قصيدة بعنوان( استنفار الأقلام) بين عامٍ وعام
تتمادى في ظلمِها الأيَّامُ
فتزيدُ الأحزانُ والآلامُ
وجراحٌ تمدَّدتْ وتوالت
فتداعت من هولِها الأجسامُ
هو عُمْرٌ يمرُّ والناسُ كلمى
وشهورٌ تمضي ويرحلُ عامُ
فمتى تبرأ الجراحُ فنشفى
ومتى بيننا يعمُّ السلامُ
أيُّها الراحلُ الشقيُّ تعجَّلْ
بانتظارِ الجديدِ نحن قِيامُ
نتمنى أن تشرقَ الشمسُ ليلاً
ومع الفجر تبزغُ الأحلامُ
ومع الصبحِ في الضحى نتلاقى
ونغنٍّي فتسقطُ الآلامُ
*******************
مرَّ عقدٌ من الزمانِ ثقيلٌ
أثقلته الهمومُ والآثامُ
وجحيمُ الحربِ الضَّروسِ وفقرٌ
ودماءٌ تجري وعيشٌ حرامُ
ولهيبٌ في كلِّ بيتٍ وقلبٍ
وسعيرٌ من نارِها وضِرامُ
ودمارٌ في كلِّ حيٍّ ودربٍ
وخرابٌ من فِعلِها وركامُ
بئسَ خطبٌ طغى وجارَ علينا
فإذا نحنُ بعد عقدٍ حُطامُ
******************
أيُّها الشاعرُ المحلِّقُ دوماً
في فضاء المنى لديكَ مَقامُ
طِرْ بنا فوق بؤسِنا وشقانا
عبرَ شعرٍ يأتي به الإلهامُ
شاعرٌ أنتَ مُلهَمٌ وفطينُ
ألمعيٌّ فحْلٌ ذكيٌّ هُمامُ
ثمَّ يا شعرُ بُثَّ فينا الأماني
قبلَ أن تخطِفَ المنى الأوهامُ
وقبيلَ الغروبِ أقبِلْ علينا
قبل أن يسرقَ الضياءَ الظلامُ
وأنثر الحبَّ في رُبانا ربيعاً
مُزهراً قد أتتْ به الأقلامُ
فيجيءُ المساءُ حلواً لطيفاً
ليلُهُ مُقمِرٌ وناسٌ نِيامُ
ثمَّ يأتي يومٌ بهيٌّ جميلٌ
مشرقٌ في وجوهِنا بسَّامُ
وغَدٌ هادئٌ رقيقٌ لطيفٌ
تتهادى من لطفِهِ الأنسامُ
هكذا تصبحُ الحياةُ نعيماً
حين يحلو مع القريضِ الكلامُ
**********************
فمتى سوف يُثمِرُ الشعرُ فعلاً
واقعاً يستفيدُ منه الأنامُ
ومتى الشمسُ سوف تشرقُ فينا
ثمَّ يمضي من السماءِ الغمامُ
وتصيرُ الأيَّام أنقى وأحلى
وإلى عهدها تعودُ الشآمُ
المهندس : سامر الشيخ طه
