أثارت واقعة تعذيب الاطفال فى دار الايتام استنكار وتعاطف المجتمع المصرى، ورغم تضارب الأقوال حول سبب تسريب الفيديو أو توقيته إلا أن الحقيقية الوحيدة التى فضحها هذا الفيديو هو الانتهاكات التى يتعرض لها هؤلاء الأطفال فى كثير من دور الأيتام وبعض المؤسسات الايوائية.
ونظرا لحرص المجتمع كله على إيجاد حلول جذرية تحمي أطفالنا في دور الأيتام من تعرضهم لمثل هذه الانتهاكات، فقد لجأنا لجمعية "وطنية" وهى من الجمعيات الأهلية التى حرصت منذ اللحظة الأولى لتأسيسها على وضع معايير الجودة لدور الأيتام.
- مطلوب الرحمة
ياسمين الحاجرى مسئول العلاقات الخارجية بالجمعية تقول: إن وزارة التضامن الاجتماعي أصدرت قرارا وزاريا عام 2008 يلزم جميع المؤسسات الإيوائية بتطبيق معايير جودة الرعاية البديلة خلال عام، وبعد جهد وعمل شاق طوال هذه السنوات تم اعتماد معايير الجودة لدور الأيتام والمؤسسات الإيوائية هذا العام، وتأتي أهمية هذه المعايير أنها تضع ضوابط واضحة فيما يتعلق بجميع جوانب الرعاية التي تقدم للأطفال والشباب مثل الشروط المهنية والنفسية التي يجب توافرها في مقدم الرعاية، وآليات حماية الطفل داخل الدار، وشكل وهيئة وحجم وتصميم الدار، وهو ما يختلف عن ما كان يحدث في السابق، حيث كان الإشراف يقتصر على الجوانب المالية والبنية التحتية والجهاز الإداري من حيث الكفاية العددية فقط، بينما المعايير تحدد مؤشرات واضحة قابلة للتحقق بما يضمن رقابة على دورالرعاية سواء من قبل العاملين بوزارة التضامن وهى الرقابة الحكومية أو الرقابة المجتمعية مثل المتطوعين والكفلاء، أومن قبل مؤسسي ومديري دور الأيتام.
وفي هذا الإطار تقوم وزارة التضامن حاليا بالتنسيق بين مؤسسات المجتمع المدني لوضع خطة لتدريب العاملين بوزارة التضامن والمؤسسات الإيوائية، وكذلك تقديم برامج متكاملة للأطفال والشباب خارج الرعاية الأسرية بما يضمن تطبيق معايير الجودة.
- لاعبوهم تكسبوهم
وفيما يتعلق بواقعة الطفل الذى تم تعذيبه فى دار الأيتام تقول ياسمين بالرغم من أن حالة الدار جيدة للغاية من حيث الأثاث والمظهر العام بالإضافة إلى ملبس الطفل وهيئته كما هو ظاهر فى الفيديو، إلا أن هذا المشهد بأكمله خادع، فالأذى البدنى والنفسى الذى تعرض له الطفل خلال إقامته فى هذه الدار وغيرها من دور الأيتام أغفل أهم عنصر في تربية الأطفال وحمايتهم وتنشئتهم وهو دور مقدمى الرعاية للطفل وعلى رأسهم: الأم البديلة، والمشرف، والأخصائي الاجتماعي والنفسى، والمدير. فمهنة مقدم الرعاية مثل أي مهنة أخرى بحاجة إلى تأهيل وتدريب مستمر ودعم فني لتمكين كل مقدم رعاية طفل من أداء عمله وإتقانه، ولذلك توفر جمعية وطنية برامج تدريبية متخصصة تتراوح مدتها ما بين 3 إلى 5 أيام ومؤهلات مهنية دولية تمتد على مدار عام في مجال رعاية وحماية الطفل وتعزيز قدرات القائمين على رعاية الأيتام. كذلك تقدم جمعية وطنية برامج متخصصة للمتطوعين والكفلاء مثل "آداب زيارة دور الأيتام"، و"باقة المتطوع الفعال"، و"لاعبوهم تكسبوهم". ولضمان مهنية وكفاءة جميع من يعمل بدور الأيتام، وتسعى جمعية وطنية إلى استخراج رخصة لمن تجد فيه الكفاءة لمزاولة مهنة مقدم رعاية طفل.
- القائمة السوداء
وضمانا لعدم تكرار مثل هذه الحوادث من القائمين على الرعاية ضد الأطفال الأيتام فى دور الرعاية تم منع انتقال المسيئين للأطفال من العاملين من دار لأخرى، كما صرحت المسئولة: أنه تم الإعلان في المؤتمر الصحفي الذي نظمته وزارة التضامن الاجتماعى وشاركت فيه جمعية وطنية، أنه سيتم إيجاد آلية لحصر كل مسئ للألطفال يعمل في المؤسسات إلإيوائية من خلال عمل قاعدة بيانات مركزية تناشد فيه كل أفراد المجتمع وعلى رأسهم مؤسسي ومديري الدور أن يقوموا بالإبلاغ الفوري عن أى مقدم رعاية خان الأمانة وتم طرده من الدار بسبب إساءته للطفل إساءة بدنية أو جنسية، وتناشد دور الرعاية بضرورة الاستعلام عن أى مقدم رعاية قبل تعيينه - تثبيته - من خلال هذه الآلية حرصا على حماية الأطفال وسلامتهم، على أن يتم الابلاغ عنه للجهات المعنية "مثل وزارة التضامن، أو خط نجدة الطفل، أو ائتلاف حقوق الطفل، أو من خلال مواقع التواصل الاجتماعى" والتي ساهمت بشكل كبير في الكشف عن هذه واقعة التعذيب الأخيرة ومن قبلها واقعة تعذيب دار السيدة زينب. وتؤكد أنه بالرغم من بشاعة الفيديو وغيره من وقائع مماثلة بها إساءة ومهانة للطفل بداخل المؤسسات الإيوائية إلا أن هناك أيضا الكثير من النماذج المشرفة التى يجب تسليط الضوء عليها فى الاعلام.