لقد قرأت حديثا نبويا اهتزت معه مشاعري واغرورقت منه عيناي وتاملته فحمدت الله كتيرا أنني مسلما ومن أمة أحمد صلي الله عليه وسلم والحديث هو

أَخْرَجَ الطَّبَرِيُّ فِي تَفْسِيرِهِ عَنْ قَتَادَةَ رَحِمَهُ اللهُ تَعَالَى قَالَ: «قَالَ مُوسَى عَلَيْهِ السَّلاَمُ: رَبِّ إِنِّي أَجِدُ فِي الأَلْوَاحِ أُمَّةً؛ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ؛ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ؛ فَاجْعَلْهُمْ أُمَّتِي. فَقَالَ اللهُ تَعَالَى: تِلْكَ أُمَّةُ أَحْمَدَ. فَقَالَ مُوسَى عَلَيْهِ السَّلاَمُ: رَبِّ إِنِّي أَجِدُ فِي الأَلْوَاحِ أُمَّةً؛ هُمُ الآخِرُونَ السَّابِقُونَ؛ رَبِّ اجْعَلْهُمْ أُمَّتِي. فَقَالَ اللهُ تَعَالَى: تِلْكَ أُمَّةُ أَحْمَدَ. قَالَ قَتَادَةُ: أَيْ: آخِرُونَ فِي الْخَلْقِ؛ السَّابِقُونَ فِي دُخُولِ الْجَنَّةِ.
فَقَالَ مُوسَى عَلَيْهِ السَّلاَمُ: رَبِّ إِنِّي أَجِدُ فِي الأَلْوَاحِ أُمَّةً؛ أَنَاجِيلُهُمْ فِي صُدُورِهِمْ يَقْرَؤُونَهَا؛ رَبِّ اجْعَلْهُمْ أُمَّتِي. فَقَالَ اللهُ تَعَالَى: تِلْكَ أُمَّةُ أَحْمَدَ. قَالَ قَتَادَةُ: وَكَانَ مَنْ قَبْلَهُمْ يَقْرَأونَ كِتَابَهُمْ نَظَراً؛ حَتَّى إِذَا رَفَعُوهَا لَمْ يَحْفَظُوا شَيْئاً وَلَمْ يَعْرِفُوهُ؛ وَإِنَّ اللهَ أَعْطَاكُمْ أيَّتُهَا الأُمَّةُ مِنَ الْحِفْظِ شَيْئاً لَمْ يُعْطِهِ أَحَداً مِنَ الأُمَمِ.
فَقَالَ مُوسَى عَلَيْهِ السَّلاَمُ: رَبِّ إِنِّي أَجِدُ فِي الأَلْوَاحِ أُمَّةً؛ يُؤْمِنُونَ بِالْكِتَابِ الأَوَّلِ وَبِالْكِتَابِ الآخِرِ؛ وَيُقَاتِلُونَ فُصُولَ الضَّلاَلَةِ حَتَّى يُقَاتِلُوا الأَعْوَرَ الْكَذَّابَ؛ فَاجْعَلْهُمْ أُمَّتِي. فَقَالَ اللهُ تَعَالَى: تِلْكَ أُمَّةُ أَحْمَدَ.
فَقَالَ مُوسَى عَلَيْهِ السَّلاَمُ: رَبِّ إِنِّي أَجِدُ فِي الأَلْوَاحِ أُمَّةً؛ صَدَقَاتُهُمْ يَأْكُلُونَهَا فِي بُطْونِهِمْ ثُمَّ يُؤْجَرُونَ عَلَيْهَا؛ رَبِّ اجْعَلْهُمْ أُمَّتِي. فَقَالَ اللهُ تَعَالَى: تِلْكَ أُمَّةُ أَحْمَدَ. قَالَ قَتَادَةُ: وَكَانَ مَنْ قَبْلَهُمْ مِنَ الأُمَمِ إِذَا تَصَدَّقَ بِصَدَقَةٍ فَقُبِلَتْ مِنْهُ: بَعَثَ اللهُ عَلَيْهِمْ نَاراً فَأَكَلَتْهَا؛ وَإِنْ رُدَّتَ عَلَيْهِ: تُرِكَتْ تَأْكُلُهَا الطَّيْرُ وَالسِّبَاعُ؛ وَإِنَّ اللهَ أَخَذَ صَدَقَاتِكُمْ مِنْ غَنِيِّكُمْ لِفَقِيرِكُمْ. فَقَالَ مُوسَى عَلَيْهِ السَّلاَمُ: رَبِّ إِنِّي أَجِدُ فِي الأَلْوَاحِ أُمَّةً؛ إِذَا هَمَّ أَحَدُهُمْ بِحَسَنَةٍ ثُمَّ لَمْ يَعْمَلْهَا: كُتِبَتْ لَهُ حَسَنَةٌ؛ فَإِنْ عَمِلَهَا: كُتِبَتْ لَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا إِلَى سَبْعِمِائَةٍ؛ رَبِّ اجْعَلْهُمْ أُمَّتِي. فَقَالَ اللهُ تَعَالَى: تِلْكَ أُمَّةُ أَحْمَدَ.
فَقَالَ مُوسَى عَلَيْهِ السَّلاَمُ: رَبِّ إِنِّي أَجِدُ فِي الأَلْوَاحِ أُمَّةً؛ إِذَا هَمَّ أَحَدُهُمْ بِسَيِّئَةٍ لَمْ تُكْتَبْ عَلَيْهِ حَتَّى يَعْمَلَهَا؛ فَإِذَا عَمِلَهَا كُتِبَتْ عَلَيْهِ سَيِّئَةٌ وَاحِدَةٌ؛ فَاجْعَلْهُمْ أُمَّتِي. فَقَالَ اللهُ تَعَالَى: تِلْكَ أُمَّةُ أَحْمَدَ.
فَقَالَ مُوسَى عَلَيْهِ السَّلاَمُ: رَبِّ إِنِّي أَجِدُ فِي الأَلْوَاحِ أُمَّةً؛ هُمُ الْمُسْتَجِيبُونَ وَالْمُسْتَجَابُ لَهُمْ؛ فَاجْعَلْهُمْ أُمَّتِي. فَقَالَ اللهُ تَعَالَى: تِلْكَ أُمَّةُ أَحْمَدَ. فَقَالَ مُوسَى عَلَيْهِ السَّلاَمُ: رَبِّ إِنِّي أَجِدُ فِي الأَلْوَاحِ أُمَّةً؛ هُمُ الْمُشَفَّعُونَ وَالْمَشْفُوعُ لَهُمْ؛ فَاجْعَلْهُمْ أُمَّتِي. فَقَالَ اللهُ تَعَالَى: تِلْكَ أُمَّةُ أَحْمَدَ. فَنَبَذَ نَبِيُّ اللهِ مُوسَى عَلَيْهِ السَّلاَمُ الأَلْوَاحَ، وَقَالَ: اللَّهُمَّ اجْعَلْنِي مِنْ أُمَّةِ أَحْمَدَ». فأُعْطِيَ نَبِيُّ اللهِ مُوسَى عَلَيْهِ السَّلاَمُ ثِنْتَيْنِ لَمْ يُعْطَهُمَا نَبِيٌّ. قَالَ اللهُ تَعَالَى: (يَا مُوسَى إِنِّي اصْطَفَيْتُكَ عَلَى النَّاسِ بِرِسَالَاتِي وَبِكَلَامِي ( [الأعراف:144]. فَرَضِيَ نَبِيُّ اللهِ، ثُمَّ أُعْطِيَ الثَّانِيَةَ: (وَمِنْ قَوْمِ مُوسَى أُمَّةٌ يَهْدُونَ بِالْحَقِّ وَبِهِ يَعْدِلُونَ) [الأعراف:159]. فرَضِيَ نبيُّ اللهِ كُلَّ الرِّضَا.

اللهم لك الحمد كله والشكر كله أن جعلتني مسلما واسالك أن تلحقني بالصالحين وتجمعني بالنبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا