هل تعرف الرائد محمد مصطفى الجوهرى، والنقيب شريف المعداوى، والنقيب محمد حسن، وأمين الشرطة وليد سعد الدين.. ظنى أنك تعرفهم بالاسم.. وتابعت قضيتهم منذ شهور طويلة.
نعم الأربعة من المنصورة.. وكانوا فى مهمة خاصة بعملهم، واختفوا فى سيناء، واختفت أخبارهم منذ يوم 4 فبراير 2011.. قبل أيام من تنحى الرئيس السابق حسنى مبارك.. وتولى المجلس العسكرى إدارة شئون البلاد منتهية بانتخابات رئاسية جاءت بالرئيس الحالى محمد مرسى.
أسرهم وزوجاتهم فى حيرة.. بحثوا فى سيناء بـ"الشبر".. سألوا شيوخها وشبابها و"أمنها ومخابراتها وشرطتها" وآخرون، يصفهم البعض بـ"تكفيريين أو جهاديين".. البحث المستمر وراء خيط رفيع يقود لأى معلومة.. تختلف الإجابات التى يسمعونها: "دول فى حماس.. محتجزين لدى بدو.. قيادى من حماس قال إنهم فى سيناء".
على مدار عامين و4 شهور.. الأسر لا تتوقف عن البحث، والسؤال والسفر والتحرى وتلقى الاتصالات والمعلومات ومتابعة الأخبار.. حتى "سربت" معلومة قبل أيام منسوبة لـ"قيادى حماسى".. تقول إن الضباط وأمين الشرطة قتلوا فى سيناء ولا نعرف مكان دفنهم.. وأخبرنا جهات مصرية بالخبر منذ شهور.. وتنفى "حماس" التصريح والتسريب.. وتقول "منعرفش".. قبل أن يصرح ضياء رشوان، نقيب الصحفيين، أنه تلقى اتصالا من "حماسى" وأخبره بالمعلومة وأنه أى "الحماسى" بلغ الأجهزة المعنية فى مصر.
وبعيدا عن أن "حماس تعرف أكثر" عن سيناء وما يدور فيها.. تعرف أكثر من حكومتنا ومسئولينا الامنيين والسياديين.. تعرف من قتل أفراد الشرطة الأربعة "محمد الجوهرى ومحمد حسين وشريف المعداوى ووليد سعد الدين".. تجد هنا "بلاده " وصمت عن "مصير" الأربعة.. الخميس الماضى التقى وزير الداخلية، محمد إبراهيم، الأسر، وجاء رده ولقائه "مخيبا".. سألوه: "هل ولادنا اتقتلوا.. المرة اللى فاتت سيادتك قلت عندى معلومات إنهم عايشين.. وإنك مش متأكد من المعلومات.. بس هتشوف".. وقال الرجل "معرفش.. ومعنديش معلومات".
الزوجات والأسر التقوا جميع المسئولين بداية من أفراد فى المجلس العسكرى.. ومرورا بمديرى المخابرات السابق والحالى ووزراء الداخلية "وهم كثر" فى العامين الأخيرين.. محمود وجدى ومنصور العيسوى ومحمد إبراهيم "الأول" وأحمد جمال الدين ومحمد إبراهيم "الثانى".. والأمل ما زال وسيظل عنوانهم: "ولادنا عايشين".
وبعيدا عن الأمل فالمنطق يقول شيئا آخر.. يقول إنه عند خطف أو اختفاء الضباط والأمين فى 4 فبراير 2011، كانت الأحوال فى مصر متردية وضعيفة أمنيا.. لا تجد موقعا شرطيا أو شارعا إلا وبه آثار دم أو هجوم من الشرطة أو على الشرطة.. المنطق يقول إن الأربعة حين اختفوا أو اختطفوا كانت شبكات الهواتف لا تعمل.. والشرطة "مهلهلة" وضعيفة ومختفية.. والجميع فى مصر ينظر إلى ميدان واحد هو "التحرير".. ورد فعل واحد من رئيس فى ذلك الوقت هو "مبارك".. وهتافات: "هو يمشى مش هنمشى.. وارحل يعنى إمشى".. كانت الدولة "مغيبة" أو فى "غيبوبة" حين اختفت الأربعة مثلما انتهت حياة عشرات الضباط والأفراد فى ذلك التوقيت.. فضلا عن سقوط مئات من الشباب والمتظاهرين والغاضبين والمسجلين خطر والهاربين من السجون.
قتل الأربعة، لا قدر الله، هو "النتيجة الطبيعية" للخطف.. سواء كان الخطف من "بدو غاضبين" بسبب "الثأر"، الذى بين البعض منهم وبين الداخلية، فالقتل هنا والدفن فى سيناء الواسعة شيئا عادى.. فماذا يفعل الخاطفون بهم؟.. لا شىء.. ربما يكون القتل جاء فى "لحظة غضب" وتبعه الدفن و"الصمت".
وبعيدا عن هذه الاحتمالية، احتمالية قيام بدو بالجريمة، وكانت حماس وراء الخطف.. كما قالت كثيرا وفى مناسبات متعددة دعاء رشاد زوجة الرائد محمد الجوهرى.. فالمنطق يجعلك تتسأئل.. ماذا تفعل حماس بهم.. وما الفائدة من اختطاف الأربعة؟ ولماذا تحتجزهم وعلى أى شىء تفاوض؟.. و"ظنى" إن كان الضباط والأمين لدى حماس الآن.. فالقتل، لا قدر الله، هو النتيجة الحتمية.. من ذا الذى يخطف أربعة ويحتفظ بهم عامين و4 شهور؟! ثم يتركهم لـ"يتحدثوا" عن الجريمة وكيفية خطفهم.. وماذا قال لهم ومن هو؟! وماذا قالوا له وأين احتفظ بهم؟!.. لن يتركهم "الخاطف" بعد تلك الفترة إلا فى حالة واحدة.. وهى أن يكون صاحب قلب و"ضمير" يعذبه.. ولن تجد ضميرا يصحو أو يعذب أو يراجع جريمة.
الدولة الآن، ممثلة فى رئيس مدنى منتخب، وأجهزة أمنية جيش ومخابرات وشرطة،عليها أن تأتى بـ"اليقين" للأسر وللرأى العام.. عليها، وفى مؤتمر صحفى مدته دقائق أو عبر سطور بيان صحفى تعلن: "أنه بعد التحرى وجمع المعلومات وسؤال مئات والآف.. فإننا نعلن أن المواطنين المصريين الأربعة، ويعملون فى جهاز الشرطة المصرية محتجزون الآن لدى جماعة أو جهة و حددنا الهدف وسنصل إليهم خلال ساعات.. أو فى مؤتمر وبيان أيضا يقولون: "ثبت يقينا أن المواطنين الأربعة "محمد الجوهرى وشريف المعداوى ومحمد حسين ووليد سعد الدين"، الذين يعملون فى وزارة الداخلية، قتلوا غدرا أو استشهدوا خلال أيام الثورة.. أو منذ شهرين ماضيين أو منذ أيام.. ونعزى أسرهم وتتكفل الدولة بأبنائهم".. هذا هو المطلوب من دولة بها رئيس وأجهزة مسئولة عن أى فرد من أبنائها.. هذا هو المطلوب..أما كلمة "منعرفش" فليس هنا موضعها.. "الدولة متعرفش" لها مكان واحد ومعنى واحد.. معنى "قليل أدب".
المصدر: http://www1.youm7.com/News.asp?NewsID=1087898
سامى عبد الراضى
نشرت فى 28 مايو 2013
بواسطة a5barkblmasry
أخبارك بالمصرى: موقع اخبارى متخصص فى نقل الأخبار بكل حياديه ... هيئة ومديري التحرير: " رامي الشيخ ، صفاء السيد , آيه المرسي " .. تم انشاء الموقع: 2013/1/30 »
بحث
تسجيل الدخول
عدد زيارات الموقع
67,186