المصدر: مقتطفات من كتاب: عبودية الكراكيب/ ترجمة: مروة هاشم/ المؤلفة: كارين كينج ستون/ دار شرقيات للنشر.
ترتكز طاقة كل وجه من أوجه حياتك في محيط الفراغ الذي تعيش فيه، لذلك فإن تخلصك من الكراكيب الموجودة لديك يمكن أن يُغَيَرّ من وجودك ككل.
نظم حياتك:
تقول مؤلفة الكتاب:
"في الثمانينيات، كنت واحدة من الانبعاثيين المحترفين في المدينة لندن، والانبعاث هو طريقة للتخلص من الحواجز الداخلية عن طريق التنفس العميق، وقد كنت بارعة في حث الأشخاص على مساعدة أنفسهم بأن اقترحت التخلص من الكراكيب كشئ إضافي للبعض من عملائي؛ وخاصة الذين يعانون من الاختناق في حياتهم.
وبالتأكيد فإنهم خلال قيامهم بعملية تصنيف الأشياء التي تنتمي إليهم، كانوا يتقدمون بخطوات فعلية نحو التمعن في أنفسهم. وبالنسبة للحالات العنيدة، فإنني أخبرهم في آخر الجلسة أن الجلسة القادمة ستكون في منازلهم وليس في منزلي. وأعتقد أن إدراكهم للفرق بين منزلي ومنازلهم، كان يشعرهم بالخجل من اقتراحي ذلك.
ومن بين عملائي الذين استغرقوا وقتاً طويلاً، كانت فتاة شابة تتماثل للشفاء من تعاطي المخدرات. وبعد أن حدث لها عدة انتكاسات، قررت أن اتخذ معها إجراء حازماً. فرفضت أن أعمل معها ثانية إلا إذا قمنا بإجراء جلسة في منزلها، وأظهرت التزامها بأن تتخلص من عادتها عن طريق جعل منزلها مكاناً يصلح أن نقوم فيه إجراء الجلسة. ولقد كان ذلك الشئ قاسياً جداً عليها لكى تقوم به. إن فقدانها لاحترام الذات خلال السنوات الماضية، جعلها تعيش فيما يشبه المستنقع. ولكنها بدأت تعمل على ترتيب المكان بإدارة وحماس، واستطاعت أن تنتصر، وتدعوني إلى منزلها بعد بضعة أسابيع. وبدا من الواضح جداً في المكان مدى الجهد الذي قامت به لكي تجعله على هذه الصورة الحالية، وأيضاً مدى التغيير الذي حدث لها في هذه الأسابيع . وقد شهدت الجلسات العلاجية القليلة التالية تقدماً عميقاً بالنسبة لها.
وبعد عدة أعوام لاحقة، قابلتها بالمصادفة في أحد الأماكن العامة، ولم استطع التعرف عليها لأول وهلة. فقد كانت امرأة جميلة مشرقة تمتلئ حياتها بالحب والسعادة، ولديها مهنة ناجحة تمارس من خلالها العمل الذي كانت تحلم به دائماً. لقد بدأت تلك الجلسات. وأخبرتني أنها لم تعد ثانية إلى المخدرات، لأنها استطاعت أن تقوم بإعادة تنظيم حياتها، حينما تخلصت من الكراكيب".
أنت ومنزلك:
إن السبب وراء اعتبار التخلص من الكراكيب وسيلة فعالة جداً هي حدوث تغييرات فعالة في عالمك الداخلي. بمجرد قيامك بترتيب عالمك الداخلي. إن كل شئ حولك، وخاصة محيط منزلك، يعكس ذاتك الداخلية؛ فأنت عندما تُغَيَرّ شيئاً في منزلك، فإن ذلك يفتح المجال لحدوث أشياء جديدة في حياتك، يخلق تناغماً أكثر في حياتك، كما يخلق مساحة لفرصة جديدة رائعة يمكن أن تأتى إليك.
لا تتردد في البدء:
تقول مؤلفة الكتاب:
"لقد تأثرتْ واحدة من السيدات اللاتي حضرن واحدة من ورشات العمل التي أقمتها، لدرجة أنها عادت إلى منزلها، واتصلت بمتجر صغير للأشياء المستعملة، وأخبرته أنها تحتاج إلى شاحنة لكي تضع فيها مخلفاتها. تخلصت من الاستريو القديم والمدخنة وأكوام الخردة الموجودة لديها... تقريباً كل شئ عدا بعض ملابس خزانة ثيابها. وبقيامها بذلك تكون قد أطلقت سراح حجم هائل من الطاقة التي كانت محتجزة حول هذه الكراكيب، وخلقت مساحة لشئ جديد قد يأتي. وبعد أسبوع أرسلت لها والدتها شيكا بريدياً بمبلغ ثمانية آلاف دولار؛ فتوجهت على الفور لشراء استريو جديد وثياب رائعة وكل ما رغبت في شرائه.
وأخبرتني أن ذلك الشيك كان مفاجأة غير متوقعة، فمنذ عشرة أعوام لم ترسل إليها والدتها أية أموال، وأنا بالطبع لا أنصح أن يقوم كل شخص بذلك، ولكن بالتأكيد أن ذلك قد أفلح مع تلك السيدة.
وهذا خطاب آخر تلقيته من تُدعى سوزان براون تعيش في ايرلندا، قرأت سوزان كتابي، وقامت بعملية التخلص من الكراكيب بطريقة أشمل:
" استمعت إليك اليوم وأنت تتحدثين في المذياع، وقررت أن اكتب إليك وأخبرك أنني سأنتقل من منزلي غداً، والشئ الوحيد الذي سوف أخذه معي بخلاف زوجي وأطفالي ونباتاتي المفضلة وحيواناتي، هو كتابك، بالإضافة إلى الشموع والبخور والجرس.
فلقد حدثت لي أشياء كثيرة رائعة منذ أن وقع كتابك في يدي منذ ثلاث أشهر مضت بدأت خلالها في خلق مساحات رحبة عن طريق التخلص من الكراكيب. قمت بتدوين تلك الكراكيب في قائمة، ووجدت أنني في أسبوعين تخلصت مما يقرب من مئة شئ لم أكن استخدمها. ولكي لا أطيل عليك، فلقد تمكنا من تحقيق حلمنا في شراء منزل جديد وبيع منزلنا الحالي، كما وضعنا مبلغاً في البنك كوديعة، حيث استطعنا، ببذل القليل من الجهد، التخلص من الكثير من المشاكل التي كان من المستحيل إيجاد حل لها !!"
وقد كتب لي شخص آخر لي قائلاً:
"لقد قرأت كتابك... والآن أوشكت على الانتهاء من التخلص من معظم الكراكيب التي لدي، وأريد أن أقوم بتطبيق عملية خلق المساحات الرحبة بطريقة كاملة. ومنذ بدأ التخلص من الكراكيب من حوالي أسبوعين، فزت ثلاث مرات: مرتان من خلال عجلة الحظ؛ وواحد في اليانصيب. ونادراً ما كنت أفوز في مثل هذه الأشياء. أعتقد أنه من الصعب أن يكون ذلك مصادفة!!"
ساحة النقاش