عدو عدوي صديقي
لا أنوي الخوض تاريخيا ولا واقعيا في الاسباب والمسببات التي رسمت الحدود الإعلامية النصراوية .. و لكنني في نفس الوقت لا استطيع تجاهل مفارقة إعلامية بحجم ما يحدث للنصر حاليا .. لقد اخترقت المصلحة المشتركة لطرفين خصمين الحدود الإعلامية حتى اصبح احد الطرفين يتبرأ من واقعه الصحفي والطرف الاخر يدعى الغيرة الإعلامية على النصر .
ان القاريء النصراوي يدرك تماما ما أعنيه فهو يلمس منذ مدة ان من بيدهم الامر النصراوي وصحافة النادي المنافس قد التقوا اخيرا على هدف واحد هو تشويه صورة الاقلام النصراوية والقضاء عليها !!
بل ان صحافة النادي المنافس اصبحت مؤخرا ليست بحاجة إلى البحث عن القاب واوصاف في قاموس الشتيمة بعد ان كفاها المسئول النصراوي عناء ذلك وجهز لها العديد من الالقاب والاوصاف الجاهزة ضد معظم الاقلام النصراوية .
والسؤال الذي يطعن القلب النصراوي ويجدد جراحه لا يخرج في اطاره وعمقه عن عشرات الاسئلة التي عكفت مؤخرا على الشفاه النصراوية
كيف التقت مصلحة الخصمين ؟ وكيف تحولت صحافة النادي المنافس بقدرة قادر إلى أكبر مدافع عن الواقع النصراوي ورموزه في مواجهة الاقلام النصراوية ؟
صحيح ان عدو عدوى صديقي .. ولكن هل الحكاية فقط شكلية هذا المثل بحيث تكون مجرد التقاء ضد من اختلف معه الطرفان شخصيا ام انها تأخذ ابعد من ذلك إلى مصالح اخرى لا شأن لها بالخلافات الشخصية ؟
اعتقد ان القاريء النصراوي سيوافقني القول بان تشويه صورة الاقلام النصراوية والقضاء عليها هدف لا تجدده العوامل الشخصية فقط وانما يتجه إلى اعادة الوجود الإعلامي النصراوي بشكله الماضي .
و للقاريء النصراوي الذي لا يتذكر كيف كان الوجود الإعلامي النصراوي او القاريء الذي لم يعايشه نقول بان ذلك الوجود لم يكن سوى محدود بما تريده الإدارة النصراوية وبما يتكرم به احيانا بعض "...." منها .
وهو بالنسبة للإدارة ما يحفظ السيطرة على اسلوب التخاطب مع القاريء النصراوي نوعا و وقتا وبالنسبة لصحافة النادي المنافس ما يسهل مواجهته والتشكيك به تحت تهمة "الريموت كنترول" او تهمة "النفعية" .
ولذلك فليس غريبا ابدا ان يتفق الطرفان على الوقوف ضد اية محاولة هدفها الخروج بالنصر إعلاميا إلى الاستقلالية والخصوصية من خلال وجود قوي ومؤثر وصادق .
فهذه المحاولة كما تمثلها الآن معظم الاقلام النصراوية لا تطيب للإدارة النصراوية لأنها تعزل الوجود الإعلامي النصراوي عن سيطرتها وقيادتها وهي ايضا لا تطيب للصحافة المنافسة لأنها تخشى من نموها وانتشارها . والدليل على ان الامر لا يعود لخلافات شخصية بالنسبة للطرفين مع اقلام محددة ان الموقف المضاد من الإدارة النصراوية للاقلام النصراوية شمل حتى اولئك الذين لم يكتبوا رأيا مخالفا .
صحيح ان هذا الموقف لم يصل إلى حد التهجم العلني كما هو مع الاقلام التي لاتوافق على كل شيء ولكنه اتخذ شكل التقليل في المجالس والتجاهل في الاخبار الهامة بالتعامل المباشر مع رئيس القسم سواء بالهاتف أو الفاكس !!
ان الإدارة النصراوية ظلت طوال تاريخها تفضل التعامل مع الاقلام البعيدة عن النصر لاعتبارات خاصة .. وكذلك الوضع بالنسبة لصحافة النادي المنافس فهجومها لم يقتصر على الاقلام النصراوية التي تختلف معها ولكنه شمل كل الاقلام النصراوية بل حتى الاقلام غير النصراوية التي تدافع عن النصر ودونكم الزوايا والفقرات فانها مليئة بالغمز واللمز والافتراء حتى ضد اقلام نصراوية وغير نصراوية لم تدخل ابدا في خلاف شخصي مع هذه الصحافة .
ان الهدف باستمرار هو عزل النصر عن الطرح الصادق البناء .. ومن أجل الهدف توحد الاسلوب بين الإدارة وصحافة النادي المنافس
ساحة النقاش