جارى التحميل
استخدم زر ESC أو رجوع للعودة
كذبَ اليقين
يقولونَ أنّكِ أطفأتِ القمرْ
و قد صرتِ لغيري و أنعيتِ القدرْ
و من الآن لن ترى عيناي هواكِ
لكني و اللهِ لم أصدقْ الخبرْ
فبيننا عهدٌ وشوقٌ وحبٌ جارفٌ
و سيلٌ من الوفاءِ لا ينضبُ و لا يُذرْ
نَسْخوا عليه إذا ما التقينا بمهجةٍ
و نَبقى عليـه وإنْ جري بنا العُمُرْ
****
ولو قالوا عن هوانا قد هجرتِ
فكأنّما الأرضُ هجرتْ المدرْ
عُودي و أخبري عن وفائكِ للورى
وأنّهُ لم يُبْعِدْ بيننا إلا السَفرْ
والحبُ في فؤادِكِ لم يزلْ يجتوي
ولا يحملُ فؤادُكِ غيري من البشرْ
قُولي : العُرسُ ليسَ عرسُكِ إنما
كَذِبَ من رأى أو من أطلقَ الخبرْ
ما غابَ البدرُ يوماً عن الجوزاءِ
ولا جَفَّ البحرُ من سقوطِ المطرْ
فمن ذا يَرسمُ على صفحة الماءِ
أو يشعلُ النارَ من مستصغرِ الشررْ
عودي فإنني يا سلواني مسهودٌ
الليلُ طويل ٌو النهارُ ضجَرْ
فلا أخالُ أنّكِ للغيرِ مشرقةٌ
وصرتِ القلبَ و الروحَ و الوترْ
****
كم أغارُ من عيني لو رأتكِ
و أغارُ عليكِ من كلِ البشَرْ
كم أغارُ من الورودِ في يديكِ
و أغارُ من الربيعِ ومن الشجَرْ
كم أغارُ من السماءِ عليكِ
لو رأتْ عيناكِ ذاكَ القمَرْ
و أغارُ من المساءِ محترقاً
حين ترى لياليكِ السهَرْ
آهٍ .. كمْ أعشقُ روحاً قمراءْ
هي الليلُ و النسيمُ و النهَرْ
غيداءَ كالندى كسنا الكوكبِ
كالإشراقِ ..كهدية القدَرْ
ترفُ خدِها كشعاعِ الغيهبِ
كالرقراقِ ..كنورِ السحَرْ
لها صوتٌ كالعزفِ الطروبِ
كنسيمٍ يأتي من زرعٍ خَضَرْ
لها طلعٌ كالرحيقِ المسكوبِ
كغريبٍ عادَ من السفَرْ
لو قالَ من قالَ لن يفرقُنا
دعيهِ يقولُ حتى و لو كثَرْ
فأنا الشاعرُ و القافيةُ تجمعُنا
في رعشةِ الشوقِ الذي اعتصَرْ
في ليلٍ يسري بخدْرِ عينيكِ
لا يبالي بمنْ غدا أو منْ حضرْ
أم أني في الأوهامِ أجتثُ حماقتي
و أُكذِّبُ اليقينَ و أُكذِّب الخبرْ
أَفِقْ يا فؤادي لا تزدني غمامةً
فكلُ الأمرِ عن سلوانَ قدْ ظهرْ
باتتْ في الأفاقِ شمسُ غدرِها
و لكنكَ يا فؤادي كفيفُ البصرْ
لم تبكِها ذكرياتٌ مني ولا ذفرتْ
دمعةً على شعرٍ مني أو أثرْ
قبلَ سنةٍ من بعادي تغدُرني
و تُلقيني بيدَيها في أدنى مُنحدرْ
فاجمعْ شتاتكِ يا قلبي وارتحلْ
...و لا تبكِ على مَن أطفأَ القمرْ
.....................................
زوروا موقـــع أميــر الرومانسيـــة الشاعر عبد الرحمن أبو المجد على الانترنت رابط : http://aboalmagd.blogspot.com/
ساحة النقاش