صحافة ضد الصحافة !!
كانت صالة احد الفنادق الكبيرة في مدينة الرياض تعج بالصحفيين الرياضيين في مناسبة رياضية لجريدة " الندوة " لموقف ما ومع ان الموقف وبغض النظر عن أسبابه يحمل إهانة صارخة للصحافة الرياضية بكل من يعمل فيها الا ان بعض ممن شهدوا الموقف صفقوا له ورقصوا فرحا من أجله !! ومما يدعو للضحك الدامع ان يكون هؤلاء ممن ينتسبون للصحافة الرياضية ..
وفيما بعد سألت واحدا منهم ان كان يرضى هو او غيره من تلك المجموعة ان يتفاهم معهم الآخرون بنفس الأسلوب ؟
فقل: طبعا لا !!
قلت له : فلماذا إذا ابديتم رضاكم عن ذلك الموقف الذي تعرض له ذلك الزميل ؟ هل لإنه كتب شيئا لا يوافق ميولكم ام لان مصدر الموقف ناديكم المفضل ؟
انه لامر مقبول ان يحتد الخلاف بين الصحفيين الرياضيين إلى درجة المساس الشخصي في ظل طغيان عاطفة الميول على العلاقات الصحفية ولكن حين تهان الصحافة الرياضية ولأي سبب فاننا يجب ان ننسى خلافاتنا وميولنا من اجل الحفاظ على كرامة الصحافة التي ننتسب اليها جميعا .
وإذا كنا لا نملك الجرأة أحيانا على الوقوف ضد من اهان الصحافة الرياضية باهانته احد المنتسبين اليها فليس اقل من ان نغضب لما حدث بل ان نشعر بالإهانة فكيف ينسى البعض هذا العرف الصحفي ويفرحون كالأطفال لامر تعرض له زميل ؟!
ولكن ماذا عسانا نقول وقد اصبحت المنازعات الميولية والشخصية تعصف بكل الحدود والمفاهيم و المباديء والا فان القيم الصحفية في كل انحاء الدنيا تقتضي وقوف الصحافة الرياضية جبهة واحدة ضد من يتجاوز كرامة الصحافة بتجاوزه كرامة الصحفي قولا أو فعلا ..
لقد كنت أحضر احيانا بعض المناقشات النصراوية التي كانت تتطرق لبعض الصحفيين الهلاليين الذين يكتبون ضد النصر وكان هناك من يطرح اسلوبا اخر للتفاهم مع هؤلاء ويشهد الله انني كنت الوحيد الذي رفض مثل هذا التوجه لأسباب كثيرة أقلها ان من يرضى ذلك للآخرين يجب ان يرضاه لنفسه
و أسوأ من التصفيق و التلذذ التوجه نحو التحريض سواء كان من خلف الكواليس او على اعمدة الصفحات الرياضية و سواء كان بإتجاه المسئولين في النادي او المسئولين عن الإعلام الرياضي . لقد سمعت الكثير من حكايات التحريض ضد صحفيين كان ابطالها بكل أسف صحفيين أيضا !! بل ان رئيسا سابقا لنادي الهلال قال لي و أنا أتحدث عن أخطاء الطرف المقابل في مواجهة ما اعتبره أخطاء لي قال : من هم هؤلاء الذين تتحدث عن اخطائهم وتعتبرها مبررا لك فيما تكتبه عن الهلال أحيانا ؟ .. انهم الذين طلبوا مني علانية وليس على انفراد ان اتفاهم مع بعض الصحفيين وانت احدهم بيدي !!
وقبل شهور مضت واجهت حملة تحريض كتابية من هؤلاء لموضوع كتبته ولم تكن وجهة التحريض هذه المرة رئيس النادي إياه وإنما المسئولين عن الإعلام الرياضي .. ولكن الحمد لله فقد خابت مساعيهم رغم وجود المتربصين الذين يشاطرونهم الترقب تماما كما خابت من قبل مساعيهم عند رئيس ذلك النادي وكما فشلت كل محاولات السنين الحافلة بالتهجم والغمز واللمز المشحونة بالكذب و الإفتراء والتشويه .. وفي الأسبوع الماضي تعرض الزميل فاروق بن زيمة لمحاولة تحريضية مكشوفة لمجرد انه كتب عن ماجد عبد الله ..
والغريب جدا ان هذه المحاولة نشرت في مجلة لم تزل بعد موضع حرج نتيجة تأويل مقالة رياضية نشرت فيها بأبعد ما تتسع من مقاصد كبيرة جدا أو غير رياضية ..!! وكأن هذه المجلة تريد ان يعاني الزميل فاروق نفس ما عاناه صاحب تلك المقالة ..
إن الصحافة الرياضية تقف احيانا ضد نفسها ان هي سمحت لأحد منتسبيها سواء كتابة او شفاهة بالتعبير عن وقوفه ضد الحق الصحفي الذي يتمسك به في مواجهة الآخرين ويرفض تمسكهم به في مواجهته .. وليس أسوأ من ذلك سوى ان تحتضن الصحافة الرياضية فرقة الشامتين و المحرضين الذين لن يدركوا ابدا انهم انما يشمتون في الواقع بالصحافة نفسها ويحرضون ضدها
ساحة النقاش