أحب الكلام من أجل الكلام لا من أجل ما يحمله الكلام.
قال وأحب ما قال ولم يحب غيره
رفض أن يسمع ما يقال له
رفض حتى أن يفهم ما يقوله الآخرون، لعله يجد فيه ما يفهمه
فى كل مكان كان يقول ولا يعبأ بأن يكون مقبولا
كان يتكلم طوال اليوم وحتى ينام
وكان يتحدث وهو نائم
وكان يرى نفسه فى الأحلام وسط حشد من الناس يتكلم معهم وهم منصتون.
من حبه فى الكلام أوجد سوقا كبيرا للكلام لكلامه فقط
وتوج نفسه «شهبندر» للكلام لكلامه فقط
وإذا تحدث فعلى تجار الكلام أن يسكتوا ويسمعوا له
وإذا تجرأ أحدهم أن يقول شيئا أى شىء غضب وصم مسامعه
احتكر الكلام لنفسه ولم يكن يتعب من الكلام
ولم يستح من الكلام الذى لم ينر ولم يرشد ولم يغذ عقلا ولا قلبا.
ومن شدة حبه فى الكلام كان يطيل النظر على لسانه فى المرآة ويضحك.
كان لسانه طويلا كالأفعى وكان يحمل سمها ويرتعش مثلها
غضب تجار الكلام من شهبندر الكلام لأنه حرمهم من كل أنواع الكلام.
اجتمعوا سرا وتهامسوا حتى لا يشعر بهم الشهبندر ويقطع ألسنتهم
الكلام مباح له وممنوع عليهم، إن الكلام بالنسبه له نشوة مسكرة.
جمع تجار الكلام شجاعتهم وهم يرتجفون ووجهوا له إنذارا بأنهم يجب أن يتكلموا.
رفض بكل حزم ولوح مهددا
فازداد غضبهم من رفضه
وبعد تدبير وتفكير صنعوا له بركة من الكلام وأغرقوه فيها
مات الشهبندر وهو يتكلم.
نشرت فى 1 يونيو 2013
بواسطة a5barkblmasry
أخبارك بالمصرى: موقع اخبارى متخصص فى نقل الأخبار بكل حياديه ... هيئة ومديري التحرير: " رامي الشيخ ، صفاء السيد , آيه المرسي " .. تم انشاء الموقع: 2013/1/30 »
بحث
تسجيل الدخول
عدد زيارات الموقع
67,657