أبكاني
بقلم الأديب عبد القادر زرنيخ
.
.
.
(نص أدبي)....(فئة النثر)
.
.
.
أيها السوري قد أبكيت إنسانيتي بقيدك المحتوم
قتلوك يا أخي بلقمة العيش وكأنك الآلة
ناضلت كآلة نزعت حقوقها من قوانين الإنسان
سلبوك إنسانيتك بحكم الحاجة
أي هجرة هذه
أهجرة العبيد أم عصر العبابيد
أزمن أكل الإنسان للإنسان أم شريعة الغاب
أي هجرة هذه
أهجرة العبد تحت أقدام الطغاة
يا أرباب العمل رحمة بإنسانية المهاجر
فلا المال باق ولا ملك الكواكب
أبكاني العناء بعينيه والفرج ينتظر الولادة
شاخت الأيام به كياسمينة ماتت أحلامها
يصرخ وأطفاله الجياع قد أرهقه العمل وإذلاله الفتاك
والله لذاب الحديد من ثقل ساعاته الطوال
أبكاني بدموعه التي قيدتني وراء الأقلام
قهر الرجال يا سادة عبارة أرهقتنا بمذبح الأيام
أيستباح جهدي لأني سوري الهوية
أتستباح إهانتي لأسد رمق الجياع
أبكاني أبكاني
فلتسقط البشرية بآهاتك يا وردة الأيام
كفكف الدمع واكتب من الألف الى الياء
الله خالقنا وإليه ستعود الألباب
أيها السوري أرهقوك بلجوء كافر
عبدوك الذل على محراب الحاجة
أطعموك المرارة بخبز اللجوء وطعن الإغاثة
أرغموك الخضوع وأنت المجد والرجولة
قهروك بماء الحياة ونسوا أن لله الجلالة
قهر الرجال ماذا بعده يا مسلم
ماذا بعده يا مسلم ماذا بعده يا إنسان
آه قد أتعبتني شهقاتك وكأنني أرتشف زقوم السعادة
رسموك عبدا بسوق اللجوء كالنخاسة
رسموك وضيعا بسوق اللجوء كفاقد الحق والمواطنة
سأحمل دموعك على صدري وإن عذبتني القيود
سأحمل همومك على أقلامي وإن حطمتني عروبتي
سأحمل عيش أطفالك على صفحاتي وإن أرهقتني غربتي
سأحمل قضيتك على أجفاني وإن أضناها السهر
أنت المجد ومن رحم الكبرياء
أنت الأبجدية ومن رحم الحضارات
.
.
.
توقيع الأديب عبد القادر زرنيخ