لصوص الأحلام ليسوا لصوصاً تقليدين إنهم لا يضعون عصابة سوداء على أعينهم ولا يرتدون قفازات كي تمّحي آثار أصابعهم بينما يختلسون الأفراح المحتملة ..إنهم لا ينتظرون الليل أو خروجك من البيت كي يكسروا الأقفال التي وضعتها بحرص على صندوق أحلامك الصغيرة فهم يمتلكون مجسات داخلية تجعلهم يستشعرون مكان الأحلام المتوقعة ليشعلوا فيها نيران خيباتهم وهزائمهم السابقة لديهم دائماً مصائد يعتقدون أنها إن لم تنجح في اصطياد الأحلام ستنجح في خدش خطواتها لعلها لا تصل ... يعرف أنك دون إذن من الماضي الحافل بالهزائم ترغب بالفرح فيفتح دفتراً سميكاً مكتوب فيه بخط واضح و عريض كل حلم حلمته مذ كنت طفلاً حتى اليوم و أمامه الهزيمة التي كسرت روحك.. و لا يرتاح حتى يراك مشيت حاملا ً حلمك المعطوب القدمين على ظهرك و أنت تفكر إن كنت ستصمد وحلمك بلا قدمين.

قد يكون اللص أبا ًيريد لابنه أن يكون ما لم يستطع هو أن يكونه و يعتقد أن أحلامه التي سرقها منه أحد اللصوص في الماضي ستعود إليه عن طريق سرقته الجديدة الخاصة المغلفة بالحب و المبطنة بالأنانية . قد يكون اللص شخصاً عابراً يقول لك إنك منحوس لمجرد أن الإشارة تصبح حمراء أمام سيارة الأجرة التي تحتويك أو لأنك اشتريت تفاحا ً حامضاً .. وقد يكون شخصا ً متطفلا ً يباغتك بالسؤال : لماذا تبدو شاحبا ًهكذا؟ بينما أنت تعتقد أنك تبدو سعيدا ً كعصفور.. و لا يعرف هؤلاء اللصوص أنهم يثقبون بطانة القلب عن قصد أو دون قصد و يا ليتهم ينشغلون بصناعة حلم خاص بهم ليدركوا معنى الحلم حتى لو كان حلماً بشمس و مقعد في حديقة .‏