سكين الصحافة و ساطورالمدرب

تبرز خبرة رئيس نادي النصر صاحب السمو الملكي الأمير عبد الرحمن بن سعود وهو يدافع عن كل لاعب يمثل الفريق اثناء الموسم، صحيح ان في النصر اسماء يجب ان يعاد النظر في تمثيلها للفريق و صحيح ان جمهور النصر يتطلع منذ سنين إلى نجوم في بعض المراكز ولكن الأكثر صحة انه حين يبدأ مشوار النقاط فان كل لاعب في الكشوفات يصبح من حقه ان يحظى بالثقة و التشجيع و حين تدور عجلة المسابقات لا يعد هناك مجالا للأحكام العامة والمطلقة ضد اللاعبين . ان الوقت المناسب للحكم بالصلاحية او عدمها على اللاعب بين موسم وآخر و ليس اثناء الموسم ..لقد طلب مني بعض القراء النصراويين ان اسل قلمي ضد بعض اللاعبين الذين يمثلون النصر ممن لا ينالون تعاطفا جماهيريا لكنني كنت و لا زلت و سأظل بإذن الله أرفض ذلك مكتفيا بما أكتبه بين موسم و آخر عن حاجة النصر للغربلة و التسجيل . أما بعد ان يبدأ الموسم فانه لم يعد من حقي ان اتجاوز نقد أخطاء الأداء عند اللاعب إلى مصادرة حقه في تمثيل الفريق ومحاولة خدمته طالما انه مسجل في كشوفاته وملتزم بالتمارين .. بل انني وقفت بقوة ضد كل الآراء التي حاولت ان تفرغ النصر من اللاعبين ومنها رأي قاله فرنانديز في لحظة غضب وكنت اقول بإستمرار لكل من ناقشني في ذلك أن تفريغ أي فريق من اللاعبين أمر خطير قد يذبحه من الوريد إلى الوريد بحكم انه غير واقعي على اطلاقه و بحكم ان وجود بعض اللاعبين ممن استهلكوا فرصتهم دون ان يثبتوا وجودهم لا يبرر تفريغ الفريق من اللاعبين ..

ومما يقال عن النصر يقال عن الأهلي و الإتحاد والإتفاق وغيرها من الفرق التي يحاول بعض الصحفيين والمدربين اقناع جمهورها بعدم وجود اللاعبين المؤهلين في كشوفاتها . و ها هو الأهلي كاد ان يذهب ضحية تلك المقصلة التي نصبها امين دابو وبعض المتعاطفين معه من الصحفيين بحجة خلو القائمة الأهلاوية من اللاعبين الموهوبين المخلصين .و يبدو ان الدور الآن على الإتحاد حيث يواجه لاعبوه مجزرة صحفية تدريبية قد تعيده إلى مرحلة ماضية .. وكان الإتفاق قد واجه ذلك ايضا من قبل لوري ومن اقتنع برأيه من الإداريين والصحفيين..

والواقع ان بعض المدربين يهربون من فشلهم في التطوير و الإكتشاف إلى القول بعدم وجود الموهبة او الإخلاص . وبعض المدربين يهربون من فشلهم في التفاهم مع اللاعبين وبث الجماعية والروح العالية في نفوسهم إلى القول بتقصير اللاعبين وعجزهم .. وبعض الصحفيين بهربون من فشلهم في الوقوف على المشكلة الإدارية والفنية و ذبحهم بلسان الإداري أو ساطور المدرب .. ثم تهب العاصفة النفسية بين اللاعبين وجمهورهم ويفقد الفريق الثقة .. والا فانه وكما في النصر في الأهلي و الإتحاد والإتفاق لاعبون يستطيعون متى ما توفرت لهم المقومات الفنية و النفسية ان يحققوا بعض طموحات انديتهم .. أما وجود بعض اللاعبين في هذه الفرق ممن لم يستطيعوا إثبات وجودهم فإنه أمر طبيعي وعلاجه ليس بنسف الفريق بالصراخ ولكن بالهدوء و الحكمة و البحث عن البديل المؤهل سواء من الصاعدين أو من الأندية الصغيرة والوقت المناسب للحديث عن ذلك ليس اثناء المعمعة التي يحتاج الفريق فيها إلى الإستقرار و الثقة وانما حين يحين موعد التنسيق والتسجيل .

مؤسف جدا ان يمضغ بعضنا وصول المنتخب إلى نهائيات كأس العالم ليل نهار وكأنه المعجزة و ما هو إلا نتيجة طبيعية بل ومتأخرة لما وصلت اليه الكرة السعودية .فاذا ما تذكرنا ان منتخبات آسيوية أقل شأن تأهلت قبلنا إلى النهائيات اقتنعنا بأننا لم نحقق شيئا خياليا يستحق التغني به من قبل المعلقين في كل مباراة ومن قبل الصحفيين في كل مناسبة لكننا بإستمرار نصر عل التقليل مما وصلنا اليه في عيون الآخرين بكثرة إجتراره رغم ان المسئولين الرياضيين لدينا قد أكدوا كثيرا ان طموحاتنا لا تتوقف عند حد وإن ما تحقق ما هو الا رافدا لما سيأتي .. فالوصول إلى نهائيات كأس العالم بداية وليس نهاية والحديث عن الخطوات القادمة ومنها الحضور الفاعل هناك أهم من الحديث عن الوصول ذاته . لقد أنتهت الكرة في بعض البلاد عند الوصول إلى نهائيات كأس العالم لان الكرويين فيها انشغلوا بالوصول كهدف دون ان يتخذوه وسيلة لما هو أكبر منه وهو الإستمرارية والشمولية والعالمية فلماذا يصر بعضنا على ان يقف بنا عند حدود تجربة تلك البلاد ؟ ولماذا لا نستفيد من تجارب الآخرين فنرتقي بطموحاتنا إلى مستوى العمل القادم بدلا من اجترار المعلقات الإنشائية بشيء حققه من هو اقل منا عملا ومادة ؟