ما أجمل أن نمارس الحرية والشجاعة التي تنقصنا مع بعضنا البعض، الحرية والشجاعة هي من جعلت كثيرا من الناس يزج بنفسه في براثن النميمة ليُفرغ رغبات في نفسه بالحديث بلا حساب عن آرائه في الآخرين ويبدي وجهة نظره فيهم دون خوف أو تفكير في مراعاة لميزاجياتهم أو نوعياتهم، ولذات الأسباب سأقول مزدحم مشاعري في من أنا واثقة كل الثقة انه لن يقرأ لي!..

إلى سن الطفولة..

لمَ غدرت بي وتركتني لأرذل المشاعر من سن الشباب وربما للمشيب؟، لمَ ملأتني أملا ورغبة وتفاؤلا وطموحا وانطلاقا ثم تركت باقي سني عمري بعدك تأخذ مني هداياك وتُودعني سجنا كئيبا.

إلى طفلٍ رضيع..

لأنك لا تملك القدرة على القراءة فتقرأ، ولا تعرف الكتابة فترد على ما كتبت سأتربص بضعفك وقلة حيلتك وأعترف أني أغار منك وأحسدك على جهلك بالحياة والناس وهموم الدنيا.

إلى صديقة غالية..

أين عهود ووعود وأيمان قطعتها زوراً وبهتاناً بأن نكون أخوانا لايفترقون، وأحبابا يخلصون، وأصدقاء يحفظون بعضهم، أين كل الحب، وكم العطف والود؟!.

إلى معنى الحب..

ما بعد المراهقة أدركت أنك مجرد هواجس ليس شرطاً أن ترتبط بواقع، وفهمت أن كل أصحاب قصص الحب الأسطورية لم يجتمعا ولم يعيشا معترك الحياة سويا كي يؤكدا كم سيصمد حبهما، لقد علمني النضج أن الفرسان قد يكونون بلا سلاح ولا حصان ولا شهامة ولا شجاعة ولا فروسية ولا حضور ربما.

إلى وردة نضرة..

لو لم أشهدك وأنتِ تذبلين وتموتين لصدقت الجمال، وآمنت بالدنيا، وصادقت التفاؤل، وعاقرت الضحك، وعشت عمري كالغلمان.

إلى قلم جاف..

ألا تدري أنك بتلك الحالة تمارس أبشع أنواع التعذيب لشعوري فأنا عندما أحن لقلم فأجده بلا فائدة ولا حياة أحمل مشاعر من فقد شخصا عزيزا.

إلى الأمل..

لقد غدوت كنكهة نكتة سخيفة لا تزيدني إلا شعورا بتفاهة الحياة ومن عليها، وتستهلك آخر مخزون البهجة في نفسي.

إلى أبناء عمومتي في الكتابة..

لاتوقفوا سيل حروفكم وأفكاركم، دعونا نقرأ ونفي للكتابة، ونكون ملتقى مياه عذبة نشرب منها، ويرتوي عطشى الأدب، فتلك من أجمل ملذات الحياة بزعمي.

إلى الموت ..

إن لم تتركني أو تمهلني فلا أقل من أن تقبض روحي بهون، وتختار لي حسن الخاتمة وتكون ألطف بي وأعدل من الحياة، فهذا دعاء ختمت به صلاتي وسألت الله أن يستجيب لي .

إلى حاسد أو حقود..

الدنيا قصيرة مهما زادت أيامها وشهورها وأعوامها فآخرها موت وحساب وجنة أو نار .