جارى التحميل
استخدم زر ESC أو رجوع للعودة
تمر الأيام والسنين علينا نحن المنسييين من كل الحنان و الحب هنا في الغربة التي أضحت وطنا فعلى الأقل لا ينشب هذا الوطن البديل أنيابه بما تبقى من لحمنا الفقر في الوطن غربة كما يقولون والغنا في الغربة وطن ..ولكن ما أنت بفاعل لو اقتصرت حياتك في الغربة على الفقر أنا فقط أحتاج لأن أرثي لحالي قليلا لذا تحملو معي وسايروني في هذه الفضفضة أيام تمر بروتين بليد لا تكسره إلا تلك الأمور الصغيرة كل شهر أو شهرين .. واليوم كما الأمس وغدا كما اليوم فأنا لا أخرج عادتا خوفا من إدماني على المقاهي والمطاعم .. فأربع أو خمس زيارات لهذه الأماكن المشؤومة في الشهر كافية لإصابة ميزانيتي بالإعتلال والمرض لأعود لسياسة شد الحزام المعهودة هكذا بدأت في الكتابة وأنا أستمع لبعض الصراخ من موسيقاي المفضلة محتسيا قهوتي لم يعد هاجس البيت وتأسيس الأسرة يؤرقني فقد عقدت العزم بحسب المعطيات التي بين يدي أن أبقى وحيدا نكدا إلى الأبد فالمستقبل الذي أراه في الأفق أسود تماما ليس لي وحدي بل في العالم بأسره فمع تضاعف الستة مليارات حمار على صطح هذا الكوكب التعس المهدد و المريض تترك فكرة تأسيس عائلة وإنجاب أطفال ملقاة في القمامة فبالنهاية لا أريد أن أرمي بأرواح بريئة في هكذا عالم ومستقبل ليشتموني على هذه الدعوة الإلزامية لهذه الحفلة البائسة ليلا ونهارا.
المستقبل الذي أراه يحمل معه حروباً و مجاعات و كوارث وارتفاع مدمر للبحر فوق المدن وهجرة وتهجير وتعصب ومتدينين وجوع و ثورات وانقسامات ودول ودويلات وربما حلول ولكنها ستأتي متأخرة جدا لتنقذ ذالك الإنسان المرمي في الغد والذي قد يكون حفيدك أو حفيدتكي أو ربما في الجيل القادم مع أطفالكم . أين تريد أن تكون صديقي .. وأين تريد أن تضع أطفالك وذريتك؟؟؟؟!!!
المصدر: رامي الشيخ
أخبارك بالمصري "موقع اخبارى متخصص فى نقل الأخبار بكل حياديه"