أنفاسي الأخيرة
(حادث انقلاب سيارة)
بينَ دماءِ البريةِ و سُوءِ منقلبِ
بينَ الثرياتِ و الثرى عالقٌ قلبي
(برأسِ غاربٍ) في قتماءَ ليلةٍ
انتهى العمرُ واستُلَّ من دربي
إنْ كنتُ قد بلغتُ العمرَ نهايةً
فالهمني الآنَ شهادةً يا ربي
أشلاءُ أجسادٍ في مغترِ مفرقٍ
وصدى آهةٍ من مكلومةِ الركبِ
تمرُ بي حكاياتُ العمرِ أجمعُها
و تبدو لعيني بالأشواكِ و النَوبِ
ربوةُ السعدِ حينَ سكنتُ عينيها
وربوةُ الحزنِ حينَ فارقتْ دربي
قبورُ الأحباءِ .. وقسوةُ الأقدارِ
وبعضُ أفراحٍ وجمراتٌ من الصَبِ
أحلامُ عربيدٍ.. و ليلُ مشتاقٍ
أمنياتٌ هوتْ و غدرٌ من الصَحبِ
منْ يا ترى بهذا اليومِ بكاؤهُ ؟
ومن سيرتدي بعدَ اليومِ ثوبي؟
منْ سيبَقى على رداءِ حِدادِهِ ؟
وسيتلو من الأياتِ إذا قضيتُ نَحبي
منْ سوفَ يلُقي على قبري زهرةً؟
ومن سوف يزهو في مأتمي و نَصبي ؟
بنيَ: لو رأيتَ بالسُرادقِ صورتي
أو صافحْتَ الأيادي التي جاءتْ تُلبي
فامسكَ دمعَكَ الجميلَ مثلما أنتَ
وتَبسَّمْ إذا مشتْ قدماكَ صوْبي
رباهُ : أنا ما دعوتُكَ بدمعِ حجابي
و لا بقدرِكَ المحتومِ أنعيتُ ذنبي
و لا نجوتُك حتى فرجتَ ما بي
فترفقْ عندَ هجرانِ الروحِ جنبي
....................................
زوروا موقـــع أميــر الرومانسيـــة الشاعر عبد الرحمن أبو المجد على الانترنت رابط : http://aboalmagd.blogspot.com/
ساحة النقاش