السبت
استيقظت في وقت متأخر، البيت كله فوضى في فوضى، المجلى في المطبخ ممتلئ بالصحون بوسخ قديم القهوة جافة في الفناجين. لا شيء يدفعني لتنظيف الأواني بقدر ما ليس لدي رغبة في تنظيف الماضي . أجلس على البلكون بفنجان من الشاي البارد وأفكر في أن اليوم هو السبت …ما أبطأ هذه العطلة وكل العطلات المقبلة حين تكون مجرد رجل وحيد ومهزوم.
الأحد
يمر الأحد بلا طعم ولا رائحة، أرتدي بنطلون بيجامتي أخذت إجازة مرضية كأنني أردت للعطلة أن تمتد. لكني أريد أن أظل مستلقياً في السرير. نقلت التلفزيون على طاولة أمام السرير، تابعت مسلسلا أميركياً عن قاتل متسلسل. أشعر أن قاتلاً متسلسلا تخلص من الأشياء الجميلة في حياتي، حتى الذكريات كأنها قتيلة في البيت لم يعثر على جثتها أحد بعد.
الإثنين
حاولت أن لا أنام بالأمس كي أذهب إلى عملي في الموعد، كان أدائي سيئاً واتخذت بضعة قرارات خاطئة. أحاول أن أتحاشى التفكير في كل ما يحبطني أن أمحوك مثلما يمحو طفل خطأ إملائياً من دفتره.
الثلاثاء
يوم عمل عادي وذهبت إلى أمي لتناول الغداء، تناولت الكثير من الباذنجان ، أنت لاتحبين الباذنجان وكنت حريصة على أن لا تطبخي منه الكثير. لكني أحبه وهاهي أمي تلبي كل طلباتي أريد أيضاً صحناً كبيراً من المهلبية فأجده أمامي. تعتقد أمي أنني سعيد لأنني أكلت كل الطعام الذي أحب وأنا أعتقد أنني آكل الطعام بشراهة لكي يثقل بطني وأنام سريعاً دون أن أفكر بشيء. لا يهم إن شاهدت الكوابيس أحياناً تكون اليقظة كابوساً لا يطاق.
الأربعاء
الأربعاء هو يوم الحظ لبرجك هذا ما قرأته وأنا أحاول أن أفهمك وأفهم رد فعلك الجذري والمتطرف. على أي حال أتمنى أن يصادفك الحظ لأنه لم يعد يصادفني في أي مكان إلا ويكون في حالة يرثى لها.
الخميس
رجل ذاهب من العمل أو عائد منه. وغداً لدي موعد لرؤية عروس جديدة مع أمي. العروس الماضية لم تجدني جذاباً على ما يبدو. لم يضايقني الأمر اعتبرته خلاصاً من “نق” أمي وأخواتي ولكنهن سرعان ما وجدن مشروع عروس أخرى.
الجمعه
العطلة من جديد، والاستعداد لفعل أمور لا نريدها في أيام راحتنا. العزلة تحيط بي كما يحيط السوار بالمعصم. أنتظر الليل بفارغ الصبر لكي أنزوي وأنطوي على نفسي كطفل نهره العالم فأختبأ. لا يتحدث الرجال عن آلامهم لكني قررت أن أرمي بهذا عرض الحائط.. وأن أقول آلام رجل وحيد في أيام هادئة وبطيئة كأنها قاتل متسلسل .