<!--
<!--<!--
كثيراً ما تستهوينا الراحة بعد يوم مرهق من التعب والتفكير فنحاولَ أن نهربَ من تعبِ يومنا ومن كثرة التفكيرِ في أموراً دنيوية زائلة غير باقية لأحدٌ منا ولكننا ما ننشغلُ فيها تاركين أشياء أخرى وراء ظهورٍنا لم أكن اعلمُ حينها أن راحتي القادمة سبيلها كابوسً مريعً يوقظنا من نومنا ولكن يحملَِِ في طياتهِ حكمةً لا أجد لها وصف من بلاغه تلك الحكمة.
فحينما استغرقتُ في نومٍ عميق إذ أننى أصبحت في اليوم السابق لاختبار مادة علم النفس فقررت أن امرحَ بعضِ الوقت قبل أن أنكب على كتابينِ أطال الله في عمرِ كاتبِيهم كما أطالوا في حجم وعدد صفحاتِ هذين الكتابين مع كل العلم أن بدايتي كانت بيومٍ مشمسٍ لا نظيرَ له فبدأت بضحكات ولهو ومرح ولكن لم يمر سوى ثلاث دقائق وفقاً لتوقيت مدينة الأحلام إلى أن لبثت الشمس سوداء فجأة ويتحول كل ما حولي أسودا وكأني أصبحت في غرفة مظلمة لا توجد بها غير إضاءة خافته على الكتابين فشعرت بغصة في قلبي وبرد شديد تملك جسدي حتى أصبحت شبه حي غير متيقظ الا للكتابين وكأنهم أصبحوا هم من يحاسبونني على أخطائي التي ارتكبتها طوال يومي هذا باحثاً عن لهو وابتسامات تاركاً كل ما هو جاد في حياتي وكلما استغرقت في نومي أكثر زادت الظلمة أكثر فأكثر وفجأة إذ بنور ساطع أمامي وذلك حينما فتحت عيني فأجد نفسي في غرفتي وكأن الحياة عادت لي من جديد وكأن القدر يرسم لي حكمة أن الحياة حتى إذا وصلت لملايين الأعوام فالعمر كله لحظة بسيطة وأنه مهما مرحنا وفعلنا كل ما يسعدنا ويرسم في وجوهنا البسمة فلابد من وجود وقت للحساب لكل لحظة إذا كان فعلنا هذا خير نثاب عليه وإذا كان شر نجازى به بقدر فعلنا هذا فحقاً اعمل لدنياك كأنك تعيش أبدا واعمل لأخرتك كأنك تموت غداً .
