للأسف هؤلاء صحفيون

نلوم اللاعب حين لا يسيطر على أعصابه أمام انفعالات المشجعين فيدخل معهم في مشاحنات قد تصل إلى العراك باعتبار ان اللاعب في وضع هو أقدر منه فيه على تقدير اندفاع المشجع وحماسه .

وحين يكون هذا المشجع صحفيا يتضاعف اللوم على اللاعب من خلال الفزعة لزميل او الثأر للصحافة عامة .. أجل يخطيء اللاعب أي لاعب عندما يسمح لنفسه بالدخول في مواقف محسوبة عليه وعلى تاريخه مهما كان حجم الخطأ الذي وقع عليه .. ولكن هل يمكن الإستمرار في عدم توجيه اللوم ايضا للصحفي اذا ما ثبت ان هذا الصحفي قد ارتكب خطأ ليس ضد اللاعب و حسب وإنما ضد الصحافة التي ينتسب اليها ؟ لقد وجهنا اللوم إلى اللاعبين الذين أعتدوا على صحفيين ولكن أحدا منا لم يقل كلمة حق بعد وهي ان الصحفيين المعتدى عليهم تسببوا في هذا الإعتداء بتصرفات حمقى لا تسيء للصحافة الرياضة عامة باعتبارها صادرة ممن يفترض فيهم ان يكونوا باستمرار اكثر الناس قدرة على التعامل مع النتائج الرياضية ..

ان الكلام المنسوب لذلك الصحفي الذي اعتدى عليه الخوقير وكذلك الصحفي الذي اعتدى عليه الجابر والذي كان الشرارة الاولى فيما حدث لا يمكن ابدا السكوت عليه او تجاوزه كما لا يمكن ابدا مروره دون عقوبة إعلامية من منطلق ان ما حدث لقائله يكفي .

إن هؤلاء الذين يقدمون نماذج متهورة للصحفي الرياضي والذين جرى تصويرهم من بعض زملائهم على انهم ضحايا لا ينبغي استمرارهم في الصحافة الرياضية .. والواقع ان هذه الصحافة اصبحت في السنوات الأخيرة مرتعا خصبا للكثير من المتهورين فكريا وسلوكيا الذين يستغرب المرء حين يسمع او يرى تصرفاتهم في الملاعب و الأندية انتسابهم للصحافة الرياضية ..

و من هؤلاء رأينا و سمعنا من المواقف والكلمات سواء ضد اللاعبين أو ضد الحكام ما يجعلنا كصحفيين نطأطيء رؤوسنا خجلا وهربا .

إن الكثير من الصحفيين قد جاملوا هذه النماذج المتهورة للكرة بالعلاقة الشخصية وأخرى بعلاقة الميول ولكن الحفاظ على هيبة الصحافة و المنتسبين إليها أهم من المجاملة الشخصية او العاطفية على حساب مكانة الصحفي الرياضي و شخصيته داخل المجتمع الرياضي و إذا كانت هذه المكانة قد وصلت في السنوات الأخيرة إلى ادنى مستوى لها فان ذلك كان بفضل هذه النماذج الغريبة التي وجدت من يفتح لها الأبواب والنوافذ إلى الصحافة الرياضية دون ان تكتفي بما تكتبه للقراء من خربشة جاهلة ساذجة وإنما تجاوزت ذلك إلى التعدي المباشر في الملاعب و الأندية على اللاعبين و المدربين و الحكام . وعلينا قبل ان نلوم اللاعب أو المدرب أو الحكم لانه تصرف مع هؤلاء تصرفا عصبيا ان نحاول تصحيح وضع الصحافة الرياضية اذ سيظل امرا مؤسفا ابدا ان يكون هؤلاء صحفيين.

يبدو ان العلاقة بين النصر وبعض أعضاء شرفه قد وصلت إلى طريق مسدود كما يدل على ذلك هذا التغيير الذي حدث في تشكيل مجلس أعضاء الشرف نتيجة إبتعاد بعض الأسماء المعروفة بعد ان باءت كل محاولاتهم لاصلاح الوضع داخل النادي باليأس .

وما دام النصر قد خسر خبرة ودعم سمو الأمير منصور بن سعود و طلال بن سعود و حسام بن سعود فإنه من غير المقبول ابدا ان تخسرهم الدكة الرياضية .

و لذلك أتصور ان الإتجاه إلى ناد آخر سيكون امرا منطقيا بل انني اتوقع ان وجود خبرة ودعم مثل هذه الأسماء الرياضية الكبيرة في ناد كالرياض مثلا من شأنه ان يعيد هذا النادي وخاصة في كرة القدم إلى سابق حضوره و تألقه و مجده ..