SmallRuminants Development

تنمية المجترات الصغيرة

authentication required

يقول الخالق عز وجل :" لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الآخر وذكرا لله كثيرا "
وقال رسول الله (صلى الله عليه وسلم ) والمربي الأول " عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي عضوا عليها بالنواجذ ".
إذا كنا مطالبين بالتأسي والاقتداء بسنة رسول الله "صلى لله عليه وسلم في كل الأمور كلها صغيرها وكبيرها فإن الأجدر والأول بنا أن نقتفي أثره في التربية عموما وتربية الأطفال خصوصا لأن هذا سيؤدي حتما إلى تطبيق سنة رسول الله (صلى الله عليه وسلم)
من خلال بناء شخصيه إسلامي متوازنة وقوية .
إن الجماعة الأولى التي رباها الرسول ( صلى الله عليه وسلم ) على عينة ، ومنحها كل جهده ورعايته وتوجيهه ، والتي اجتمعت لها كل عناصر التربية الإسلامية بكل تمامها ، على يد أعطر مربي في التاريخ ، نحن مطالبون بدراسة وافية لها تفسر لنا أسرار عظمتها وبلوغها ما بلغت إليه من قمم شامخة في كل مجال خاضته .
ماالعناصر التي تكونت منها تلك العظمة الفائقة ؟ وهل هي عناصر "طبيعية " بشرية، أم أن فيها عنصرا خارقا غير قابل للتكرار ؟ وماذا نملك نحن من العناصر التي كونت هذه الأمة وماذا نفتقد، لنعلم المدى المتوقع لنا من النجاح أو الفشل في بلوغ الغاية التي نريد ؟
أما عناصر التربية في الجماعة الأولى فهي : كتاب الله وسنة رسوله ( صلى الله عليه وسلم ) ، مضافا إليها شخص الرسول ( صلى الله عليه وسلم ) حاجزا بنفسه في ذلك المجتمع وقائما بتعهد هذه الجماعة بذاته الكريمة .
فأما كتاب الله وسنة رسوله فهما حاجزان أبدا ، باقيان أبدا إلى قيام الساعة . أما وجود الرسول ( صلى الله عليه وسلم) بشخصه فهو العنصر الذي لم يتكرر في أي جيل آخر. ولكن لدينا سنته وسيرته
( صلى الله عليه وسلم) مفصلتان  تجعله كأنه حي بين ظهرانينا.لذا فان وجوده( صلى الله عليه وسلم ) بشخصه ليس شرطا لقيام المجتمع المسلم في صورته العادية، ولتطبيق التربية الإسلامية على مستواها العادي.
أن التربية في عالمنا موهوبة وعلم وفن , موهبة تجعل إنسانا من الناس ، بتركيبه الجسمي والعقلي والنفسي والروحي، أقدر على التربية والتوجيه من إنسان آخر , وعلم وخبرة يتعلمها إنسان من الكتب أو من تجارب الآخرين أو من تجاربه هو الشخصية . وفن يطبق به العلم الذي تعلمه بصورة صحيحة تناسب الحالة التي أمامه .
إن المربي ينبغي أن تكون فيه صفات معينة تؤهله لهذه المهمة الخطيرة ، والتي نجملها كالآتي :
1 – أن يحس الشخص الذي يتلقى التربية أن مربية أعلى منه ،و أنه منه – بالطبيعة – في موقف الآخذ المتلقي ، لا في موقف الند ، ولا في موقف أعلى من موقف المربي ، و تلك حقيقة نفسية تعمل تلقائيا عملها في النفوس .
2 – أن يحس المتلقي أن مربية بالإضافة إلى أنه أكبر شخصية منه عنده ما يعطيه .
3– أن يكون المربي – بالإضافة إلى كبر شخصيته وأنه عنده ما يعطيه- أن يكون حسن الإعطاء. في صورة ترغب المتلقي في آن يتلقى ، لا في صورة تنفر  المتلقي منه . والضمان الأول لذلك هو الحب . فما يشعر المتلقي أن مربيةلا يحبه ، و لا يحب له الخير، فسوف لا يقبل على التلقي منه ولو أيقن أن عنده الخير كله . ولكن الحب وحده كذلك قد لا يكفي، فالحب مع اللين هو أفضل شىء يقدمه المربى للشخص الذى يتلقى منه التربيه.
4 – أن يكون عند المربي المقدرة على الاهتمام بالآخرين، والاهتمام بأن يعطيهم ما عنده من الخير.
5 – أن يكون المربي قادرا على المتابعة والتوجيه المستمر، فالاهتمام وحده لا يكفي أن كان اهتمام اللحظة العابرة. ثم ينقطع بانتهاء اللحظة أو انتهاء المناسبة.
6 – أن يكون المربي قادرا على القيادة مع قدرته على المتابعة والتوجيه. والقيادة موهبة توحي للمتلقي أن يتلقى أولا ، وأن يضمن لما يتلقى ثانيا، ثم أن يطيع ثالثا . وبغير ذلك لا يكون للتوجيه جدوى، ولا يتم من عملية التربية شيء.
أن تصدر الأمر هذا وحده لا يكفي ، ولو كان الأمر صحيحا في ذاته، وضروريا في مناسبته، إنما ينبغي أن تكون لذلك القدرة على جعل المتلقي ينفذ ذلك الأمر، وإلا فالنتيجة أسوأ من عدم إصدار الأمر على الإطلاق.
فطفل واحد يتربى في حاجة إلى هذه الخصال الست ،  كاملة متكامله... ولكن شتان في الدرجة بين الطفل الواحد والأمة الكاملة. كلما زادت رقعة التربية ، وزاد عدد المتلقين كانت الدرجة المطلوبة من هذه الخصال أكبر.
فكل إنسان قد يصلح – جوازا – أن يكون مربيا في حدود بيته و أطفاله ، ولكن تربية أربعين طفلا في فصل من المدرسة مهمة تحتاج إلى موهبة أكبر ، وإلى قدرة من الخصال المطلوبة أكبر ، إلى علم وتجربة أكبر .
أما قيادة جماعة من البشر ، فهي في حاجة إلى شخصية غير عادية ، موهوبة ومدربة، وذات خبرة تقدر على توفير مطالب التربية لهذه الجماعة . وأما قيادة أمة، فالأمر أخطر بكثير من قيادة جماعة ، وأحوج بكثير إلى مزيد من الخصال الست المطلوبة .......فما بالك بقيادة البشرية ؟ ولقد أعد الله تبارك وتعالى رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) وهيأه لهذه المهمة الصعبة .
ولكي نعيد بناء الأمة على غرار الجماعة الأولى التي أنشأها رسول الله (صلى الله عليه وسلم ) ينبغي بل يتوجب علينا أن نقتفي أثره ( صلى الله عليه وسلم ) في السلوك والمعاملات ونتأسى بسنته ونهتدي بهديه في تربية الناشئة ، التربية الصحيحة والسليمة , ولهذا الغرض سوف يصحبكم معنا في هذا الباب " المنهج النبوي في تربة الطفل " من خلال نمادج وصور في التربية الإسلامية والتي سوف نقدمها لكم عبر حلقات متكاملة ومترابطة .
الحلقة الأولى : بناء الشخصية الإسلامية.
لقد اهتم الرسول صلى الله عليه وسلم) بتربية الأطفال وبذل العناية البالغة باحياء الشخصية فيهم منذ الصغر . يحترمهم ويكرمهم حسب ما يايق بهم من درجة تكاملهم الروحي . وكان يسعى لاحياء الشخصية الفضلة فيهم قدر المستطاع .
وعلى سبيل الذكر ، نذكر نمادج من سلوكه ( صلى الله عليه وسلم ) في تربية أولاده وأولاد المسلمين أيضا .
روي عن أم الفضل زوجة العباس بن عبد المطلب- مرضعة الحسين رضي الله عنه – قالت : " أخذ مني رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) حسينا أيام رضاعه فحمله، فاراق ماء على ثوبه، فأخذته بعنف حتى بكى فقال ص : مهلا يا أم الفضل، إن هذه الأراقة الماء يطهرها، فأي شيء يزيل هذا الغبار عن قلب الحسين؟"
إن مرضعة الحسين ترى في البلل الذي أحدثته على ثوب جده شأنه في ذلك شأن سائر الأطفال عملا منافيا، ولذلك فهي تأخذه من يد رسول الله "ص" بعنف في حين أن ذلك يخالف سلوك النبي "ص" مع الأطفال ومع فلذة كبده الحسين بصورة خاصة.
فالطفل الرضيع يدرك العطف والحنان، كما يدرك الحدة والغلطة بالرغم من ضعف روحه وجسده، ولذلك فهو يرتاح للحنان ويتألم من الغلطة والخشونة إن الآثار التي تتركها خشونة المربي في قلب الطفل وخيمة جدا، بحيث أنها تؤدي إلى تحقيره وتحطيم شخصيته وأن إزالة هذه الحالة النفسية من الصعوبة بما كان. ولذلك فإن الرسول "ص" يقول لمرضعة الحسين رضي الله عنه إن ثوبي يطهره الماء، ولكن أي شيء يزيل غبار الكدر وعقدة الحقارة من قلب ولدي؟
هذه الرعاية التربوية نفسها كانت تنال أطفال المسلمين بصورة عامة. فقد كان ينبه الآباء إلى واجابتهم في الحالات المناسبة.
فقد جاء في الحديث :" وكان "ص" يأتى بالصبي الصغير ليدعو له بالركة أو ليسميه ، فيأخذه فيضعه في حجره تكريمة لأهله. فربما بال الصبي عليه فيصيح بعض من رآه حيث بال. فيقول "ص" لا تزرموا بالصبي فيدعه حتى يقضي بوله. ثم يفرغ من دعائه أو تسميته. فيبلغ سرور أهله فيه، ولا يرون أنه يتأذى ببول صبيه  فإذا انصرفوا غسل ثوبه
في هذا الحديث ثلاث نقاط جديدة بالملاحظة
الأولى : إن رسول الله " ص" كان يستغل جميع الأساليب والوسائل لاحترام المسلمين وتكريمهم ، ومن ذلك احتضان أطفالهم الرضاع بكل حنان وعطف ومعاملتهم بالشفقة. فأحد أهداف النبي في عمله هذا هو تكريم أولياء الأطفال كما ورد التصريح بذلك في الحديث : " تكرمة لأهله "
الثانية : إن الطفل يبول طبقا لحاجته الطبيعية وأداء لعمل فطري ، ولا يدرك في عمله هذا استحسان المجتمع المجتمع أو استياءه.وذلك فإن الرسول
"ص" يقول : لا تغلطوا معه ولا تمنعوه من القبول، دعوه حرا ولا شك في أن إجبار الطفل على إمساك ما تبقى من بوله يخالف القواعد الصحية
الثالثة : إن خشونة الوالدين وغلطتهما تؤدي إلى تحقير الطفل وإيذاءه وأن الانهيار النفسي للطفل يؤدي إلى نتائج سيئة طيلة أيام العمر . فعلى الراغبين في تنشئة أطفالهم بصورة صحيحة أن يأخذوا من إثارة غبار التألم والاستياء في الضمير الباطن لهم .

المصدر: شبكة عدوية الاسلامية
YasserTawakol

ياسر توكل

  • Currently 83/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
28 تصويتات / 636 مشاهدة
نشرت فى 1 يناير 2011 بواسطة YasserTawakol

ساحة النقاش

yasser tawakol abd_ellatif mo7ammd

YasserTawakol
العقاب العربى
»

تسجيل الدخول

ابحث

عدد زيارات الموقع

597,413