أنين الروح

 

هَلْ أكتبُ الشِّعْر أمْ أشْكُو لأَوزَاني

أَسْتنْطقُ النَّأيَ حينَ الآهُ تغْشاني

 

نبضُ الفؤادِ عَلى درْبِ النَّوى عَلِقٌ

في غُرْبتي ذكرَيَاتي  نبْضيَ الثَّاني

 

ما عدْتُ أرْجُو سِوَى لُقيا تُهَدْهِدٌني

وعِطْر أمِّي وصَوتًا ليسَ ينْسَاني

 

أمَّاهُ  كلِّي  وكلَّ السَّعدِ   مَنطقُها

حُروفُ إسمي بِسمْعي عذب ألحانِ 

 

ومَبْسَمُ الثَّغر سحْرُ الرُّوحِ يجمَعُنِي

مِنْ دَرْبِ  تيهٍ فأمِّي كل  أوَطَانِي

 

طَالَ الزَّمانُ و طَال البُعدُ يا شجَني

إنِّي الكَلِيمُ  أُعَاني  شوقَ  خِلَّاني

 

مَاذَا اقْتَرَفْتُ وكيْف الحَرفُ يُسعِفني

لِوَصْف شوقِي ،أنينُ  الرُّوح أبْكَاني

 

يَطولُ سُهْدي وَيخْبو نورُ  أمْنِيتي

لَيْلِي   ترامَى     بأحْلامٍ   وتِحْنانِ

 

تالله  أنَّى  لِجِسمٍ   عاشَ  مغْتربًا

أنْ يَحُضنَ الأمْن أو يحْيَا كَإنْسانِ

 

شَطْرانِ  دومًا  أنا والرُّوحُ في قلقٍ

السِّجن لي غُربتي والبعدُ سجّاني

 

عِشْرونَ عامًا ونبْضُ الوَقْتِ يعْرِفُني

ويَشهدُ  اللهُ أنِّي  صُنتُ  إيمَاني

 

والعَامُ  يمْضِي عَلَى مهْلٍ فأكْتُبُنِي

عَلى قَرَاطيسَ صبرٍ خوفَ خذْلاني

 

تمَضِي الحَياةُ  ولا زالتْ  تُداعبُني

طُفولتِي   وسنِينٌ  نبضُها  حانِ

 

لازِلتُ  أرْنُو إلى   الأطْيَاف   أطلُبها

تَجْتاحُتي  رغبةٌ في طيِّ  أزْمَاني

 

تُغْري شَغافي دُروبُ الوَصلِ أسلُكُها

بِوَجدِ قلْبي  فأَنْسَى البعْدَ ،أنْسَاني

 

أرَى كأنِّي   أَمَامَ   البَابِ     أطْرُقهُ 

يَدِي تَحِنُّ   لِطَرْقِ   البابِ في  الآنِ

 

رُوحِي تحِنُّ  ولكِنْ  كيْفَ  أُُنصِفُها

بِدفْءِ حُضْنٍ ، أبي يا بُرْءَ أشجاني

 

تَجْتاحُني   رَغباتٌ  ليْسَ   أمْلُكها

وَلَيْسَ أمْلكُ  فَيها   نبْضَ  عِصْيانِ

 

فالمُبعَدُون عِنِ  الأوْطَانِ  يَقْصِمُهُمْ

شَتَاتُ    فِكْرٍ  وإحْساسٌ  كَبُرْكانِ

 

لَوَلا دُعَاءٌ  يٌحِيطْ  القَلبَ  يَحْفَظُهُ

وَذكْرياتٌ ***  وآياتٌ ***  بِقُرْآني

 

لَعِشْتُ  دَهْرا كَمَا الأمْواتِ  يَنْدُبٌني

أهَلِي   وَلا نِلْتُ    آمَالاً    لِحِرمَاني

 

نورا الواصل