدد كبير من المؤسسات الصحفية باللائمة على موقع "غوغل" الإلكتروني بسبب نشره الأخبار المأخوذه من عدة مواقع إخبارية أخرى مجانا، مما يهدد نجاح الموقع الأصلي للأخبار.

وكانت صحيفة "نيوزداي" الأمريكية قد أعلنت في فبراير/شباط 2009 عن فرض رسوم على قراءة محتواها الإخباري أيضا.

وحاولت صحف أخرى، مثل "سان فرانسيسكو كرونيكل" تشجيع القراء على العودة لقراءة الصحف الورقية عن طريق نشر قصص وتعليقات لكتاب مشهورين في هذه الصحف فقط.

إلا أن مثل هذه الخطوة لم تحظ بدعم كبير من القراء، إذ وجد استطلاع للرأي أن 77 في المائة ممن شاركوا بالراي لن يدفعوا رسوما مقابل قراءة الصحيفة عبر الإنترنت، بينما أكد 19 في المائة منهم أن المبلغ الذي قد يدفعونه لن يتجاوز الدولارات العشرة.

تراجع توزيع الصحف الاميركية يتسارع

وأفادت الاحصاءات الرسمية ان تراجع قراء الصحف الاميركية يتسارع، مع تدن فاق 10% من متوسط التوزيع اليومي خلال سنة.

ففي الفترة من نيسان/ابريل الى ايلول/سبتمبر 2009، وزعت الصحف اليومية ما متوسطه 30,39 مليون نسخة يوميا، في مقابل 34 مليونا خلال الفترة نفسها من العام 2008.

ويفوق هذا التراجع، التدني الذي حصل في الفترة من تشرين الاول/اكتوبر 2008-اذار/مارس 2009 (-7,9%) وفي الفترة السابقة ايضا (-4,64%).

واكد مكتب التدقيق في التوزيع من جهة اخرى ان وول ستريت جورنال، هي الوحيدة بين كبرى الصحف اليومية ال 25 في الولايات المتحدة التي ربحت قراء (+0,61% الى 2,2 مليون)، وباتت الاكثر توزيعا خلال اسبوع وتخطت يو.اس.آي توداي (-17,5% الى 1,9 مليون).

وشهدت سان فرنسيسكو كرونيكل اكبر تراجع في التوزيع: -25,82% الى 251,782، اما نيويورك تايمز فكانت الاقل تراجعا في التوزيع الذي بلغ 7,28% الى 927,851 نسخة. بحسب فرانس برس.

ولم يوفر التراجع صحيفة نيويورك بوست التي تنتمي على غرار وول ستريت جورنال الى امبراطورية نيوز كوربوريشن، وقد تراجعت 18,77% وبلغت 508,42 نسخة.

وول ستريت جرنال الأكثر مبيعاً في أمريكا

وأكد مكتب التدقيق في التوزيع ان وول ستريت جورنال، هي الوحيدة بين كبرى الصحف اليومية الـ 25 في الولايات المتحدة التي ربحت قراء (+0,61% الى 2,2 مليون)، وباتت الاكثر توزيعا خلال اسبوع وتخطت يو.اس.آي توداي (-17,5% الى 1,9 مليون).

وشهدت سان فرنسيسكو كرونيكل اكبر تراجع في التوزيع: -25,82% الى 251,782، اما نيويورك تايمز فكانت الاقل تراجعا في التوزيع الذي بلغ 7,28% الى 927,851 نسخة. ولم يوفر التراجع صحيفة نيويورك بوست التي تنتمي على غرار وول ستريت جورنال الى امبراطورية نيوز كوربوريشن، وقد تراجعت 18,77% وبلغت 508,42 نسخة.

وحمل هذا التراجع في التوزيع الذي يترافق مع انهيار العائدات الاعلانية واختيار القراء للانترنت، عددا كبيرا من المجموعات الصحافية على اشهار افلاسها، وبعض الصحف القديمة على التوقف وعلى خفض المراسلين في كافة انحاء البلاد.

نيويورك تايمز ستلغي وظائف 100 صحافي

من جانبها اعلنت صحيفة نيويورك تايمز الاميركية، انها تنوي الغاء وظائف 100 صحافي، اي 8% من كادر التحرير لديها.

وستعرض ادارة الصحيفة خطة استقالة من قسم التحرير الخميس وستجري عمليات صرف اذا لم يتوفر العدد الكافي من الراغبين في الاستقالة. وسيتاح للموظفين 45 يوما ليتخذوا قرارا بشأن الخطة.

وقال بيل كيلر رئيس التحرير في مذكرة الى المحررين نشرتها الصحيفة "اذا لم نتوصل الى استقالة 100 موظف عبر الخطة فسنضطر الى اجراء عمليات صرف". واضاف "آمل الا يحصل ذلك لكنه يبقى احتمالا".

واوضح كيلر "لن ادعي بان الغاء هذه الوظائف لن يثقل كاهل الصحافيين الذين ازدادت مسؤولياتهم اسرع من تعويضاتهم". بحسب فرانس برس.

وذكر "انتظر مثلكم بفارغ الصبر اليوم الذي نستطيع فيه القيام بعملنا من دون ان يترصدنا هاجس ازمة اقتصادية".

وكانت نيويورك تايمز اجرت خطة استقالات مماثلة العام الماضي. وتراجع عدد المحررين من 1330 الى 1250. وخفضت الصحيفة ايضا رواتب معظم موظفيها هذه السنة بنسبة 5% لمعظم فترات السنة.

وعلى غرار الصحف الاميركية الاخرى، واجهت نيويورك تايمز تراجعا كبيرا في الاعلانات وتحول القراء الى الانباء المجانية عبر الانترنت.

واعلنت ادارة الصحيفة الاسبوع الماضي انها قررت عدم بيع يومية بوسطن غلوب لعدم توافر العروض الكافية لشراء هذه الصحيفة التي تواجه عجزا.

واشنطن بوست تغلق آخر مكاتب لها خارج العاصمة الامريكية

وقررت صحيفة واشنطن بوست الامريكية اغلاق آخر مكاتب لها خارج عاصمة الولايات المتحدة مع تركيز الصحيفة التي تعاني خسائر على السياسة والاخبار المحلية.

وكتب ماركوس بروتشلي رئيس التحرير التنفيذي بالصحيفة في مذكرة الى الموظفين حصلت عليها رويترز يقول "في وقت تقل فيه الموارد وتزيد فيه ضغوط المنافسة فان من الضروري تركيز قوة نيراننا الصحفية على مهمتنا الاساسية لتغطية واشنطن والاخبار والاتجاهات والافكار التي تشكل الحياة السياسية والسياسات والحكم على المستوى الاقليمي وعلى مستوى الدول."

وستغلق الواشنطن بوست مكاتبها في شيكاجو ولوس انجليس ونيويورك اعتبارا من الحادي والثلاثين من ديسمبر كانون الاول. بحسب رويترز.

وتأتي هذه الانباء بعد ان أبلغت الواشنطن بوست بضعة موظفين في موقعها على الانترنت انها ستستغني عنهم.

وتعاني الواشنطن بوست -شأنها شأن كل الصحف الامريكية الاخرى تقريبا- هبوطا في ايرادات الاعلانات والتوزيع مع حصول القراء على مزيد من الاخبار من الشبكة العنكبوتية مجانا.

وكالة الانباء الاميركية تسرّح عشرات الاشخاص

وفي نفس السياق اعلن مصدر نقابي ان وكالة الانباء الاميركية "اسوشييتد برس" (ايه بي) سرحت عشرات الموظفين في اطار خطة تهدف الى تقليص الرواتب العالمية بمعدل 10% هذا العام.

واوضحت منظمة "نيوز ميديا غويلد" التي ترعى شروط عمل حوالى 1300 صحافي وتقني في وكالة "ايه بي" في الولايات المتحدة انها لا تستطيع تحديد عدد الاشخاص المسرحين لان الادارة لم تعلن رسميا بعد عن هذا الاجراء.

الا ان النقابة قالت انها علمت من اعضائها ان عدد الاشخاص المسرحين يصل الى 38 وهم من الاداريين والصحافيين والمحررين والمصورين والمساعدين. وتم في اطار هذا التدبير الغاء 20 وظيفة في مقر "ايه بي" في نيويورك وثماني وظائف في بورتو ريكو.

وقال رئيس منظمة "نيوز ميديا غويلد" توني وايتن "انه يوم حزين جدا لزملائنا في ايه بي والاشخاص الذين يعولون على عملهم الاعلامي".

ومن ناحيته، رفض المتحدث باسم اي بي بول كولفورد تأكيد معلومات النقابة ولكنه اشار الى ان رئيس مجلس ادارة الوكالة اعلن قبل عام عن خطة لتقليص النفقات بمعدل 10% في العام 2009.

ويعمل في وكالة ايه بي التي تتعاون مع 1500 صحيفة اميركية، حوالى اربعة الاف شخص بينهم ثلاثة الاف صحافي. وهي احدى الوكالات العالمية الرئيسية الثلاث مع رويترز وفرانس برس.

مردوخ يوفّر صحفه مجاناً على الانترنت

من جانب آخر أشار قطب الاعلام روبرت مردوخ مدير عام مجموعة "نيوز كوربورايشن" الاعلامية الى تأجيل تنفيذ مشروعه القاضي بدفع المال لقاء التمكن من قراءة الصحف الصادرة عن المجموعة في نسختها الالكترونية.

واعرب مردوخ عن رغبته في ايجاد وسيلة تتيح قراءة النسخ الالكترونية الكاملة للصحف العديدة التي يملكها لقاء المال بحلول شهر حزيران/يونيو المقبل اي بانتهاء السنة المالية للمجموعة.

وقال مردوخ خلال ندوة عبر الهاتف في مناسبة اعلان النتائج التي حققتها المجموعة في الفصل الاول "نحن نبذل اقصى جهدنا الا انني لا اعد اننا سنحترم التاريخ المحدد". ورأى ان "كل شيء" ساهم في هذا التأخير.

وتابع "انه عمل مستمر وثمة كمية عمل هائلة يجب ان تنجز في المؤسسة ولا يقتصر الامر فقط على المواقع بل يرتبط بأشخاص اخرين ايضا".

وتنتهج صحيفة "وول ستريت جورنال" بين صحف المجموعة فقط سياسة دفع المال لقاء قراءة كامل مضمون الصحيفة الكترونيا.

واستأنفت "نيوز كوربوريشن" نشاطها مع النمو في الارباح الذي حققته في الفصل الاول من سنتها المالية للعام 2010 معلنة عن ربح صاف قدره 571 مليون دولار، ما سجل ارتفاعا نسبته 11% في سنة واحدة وهو امر يتخطى التوقعات.

صعود الصين.. القصة الإخبارية الأكثر قراءة في عقد

وقال تحليل أجرته جماعة لمتابعة الاعلام تتخذ من الولايات المتحدة مقرا لها ان صعود الصين كقوة اقتصادية عُظمى كان أكثر القصص الإخبارية قراءة في العقد الماضي وانها سرقت الأضواء من حرب العراق وهجمات الحادي عشر من سبتمبر ايلول على الولايات المتحدة.

وقالت منظمة جلوبال لانجويدج مونيتور التي ترصد استخدام الكلمة في وسائل الاعلام المطبوعة والالكترونية والانترنت للاطلاع على الاتجاهات ان هناك اهتماما قويا بالعملاق الآسيوي ثالث أكبر اقتصاد في العالم.

وقال بول باياك رئيس المنظمة "صعود الصين الى آفاق اقتصادية جديدة غير النظام الدولي الحالي وهو مستمر في التحدي."بحسب رويترز.

واضاف "ليس مفاجئا ان يتفوق تحولها المستمر كل القصص الإخبارية الأُخرى في عقد اتسم بالحرب والكارثة الاقتصادية والكوارث الطبيعية."

واشار الى ان القائمة التي وضعتها منظمته تستند الى عدد من الاستشهادات على مدار العقد على شبكة الانترنت والمدونات بما في ذلك وسائل الاعلام الاجتماعية فضلا عن أبرز 50 الف موقع إعلامي مطبوع والكتروني.

وتصدرت قصة الصين الأنباء أكثر من حرب العراق عام 2003 وهجمات الحادي عشر من سبتمبر عام 2001 والحرب على الارهاب التي تلتها والموت المفاجيء هذا العام لملك البوب مايكل جاكسون عن 50 عاما.

وجاء في القائمة بعد ذلك انتخاب باراك اوباما لرئاسة الولايات المتحدة العام الماضي والركود العالمي 2008-2009 والاعصار كاترينا الذي دمر نيو اورليانز عام 2005 والحرب في أفغانستان وبداية الانكماش الاقتصادي.

وفيما يلي قائمة جلوبال لانجويدج مونيتور لأهم 15 قصة خبرية خلال عقد:

1. نهوض الصين - وهي قصة العقد وتفوقت على القصة الثانية على الانترنت بنسبة 400 بالمئة.

2. حرب العراق - الحشد والغزو والبحث عن أسلحة الدمار الشامل وزيادة القوات الأمريكية في العراق كانت الأكثر تداولا في وسائل الاعلام المطبوعة والالكترونية.

3. هجمات الحادي عشر من سبتمبر - الهجمات على مدينة نيويورك وواشنطن بدت وكأنها تضبط النغمة للعقد الجديد.

4. الحرب على الارهاب - رد الرئيس الامريكي السابق جورج بوش على هجمات الحادي عشر من سبتمبر.

5. وفاة مايكل جاكسون - وتعتبر في مرتبة عالية بشكل كبير مع الوضع في الاعتبار ان الوفاة حدثت في اخر عام من العقد.

6. انتخاب اوباما كرئيس - أدت هتافات "أمل" و"نعم نستطيع" الى الانتخاب التاريخي لاول امريكي من اصل افريقي لرئاسة الولايات المتحدة.

7. الركود العالمي 2008-2009 اعادة الهيكلة الاقتصادية العالمية الحالية مقابل "الانهيار الاقتصادي" الاولي او " التسونامي المالي."

8. الاعصار كاترينا - دمر نيو اورليانز مع مشاهد الموت والدمار التي هزت الملايين في كل أنحاء العالم.

9. الحرب في أفغانستان - وهي الان في عامها الثامن.

10. الانهيار الاقتصادي ( التسونامي المالي.

11. اولمبياد بكين.

12. تسونامي جنوب اسيا الذي خلف 230 الف قتيل او مفقود