كسبت مليون جنيه            الاخوة الاعزاء هذة هى مكافأة الطمع واجرى يا بن ادم جرى ؟؟؟؟؟

 

وطاروا في غمضة عين 00غير رزقك لن تحوش يا بن ادم 

 

منذ نحو شهر وجدت في بريدي الإلكتروني بشري سارة جداً جداً، ويا لها من بشري، وما أحوجنا جمعياً لهذه البشري، ونادراً هو من تحط علي رأسه وبهذه السرعة وبهذا الرقم تلك البشري، باختصار .. لقد فزت بمبلغ نصف مليون جنيه إسترليني، لا بل مليون، لا لا بل أصبحوا مليوناً ونصف المليون جنيه إسترليني .

محيط ـ افتكار البنداري
 

 

 

 

 

 

 

 

   والحمد لله أن هذه البشرى لم تحط علي رأسي وحدي، بل شاركني فيها الكثيرون، فما أكثر من تلقي في بريده هذا الشهر وما سبقه رسائل عاجلة تخبره بأنه صاحب الحظ السعيد جداً من بين عدد قليل تم اختيار عناوين بريدهم الالكتروني من ضمن الآلاف من كافة أنحاء المعمورة ليفوز بجائزة (اليانصيب الوطني البريطاني) الشهيرة .

   وبعد زف البشري السعيدة، يطلب منك راسل البريد الثمين أن تسارع بأن توافيه ببعض المعلومات "التقليدية" التي تحتاجها "الهيئة" المسئولة عن مسابقة اليانصيب لكي تتعرف عليك وترسل لك بالجائزة، وهذه المعلومات هي اسمك، وعنوانك، وهواتفك، والنوع، والحالة الاجتماعية وعمرك ووو .

   أما أغرب ما في الموضوع فإنه مع تأكيد الراسل علي أن بريدي هذا وهو علي FORISLAM قد وافاه الحظ باختياره مع عدد قليل جداً من ضمن آلاف العناوين للفوز بالجائزة الموعودة، فإنني في اليوم التالي فتحت بريدي الآخر علي مكتوب لأفاجأ برسالة مشابهة تحمل نفس البشري وتحمل لي رقماً مختلفاً، وتؤكد لي أنه تم اختيار هذا العنوان (بالذات) ليكون من الفائزين ضمن آلاف وآلاف العناوين.. يالي من محظوووظة.. أليس كذلك؟!

   ورغم وقع هذا الصدمة ،فصدمتين بجائزتين فوق الرأس توجع، إلا أنني والحمد لله تمالكت نفسي بستر ودعم منه تعالي، ولم أفقد عقلي من الفرح وأرسل ببياناتي الخاصة هذه إلي راسل هذين البريدين؛ فلقد تذكرت أن النت هو مشاع عام، وما أكثر الرسائل المشابهة التي يبعث بها النصابون ليعبثوا بمشاعر الناس سواء فيما يخص الحاجة للمال أو العلاج أو عمل الخير أو غيره، ويوقعونهم في شراك عمليات نصب يكونون من ضحايها، أو يستخدمون هذه المعلومات الحقيقة في عمليات احتيال، أو علي الأقل يرسلون بها لشركات لإرسال الإعلانات المزعجة عليها .
 

   ومع ذلك لم تتركني هذه الشركات لطمأنينة نفسي ولهذا الخاطر، بل أصبحت، ولا زالت، تعاجلني بين يوم وآخر برسائل هلعة مشبعة بالخوف والقلق عليَّ؛ لأنني - كما تقول- إذا لم أسارع بإرسال معلوماتي الخاصة المطلوبة فإن الجائزة سوف تضيع مني وتذهب إلي جيب فائز آخر، وتحدد لي آخر يوم للانتهاء من تلقي المعلومات، والعجيب أنه بعد أن يمر هذا اليوم أجد أن الرسائل لا زالت تتدفق عليَّ مرة أخري تذكرني بضرورة إرسال المعلومات، وكأن الراسل فات عليه الميعاد النهائي الذي حدده دون أن يدري!!

 

 

 

السراب الخادع

 

 


   وللحق لقد اقتربت من حالة تصديق هذه الرسائل بعد كل هذا الإلحاح، فما الذي يمنع من ذلك، فأنا أعرف أنه بالفعل يوجد جائزة تحت عنوان اليانصيب الوطني البريطاني، وبدأت أصابعي تتحرك لأرسل لهذه الجهة ببياناتي... ولكن مهلاً، لماذا لا أبحث عن أي معلومات عن هذا اليانصيب علي النت قبل أن (ارتكب) هذه المخاطرة؟


وكانت نتيجة بحثي كالتالي:


أولاً: اكتشفت أنني لست "صاحب الحظ السعيد" الوحيد من ضمن الملايين، بل إن هناك الكثيرين جداً ممن وصلتهم نفس الرسالة، وبادروا بالاستفسار حولها من وزارة الخارجية البريطانية من علي موقعها العربي علي الانترنت، وردت الوزراة علي هذا السيل من الاستفسارات تحت عنوان (رسائل الاحتيال)، بأنه بشكل عام فإنها تري أن كل هذه الرسائل مبعوثة من جانب محتالين لأنه من المعروف أن جائزة اليانصيب البريطاني لا يمكن أن تكون قد فزت فيها إلا إذا كنت قد اشتريت بالفعل تذكرة اليانصيب، أما مسألة اختيار البريد الإلكتروني وما سواها فليس من تقاليد الهيئة القائمة علي هذه الجائزة .

   وأضافت أن هذه الهيئة لا تبلغ الفائزين بفوزهم باليانصيب عن طريق البريد الإلكتروني ، ولا تبلغ الفائز باليانصيب بالمبلغ الذي فاز به عن طريق البريد الإلكتروني، ولا تطلب أبدا من الفائزين باليانصيب أية مبالغ أو معلومات شخصية أو معلومات مصرفية نظير تسليمهم المبالغ التي فازوا بها .

   ولمزيد من التأكيد نشرت الوزارة عنوان موقع الهيئة الحقيقة المنظمة للجائزة اليانصيب علي الانترنت للتحقق من صحة هذه الرسائل www.national-lottery.co.uk وكذلك نشرت عنوان (الهيئة الدولية لمراقبة الاحتيال) http://www.fraudwatchinternational.com التي تساعدك في التحقق من صحة أي رسالة من هذا النوع حتي لا تقع في براثن لصوص الانترنت .

   وعندما دخلت موقع هيئة الجائزة الحقيقية فوجئت بأن تحذيراً قوياً محاطاً باللون الأحمر يغطي معظم مساحة صفحتها الرئيسية علي نفس موضوع الرسائل التي وصلتني، تؤكد من خلالها أن هذه الرسائل هي محض افتراء وخديعة ونصب، وقدمت نصائحها لمن يقع بريده الإلكتروني في شبكة عملية النصب حول التصرف السليم لكشف إن كانت هذه الرسائل حقيقية أم لا، ومن ضمن هذه النصائح:


أولاً كيف أتعرف علي الرسائل المخادعة؟


- رسائل النصب تسعي لإقناعك بأن مستقبل الرسالة يجب أن يسجل معلوماته الشخصية أو يرسل جزءاً من المال كرسوم لكي يكشف له عن رقم المبلغ الفائز به .
وكقاعدة أساسية إذا لم تكن قد اشتريت تذكرة اليانصيب فلن تفوز بالجائزة .
- إذا كان البريد يقول ‘Winning Notification’ or ‘Lottery Sweep Stake’ في النص فإن الرسالة ليست من عند شركة اليانصيب الوطني البريطاني .
- هيئة اليانصيب البريطاني لا تطلب من المتسابقين أي معلومات شخصية كالاسم والعنوان ورقم حسابه البنكي أو حتي بريده الالكتروني، ولكنها تتعرف عليهم عبر طرح عدد من الأسئلة الخاصة وعبر الإجابة تتعرف علي إذا ما كان هذا الشخص اشتري منها تذكرة أم لا .
- الهيئة لا تخبر الفائز أصلاً بالرقم الذي فاز به عبر البريد الإلكتروني .
- عناوني البريد الإلكتروني الخاصة بالهيئة التي ترسل بها لك تأكيداً علي أنك اشتريت تذكرة اليانصيب وهي كما يلي، وأي عناوين أخري غيرها لا تخصنا:
admin@national—lottery.co.uk
player@national—lottery.co.uk
play@national—lottery.co.uk
help@national—lottery.co.uk
[email protected]—lottery.co.uk

   ومن وسائل الخداع التي يتبعها النصابون للتمويه علي الضحية هي أن الراسل يدعي في رسالته أنه يتبع مؤسسة أو هيئة ما غالباً ما تكون معروفة ليضفي علي نفسه الشرعية، ويرسل لك البريد الخاص بها وأرقام الهواتف التي يمكن أن تتصل بها لتتأكد من الأمر وتعرف كيف وأين ستتسلم الجائزة!!

   أيضاً من ضمن وسائل وأشكال النصب، أن تتضمن رسائل الاحتيال روابط لمواقع "وهمية"، تطلب منك بعد الدخول عليها أن تملي بياناتك وكلمة سر خاصة واسم مستخدم وغيرها من معلومات شخصية، وهو سيعاودون استخدام هذه البيانات الخطرة للدخول بنفس كلمة سرك إلي حسابك واستخدامه لحسابهم الخاص في أعمال غير شرعية بالطبع .

ثانياً: كيف تحمي نفسك ؟


- لا تضغط علي أي من الروابط التي لا تعرف مصدرها.
- لا ترسل بأي رسوم مالية لأي جهة تزعم أنها تحتفظ لك باحدي الجوائز.
- لا تكشف عن أي من معلوماتك الشخصية أو المالية عبر البريد الإلكتروني لأي جهة مجهولة بالنسبة لك .


   أما الهيئة الدولية لمراقبة الاحتيال فنشرت علي موقعها أيضا تحذيرات مشابهة للتحذير السابق، وإن كان بشكل أعم؛ فهو لا يخص رسائل جائزة اليانصيب فقط، بل أي رسائل تعرض عليك مالاً ، أو سيارة، أو رحلة سفر، أو فرصة تعليمية .. إلخ بزعم أنه جائزة أو منحة، أو تطلب منك معلومات شخصية تحت شعار إشراكك في عمل خيري، أو الدخول معك في مشروع مربح، أو إرسال جائزة لك .

   ويتضمن موقع الهيئة الدولية قائمة طويلة من الأسماء المعتاد أن ترسل رسائل احتيال إلي مستخدمي الانترنت، وتطلب من كل مستخدم أن يبادر بإرسال أي رسالة يشك في صحتها إلي بريد الهيئة علي شكل FORWARD لكي تحقق فيها، ثم تبلغه في وقت لاحق بحقيقة الجهة التي أرسلت له هذه الرسالة، كما أن إبلاغ الهيئة بهذه الرسائل يساعدها في إدراج من أرسلها، إذا تأكدت من أنه من المحتالين، في قائمتها المذكورة لكشفه أمام الجميع .

وبريد الهيئة كالتالي
[email protected]

الإسلام و اليانصيب


يقول الدكتور عبد الحليم محمود شيخ الأزهر الشريف الأسبق رحمه الله:


   اليانصيب أوراق لها سعر مُعَيَّن تقوم بإصدارها جماعة أو هيئة، ثم تجمع المبالغ المُتَحَصِّلة من بيع هذه الأوراق، وتُجري قرعة على مبلغ كبير منها.. ومَن تستقر عليه القرعة يَفُز بهذا المبلغ الضخم .


   والشريعة الإسلامية تنظر إلى هذا العمل على أنه صورة من صُوَر الميسر أو القمار، حيث يدفع مشتري الورقة مبلغًا صغيرًا ثمنًا لها في انتظار رِبْح ضخم، فإذا لم يَرْبَح خَسِر ما دفعه .

فاليانصيب صورة مُنَظَّمة من صور الميسر الذي حرَّمه الله ـ تعالى ـ في القرآن في قوله: (يا أيُّها الذينَ آمنوا إنما الخمرُ والميسِرُ والأنصابُ والأزلامُ رجسٌ من عملِ الشيطانِ فاجتنبوهُ لعلَّكم تُفلِحونَ) ثم بيَّن عِلَّة هذا التحريم فقال: (إنَّما يُريدُ الشيطانُ أن يُوقِعَ بينكم العداوةَ والبغضاءَ في الخمرِ والميسرِ ويَصُدَّكُم عن ذِكْرِ اللهِ وعنِ الصلاةِ فهلْ أنتُم مُنْتَهُونَ) .

   واليانصيب ـ لكونه لونًا من ألوان الميسر ـ ينشر العداوة والبغضاء، ويصد عن ذكر الله وعن الصلاة، وهو مع ذلك يؤدي في ارتباك الحالة النفسية لمَن يشتَرِك فيه بين اليأس المُقْنِط والأمل الكبير، ويَبْعُد عن المُواجهة الجِدِّيَّة للمشاكل، ويجعل المرء متعلقًا بأباطيل الأماني وكواذب الآمال، ومن أجل هذا فالشريعة الإسلامية تُحَرِّمه وتُحَذِّر منه وتجعل المال المُتَحَصِّل فيه سُحْتًا لا يحل لمؤمن تناولُه أو التعامل به والاستفادة منه .
 

   ويقول الدكتور يوسف القرضاوي رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين وفقاً لما هو منشور علي موقعه الإلكتروني في ركن الفتاوي أن ما يسمى " باليانصيب " هو لون من ألوان القمار، ولا ينبغي التساهل فيه.


   ورداً علي سؤال أحد المراكز الإسلامية الأوروبية الذي يرغب في شراء تذاكر اليانصيب لاستغلال جائزتها في دعم أنشطة المركز الدعوية أجاب القرضاوي:

 

 

 

الشيخ يوسف القرضاوي

 

 


   إن المنهج الإسلامي يقوم على الربط بين الاقتصاد والأخلاق، فالاقتصاد الإسلامي اقتصاد أخلاقي، ولهذا جاء في الحديث الصحيح: "إن الله طيِّب لا يقبل إلا طيبًا"، فلا يجوز لنا أن نرتكب الحرام لننشئ به مشروعًا خيريًّا، كأن نبيع الخمر أو نلعب الميسر أو نأكل الربا أو غير ذلك من التصرفات المحرمة بيقين؛ لنفعل بها بعض الخيرات .

  • Currently 63/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
21 تصويتات / 582 مشاهدة
نشرت فى 25 ديسمبر 2007 بواسطة abdally

ساحة النقاش

عدد زيارات الموقع

33,566