يقع هذا المسجد بحارة أزبك المواجهة للمتنزه الواقع لصق الزيادة البحرية لجامع أحمد بن طولون أنشأه فى سنة 900 هجرية = 1495م، الأمير أزبك اليوسفى الذى كان من أكبر أمراء دولة المماليك الجراكسة ومن أعظم قوادها ومن المبرزين فى عصر السلطان قايتباى، وقد تقلب فى عدة وظائف كبيرة حتى أصبح فى عهد الملك الناصر محمد بن السلطان قايتباى مشيرا للمملكة.
وهذا المسجد - كأمثاله مما أنشئ فى هذه الحقبة من الزمن - حافل بالزخارف والكتابة، فقد اجتمعت فيه شتى الصناعات والفنون الدقيقة، فنجارته الممثلة فى المنبر وكرسى السورة، وأرضيه ووزراته الرخامية وأسقفه الخشبية، جميعها ناطقة بما بلغته هذه الصناعات من منزلة رفيعة من الدقة والإتقان.
وله وجهتان إحداهما بحرية والثانية شرقية، وبالأولى المدخل وبالطرف الغربى منها حوض لسقى الدواب وبقايا أبنية أخرى، وبالطرف الشرقى سبيل يعلوه كتاب، وتقوم إلى جانب المدخل منارة لا تختلف كثيرا عن المنارات التى شيدت فى أواخر القرن التاسع الهجرى - أواخر الخامس عشر الميلادى- وهى مكونة من دورتين تتكون كل منهما من مقرنصات جميلة وكانت تنتهى من أعلى بمسلة مخروطية وضعت مكان الجزء الأصلى فى العصر العثمانى أزالتها إدارة حفظ الآثار العربية فى سنة 1947م وأعادت بناء هذا الجزء العلوى كأصله، أى ثمانية أعمدة تحمل الخوذة وهو الشكل المألوف للمآذن المعاصرة.
وقد بنى هذا المسجد على نظام المدارس ذات التخطيط المتعامد، إذ يتألف من صحن مسقوف بوسطه شخشيخة تحيط به أربعة إيوانات اثنان منها كبيران وهما إيوان القبلة والإيوان المقابل له، وأما الآخران وهما الجانبيان فصغيران.
وأرضية الصحن تعتبر من النماذج الجميلة للأرضيات الرخامية، ويحيط بإيوان القبلة وزرة من الرخام الملون، يتوسطها محراب رخامى بجواره منبر من الخشب دقيق الصنع، وبأعلاها شبابيك من الجص المفرغ المحلى بالزجاج الملون.
هذا وجميع الكتابات سواء منها المحفورة فى الحجر أو الخشب تتضمن آيات قرآنية واسم المنشئ وتاريخ الإنشاء سنة 900 هجرية.

أعدادوصياغة د. زينب نصر الدين حسين

 

المصدر: مواقع من النت
  • Currently 148/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
48 تصويتات / 1352 مشاهدة
نشرت فى 16 يوليو 2010 بواسطة Zeinab

ساحة النقاش

عدد زيارات الموقع

161,569