بقلم وإلقاء دكتورة سميرة فيّاض🇱🇧
وطني قصيدةُ حياةٍ خرجت من رحِمِها هاماتُ الحروف
أبدعت العلومَ زوارقَ فاختصرت حضارةَ الوجودِ
لبنانُ يا أرضَ السّلامِ يا أرزَ شامخٍ يغنّيكَ زئيرُ الوديان
ما همُّكَ وإن حملت أرضُك كلَّ المآسي، بعدَ المخاضِ
سوف يثمرُ الحقُّ وتجتمعُ القداسةُ مع الإنسان
كما يحنُّ العودُ ستحنُّ النّفوسُ
وكما يصدحُ صوتُ البلابلِ بين الجبالِ والسّهول
سترقصُ ضَحَكاتُ الأطفالِ وتغنّي كلَّ الفصول
لبنانُ يا صيفَ الحبِّ وخريفَ الرّحمةِ
يا شتاءَ النّقاءِ وربيعَ الوعود
لبنانُ يا نظرةَ الشّاهدِ وفي صمتِكَ الخشوع
وطني وطني أرضُ الملائكةِ
وطني حقيقةٌ والوهمُ يتفاخرُ مخدوع
انثري يا سمائي ورودًا فأسلافي
ما زالت أرضُهُم عرينَ الأسود
هذا الحقُ آتٍ بعد غياهب اللّيل
لابدَّ للحقّ من البزوغ
لامسي يا شمسي جبينَ الأبطالِ
وعانقي السّلام وداوي كلَّ الجروح
وطني أرضُ الحقِّ وطني أرضُ الرّوح
لبنانُ يا عطرَ الياسمينِ والحبق يا ميسَ العبق
يا بلسمَ الشّوقِ وغفوةَ الأرق
لبنانُ يا قلبَ كلِّ عاشقٍ لحظهُ سرق
لبنانُ يا سماءَ البشائر يا غديرُ
سكبَ العِشقَ في كاسات العرق
داوِ وجعًا في القلب قُطّر، في طاحونة القدر
وعلى نار الشّوق احترق
لبنانُ يا لمّةَ السّرور يا حنينَ مسافرٍ عن ذاته افترق
لبنانُ ما همُّكَ فكلما اعتلى ظالمٌ لا بد له من الغرق؟
لبنانُ ما همُّكَ يا وطني وان تراءت الغربانُ في كلِّ عبور؟
فسماؤك مدائنُ الحقيقةِ تحلّق فيها النّسور
هذا الحقُّ آتٍ آتٍ لا ريب فيه... ونِعم الظّهور
يغيبُ الظّلمُ حكمًا عند حضورِ أهلِ الحقّ...
أهلِ الحقّ النّور.
Dr samira fayad